وما يعتبر غريبا ومرفوضا هو محاولة البعض وللأسف المفكرين المثقفين منهم نفي تلك المسلمات نفيا قاطعا لا يوجب النقاش بحد زعمهم مستشهدين بمؤلفين معاصرين لبعض الكتب اعتمدوا الدليل العقلي البحت لاغين البرهان العلمي الإلهي والنبوي وكأن ما جاءوا به هو الحكم الفصل الذي يجب أن تسير عليه كل البشرية , متناسين قول العزيز " واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
ازدهرت في زمننا هذا تجارة المنافقين وراجت بضاعتهم، وكثر أتباعهم، وتظاهروا بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب,يقول الله تعالى:" وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ "(204)سورة البقرة .
لا شك أنه في وقت الفتن تنشط الدعاية وتكثر الإِثارة وهنا يأتي دور الإِشاعة.ومن المعلوم أن التثبت مطلب شرعي لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) سورة الحجرات- ويقول عليه الصلاة والسلام: " كفى بالمرء إثماً أن يحدّث بكل ما سمع" ، ولذلك حرص سلفنا الصالح على التثبت والحذر من الإشاعات ، وقال عليه الصلاة والسلام:" إنه سيصيب أمتي في آخر الزمان بلاء شديد لا ينجو منه إلا رجل عرف دين الله فجاهد عليه بلسانه وقلبه ", وقال عمر رضي الله عنه:" إياكم والفتن فإن وقع اللسان فيها مثل وقع السيف",فالعلم الشرعي مطلب مهم في مواجهة الفتن حتى يكون المسلم على بصيرة من أمر دينه وإذا فقد المسلم العلم الشرعي تخبّط في هذه الفتن ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" إذا انقطع عن الناس نور النبوة وقعوا في ظلمة الفتن وحدثت البدع والفجور ووقع الشر بينهم ".
لذا وجب تبيان الحق في هذه المسالة التي تمس أحد المسلّمات الهامة ,والرد على من ينكر عذاب القبر ونعيمه والذين يقدمون إعمال العقل على النقل ولو كان صريحا في القران صحيحا في السنة, وهنا لا نقلل من شأن العقل ولا من قدره بل نثبت أن نور الوحي لا يطمس العقل بل يزكيه ويقويه بشرط ألا يتعدى العقل قدره وطوره ولا يجعل من ذاته إلهاً حاكما على النص القرآني الصريح والنص النبوي الصحيح وإلا لو كان العقل المعيار الأوحد لصار الدين ألعوبة بين العقول.
ربما يقبل عقلك دليلا يرفضه عقلي ,هنا لا نستطيع تقليل شأنه ولكن للعقل مجاله ودوره فليبدع في المجال الذي أراده الله تبارك وتعالى أن يبدع فيه فليتدبر في الكون " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(20) العنكبوت," فنحن مأمورون بالتدبر ولكن العقل الذي ينفخ فيه الآن طائفة من البشر ليكون حاكما على النقل الصريح والصحيح من السنة فما يقبله العقل يبرره وما لا يقبله يرفضه ويحاربه هذا النوع من الشبهات مرفوض ووجب محاربته.
العصر الذي حولنا اكبر دليل على قدره العقل للوصول إلى تطور علمي مذهل كان في عداد الخيال منذ سنوات ليست ببعيدة – فعالم الاتصالات والانطلاق بالفضاء وصنع القنابل النووية اكبر دليل على قدرة العقل على الإبداع والتدبر ولكن إذا جعل العقل من ذاته حاكما على صريح القرآن وصحيح السنة حينئذ سنرى العقل في الدرك الأسفل من التفكير والتطبيق ,وان فُصِلَ العقل عن نور الوحي وراح ليختار لنفسه ما يهواه في كافة الجوانب سنرى ما يضحك ضحكا كالبكاء , فهذا عقل يعبد بقرة وآخر يدافع صاحبه عن مصارعة الثيران وغيره عن الدعارة والشذوذ وعقل يعبد صاحبه عضو الذكورة والأنوثة , ويطالب آخر بحرق المرأة مع زوجها بعد الموت وآخر يدافع عن العنصرية اللونية البغيضة وهذا عقل يحث على سفك الدماء وتمزيق الأشلاء باسم الديمقراطية وانتشال الناس إلى ميادين الحرية , وهذا عقل تقول صاحبته تركت التوحيد لان كلمة هو في "لا اله إلا هو" ولماذا لم تكن هي فتصبح "لا اله إلا هي",وهذا عقل يقول لا اختار الله ولا الشيطان كلاهما جدار يغلق لي عيني فهل استبدل الجدار بجدار- وهذا عقل يقتل ابنته وهي حية خشية الفقر أو العار "وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت" . أهذا هو العقل البشري الذي جاء يتحدى نور الوحي الإلهي , قال الله تعالى للحبيب النبي وهو صاحب اطهر وانصع وأصفى عقل عرفته الأرض ومع ذلك يقول له ربه جل وعلا " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"(52)الشورى.
فإذا النبوة لم يَنَلْكَ خيارها فالعقل لا يهديك قطّ سبيلا- طُرُق الهدى محدودة إلا على من أمّ هذا الوحي والتنزيلا- فإذا عدلت عن الطريق تعمّدا فاعلم بأنك ما أردت وصولا – يا طالب درك الهوى بالعقل دون النقل لم تلق فداك دليلا- عِلْمُ العليم وعقل العاقل اختلفا من ذا الذي فيهما أحرز الشرفا- العِلْمُ قال أنا أحرزت غايته ,والعقل قال أنا الرحمن بي عرفا- فأفصح العلم به إفصاحا وقال له بأيِّنا الله في قرآنه اتصفا- هل اتصف بالعليم أم العاقل؟ – فأيقن العقل أن العلم سيده وقبّل رأس العلم وانصرفا.
من أنكر عذاب القبر ونعيمه وقدّم العقل على صريح النقل وصحيحه في القرآن والسنة وادّعى بان عذاب القبر خزعبلات وخرافات ويبني الدليل على ذلك بالعقل والأخذ من مجرد كُتّاب لا عِلْمَ لهم بالفقه أو بالحديث الشريف وسنده فيقول انه من علم الغيب وان الرسول إنسان ولا يعلم الغيب فليقرأ قول الله تعالى "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة (السنة)- وقوله تعالى وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا – وقوله سبحانه وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا.
حياة القبر هي حياة البرزخ- وهي تختلف بكل قوانينها عن حياتنا البشرية قال تعالى " وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ(97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون.
قال ابن القيم أن الله تعالى جعل الدور ثلاثا دار الدنيا والبرزخ والقرار- وجعل لكل دار أحكام تختص بها- فجعل أحكام الدنيا تسري على الأبدان (كالصلاة والصيام والحج وغيرها من سائر الأعمال) والأرواح تبعا لها, إما بالسعادة والفرح والرضا والحزن والضيق والكبت وغيرها- فكل عمل يتبعه حالة نفسية تتوافق مع جنس العمل- وجعل الأحكام في دار البرزخ بعد الموت تسري على الأرواح والأبدان تبعا لها- قال تعالى "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً(85)الإسراء
" فإذا كان علم الروح لا يعلمه إلا الله فلا استغراب كيف يُنَعَّم أو يُعَذّب من مات حريقا لان النعيم والعذاب في الأصل على الروح والبدن تبع له وقياس على ذلك من لم يوجد له بدن بعد موته كمن أكلته السباع أو غيره- لا يجب إشغال العقل أن النعيم والعذاب يقع على البدن في حياة البرزخ ولا يمكن على الإطلاق لعاقل فضلا عن عالم أن يقول بان الله جل جلاله يعذب إنسانا في قبره من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة كمن يعذب من مات قبل قيام الساعة بساعة هذا ظلم يتنافى مع عدل الله جل جلاله- بل إن أهل السنة والجماعة متفقون على أن الله لا يعذب من شاء الله له بقبره إلا على قدر ذنبه ومعصيته بل إن أهل العلم من قال إن العذاب أو ما يتعرض له من أذى في القبر إنما هو من المكفرات لذنوبه وخطاياه – وما ربك بظلام للعبيد- والأحكام في دار القرار(الجنة أو النار) تسري على الأبدان والأرواح معا- وسر المسألة لأصحاب العقول الذين يقدمون العقل على النقل أن نور القبر وناره وسعة القبر وضيقه ليس من جنس المعهود لنا في عالم الدنيا من النور والنار والسعة والضيق- ولكن مشكلتنا أننا نريد أن نُحَكِّم القانون المادي في أمر غيبي لا يعرف كُنْهَهُ إلا الرب العلي- مثال صغير للعقلاء الذين يريدون أن يُحَكِّموا العقل على صريح النقل- قد ينام اثنان في فراش واحد وفي غرفة واحدة ويستيقظ الاثنان احدهما تبدو عليه آثار النعيم والآخر تبدو عليه آثار العذاب على وجهه بل على جسده , هذا ونحن في الدنيا فما ظنك بما يحدث في حياة البرزخ – للأسف بعضهم يريد أن يشوه الحقائق ويلبسوا الحق بالباطل بدعوى العقل والعلم ولكن لا يستطيع احد أن يضر أو ينفع إلا بأمر الله.
قال تعالى " فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ(46)سورة غافر, لو اكتفينا بهذه الآية لصدقنا أمر ربنا ونبينا بسنته المطهرة عندما قال في حديث صحيح" إذا أُقْعِدَ المؤمن في قبره قيل له من ربك فيقول الله ربي ونبي محمد صلى الله عليه وسلم فيقول الرسول هذا قول الله تعالى " يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة" ثم قال نزلت هذه الآية في عذاب القبر – قال تعالى "فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47) سورة الطور-وقال تعالى "ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت و الملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون"(49) الأنعام, وقال" ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون" (21)السجدة,وقال تعالى " نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم "(101) سورة التوبة.
وروي عن الرسول بسند صحيح أن سورة الملك(تبارك) المانعة من عذاب القبر-قال تعالى"تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ,الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ, وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يُعَلِّم أصحابه هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر- هل يوجد أوضح وأصرح من تلك الآيات والأحاديث أم يرغب عبدة العقول أن يفسروا القرآن على ما تشتهيه أهواءهم أو رد السنة النبوية كاملة وكل ما نقل عنها من سند صحيح وحسن-
أما بالنسبة لمن استدل بعدم وجود عذاب في القبر أو نعيم ودليلهم العقلي أنهم في حياة البرزخ يكونوا بموضع الرقود والسكون ويوم البعث هو يوم البداية للحساب في قول الله تعالى " قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ(52)سورة يس,فالجواب واضح وصريح إذ أن يوم البعث يوم لا يشبه غيره ولا يمكن تصوره لعقل عاقل وكلمة "يا وَيْلنا" تدل على هَوْل ما سيأتي إذ يُعَدُّ ما قبله كأنه شيءٌ لا يُذْكَر, قال تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)الحج , وقال تعالى " وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما"(111)سورة طه.
من الحكمة أن نرشد أنفسنا وغيرنا إلى سبيل النجاة من عذاب القبر, وباختصار أن يحقق الإيمان بالله جل جلاله والإتباع الصادق للنبي صلى الله عليه وسلم وان نستقيم على هذا الطريق " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ(30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31)سورة فصلت- وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن القبر أول منازل الآخرة فان نجا صاحبه فما بعده أيسر منه وما لم ينجو منه صاحبه فما بعده أشد منه .
وقول أخير للسيد كشك رحمه الله حين قال مَثَلُ مَنْ يريد أن يُطْفِئَ نور الله كَمَثَلِ من يحاول حََْفر بِئْرين بإبرتين , أو كََمَثَلِ من يحاول إفراغ بَحْرَيْن بغربالين , أو كَمَثَلِ من يحاول غَسْلَ عَبْدَيْن أسودين ليصبحا أبيضين, ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
10-07-11, 08:37 PM
( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ *)) . سورة الروم آية رقم
وعلى البخاري ومسلم
العرض العادي
