الحرب على علماء أهل السنة/ ملفات ساخنة وحقائق خافية
الحزء الأول
بقلم : آملة البغدادية
مقدمة
إن ما جرى وما يزال يجري من حملات شعواء على علماءنا الأجلاء بعد غزو العراق وإلى يومنا هذا ليس حادثاً طارءاً وأزمات مفاجئة وليدة التوتر في المنطقة، إنما لهذه الحملات المتتالية مقدمات وأسباب، وإن التصعيد في الاعلام الذي ظهر في الخطاب السياسي بين إيران والدول العربية وخاصة السعودية لم يأتي من فراغ بل له أصل، وكما يقال أن ( لا دخان بلا نار ) . أفلا تستدعي مـِنّا هذه الأحداث السؤال متى بدأت ولماذا ومن أين يصدر الدخان والى أين يتجه ؟
وهناك أسئلة أخرى تفرض نفسها، هل هذه الحملات نتيجة عقيدة فكرية تكفيرية لعلماء أهل السنة ؟ وهل تقوم إيران بالتعامل مع الموضوع بحكمة من موقع مرجعية الشيعة كافة إليها دينياً وسياسياً كتطبيق لولاية الفقيه المنهج الأمثل لحكم آل البيت كما يدعون ؟ أم أن ردودها تنطلق من ذاتيتها التي لها أبعاد شعوبية قديمة قادتها بلباس عربي وعمامة صفوية ؟ وأين جهود مؤتمرات التقريب بين المذاهب التي تعمل منذ عقود ؟ ولماذا بعد الغزو نرى هذه الحملات ولم نراها قبل ؟ ،،،
والسؤال الأهم الذي يجب أن يُطرح بقوة : هل لشيعة العراق دور فيما يجري ؟
أسئلة كثيرة تحتاج لإجابات موثقة، ولأننا آمنـّا بأن الإيمان قول وعمل، وأن الجهاد في زمن الاعتداء على العقيدة والبلاد هو بالقلم كما بالسلاح مع علمنا بأنه لا يساويه فالفضل للجهاد المسلح كبير لا يُقارن . أضع أمام القاريء ما وجدته من خيوط تربط بعضها ببعض بوهن كأنها خيوط العنكبوت، لا تكاد تُرى، ولكنها شباك تحيط بنا تتحين الفريسة لديمومة صانعها . ليست عمليات الاصطياد هذه بفعل فطري سليم كوسيلة للدفاع بل هو للبقاء، فكل ما يخالف جنسه يعتبر عدوه، وهنا خالف حتى قانون الغاب .
الجزء الأول
"حقائق تهيئة المد الشيعي الفارسي في الوطن العربي"
في موضوعي هذا أسلط الضوء بعون الله تعالى على بعض الحقائق التي تكشفت بعد نزع قناع التقية في العراق بعد الاحتلالين الأمريكي والإيراني الأسود الذي توغل في كل الزوايا حتى في أبسط الأماكن وبين الفقراء من العامة الذين باتوا عيون رصدت ترصد كل مجاهد وكل عابد صالح، وأصبحوا مع باقي الأدوات البشرية خيوط تحاصر فريستها ليبدأ المستفيد بوظيفته بوحشية ، وأضع أدناه الحقائق الهامة لمن لم يفهم ما يجري اليوم ، ولِمن فهم ولم يفعل حيالها شيء يُذكر ، لعل وعسى .
الحقيقة الأولى : التشيع تخريب لا تهذيب .
بدأت فارس منذ بداية التشيع بدس متأسلمين غرضهم إلحاق الأذى بالعرب حقداً على دينهم الوثني وإزالة ملكهم الكسروى والتاريخ الإسلامي يشهد على مر عصوره، وهذه نتيجة عقدة نفسية متأصلة من أكبر مظاهرها هو الحقد هذه الصفة التي تميز الفارسي التي تدفعه للغدر لذا فلا عجب أن قلنا أن هذه الحرب بدأها علماء الشيعة الإمامية وهم من فارس التي تشكو أصلاً من مجموعة عقد شكلت التشيع على مقاساتها فتحول من مجرد محو دين الإسلام كهدف كما خطط له اليهودي أبن سبأ في البداية إلى محو دين وتخريب أرض وحرث ونسل بل وحتى تخريب تاريخ كتشيع إثنا عشري، وكل هذا بفعل مَرضي معقد ناتج من تأصل وتملك الشعور بالاضطهاد من النفس الفارسية مع الانفرادية العنصرية السلبية التي يمتاز بها الفارسي فأصبح الشيعي جنس عدواني يستعمل العنف المبرمج لإثبات الذات . وقد تجلت هذه النفسية بوضوح في العراق بعد احتلاله من قبل إيران العدو الأخطر .(1).
لقد عملت إيران على نشر جنودها السريين في الوطن العربي والذي ينطبق عليه وصف الطابور الخامس لزعزعة المنطقة الغنية بالثروات والمتينة بالعقيدة والتي فـَشِل اختراقها بالوسائل العسكرية من قبل المحتلين على مر العصور والذي أُزيح بالمقاومة الشعبية بقيادة علماء الدين، فكان الاختراق الفكري العقائدي هو الأنجح مستغلة كل الأمور الحساسة مذهبية وسياسية وجغرافية، وكانت وسائل الاختراق وأدواته هي عوام الشيعة وعلماءهم واهمين بأنهم جند الإمام (المهدي المنتظر) وإن ما يقومون به هو الجهاد المقدس وإثبات الولاء لآل البيت .
الحقيقة الثانية : العراق قاعدة لنفوذ إيران في الوطن العربي
الكل بات يعلم أن غزو العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ما كان له أن ينجح لولا مساعدة إيران لها وكذا في أفغانستان، هذا ما صرح به الوزير الأسبق الأبطحي، لذا فإن العنف لا يمكن له أن يتوقف ما دامت إيران في العراق باحزابها وجهازها (إطلاعات)، ولن يتوقف لأن إطماع إيران كبيرة في الوطن العربي وما دامت عقائد التشيع الإثنا عشري تعتمد على التكفير وحليـّة دماء وأموال وأعراض مخالفيهم وهم أهل السنة بمجموعهم الذي يبلغ مليار ونصف المليار، وأقول لن يتوقف العنف ما لم يواجه بطرق جدية سريعة من كل الأطراف حكومات وشعوب .
إن قرار حل الجيش العراقي منذ أول يوم للغزو لم يكن إلا لإحلال قوى عسكرية عميلة لإيران، وقد تم ذلك بتشكيل أجهزة أمنية جديدة بعناصرها وبإشراك العديد من ذوي السوابق الإجرامية ومن جُهال الشيعة ومنحهم رتب بلا ضوابط مقابل خدماتهم وتقصي أهل السنة لعدم ولائهم لإيران ، وإن أشركتهم بعد ضغوط فهي تتخلص منهم بتهم ملفقة أو باغتيالات يغيب القضاء فيها كل مرة . إن هذه الأجهزة الأمنية هي مَن تشعل النيران في الشارع العراقي حسب المصلحة الفارسية وإن احترقت بها ، وهذا ما نرى آثاره ونتائجه جلية في الصدام بين الأحزاب الشيعية وما يحدث من تصعيد للعنف الذي هو دليل التنافس بينهم على البقاء، وهو وراء ما يحصل من تقلبات سياسية وديموغرافية في بغداد والمحافظات، وما التهم التي تكيلها لدول عربية لسبب العنف هي محاولات بائسة باتت مكشوفة، ولكن العلم بها لن يكون ذا فائدة ما لم تُتخذ إجراءات جدية بشأنه من قبل الحكام العرب وإما طريقة الحلول الدبلوماسية المائعة لا تعني لدى إيران سوى إشارات خضراء للتمادي .