البحث بقلم الأستاذ ( ياس )
منقول من منتديات أهل السنة في العراق
معروف عن الرافضة خبثهم ومكرهم في النقل والاحتجاج والمجادلة،ودائماً مايعمدون الى المتشابه من القول ،أو يخوضون بكل ما هو شبهة ،فهم على تربص دائم بكل مايخرج من أفواه علماءنا الابرار ، وبكل ماتسطره أناملهم الكريمة في كتبهم ،فيبدأون بالبتر ،والقص ،والتقول ،والتدليس والافتراء ،على المشايخ والعلماء الافذاذ ،وذلك من أجل : تحقيرهم بأعين الناس ومحبيهم ،كذلك ليستمروا على ماهم عليه من الغي والضلال،وكذلك لإلهاء أهل السنة في أنفسهم حتى لايفتضح باطلهم بصيحات الحق المزلزلة لأركانهم...
ومن صيحات الحق تلك...
صيحة الالباني -رحمه الله- ذلك الجبل الشامخ شموخ الجبال الراسيات ..والذي زلزل أركانهم وبنيانهم وفضح كذب كبيرهم عبد الحسين الموسوي صاحب كتاب "المراجعات" الذي ادعى إجماع أهل السنة في أن سبب نزول آية (إنما وليكم الله ورسوله....)[المائدة:55] هي في علي رضي الله عنه ،فرد عليه الالباني:
"قوله : "وأخرج نزولها فيه أيضاً صاحب "الجمع بين الصحاح الستة" ..." !
قلت : يعني به : كتاب ابن الأثير المسمى بـ "جامع الأصول" ! وهذا كذب عليه ؛ فإنه لم يخرجه هناك ، ولا في غيره من المواطن ، وكيف يخرجه والحديث ليس من شرطه ؟! لأنه لم يروه أحد الستة الذين جمع أحاديثهم في كتابه ، وهم : مالك ، والشيخان ، وأصحاب "السنن الأربعة" ؛ حاشا ابن ماجه !
ثم رأيته كرر أكاذيبه المذكورة : في الصفحة (160) من "مراجعاته" !"[السلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة - (ج 10 / ص 580)].
فأرادوا أن يردوا الصاع صاعين ، وذلك بإتهام الالباني بالكذب !!!فيقولن كيف له ان يقول أن ابن الاثير لم يخرج الرواية وهي موجودة في كتابه (جامع الاصول ) ..فلبسوا الامر على من هم قليلي الخبرة في المناظرة والمجادلة مع الرافضة،ولبسوا الامر على من جهل سبر الحديث واصطلاحات أهله..وقد يذهل الاخ المناظر لذلك الامر ،وربما يحتار في الاجابة..
والرد على تلبيس الرافضة يكون كالآتي:
قول الالباني -رحمه الله -" فإنه لم يخرجه هناك ، ولا في غيره من المواطن"
نقول أن هذا الكلام ليس محمولاً على أنه لم يذكره في الكتاب أصلاً، ولا يمكن حمله على ذلك المعنى ! وإلا لكان قد استعاض عنها بعبارة "أنه لم يذكره هناك "، فهي أقوى وأظهر وابلغ بالنفي.
وقوله "فإنه لم يخرجه" ؛ والتخريج : هو من مصطلحات الحديث التي يستعملها أهل الحديث ومن تخصصوا في ذلك المجال ،وذلك بعزوهم الرواية الى أصلٍ جاءت عنه مسندةٍ والكلام فيها سلباً أو إيجاباً.
قال الحافظ السخاوي (رحمه الله) في :"والتخريج: إخراج المحدث الأحاديث من بطون الأجزاء والمشيخات والكتب ونحوها، وسياقها من مرويات نفسه أو بعض شيوخه أو أقرانه أو نحو ذلك، والكلام عليها وعزوها لمن رواها من أصحاب الكتب والدواوين".[فتح المغيث بشرح ألفية الحديث"(3/318)].
ومن غير المعقول ، أن نقول أن الشيخ أمضى نصف قرن من الزمان في تحقيقه في بطون الكتب الحديثية؛ولا يعلم أن هناك زيادات في كتاب "جامع الاصول لابن الاثير" وليست من الاصول الستة !! ،أو أن يدعي القول : أنها ليست من شرط الامام ابن الاثير ،وهو لم يطلع على كتابه!..
أو أن يكذب في الاحتجاج والمخاصمة (حاشاه من ذلك)، وهو في نفس الوقت يعلم أن هناك من أهل العلم من انتقد ابن الاثير لنقله لتلك الزيادات .. وهذا مما لايمكن أخفاءه أو الكذب فيه .
وما تكلم به الالباني ماهو الا عن خبرة قل نظيرها في عصره ،إلا أنها ثقيلة على من أصابه جهل مركب.
يقول صاحب كتاب (جهود الشيخ الالباني في الحديث والرواية :الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن صالح العيزري،ص 398):
"من خلال العمل الدؤوب للشيخ الالباني، المستمر أكثر من نصف قرن من الزمن ، في تحقيق الأحاديث، وتخريجها من مصدرها، وتحقيق المخطوطات، أكسبته خبرة ليست بالقليلة في هذا الميدان، وكان في ثنايا تخريجاته يبن أشياء استفاد منها من خلال هذا التحقيق ،يصحح أشياء قد يخطيء فيها بعض الذين اشتغلوا بالتحقيق والتخريج"
وقال ايضا :" يرى الشيخ الالباني أن عملية التخريج لا تتحقق إلا بأمرين:
الاول: تخرج الحديث من مصدره، وعزوه إليه"ص399.
ولمعرفة منهج المحدثين ومنهم الشيخ الالباني في ما يتحقق به تخريج الرواية :
استمع للشريط التالي بصوت العلامة الالباني وقد افرغته تحت الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=m_uGA3TLKco
رداً على السائل:
قال الالباني -رحمه الله-:
"هناك امور دقيقة لايعرفها الا المتعمقون والمتمرسون في هذا العلم مثلا:
قد يكون الحديث في صحيح البخاري ومسلم مختصرا ؛ ثم ياتي بزيادة ولو كانت الزيادة كلمة فيأتي الحديث بهذه الزياد خارج الصحيحين ..فأنا اهتم بتخريج الحديث بهذه الزيادة لان كون اصل الحديث في الصحيحين مايهمني(لايهمني) لانه معروف .
واخرج الحديث بسبب تلك الزيادة التي لم ترد في الصحيحين .
فيأتي المستعجل ممن لاعلم عنده فيقول : هذا وهم من الشيخ :الحديث في البخاري ومسلم ،وانما هو الواهم لان الحديث في البخاري ومسلم ليس بالزيادة او اللفظ الذي انا خرجته ،وانما رواه بلفظ آخر.
ولعل من هذه الامثلة التي انتقدها الرجل الذي تشير اليه : حديث لاحول ولا قوة الا بالله كنز من كنوز الجنة.أنا خرجت الحديث في السلسة بلفظ اكثر أو أكثروا من لا حول ولا قوة الا بالله فانه كنز من كنوز الجنة..فجاء المتعقب وقال : هذا الحديث في صحيح البخاري .وهو مخطيء فالحديث ليس في صحيح البخاري بهذه الزيادة (اكثر أو اكثروا) .فلذلك ماينبغيه من طلاب العلم ان لا يشغلوا اوقاتهم بان يقرأوا لكل من هب ودب في العصر الحاضر". انتهى كلام الشيخ
فهذا في الزيادة بكلمة أوكلمتين ليستا في الاصل..فما بالك بروايات كاملة لم ترد في الكتب الستة التي هي من شرط ابن الاثير بالجمع على الاصول الستة !! فمن باب أولى أن تُخرّج ،،وبما أن ابن الاثير ذكرها كما وردت في كتاب رزين العبدري دون تعليق منه، فهذا لايعتبر تخريجاً ..كما يظن الرافضة ،ولو راجعت قول ابن الاثير في مقدمة خطبته لعلمت أن نقله لزيادات رزين على الاصول الستة لا يعد تخريجاً لها،حيث أنه تركها مبيضة دون عزو.. فمنهج الامام قد اتضح جلياً في معرفته وعلمه بطرائق التخريج .
قال ابن الاثير:
"وأما الأحاديث التي وجدتها في كتاب «رزين» ، ولم أجدها في الأصول، فإنني كتبتها نقلاً من كتابه على حالها في مواضعها المختصة بها، وتركتها بغير علامة، وأخليت لذكر اسم من أخرجها موضعًا،لعلي أتتبع نسخًا أخرى لهذه الأصول وأعثر عليها فأُثبت اسم من أخرجها.
وقد أشرت في أوائل الكتاب إلى ذكر أحاديث، من ذلك: أن رزينًا أخرجها ولم أجدها في الأصول.وأخليت ذكر الباقي ليعلم أنه من ذلك القبيل".(مقدمة خطبة الكتاب)
وهذا كلام واضح على انه نقلها دون تخريج ولم يدعي تخريجها..مما حدا بالشيخ الالباني القول : "فإنه لم يخرجه هناك ، ولا في غيره من المواطن"
وهذا هو منهج المحدثين قديماً وحديثاً ،وفهمهم لطرائق العزو والتخريج .
فليس مجرد ذكر الرواية في الكتاب تعد تخريجاً مالم يصرح مؤلفها بذلك، وقد سبق الالباني لهذا الفهم ،قاضي القضاة شرف الدين هبة الله ابن البارزي قاضي قضاة حماه -رحمه الله- في كتابه (تجريد الاصول من أحاديث الرسول ) حيث قال: " وذكر أنه وجد (أي ابن الاثير) في كتاب رزين أحاديث لم يرها في مفردات الاصول التي جمعها ونقل منها فسطر أسماء رواتها وتركها عُطُلاً بلا علامة وقد اقتديت به في هذا الترتيب......." [تيسير الوصول :ابن الديبع الشيباني، ج1، ص3]. وتابعهم مؤلف الكتاب على ذلك أيضاً .
وهذا خير دليل على أنها غير مخرجة من قبل ابن الاثير.
وقد يقال : أن ابن الاثير قد عزاها لمصدرها وهو الرزين بن معاوية العبدري ..والدليل قوله في المطبوع ..أخرجه رزين .
وهذا وهم قد أصاب من به جهل مركب !! فقد يكون مضحكاً بالنسبة للجهابذة واصحاب الصنعة لو أنهم رأوا مثل هذا القول ..إلا أنه يعتبر مشكل على اصحاب العقول البليدة ؛ أمثال الرافضة ومن كان على شاكلتهم.
والجواب على ذلك من وجهين:
أولاَ:إن عبارة (أخرجه رزين ) قد يكون من صنيع من تأخر عن ابن الاثير ،من الذين اعتمدوا على كتاب ابن الاثير. يقول الامام الصنعاني:
"ثم إن ابن الديبع اختصر من جامع الأصول كتابه المسمى تيسير الوصول فصنع صنع الشيخ محمد بن سليمان في نسبة ما بيض له ابن الأثير إلى تخريج رزين فيقول أخرجه رزين وهو خلل كبير وكان الأولى أن يبيض له كما بيض له ابن الأثير وقد نبهت على هذا في التحبير شرح التيسير في محلات كثيرة والحمد لله"[توضيح الافكار: ج1،ص84].
ثانياً : وأذا ثبتت تلك العبارة الى ابن الاثير فهي محمولة على أن مصطلح التخريج عند المحدثين قد يأتي مشابهاً لمعنى آخر هو (الانتقاء والانتخاب) الا أنه لايأخذ حكم التخريج كمصطلح حديثي ،وجمع رزين ماهو الا انتقاء وأنتخاب ؛فبدل ان يقال :أنتقاه وانتخبه الرزين ، نقول أخرجه الرزين ،وهذا هو ما فعله ابن الاثير مع زيادات الرزين التي ليس لها أصل في الكتب الستة (الصحيحين ،والموطأ،وسنن ابي داوود ،وسنن الترمذي،وسنن النسائي).مثال ذلك : تخريج الخطيب البغدادي (رحمه الله تعالى) لـ"فوائد أبي القاسم النرجسي" و"فوائد السراج القاري.
والذي يؤيد هذا أيضاً..قول الامام الصنعاني- رحمه الله- في تعجبه من الشيخ سليمان من أنه ينسب التخريج لرزين في كتابه الذي سماه (جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد).
حيث قال:
" والحال أن رزينا ليس من المخرجين للأحاديث على ما ذكره في خطبته وأن أحاديث رزين بيض لها ابن الأثير فكان عليه أن يبيض لها كابن الأثير او يتتبع مواضع ما يخرج منه فيخرجها فيأتي بفائدة يعتد بها"[توضيح الافكار :ج1،ص83].
وأخيراً استمع لملخص الشيخ ليث العلواني:
http://c.top4top.net/m_318bp5el1.mp3
لذلك فالنتيجة:
ان ابن الاثير لم يخرج زيادات ابن رزين على الكتب الستة،ومنها تلك الرواية التي يتشبث بها الرافضة وهي رواية تصدق علي بالخاتم رضي الله عنه،بل جعلها مبيضة وعُطُلا عسى ان يتحصل مخرجها .
وما عبارة الامام الالباني رحمه الله الا من هذا الباب. لذلك فإنه أختصر العبارة بقوله"فإنه لم يخرجه هناك ، ولا في غيره من المواطن" وبذلك يتضح أن كلمة وعبارة الالباني وهو علامة عصره بدون منازع ؛لا يمكن أن نحملها على انكاره أصل وجود لمثل تلك الزيادة في كتاب ابن الاثير؛ كما تفعله الرافضة واتهامها لهذا الجبل الشامخ بالكذب،بل هم الكذابون المتصيدون بالماء العكر.