السر المستودع فيها .. ماذا يعني ؟!!
حقيقة السر المستودع
أما حقيقة السر المستودع فيظهر لنا من خلال عدة احتمالات نحتملها في كونها هي مفاد السر
المستودع ، ولا تقصد من ان ظهور هذه الاحتمالات يكون بالقطع اليقيني ، كلا فان الأمر أعلى
وأجل من أن يظهره قلم أو يحظر على ذهن كاتب ، أو عالم ، وأنما الأمر يتجاوز المقام ، فان
من الأسرار التي يمتلكها أهل البيت عليهم السلام ما لم يخطر على بال بشر، وكيف لا وهم
الذين اصطفاهم الله تعالى ليكونوا الدالين على مرضاته وهم الصراط الاقوم ، اما هذه
الاحتمالات فلها شواهد ولها قرائن تدل عليها ولا يعني انها هي السر المستودع في فاطمة
عليها السلام بل نترك ذلك للمؤمن لكي يتبحر في عرفان الصديقة الطاهرة سلام الله عليها
عسى ولعل يصل الى حقيقة الأمر ، اما هذه الاحتمالات مع بعض القرائن والشواهد عليها :
1ـ السر المستودع هو المهدي ( عج ) : قد يكون السر هو صاحب الزمان عج الذي سوف
يُظهِر الله الدين كله على يديه في آخر الزمان ، لكون ان الزهراء عليها السلام جدّته ،
وخصوصا نحن نعلم أن الأئمة من ولدها ، فعليه قد يكون السر الذي سوف يُظهِرهُ الله في وقته
هو الإمام الحجة ، ويدل على كون المهدي هو من ولد فاطمة عليها السلام ، في الحديث
المروي عن أبي أيوب الأنصاري والذي من جملته كان الخطاب لفاطمة عليها السلام ...
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... « ومنا سبطا هذه الأمة وسيّدا شباب أهل الجنة
الحسن والحسين وهما أبناك ، والذي نفسي بيده منا مهديّ هذه الأمة وهو من ولدك ».
2ـ وقد يكون السر المستودع أشارة الى ان ولاية الله تعالى سوف تكون في ولد فاطمة وان
الأئمة المعصومين منها سلام الله عليها ، وقد وردت عدة شواهد روائية تدل على أن الأئمة
من ولد فاطمة عليها السلام وان الولاية فيهم والإمامة منحصرة في وجودهم المبارك وهذا ما
اثبته القرآن الكريم والسنة الشريفة ويكفي في اثبات ولايتهم ما جاء في كتاب الغدير للعلامة
الاميني ، ولكن ننقل لك بعض الشواهد في هذا الأمر المهم والتي كان منها ما جاء عن أمير
المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل قال : " إن الله عز
وجل نظر إلى الأرض ثالثة فاختار منها أحد عشر إماماً ... وأمّهم فاطمة ابنتي ".
3ـ السر المستودع هو أمرهم كما في بصائر الدرجات عن الصادق عليه السلام : « إن أمرنا
هذا مستور مقنع بالميثاق من هتكه أذله الله ». وعنه عليه السلام : « أن أمرنا هو الحق
وحق الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن وهو السّر وسّر السّر وسّر مستسر
وسّر مقنع بالسر ».
فالزهراء بما أنها أم الأئمة وهي حجة الله عليهم وانها مفروضة الطاعة على جميع البشر
كما ورد ذلك في الاحاديث المأثورة تكون الأسرار التي مودعة فيها معروفة عند الأئمة وهم
يحافظون عليها وقائمون بمقتضاها ، أو تعلقاتها أو تبليغ دواعيها ومحافظين على هذه
الأسرار ولا يظهرونها لأحد إلا من كان محتملاً لعلمهم واسرارهم ولذلك ظهر الشيء القليل
منها ، لسلمان وكميل وأبي ذر وغيرهم من المؤمنين الممتحنين ، فامرهم هو سر الله تعالى
المودع في فاطمة عليها السلام والأئمة يحافظون على اسرار هذا الأمر وان كان تفسير الأمر
في الروايات المأثورة هو أمر الولاية ، « السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله
ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله ».
4- السر المستودع هو العلوم الربانية المودعة في فاطمة عليها السلام ، وهذا ما نستطيع
فهمه من خلال الأحاديث المروية في شأنها سلام الله عليها حيث كانت المحدّثة من قبل
الملائكة وكان لها مصحف يتوارثه الأئمة واحدا بعد واحد وفيه كل ما يحتاجونه من الذي
يجري على البشر وفيه أسماء الحكام الذي يحكمون وحكموا من زمن آدم الى آخر يوم من
الدنيا ، وعليه نحتمل ان يكون المصحف هو السر المودع في فاطمة وهذا فيه من الأمور التي
لم يطلع عليها سوى ابناء الزهراء الأئمة المعصومين الذين يتوارثون هذا المصحف
وينظرون فيه وهو من املاء رسول الله وربما من املاء الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
وهذا ما أشارت إليه جملة من الروايات الواردة في المقام ومنها :
* « ما رواه الحسين بن أبي العلاء قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول عندي الجفر
الأبيض قال قلنا وأي شيء فيه ، قال : فقال لي زبور داود ، وتورة موسى ، وانجيل عيسى ،
وصحف ابراهيم والحلال والحرام ومصحف فاطمة ما أعم أن فيه قرآنا وفيه ما يحتاج الناس
الينا ولا نحتاج إلى أحد حتى أنّ فيه الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة ... ».
وأيضاً ما رواه أبو بصير بالسند المتصل قال دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت له إني
أسألك جعلت فداك عن مسألة ليس هيهنا أحد يسمع كلامي فرفع أبو عبدالله عليه السلام
ستراً ... « وساق الحديث »... حتى أجابه الإمام قائلاً : « وان عندنا لمصحف فاطمة عليها
السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه
من قرآنكم حرف واحد انما هو شيء املاها الله وأوحى اليها قال قلت هذا والله هو العلم انه
لعلم وليس بذاك قال ثم سكت ساعة ثم قال : انّ عندنا لعلم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم
الساعة قال قلت جعلت فداك هذا والله هو العلم قال انه العلم وما هو بذاك ، قال قلت جعلت
فداك ، فأي شيء هو العلم ، قال ما يحدث باللّيل والنهار الأمر بعد الأمر والشيء بعد الشيء
إلى يوم القيامة ".
5ـ قد يكون السر هو ما أشارت الرواية المروية في شأن الحديث القدسي المروي عن لسان
جابر بن عبدالله الاصناري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تبارك وتعالى أنّه
قال : « يا أحمد لولاك لما خلقت الافلاك ، ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما ».
6ـ السر المستودع هو اسم الله الأعظم.
عندما نراجع الروايات الواردة في شأن أهل البيت عليهم السلام نجد أن مما حظي به الأئمة
عليهم السلام ، دون غيرهم هو أنهم يحملون اسم الله الأعظم وهذا ما صرحت به الاحاديث
المأثورة عنهم ، حيث خصهم الباري عز وجل بهذا الكرامة العظيمة ، وكما تبين لنا من
الرواية المتقدمة ان السر الذي بحوزة أهل البيت هو غير العلم والحكمة التي يتملكها أهل
البيت عليهم السلام ، فقد يكون السر الذي يملكونه هو نفسه الاسم الاعظم لله تعالى الذي إذا
دعي به أجاب ، والذي يدل على أنهم عندهم اسم الله الاعظم جملة من الروايات الواردة في
المقام منها ما ورد عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال :ان اسم الله الاعظم على ثلاثة
وسبعين حرفاً وانما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فُخسف بالأرض ما بينه وبين
سرير بلقيس حتى تناول السير بيده ، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ، ونحن
عندنا من الأسم الاعظم اثنان وسبعون حرفاً ، وحرف واحد عند الله استأثر به في علم الغيب
عنده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
نسألكم الدعاء
--------------------------------------------------------------------------------
جوّد
06-15-2004, 05:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله ...
وفقتِ الإختيار عزيزتي نور القديح ..
حقائق رائعة عن معدن الرساله وأهل بيت النبوة عليهم السلام .. لطالما تسائلت عنها ..
أنار الله دربكِ بنور الإيمان ..
نسألكم الدعاء...!!
--------------------------------------------------------------------------------
الفقيرالصغير
06-15-2004, 04:11 PM
سلام عليكم
في الحقيقة يعجز القلب واللسان عن التعبير ايها النور
ولكن اقول: جعلنا الله وإياكم ممن تختارهم الزهراء (ع) وتخلصهم من يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
فهي بأبي وأمي لم تنسى شيعتها حتى عند موتها.
الدعاء نسألكم..
--------------------------------------------------------------------------------
نـور القديح
06-16-2004, 04:48 AM
وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته
جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بولايتهم إلى يوم الدين.
نسألكم الدعاء
--------------------------------------------------------------------------------
نـور القديح
07-16-2004, 09:26 PM
:بسملة:
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
فاطمة عليها السلام حجة الله الكبرى
عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام أنه قال
« نَحْنُ حُجج الله على خلقه ، وجّدتنا فاطمة عليها السلام حُجّة الله علينا »
يعتبر هذا الحديث من الاحاديث المهمة التي وردت عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، لذا ونحن نقف نستلهم الدروس العقائدية من سلالة بيت النبوة ومعدن الرسالة لابد لنا ان نتأمل في هذا الحديث ونرى مدى مصداقيته في عالم الواقع والثبوت ، وبعبارة اخرى هل لهذا الحديث وجه للاستدلال به في المحاورات العقائدية التي تخص حياة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام ام لا؟ وهل هناك وجه من الصحة بحيث تكون الصديقة الطاهرة عليها السلام الحجة على الأئمة أم يتجاوز الأمر الى أبعد من ذلك ؟ وما هي الثمرة لهذا الحديث إذا ثبت له الواقعية والمصداقية ومدى تأثيره على الجانب العقائدي للفرد المؤمن ؟ كل هذه الأسئلة نحتاج الوقوف عليها والتأمل فيها واستجلاء حقائقها وادراك مغازي هذا الحديث العقائدي. وهذا ما سيتبين لنا من خلال البحث الذي سنقسمه الى ثلاث امور اساسية وهي :
الأمر الأوّل : معنى الحجة ؟
الأمر الثاني : شرعية الحجة.
الأمر الثالث : كيف كانت فاطمة عليها السلام حجة الله على الأئمة ؟
الأمر الأوّل
معنى الحجة ؟
وردت عدة تعاريف للحجة وماهيتها ولها عدة معاني لابد لنا من الوقوف عليها وعلى المعنى الذي يهمنا في المقام والذي من شأنه ان يبين معنى الحديث الشريف بحيث لا يبقى فيه أي اجمال وفي كل الجهات المبحوث عنها في المقام وجرت عادة أهل العلوم عندما يأتون إلى موضوع ما ويريدون أن يعرفوه بأي تعريف كان فانهم يعرفونه بالتعريف اللغوي وتعاريف الحجة.
1ـ الحجة لغة ؛ كل شيء يصلح ان يحتج به على الغير وذلك بأن يكون به الظفر على الغير عند الخصومة معه والظفر على الغير على نحوين : « أحدهما » إما بأسكاته وقطع عذره وباطاله. « والآخر » واما بأن يلجئه على عذر صاحب الحجة فتكون الحجة معذرة لدى الغير والحجة هي الدليل والبرهان. وقال الازهري : انما سميت حجة لانها تُحَج أي تقصد لأن القصد لها واليها وكذلك معنى المحجة أي محجة الطريق وهي المقصد والمسلك.
2ـ واما الحجة في الاصطلاح العلمي فلها معنيان أو اصطلاحان :
* ما عند المناطقة : ومعناها « كل ما يتألف من قضايا تنتج مطلوباً » أي مجموع القضايا المترابطة التي يتوصل بتأليفها وترابطهما إلى العلم بالمجهول سواء كان في مقام الخصومة مع أحد أم لم يكن ، وبحثنا من جهة هذا التعريف المنطقي سوف يكون بربط مجموعة من القضايا وتأليفها لكي تصل إلى العلم بالمجهول وهو كيف أصبحت فاطمة حجة على الأئمة بل على الأنبياء فضلاً عن الخلق كما سيتبين من خلال البحث.
* وهنالك معنى للحجة لدى الاصوليين وهو « كل شيء يثبت متعلقه يثبت متعلقه ولا يبلغ درجة القطع » أي لا يكون سبباً للقطع بمتعلقه ، وإلاّ القطع يكون القطع هو الحجة ولكن هو حجة بمعناها اللغوي أو قل بتعبير آخر « الحجة » كل شيء يكشف عن شيء آخر ويحكي عنه على وجه يكون مثبتاً له ». ونعني بكونه مثبتاً له : ان اثباته يكون بحسب الجعل من الشارع لا بحسب ذاته فيكون معنى اثباته له حينئذ انه يثبت الحكم الفعلي في حق المكلف بعنوان انه هو الواقع ، وانما يصح ذلك ويكون مثبتاً له فبضميمة الدليل على اعتبار ذلك الشيء الكاشف الحاكي وعلى انه حجة من قبل الشارع.
كما تنقسم الحجة في المنطق إلى قياس وتمثيل واستقراء ، والحجة ما يصح الاحتجاج به وما يحتج به المولى على العبد في مقام المنجزية ويحتج به العبد على المولى في مقام المعذرية ، ثم الحجة تنقسم بالتقسيم الاولي إلى عقلية وشرعية ، والاولى هي التي يصح التعويل عليها بصورة عامة في كل سؤال عن السبب ، والثانية هي التي يصح التعويل عليها بصورة عامة في كل سؤال عن السبب ، والثانية هي التي يصح الاحتجاج بها في الامور الشرعية ، أي ما يصح التعويل عليها في الفتاوى للفقيه ، فهي بصورة خاصة وبين الحجتين نسبة العموم المطلق ، فكل شرعية عقلية ولا عكس فان الحاكم بصحة الحجة هو العقل وكل واحد من القسمين ينقسم إلى حجة الزامية وإلى حجة ارشادية والاولى بمعنى ما يجب عند العقل التعويل عليه والالزام بما تقتضيه نفس الحجة والثانية ما يجوز التعويل عليه والارشاد ويكون من خواصها.
فالحجج الالزامية العقلية كالبراهين الدالة على المبدأ والمعاد والنبوة الخ والحجج الإرشادية العقلية كاخبار العالم ورأى المتخصص وقول الخبير وتصير الزامية عند الرجوع اليها والتعويل عليها والحجج الالزامية الشرعية كالانبياء واوصيائهم المعصومين فانهم حجج الله ويجب الاخذ باقوالهم وافعالهم وتقريرهم والذي يعبر عنها القول والفعل والتقرير بالسنة ، وفيما نحن فيه من معرفة معنى الحجة يفيدنا في المقام الحجة لغة ومنطقا لكونها يوصلان بالقطع بامر بحيث يصلح ان يحتج به على الغير سواء في الدنيا أو الآخرة ، وعلى ضوء الاستدلالات العقلية البرهانية. وعلى ضوء التعاريف المتقدمة يكون قد لاح لنا مفهوم آخر غير الحجة وهو المحجة ، والحجة تبين لك معناها من التعارف المتقدمة ، أما المحجة فهي المسلك والطريق الذي يتوصل به إلى الغير والمحجة هي الطريق السليم الذي لا إعوجاج فيه ، فلقد ورد في هذا المعنى عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام انه قال وسمع كثيراً يردد هذا القول :
علمُ الحجة واضـح لمريــده * وأرى القلوب عن المحجة في عمى
وقـد عجبـت لهالك ونجاتـه * موجـودة ولقد عجبـت لمن نجى ......
يتبع ..............
--------------------------------------------------------------------------------
نـور القديح
07-19-2004, 05:07 AM
:بسملة:
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
الأمر الثاني : شرعية الحجة
هناك عدة احتجاجات وردت في القرآن الكريم قد اثبتها الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم لانبياءه المرسلين من الاولين والاخرين لكي يحتجوا بها على للناس المشككين أو الناكرين للرسالة أو النبوة أو النبي ومعاجزه وكراماته ، ولقد بين الله تعالى في كتابه الشريف بعض الايات التي نستفيد من خلالها ان الله تعالى يحتج يوم القيامة بالانبياء على الناس وهذا ما ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ... إلى قوله تعالى... رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون الناس على الله حجة بعدَ الرسل وكان الله عزيزاً حكيما ). ومن جهة اخرى ورد في القرآن الكريم بعض الاحتجاجات بين الكافرين في ما بينهم في النار حيث جاء قوله تعالى ( وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعاً فهل أنت مُغنون عنا نصيبنا من النار ).
وكذلك نجد قوله تعالى ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساؤكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على
القوم الكافرين ). جاء ليؤكد حقيقة النصارى وطلبهم من الرسول الاحتجاج حول مسألة عيسى ابن مريم وكيف واجههم الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم بقضية المباهلة التي خسروا فيها والقي ما في أيديهم من الحجة التي كانوا يحتجون بها على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وكثيرةٌ هي الاحتجاجات الموجودة في القرآن الكريم والتي جاءت بعضها لكي تثبت اعجاز القرآن الكريم واخرى لتبين احتجاجات ابراهيم مع قومه واخرى تثبت احتجاجات الرسول مع قومه وهكذا لئلا يكون للناس على الرسول المرسل الحجة البالغة ، ولذا نجد أمير المؤمنين علي عليه السلام يقول في معرض بيان ان العباد لابد لهم ان يتعظوا وينتفعوا بحجج الله تعالى فانه لا ينفع أي شيء يوم القيامة إلا الإيمان المقرون بالولاية والعمل الصالح.
« انتفعوا ببيان الله واتعظوا بمواعظ الله واقبلوا نصيحة الله فان الله قد أعذر إليكم بالجلية وأخذ عليكم الحجة وبين لكم محابّه من الاعمال ومكاره منها لتبتغوا هذه وتجتنبوا هذه ».
ويعني هذا ان العباد لابد لهم من الانتفاع من العلم المقرون بالعمل الصالح وإلاّ العلم وحده ليس فيه فائدة ولابد للعباد أن يستفيدوا من المواعظ ليتعظوا بها في مقام العمل ، ومع ذلك نجد في كثير من الروايات الشريفة مسألة الاحتجاج البالغ من الله تعالى حيث سئل الإمام الصادق عليه السلام عن قوله تعالى « فلله الحجة البالغة » فأجاب عليه السلام : « قال إذا كان يوم القيامه قال الله تعالى للعبد أكنت عالماً ؟ فان قال نعم . قال : أفلا عملت بما علمت وان قلت كنت جاهلاً قال له : أفلا تعلمت ؟ فتلك الحجة البالغة لله تعالى ». وهنا ينقدح سؤال مهم قد يرد في ذهن الكثير من المؤمنين وهو هل كل الناس يحتج عليهم الله تعالى يوم القيامة على ضوء هذا الحديث الشريف ؟ والجواب على ذلك أنه ليس كل الناس يحتج عليهم الله تبارك وتعالى يوم القيامة بل هناك عنق من الناس لا يسئلون ولا يحاسبون ومنهم المجنون الفاقد عقله ، أما الأطفال الذين لم يبلغوا سن التكليف الشرعي وماتوا فانهم يلحقون بأبائهم وعلى ما ورد في قوله تعالى
( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بأيمان الحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شيء ).
حيث قال العلامة المجلسي حول هذه الآية المباركة :
« اعلم انه لاخلاف بين أصحابنا في أن الأطفال المؤمنين يدخلون الجنة وذهب المتكلمون منا الى أن أطفال الكفار لا يدخلون النار فهم إما يدخلون الجنة أو يسكنون الاعراف وذهب أكثر المحدثين منا الى ما دلت عليه بعض الأخبار الصحيحة من تكليفهم في القيامة بدخول النار المؤججة لهم ؟ فيكون من يستجيب يدخل الجنة ومن لا يستجيب يدخل النار ».
وعلى ضوء الإحتجاجات الواردة في الكتب المعتبرة روي ان هناك احتجاج لطيف بين أمير المؤمنين وأحد اليهود حيث قال للامام علي عليه السلام ، ما صبرتم بعد نبيكم إلا خمس وعشرين سنة حتى قتل بعضكم بعضاً.
فقال له عليه السلام : بلى ولكن ما جفّ ـ جفّت ـ أقدامكم من البحر حتى قلتم : يا موسى ادعل لنا إلهاً كما لهم آلهة. وهناك الكثير من الاحتجاجات المهمة التي وردت في القرآن الكريم وفي الكتب المعتبرة كل ذلك لما للحجة من امر مهم في اثبات المدعى على الخصم الناكر مثلا او السالب للحق ، والثمرة في ذلك كله من القرآن الكريم ومن الكتب الصحيحة لكي يستنير البشر بنور الحجة الربانية وليستفيدوا منها ويتعظوا بالمواعظ الربانية هذا معنى الحجة وماهية الاحتجاجات والتاكيد عليها من قبل الله تعالى.
وعلى هذا الأساس تكون شرعية الحجّة ثابتة على ضوء القرآن الكريم والسنة والعقل ولا نريد الدخول كثيراً في هذا الأمر بل اشرنا في بعض موارده فلقد جعل الله تعالى للحجة شرعية ذاتية تلزم الغير على ضوء مقتضاها العمل بها حيث جاء قوله تعالى ( وجعلناهم ائمة يهدون بأمرنا ) أي جعلنا لهم بالجعل التكويني ان يكونوا ائمة يقصدون في كل شيء والإمام المعصوم هو الذي يحتج به على الغير فهو حجة على الناس جميعاً وإلاّ كيف يكون امام يقصد ويحتج به ومن هذا المنطلق تكون فاطمة الزهراء عليها السلام حجة على الأئمة عليهم السلام كحجية الزامية شرعية فيجب من جهة الله تعالى الأخذ باقوالها وافعالها والله تبارك وتعالى هو الذي جعل لها الحجية على الخلق بما فيهن الأئمة عليهم السلام وهذا القول بصورة اجمالية اما كيف كانت حجة بالمعنى التفصيلي فهذا ما يحتاج بيان مقدمات وامور توصلنا إلى هذه النتيجة وهذا ما سنبحثه في الأمر الثالث انشاء الله.
نسألكم الدعاء
يتبع............
--------------------------------------------------------------------------------
نـور القديح
01-05-2005, 03:42 AM
كيف كانت فاطمة عليها السلام حجة على الأئمة ؟
وهذا يتوقف على بيان أمرين :
الأوّل : إن من أهم المسائل الأساسية في العقيدة الاسلامية والتي تؤخذ حيزا كبيراً ، على المستوى الدراسي سواء النظري أو الفكري هي مسألة ضرورة بعثة الأنبياء ، وهذه المسألة العقائدية المهمة تأخذ ضروريتها من عدة عوامل تكون الحجر الأساسي لهذه الضرورة ، فالإنسان لم يخلق عبثاً ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وانكم إلينا لا ترجعون ) بل خلق الأنسان لهدف وهو السير في طريق تكامله من خلال ممارسة الأفعال الاختيارية القادر عليها وكل ذلك لاجل التوصل إلى كماله النهائي هذا الكمال الذي لا يتوصل إليه إلاّ باختياره وانتخابه.
على ان الاختيار الصحيح والواعي بكل ما يمتلكه الإنسان من شعور وقدرة على إدائه يحتاج أيضاً إلى المعرفة الصحيحة للاعمال الحسنة والاعمال القبيحة والطرق الصالحة وغير الصالحة ، وانما تمكن الإنسان من اختيار طريق تكامله بكل حرية ووعي فيما لو كان يعرف الهدف وطريق الوصول إليه ، وكان عرافاً بكل العقبات والعراقيل والانحرافات والمزالق.
اذن فمقتضى الحكمة الالهية ان توفر للبشر الوسائل والمستلزمات الضرورية للحصول على مثل هذه المعارف والمدركات وإلاّ فيكون حاله مثل الشخص الذي يدعوا ضيفاً إلى داره ثم لا يدله على موضعه ولا على الطريق المؤدي إليه ومن البديهي ان مثل هذا العمل مخالف للحكمة.
على ان المعارف والمدركات البشرية العادية والمتعارفة والتي يحصل عليها الإنسان نتيجة التعارف بين الحس والعقل وان كان لها الدور الفاعل في توفير ما يحتاج إليه في حياته ولكنها لا تكفي في التعرف على طريق الكمال والسعادة الحقيقية في جميع المجالات الفردية والاجتماعية والمادية والمعنوية والدنيوية والاخروية ، واذا لم يوجد طريق آخر لسد النقائص والفجوات فلن يتحقق الهدف الإلهي من خلق الإنسان ، وبملاحظة هذه الامور المهمة من هدف خلق الإنسان ومعرفته لطريق الخير والشر ومحدودية مداركه الحسية والعقلية ، نتوصل الى نتيجة مفادها :
ان الحكمة الالهية تقتضي وضع طريق آخر للبشر ـ غير الحس والعقل ـ من أجل التعرف على مسار الكمال في كل المجالات حتى يستطيع البشر من الاستفادة منه مباشرة أو بواسطة فرد آخر أو أفراد آخرين وهذا الطريق هو أرسال الأنبياء والمرسلين عبر طريق الوحي الذي يستفيد منه البشر ويتعلموا منه كل ما يحتاجون إليه من أجل الوصول إلى السعادة والكمال النهائي.
وعلى هذا الاساس شاءت قدرة الباري عز وجل ومن جهة اللطف الرباني ومن جهة اللاعبثية في خلق البشر أن يرسل الأنبياء والمرسلين الى البشر لهدايتهم وتوضيح معالم طريق التكامل لهم وعلى ما تتحمله قدرتهم في التكليف الرباني كل ذلك لئلا يقول الناس يوم القيامة لولا أرسلت الينا رسولاً فتتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى.
ولكن قبل أرسال الأنبياء لابد من طريق لاختيارهم من البشر عامة ، وهذا الاختيار أو ما يعبر عنه بالاصطفاء أو الاستخلاص لا يكون إلا عن حكمة اقتضت ذلك فان الحكيم لا يفعل إلا ما تقتضي الحكمة لوجود ذلك الشيء ، فالاصطفاء والاختيار من قبل الله تعالى تارة يكون للانبياء ، واخرى للأوصياء وللاولياء والصلحاء والعلماء وهكذا اما كيفية الاصطفاء والاختيار ، فذلك ما يكون عن طريق الاختبار والامتحان الذي يتعرض له الأنبياء لأصطفائهم للنوة وتحمل مشاقها ، فالامتحان والاختبار يخرج الطاقات الكامنة في النفس البشرية ، ونضرب مثال على ذلك من الحياة العرفية للبشر ، فانت عندما تريد أن تختار أو ترسل من ينوب عنك في قضية معينة فانه يقيناً لا تختار ولا ترسل إلا من كانت له القابلية والاستعداد على تحمل ما تؤديه إليه وله الاستعداد وايضاً على تمثيلك في تلك القضية ولا ترسل أياً كان فأن المردود يكون عليك سلبياً إذا كان الشخص المختار سلبياً في تصرفاته وايجابياً اذا كان المختار ايجابياً في تصرفاته وأفعاله ما يؤديه عنك ، اما كيفية هذا الاخيار في الشخص الذي سوف يمتلك فهذا ما سيكون عن طريق التجربة والامتحان والاختيار خلال مسيرة حياتك مع ذلك الشخص الذي سينوبك في المهام والذي تريد ان تؤهله للقيام بأعمالك مثلا أو التبليغ لك فأنت ترى من خلال معاشرة ذلك الشخص مدى التزامه بتعليماتك وبعد النجاح في هذه الامور تستخلصه لنفسك وتختاره وكيلا عنك ينوب عنك في هذه الامور المهمة ، كذلك الحال مع الله تعالى بأعتباره سيد العقلاء بل هو خالق العقل والعقلاء فهو عندما يريد ارسال رسول أو نبي لابد له من الامتحان قبل الاصطفاء والاختيار وهذا ما نجده من خلال استقراء آيات القرآن الكريم حيث يوجد عدة شواهد على هذه المسألة كما في قضية نبي الله ابراهيم عندما اختاره الله أولا نبياً وبعد ذلك خليلاً وبعد ذلك اماماً فانه لم ينال الإمامة إلا بعد التعرض للامتحانات والاختبارات من قبل الله تعالى وفي ذلك يقول الله تعالى في قصة أبراهيم ( واذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماماً ... ) حيث كلف الله سبحانه وتعالى نبيه ابراهيم عليه السلام بتكاليف شتى فكانت النتيجة ان ابراهيم أتم هذه التكاليف وامتثلها واطاع الله تعالى ومن هذه التكاليف قضية ذبحه لولده اسماعيل ( يا بني أني أرى في المنام أني أذبحك ) وقد وصف الله تعالى ابراهيم عليه السلام بالوفاء حيث قال تعالى ( وابراهيم الذي وفى ).
والخلاصة على ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال « إن الله ابتلى ابراهيم بذبح ولده اسماعيل فعزم على ذلك .. اما معنى قوله فاتمهن ـ فهو يعني الاستجابة والطاعة لأوامر الله تعالى ولذا استحق الإمامة التي هي منزلة عظيمة ، جزاءً لاخلاصه ونجاحه في الامتحانات التي تعرض لها.
وهكذا الحال مع جميع الأنبياء حيث اختبرهم الله تعالى قبل اصطفائهم وكان الباري عز وجل عالماً بالانبياء أنهم أوفياء له وملتزمين لأوامره وشروطه لذلك اصطفاهم.
يتبع ..
نسألكم الدعاء
--------------------------------------------------------------------------------
نبراس الغدير
01-05-2005, 03:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكري وتقديري لك اختي نور القديح على هذا الموضوع
ومسألة كون السيدة الزهراء حجة على الائمة فالواضح ان الحديث ليس على معناه الظاهر لأن مقام النبوة مقدم على كل حال رغم كون الزهراء اشرف وأنقى وأرفع من خلقه الله تعالى من النساء
ولذلك وجب ان يكون هناك مخرج ومعنى للحديث غير الظاهر من أن الحجية مسألة مرتبطة من باب كونها اماماً لهم عليهم السلام
على كل حال ننتظر بقية البحث حتى نستطيع الاستفادة من هذا البحث
وشكراً لجهودك
أخوك نبراس الغدير
--------------------------------------------------------------------------------
نـور القديح
01-11-2005, 07:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أشكر تواجدك أخي نبراس الغدير ومداخلتك،
في البحوث القادمة بمشيئة الله سنتطرق للحديث عن مقامها عليها السلام ..
نتابع مابدأناه سابقا من : كيف كانت فاطمة عليها السلام حجة على الأئمة ؟
الأمر الثاني :
إنّ الله تعالى عندما اصطفى واستخلص الأنبياء كان ذلك بعد أن شرط عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها فشرطوا لله تعالى ذلك وعلم الله تعالى منهم الوفاء بذلك.
اما السؤال الذي يطرح في ما نحن فيه هو لماذا طلب وشرط الله تعالى من الأنبياء الزهد حب الدنيا ؟
والجواب على ذلك : انه من الملازمات العقلية لحب الدنيا هو إمال السيئات والذنوب وذلك للارتباط الوثيق بين حب الدنيا والذنوب فكلما ازداد حب الإنسان للدنيا إزدادت ذنوبه وكما ورد في الحديث الشريف ان « حب الدنيا رأس كل خطيئة » فاذا لم يكن حب الدنيا له وجود في حياة الإنسان فسوف تكون النتيجة مفادها : ان الإنسان سوف يبتعد عن الذنوب بقدر ابتعاده عن حب الدنيا ، وما نحن فيه فان إعمال الشرط من الله تعالى على الأنبياء بالزهد في حب الدنيا سوف تكون من نتائجه ان يتركوا الدنيا والتعلق بها كذلك لا يعملون الذنوب والمعاصي وبالنتيجة النهائية سيكونون معصومين بالعصمة الذاتية التي تكون ملازمة لهم من جهة لطف الله تبارك وتعالى اضافة الى الضرورة الربانية اقتضت ذلك ايضاً.
اما لماذا إشترط الزهد في حب الدنيا وما حاجة العصمة للانبياء ؟
فهذا ما يكون الاحياج إليه بصورة ضرورية ومؤكد ولإحتياج الأنبياء العصمة في مقام التبليغ للرسالة السماوية بل مطلق العصمة لهم ، ولئلا يكون للناس الحجة البالغة على الله تعالى ، والعصمة لا تأتي مع حب الدنيا. اما الدليل على هذا الكلام فناهيك عن القرآن الكريم والروايات الواردة في المقام التي تدل على المطلب بل هناك الدليل العقلي على ذلك ، اما الدليل الذي تقوم بالاستدلال به فهذا ما أثبته دعاء الدبة الشريف حيث ورد فيه. « اللهم لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أولياؤك الذين استخلصتهم لنفسك ودينك إذ أخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم الذي لا زوال له ولا أضمحلال بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات الدنية وزخرفها وزبرجها فشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء به فقبلتهم وقربتهم وقدمت لهم الذكر العلي والثناء الجلي واهبطت عليهم ملائكتك وكرمتهم بوحيك ورفدتهم بعلمك وجعلتهم الدريعة اليك والوسيلة الى رضوانك ... الخ ».
اذن بعد الإمتحان والاختيار والمشارطة من الله تعالى بترك حب الدنيا والزهد فيها وبعد العلم من الله بهم بأنهم أوفياء كانت النتيجة النهائية لهذا الامتحان والإختبار وهي :
1ـ الاستخلاص والاصطفاء.
2ـ القبول من الله تعالى لهم.
3ـ الذكر العلي والثناء الجلي للأنبياء « أي قدم اليهم ذلك ».
4ـ انزال الوحي عليهم.
5ـ كانوا الحجج على الخلق من قبل الله تعالى.
اما لماذا الاستخلاص والاصطفاء وتقديم هذه الامور للانبياء عليهم السلام ؟
فنقول : ان هذا كله لكي يكون :
* إقامة للدين « إقامة لدينك » أي تقديم واقامة النظام والاكمل للبشرية.
* ولئلا يزول الحق عن مقره ويغلب الباطن على أهله.
* ولئلا يقول أحد لولا أرسلت الينا رسولا منذراً واقمت لنا علماً هادياً نتبع آياتك من قبل ان نذل ونخزى.
هكذا كان الامتحان والاختبار بالنسبة للانبياء بحيث زهدوا في حب الدنيا فكانوا من المقربين لدى الله تعالى.
أما ما علاقة هذه الامور بكون فاطمة حجة على الأئمة ؟
فنقول : نحن عندما نزور الأئمة عليهم السلام بالزيارة الجامعة الكبيرة المروي عن الإمام الهادي عليه السلام بأعتبار انها جامعة لكل الفضائل والدرجات والمقامات للأئمة عليهم السلام لا تزور بها فاطمة عليها السلام ؟ لماذا ؟ لانها لها زيارة مخصوصة وهي زيارتها يوم الاحد من كل أسبوع حيث تقول هذه الزيارة « السلام عليك يا ممتحنة امتحنك الذي خلقك قبل ان يخلقك وكنت لما إمتحنك صابرة ».
اذ نفهم من هذه الزيارة الخصوصة امتحان الزهراء عليها السلام قبل خلقها ، لأظهار مقامها حيث امتحنها فكان لها المقام السامي فأصبحت الصابرة ، والمعروف ان الامتحان يُمتحن به الإنسان ليعرف مدى استعدادته وقابلياته « عند الامتحان يكرم المرء أو يهان » وكذلك عرف الامتحان ليكون لزيادة منزلة ولاسباب أخرى ، وهذا ما جرى مع فاطمة الزهراء عليها السلام حيث امتحنها الله تعالى لكي تكون حاملة لشيء إقتضت إرادة السماء وذلك نتيجة لنجاحها في الامتحان حيث اسحقت لقب الصابرة ، اما ماهية هذا الامتحان وعلى أي موضوع جرى امتحان الزهراء عليها السلام من قبل الله تعالى فهذا ما نتركه الى بحث آخر انشاء الله.
الأسرار الفاطمية
يتبع .... .
نسألكم الدعاء
--------------------------------------------------------------------------------
نـور القديح
05-08-2005, 11:57 AM
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد ..
جوهرةُ القدس من الكنز الخفي * بدت فأبَدتْ عاليات الأحرف
وقد تجلى في سماء العَظَمـة * من عالم الاسماء أسمى كلمة
بل هي أمُ الكلمات المحكمـة * في غيب ذاتها نكاتٌ مبهمة
أمُّ الأئمة العقـول الغُرِّ بــلْ * أُمُّ أبيها وهو علـةُ العللْ
أليس ذلك من الفضائل العالية حيث كانت الزهراء عليها السلام حجة على الأنبياء بأعتبار صبرها وفضلها . أما كونها عليها السلام حجة على الأئمة كما هي حجة على الأنبياء فهذا ما يتبين لنا من خلال عدة أحاديث مأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام ، منها ما ورد عن جابر بن عبدالله الأنصاري ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، عن الله تبارك وتعالى انه قال : « يا أحمد ، لولاك ما خلقت الأفلاك ، ولولا عليّ لما خلقتك ، ولولا فاطمة لما خلقتكما ».
فاطمة وما أدراك ما فاطمة !! صدق من أسماها بسيدة النساء عليها مني أفضل الصلاة وأتم التسليم ..
نسألكم الدعاء
--------------------------------------------------------------------------------
زينب النور
05-09-2005, 11:43 PM
بسمه تعالى
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ..
قال جابر للإمام الباقر عليه السلام جعلت فداك يا بن رسول الله !..
حدثني بحديث في فضل جدتك فاطمة عليها السلام إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك ..
قال الباقر عليه السلام
فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت
فيقول الله : يا بنت حبيبي !.. ما التفاتكِ وقد أمرت بكِِ إلى جنتي ؟..
فتقول : يا رب!.. أحببت أن يُعرف قدري في مثل هذا اليوم ..
فيقول الله : يا بنت حبيبي !..
إرجعي فانظري من كان في قلبه حبّ لكِِ أو لأحد من ذريتكِِ خذي بيده فأدخليه الجنة ..
قال الباقر عليه السلام والله يا جابر!..
إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء ..
فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يُلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا
فيقول الله عز وجل : يا أحبائي !.. ما التفاتكم وقد شفّعت فيكم فاطمة بنت حبيبي؟..
فيقولون : يا ربّ أحببنا أن يعُرف قدرنا في مثل هذا اليوم ..
فيقول الله :يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبّكم لحب ّفاطمة .إنظروا من أطعمكم لحبّ فاطمة..
انظروا من كساكم لحب ّفاطمة .. انظروا من سقاكم شربة في حبّ فاطمة..
انظروا من رد عنكم غيبة في حبّ فاطمة .. خذوا بيده وأدخلوه الجنة .
قال الباقر عليه السلام والله لا يبقى في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق
فإذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال الله تعالى :{ فما لنا من شافعين ، ولا صديق حميم }.. فيقولون : { فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين } .
قال الباقر عليه السلام
هيهات هيهات!.. منُعوا ما طلبوا { ولو رُدّوا لعادوا لما نُهوا عنه وإنهم لكاذبون }.
.. السلامُ عليكِ يا مولاتي أغيثيني يازهراء ....
الاخت العزيزة نور ... أحسنتِ في ميزان الاعمال ان شاء الله
... موفقين .. ونسألكم الدعاء ... :x926x: