بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ خاتم الأنبياء والمرسلين
وبعد
فقد ظهر في تلك الآونة بعض أدعياء العلم ممن يفتون بجواز الإحتفال بأعياد الكفار وتهنئتهم بها
بدعوى التسامح معهم
وإفشاء السلام والتعاون والتآخي في الوطن وما شابه ذلك من الدعاوى الباطلة
فأحببت أن أنبه المسلمين على هذا الأمر الخطير
لينتبهوا له
ويحذروا منه
والله المستعان....
فمن المعلوم أنه لا إنتماء للدين إلا بالولاء والبراء
فالإنتماء وقوده الحب
وجناحاه الولاء والبراء
الولاء للمسلمين
والبراء من الكافرين
ومن مصادر عزة المسلم أن يعتز بأنه لا يوالي أحداً غير أهل دينه وإخوانه في الله
ومن هذا المنطلق
كان النهي عن مشاركة الكفار في أعيادهم
وكان الأمر بمخالفتهم وعدم موافقتهم
والأدلة على ذلك كثيرةٌ في كتاب الله وسنة رسوله
ونذكر منها:
قال الله تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعضٍ ومن يتولَهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}
[سورة المائدة]
وقال تعالى:
لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيءٍ إلا أن تتقوا منهم تقاةً ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير}
[سورة آل عمران]
وقال تعالى:
هذا من كتاب الله.
وأما من السنة
فحسبك من ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أعفوا اللحى وقصوا الشوارب وخالفوا اليهود والنصارى
وفي لفظ:
وخالفوا المجوس...
وقوله صلى الله عليه وسلم:
لا تبدؤوا اليهود والنصارى بسلام:
هذه كلها أدلةٌ على تحريم موالاة الكفار
وإن من موالاتهم تهنئتهم بأعيادهم
فإن الإنسان لا يهنئ أحداً بشيءٍ إلا إذا كان يفرحهما ويدخل عليهما السرور
فهما يتشاركان الفرح بهذا الشيءء
والمسلم لا يفرح بأعياد الكفار
لأن هذه الأعياد محرمةٌ شرعاً
كما نص على ذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه:
[أحكام أهل الذمة]
قال رحمه الله:
وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يُهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلِمَ قائله من الكفر فهو من المحرّمات ، وهو بمنزلة أن تُهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشدّ مَـقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام،
وهذا ما يقع فيه كثيرٌ من المسلمين
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ثم
لا يجوز الإحتفال بأعياد الكفار لأن الله تعالى أبدلنا خيراً منها:
فكما ثبت في الصحيحين من حديث أنسٍ رضي الله عنه أنه قال:
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما
فقال ما هذا؟
قالوا:
يومان نلعب فيهما
فقال:
قد أبدلكما الله خيراً منهما
يوم الفطر ويوم الأضحى...
وكذلك
ترك أعياد الكفار والترفع عن حضورها من صفات عباد الرحمن
قال الله تعالى:
{والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً}
[سورة الفرقان]
وعلى ذلك عددٌ ليس بالقليل من المفسرين
فالواجب على المسلمين أن يتقوا الله
وأن لا يشاركوا الكفار في أعيادهم....
وأما عن آية الممتحنة التي قال الله عز وجل فيها:
لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين
فهذه الآية واضحة
إن الله تعالى لا ينهانا عن معاملتهم بالحسنى
ولكنه نهانا عن توليهم من دون المؤمنين
وتهنئة الكفار بأعيادهم هو من توليهم
فلا يجوز للمسلم ذلك
وعلى من فعل ذلك أن يستغفر الله ويتوب إليه
إنه هو الغفور الرحيم...
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الثبات على الدين
إنه من وراء القصد
وهو حسبنا ونعم الوكيل
27-12-14, 01:47 PM
العرض العادي
