ثم استدل الخليلي بكلام المودودي الهندي " وكثير من الكاتبين تناولوا هذا الموضوع من نقد وتحليل ومن بينهم العلامة المرجودي في كتابه ( الخلافة والملك ) باللوم في كتابه (التجديد لهذا الدين ) وقد علل ما حدث في كتابه (التجديد لهذا الدين):" بأن الخليفة الثالث جاءته الخلافة وقد بلغ من الكبرعتيا ، وكان لم يمنح تلك المواهب التي أوتيهما العظيمان الذان تقدمان . فهل الأباضية وحدهم الذين يتحدثون عن مثل هذه الأشياء أو يكتبون عنها ؟ .."
ليبين كذلك بأنه ليس الإباضية فقط من تكلم في الصحابة رضي الله عنهم , وأنا أسأل الخليلي واتباعه , هل تقبلون قول المودودي الذي سأنقله , أم أن قوله مقبول فقط في الصحابة ؟ مع أن اغلب ما يستدل به المودودي ويحتج به الخليلي قد سبق الرد عليه .
[ الرد على استدلال الخليلي بالمودودي ]
هذه بعض أقوال المودودي , وهذا حاله , ومن يا ترى هذا حاله هل تقبل أقواله !
قال المودودي في كتابه [ تفهيمات ص12] مستنبطا من قول الله تعالى – إخبارا عن يوسف عليه السلام – (اجعلني على خزائن الأرض ...) الآية :
"إن هذه لم تكن مطالبة لمنصب وزير المالية فقط ، بل إنها كانت مطالبة للديكتاتورية ، و نتيجة لذلك كان وضع سيدنا يوسف عليه السلام يشبه جدا وضع موسوليني في إيطاليا الآن "
وقال : " إن سيدنا يونس عليه السلام كانت قد صدرت منه بعض التقصيرات في تبليغ الرسالة "
[ الشقيقان ص21 ]
وقال عن نوح عليه السلام العبد الشكور :
" إن سيدنا نوح عليه السلام أصبح مغلوباً أمام نزواته وطغت عليه عاطفة الجاهلية "
[ الشقيقان ص22 ]
وهذا طعنه في رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل تقبله أيها الخليلي الإباضي ؟
يقول في كتابه [ رسائل ومسائل ص 57 ] طبعة 1351 هـ :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يظن خروج الدجال في عهده أو قريباً من عهده ، ولكن مضت إلى هذا الظن ألف سنة وثلاثمائة سنة وخمسون عاماً ، قروناً طويلة ولم يخرج الدجال ، فثبت أن ما ظنه صلى الله عليه وسلم لم يكن صحيحاً "
وزاد: " وقد مضت ألف … ولم يخرج الدجال ، فهذه هي الحقيقة " .
المرجع السابق في طبعة سنة 1362 هـ
وهذا إنكار واضح لخروج الدجال , وطبعًا الإباضية يشتركون في هذا .
وقال: " كل ما روي في أحاديثه صلى الله عليه وسلم في الدجال ثبت أن كل ذلك كان رأياً وقياساً منه صلى الله عليه وسلم ، وكان في ريبه من أمره " .
[ رسائل ومسائل ص 55 ]
ويقول في كتابه [ أربع مصطلحات القرآن الأساسية ص 156 ]
" إن الله سبحانه أمره صلى الله عليه وسلم في سورة النصر بأن يستغفر ربه ما صدر منه من أداء الفرائض [ فرائض النبوة ] من تقصيرات و نقائص ) !! .
وغير ذلك من الطعون الواضحة , وحتى إن لم يكن هذا الكلام مقبولًا عند الخليلي - وهذا الذي لا أشك فيه - فأين الأخبار الصحيحة في كلام المودودي وغيره في عثمان رضي الله عنه !؟ كلها لا تصح , والحمد لله الذي سخر لهذه الأمة علم الإسناد الذي لولا الله ثم لولاه لقال من شاء ما شاء , ولخطبت الزنادقة على المنابر .