![]() |
|
![]() ![]() |

شبهات وردود --> المادة المختارة
هل زيارة الحسن بن علي لمدينة الإحساء: حقيقة تاريخية أم كلام حكواتية!
أضيفت في: 11 - 9 - 2023
عدد الزيارات: 231
المصدر: | شبكة الدفاع عن السنة |
الشبهة: هل زيارة الحسن بن علي لمدينة الإحساء: حقيقة تاريخية أم كلام حكواتية!
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فمما يتم تداوله (بين بعض الطوائف التي تؤمن بالخرافات، وتُصَدّق ما تشتهيه غرائزُها لا ما يفيده الدليل ويثبته البرهان، فضلا عن اتخاذها الكذب دينا والأفك زلفة)، ما يشتهر بينهم، وما يذيعه بعض القصاص، من زيارة أسطورية للسبط الزكي وريحانة النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنه وأخيه العباس لمنطقة الإحساء والصلاة فيها، وربط مسجد العباس فيها بهذه الزيارة الأسطورية.
ولأن هذا الأمر هو حدث تاريخي ومناطه هو الدليل التاريخي حصرا، فإن أمر إثباته أو نفيه لا يتعلق إلا بعرض هذا الدليل على القواعد العلمية لا غير!
ولا شأن لأحاديث المقاهي ولا لقصص الجدّات ولا لأماني النفوس والجري وراء الأهواء!
ولذا فلا ينقضي العجب من معمم يذيع هذه الزيارة، ويدعي حصولها تاريخيا، ويرددها على منابره التي هي أشبها بالمقاهي!
والمصدر الذي ينقل عنه هذا المعمم كلامه، يرجع لمقال كتبه إبراهيم حسين البارهيم!
فماذا في مقال البراهيم من أدلة وبراهين؟!
فبالرجوع إلى المصدر فإننا نجد الباحث التاريخي البراهيم: عوضا عن أن يذكر المصادر التاريخية والشواهد العلمية، نجده يذكر التالي:
(اعتماداً على بعض المصادر والمراجع التاريخية المهمة في تحديد المكان , وثـقــةً في ما نقلوه لنا آباء وأجداد هذه البلاد كابراً عن كابر من روايات شفهية تمكنا من خلال ذلك بفضل من الله وتوفيقه من القول أن الإمام الحسن وأخاه أبا الفضل العباس عليهما السلام قد زارا منطقة الأحساء ( هجر ) وبالتحديد في منطقة زراعة ومياه مهمة تسمى القسيم ( الجسيم ) تنازعت عليها قبيلتان كبيرتان ( عبد القيس وبكر بن وائـل ) وكان ذلك مابين عامي ( 36 هـ – 38هـ ) أبان خلافة أمير المؤمنين عليه السلام في الكوفة ، مما أستوجبه إلى إرسال ابنه الإمام الحسن عليه السلام إلى هذه المنطقة لحل النزاع الحاصل عليها)
انظر مقال له في موقع "مركز الإبداع والتطوير" بعنوان: بمناسبة مولد الإمام الحسن عليه السلام الحلقة السادسة الكاتب: إبراهيم حسين البراهيم.
وترى أخي القارئ الكريم أن الباحث البراهيم يستغفل نفسه ويُلحق الأذى بها، ويُلصق بقامته وجنابه: تهمة الإساءة والتعدي والافتراء!
فأين المصادر المهمة؟ لا وجود لها!
وما شأننا وشأن العلم والبحث بكلام الآباء والأجداد وما وثقوه كابرا عن كابر؟!
هل بمثل هذه القصص الليلية تثبت القضايا التاريخية؟!
ثم إن الباحث التاريخي البراهيم يريد أن يقنعنا أن عصر الرواية والأسانيد ما زال ساريا وفاعلا في قريته!
فالرواية بالأسانيد عن الأشياخ -عفوا عن الجدات والأجداد- مستمرة إلى الحين في دياره!
وتعليقا على هذا الهراء يعلق الباحث عبد الله ال المحسن ويقول:
(الخرافة الرابعة: مسجد العباس بالأحساء:
يقول إبراهيم حسين البراهيم من شيعة الأحساء مؤيداً لهذه الخرافة: "زار الإمام الحسن وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام الأحساء (هجر) ، وبالتحديد في منطقة زراعة ومياه مهمة تسمى (الجسيم) ".
وذكر عن سبب الزيارة أن نزاعا حلّ بين قبيلتي عبد القيس وبكر بن وائل وكان ذلك مابين عامي (٣٨ هـ - ٤٠ هـ) ، أبان خلافة أمير المؤمنين عليه السلام في الكوفة، الأمر الذي دعاه ليرسل ابنه الحسن لحل النزاع الحاصل عليها "، وأضاف" بعد نجاحه عليه السلام في حل النزاع اغتسلوا في عينها و صلوا فريضة الظهر في البقعة المباركة التي تعرف الآن بمسجد العباس "، ويختم" ببركته حدثت كثير من الكرامات ويزوره جمع غفير من المؤمنين لأداء الصلاة واللجوء بالدعاء إلى الله لقضاء الحوائج "."
إلا أن مؤرخي المنطقة ينفون ذلك، مما يؤكد أن الأمر مجرد خرافة يسترزق بها معممي الشيعة من أقوات أتباعهم الضعفاء.
فقد أكد المؤرخ الشيخ محمد الحرز أن "زيارة الإمام الحسن وأخيه غير ثابتة علميا" ويضيف أن "هذا الخبر نقلته الموروثات الشعبية والمصادر السمعية وهي لا تخدم التوثيق العلمي" .
وكذلك نفى المؤرخ عبد الخالق الجنبي حقيقة نسبة مسجد العباس إلى زيارة الإمام الحسن وأبو الفضل للأحساء إذ يقول "غير صحيح، ولا يوجد سند يدل عليه" .
لذلك سارع محمد العلي الولي الشرعي للمسجد الجامع لنذوره وصدقاته من أجل أن لا يخسر زبائنه ليلة افتتاح المسجد ٢٠/ ١٢ / ١٤٢٧ هـ للقول: "على الرغم من عدم وجود تاريخ أو شواهد تؤكد لنا ما يربط بين المسجد وبين أبي الفضل العباس عليه السلام أو تاريخ إنشائه أو تأسيسه إلا أن الكرامات التي جرت باسمه وقضاء الحاجات فيه كانت بمثابة شاهد وواقع لعظمة هذا المسجد وعظمة صاحبه الذي هو باسمه، مبينا أنه شخصيا قضيت له حاجة باسم أبي الفضل العباس عليه السلام" !!!.
لذلك ما زالت خرافة التبرك بهذا المسجد قائمة إلى يومنا هذا، والله المستعان.)
انظر: شيعة القطيف والأحساء / دراسة في الحياة الاجتماعية والدينية لشيعة المنطقة
تأليف عبد الله ال المحسن
فالخلاصة أخي القارئ الكريم:
فإن القيمة العلمية لهذه الزيارة أشبه بقيمة كلام الحكواتية: الذين يثرثرون في المقاهي بسير عنترة وعبلة، والزير سالم وهمام، دون أن يحكمهم قانون أو تقيدهم قاعدة علمية.
فلا تطالبهم بدليل أو سند تاريخي!
هذا حال الحكواتية في المقاهي
وكذا المعمم الثرثار والباحث التاريخي البراهيم .... .