French | English | Thai (ภาษาไทย) | Shqipe | Türkçe | Indonesian | Tagalog | اردو | عربي | فارسي
 
 
القائمة البريدية
أدخل بريدك الإلكتروني من أجل الاشتراك معنا في القائمة البريدية
عداد الزوار
المتواجدون الآن على الموقع الرئيسي :

( 7637 )



















شبهات وردود
    أرسل لصديق

إغلاق النافذة

المقالات --> المادة المختارة

علمني عاشوراء

 

أضيفت في: 26 - 7 - 2023

عدد الزيارات: 3397

المصدر: محمد أنور محمد مرسال/ موقع الألوكة

علمني عاشوراء


الحمدُ لله ربِّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، أما بعد:

عاشوراء يوم من أيام الله، فيه دروسٌ وعِبرٌ كثيرةٌ لمَن تأمَّل فيها؛ ومنها:

1- ((موالاة المؤمنين)):

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ)) فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ[1].


2- ((البراءة من المشركين)): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ إنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ))، قالَ عبد الله بن عباس: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم[2]، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم مخالفتهم.


3- ((رحمة الله العظيمة بأمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم)):

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن صامَ عاشوراءَ غُفِرَ له سنةٌ))[3]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((.... وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ))[4]، مِنحٌ ربانيةٌ سنويةٌ لتطهير الأمة.


4- ((عدم نسيان ذنوب الماضي)):

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: ((..... وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ، يُكَفِّرُ سَنَةً مَاضِيَةً))[5]، فاحذر من مرض نِسيان الذنوب، قال الله تعالى:﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المجادلة: 6]، فلا تنسَ ذنوب الماضي.


5- ((الاستدامة على فعل الخير والطاعة)):

قال ابن عباس رضي الله عنهما: مَا عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ يَوْمًا يَطْلُبُ فَضْلَهُ عَلَى الْأَيَّامِ إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ؛ عاشوراء[6].

 

6- ((التمسُّك بالسُّنَّة، ومخالفة أهل البدع)):

فنحن نصوم هذا اليوم، ولا نتخذه مأتمًا كالروافض، ولا نتخذه عيدًا ككثير من المتصوفة؛ وإنما نقتدي فيه بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وخير الهدي هدي محمد صلوات ربي وسلامه عليه.


7- ((ليس كلُّ سابقٍ مُقدَّمًا في الفضل)):

قال أبو موسى رضي الله عنه: كانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ، وَتَتَّخِذُهُ عِيدًا، فَقالَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((صُومُوهُ أَنْتُمْ))[7]، فجمع الله لنا خيرنا، وخير مَن كان قبلنا، وفضَّلنا عليهم؛ رحمةً منه وفضلًا، فالحمد لله على نعمته.


8- ((في عبادة الله أبلغ الشكر)):

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟))، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا (لله)([8]).[9]


((فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا لله)): فعادة الأنبياء شُكر النعم كما فعل موسى صلى الله عليه وسلم، وشكر ربه بالصوم، وكما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال: ((أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟!))[10].


9- ((العمل ببعض الشعائر الظاهرة لا يدل على اتِّباع المنهج)):

قال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم: هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي أَظْهَرَ اللهُ فِيهِ مُوسَى، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ، فَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم: ((نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ)) فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ[11].


فلم يكن صيامهم لعاشوراء كافيًا لأولويتهم بموسى؛ لعدم اتِّباع المنهج؛ فالحكم لاتِّباع المنهج، ﴿ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 68].


10- ((بقاء بعض الكفار على قليلٍ من الحق لا يدل على أنهم على حق)):

((... فَنَحْنُ نَصُومُهُ ...))[12]، فاليهود من أكفر خَلْق الله، وما زال عندهم بعضُ حقٍّ مما بقي من شريعة موسى التي بدَّلوها، وقد وافقناهم في هذا الحق، ولا يلزم من ذلك أنهم على حق كما كان المشركون في قريش يعظِّمون الكعبة، وهذا مما تبقى عندهم من الحق من شريعة إبراهيم عليه السلام.

 

11- ((الحق مقبولٌ من أي أحدٍ)):

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم: ((مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟))، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ))، فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ[13].

 

أقرَّ نبيُّنا قولَهم: ((فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا لله))، وقَبِلَ نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم هذا الحقَّ الذي جاؤوا به، وأظهر علةً أخرى للصيام في شرعنا، وهي: ((نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ)).


12- ((حسن الظن بالله عز وجل)):

((فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ...)).

ففي هذا اليوم أتذكر هلاك الطغاة والظالمين، وإنْ علوا في الأرض وتكبَّروا، فالله موعدهم، وسيهلكهم، ويرفع الظلم عن المظلومين.

 

13- ((مخالفة المشركين – المشروعة - لا تأتي إلا بالخير)):

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: صَامَ رَسولُاللهِ صلى الله عليه وسلم يَومَعَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بصِيَامِهِ، قالوا: يا رَسولَاللهِ، إنَّهيَوْمٌتُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى،فَقالَ رَسولُاللهِ صلى الله عليه وسلم: ((فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ إنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ))، قالَ: فَلَمْ يَأْتِالعَامُالمُقْبِلُحتَّى تُوُفِّيَ رَسولُاللهِ صلى الله عليه وسلم[14].


فَشُرِعَ لنا صيام يوم زائد على عاشوراء، وفي ذلك:

أ- أجر صيام يوم زائد.

ب- ثواب نية المخالفة لليهود.


فزاد فضل الله وخيره علينا بمخالفة المشركين.

 

14- ((الحرب بين الإيمان والكفر لا تنتهي)):

في هذا اليوم التاريخي يتذكَّر المسلم الحرب بين فُسطاط الكفر المتمثِّل في فرعون وأتباعه، وفُسطاط الإيمان والحق المتمثِّل في موسى عليه السلام وأتباعه، وكيف كانت الحرب بين الفُسطاطَين، وهي حرب مستمرة أبدًا، وكيف كان فيها الإيذاء والاضطهاد للمسلمين، وكيف أنجى الله فُسطاط الإيمان، وأهلك فُسطاط الكفران؟! فالحرب على أهل الإيمان لا تنتهي.

 

15- ((فضل أمة الإسلام)):
ففي الصحيحين: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأصْحَابِهِ رضي الله عنهم:(أنتُمْ أحَقُّ بمُوسَى منهمْ، فَصُومُوا))[15]، تأمل: أنتم!

 

16- ((العبرة عند الله بالدِّين والعمل لا بالنسب)):
فاليهود أقرب لموسى عليه السلام من جهة النسب، ومع ذلك نحن أحقُّ وأَولى بموسى منهم؛ لأن عملنا يوافق عمله؛ ولذلك قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ((أنتُمْ أحَقُّ بمُوسَى منهمْ))[16]، فرابطة الدين أقوى وأعظم من رابطة النسب.


17- ((تيسير الشريعة العظيمة)):
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فمَن شاءَ أنْ يصومَهُ فليَصُمه، ومَن شاءَ أنْ يترُكَهُ فليترُكْهُ))،

استحباب وتخيير، فيه على أمة الإسلام تيسير.


18- ((والله يريد أنْ يتوب عليكم)):


حيثسنَّ لنا ربنا عز وجل صيام عاشوراء، ويغفر لنا به ذنوب سنة، ولولا أنْ شرع الله لنا صيام هذا اليوم لبقيت ذنوبنا على كاهلنا تثقلنا؛ فلله الفضل والمنَّة أولًا وآخرًا.

 

19- ((عظيم كرم الله عز وجل)) :
يغفر الله ذنوب عام بصيام يوم، عملٌ قليلٌ، وأجرٌ جزيلٌ وفيرٌ، فما أكرم الله الملك الغني الكريم!

اللهمَّ لك الحمد كما ينبغي لجلالك وعظمتك.

 

20- ((أهمية غرس الطاعة في قلوب الأبناء)):

أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الْأَنْصَارِ، الَّتِي حَوْلَ الْمَدِينَةِ: مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ[17].

 

كما فعل الصحابة رضي الله عنهم:

((فَكُنَّا، بَعْدَ ذَلِكَ، نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ ....))، وفي رواية: ((وَنَصْنَعُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ، فَنَذْهَبُ بِهِ مَعَنَا، فَإِذَا سَأَلُونَا الطَّعَامَ، أَعْطَيْنَاهُمُ اللُّعْبَةَ تُلْهِيهِمْ، حَتَّى يُتِمُّوا صَوْمَهُمْ))[18].

 

21- ((سرعة الاستجابة لأمر الله)):

ففي الصحيح: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا يُنَادِي في النَّاسِ يَومَ عَاشُورَاءَ: ((إنَّ مَن أكَلَ  فَلْيُتِمَّ أوْ فَلْيَصُمْ، ومَن لَمْ يَأْكُلْ فلا يَأْكُلْ))[19]، فاستجاب الناس ولسان حالهم يقول: "سمِعْنا وأطَعْنا"، لم يستفصلوا، أو يجادلوا، أو يناقشوا، أو يتلكؤوا، ولا تباطؤوا؛ وإنما بادروا بالعمل طاعةً وسرعةَ استجابةٍ.

 

22- ((قبول خبر الواحد)):

ففي الصحيح: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا يُنَادِي في النَّاسِ يَومَ عَاشُورَاءَ: ((إنَّ مَن أكَلَ  فَلْيُتِمَّ أوْ فَلْيَصُمْ، ومَن لَمْ يَأْكُلْ فلا يَأْكُلْ))[20]، فاستجاب الناس.

 

وفي هذا قبول خبر الواحد؛ لأن الصحابة امتثلوا لخبر المنادي الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومَن تأمَّل سيجد أضعاف أضعاف المذكور.

وبالله التوفيق.



[1] رواه البخاري (3943)، ومسلم (1130).

[2] رواه مسلم (1134).

[3] صحيح لغيره: أصله عند مسلم، وهذه رواية الطبراني في (الأوسط).

[4] رواه مسلم (1162)، وأبو داود (2425)، والترمذي (752)، وابن ماجه (1730)، وابن حبان (3632).

[5] صحيح: رواه أحمد (22535).

[6] رواه مسلم (1123).

[7] رواه البخاري (2005)، ومسلم (1131) .

[8] "لله": كما في رواية البخاري.

[9] رواه البخاري (3397)، ومسلم (1130).

[10] رواه البخاري (1130)، ومسلم (2819).

[11] رواه البخاري (3943)، ومسلم (1130).

[12] رواه البخاري (3943)، ومسلم (1130).

[13] رواه البخاري (3943)، ومسلم (1130).

[14] رواه مسلم (1134).

[15] رواه البخاري (4680)، ومسلم (1130).

[16] رواه البخاري (4680)، ومسلم (1130).

[17] رواه مسلم (1136).

[18] رواه البخاري (1960)، مسلم (1136).

[19] رواه البخاري (1924)، ومسلم (1135).

[20] رواه البخاري (1924)، ومسلم (1135).

 


سجل تعليقك