French | English | Thai (ภาษาไทย) | Shqipe | Türkçe | Indonesian | Tagalog | اردو | عربي | فارسي
 
 
القائمة البريدية
أدخل بريدك الإلكتروني من أجل الاشتراك معنا في القائمة البريدية
عداد الزوار
المتواجدون الآن على الموقع الرئيسي :

( 11462 )



















شبهات وردود
    أرسل لصديق

إغلاق النافذة

المقالات --> المادة المختارة

العقائد بين التأصيل والتطبيق حوار مع الدكتور حاتم الشريف

 

أضيفت في: 19 - 9 - 2020

عدد الزيارات: 1115

فقد اطلعت على ما كتبه الدكتور حاتم الشريف في ملحق الرسالة يوم 20 جمادى الآخرة 1433هـ تحت عنوان (التوحيد بين المقاصد والمعارك) وعادة البينيّات تكون للحصر، فيقال: الطريق بين الجبل والجبل أي محصور بينهما! فكأن التوحيد (عندنا) محصور بين هاتين المقدمتين، (فحققنا) المعارك ولم (نحقق) المقاصد!
 
وقلت: (عندنا وحققنا) لأنه يتكلم بهذا ولا يعني إلا أهل هذا البلد على العموم! فكأن السائد عندنا إن لم يكن الكلّ يتعلم التوحيد ويقف عند (المعارك) ولم يصل الكثير للـ(المقاصد).
 
وهذا غير مسلّم له، ولو أنه جعل المقال في بحث المشكلة بين (التأصيل والتطبيق) لكان أولى وأنفع لأن هذا خلل وارد وواقع!
 
وأقول: لي مع كلامه وقفات حبذا لو يتسع صدر الشريف والقارئ لها:
 
الوقفة الأولى: عدم المصداقية؛ فالمعارك -والمراد بها الجدالات البحثية- إن وقعت إنما تقع من أهل التأصيل من أهل العلم وطلابه، أما عامة الناس الذين يلقنون هذا التوحيد فيرجى أنهم وصلوا إلى كليات المقاصد وإن فاتهم دقائقها وتفاصيلها، لما نراه ولله الحمد من تعظيم جناب الله تعالى، والخوف منه، والنفرة من الشرك، والبدع، حتى في الأقوال، ومن تصدر للفتيا والتدريس يسعده كثرة سؤال العامة عن بعض الأفعال والأقوال والأسماء ونحوها: هل تضر التوحيد أو لا؟
 
الوقفة الثانية: زعم أن الواقع (عندنا) هو: معركة التكفير الكبرى! وأن تعلمنا للتوحيد لم يحقق لنا (المقاصد) وإنما جاءنا (بالتكفير) فقال: (إنما صار يدرسه من يدرسه ليعرف: متى يستطيع أن يكفر الناس!!).
 
وهذا غير صحيح من جهتين:
 
أولاهما: أن التوحيد إنما يدرس ويلقن عندنا بما يجب أن يُعتقد من غير ذكر لموجبات الكفر، وأقرب الأصول التي يتعلمها شعبنا (ثلاثة الأصول) لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، فجلّها تقريري يعلم التوحيد من غير ذكر في الجملة لموجبات الكفر، ومثله "كتاب التوحيد" له كذلك، فهم يقولون كما قلت بأن الحب لله، والخوف من الله، والرجاء بالله، والحلف بالله، والاستغاثة بالله، والذبح لله، والسجود لله، وهلم جرّا.
 
فهذا هو الغالب (عندنا) في تعليم التوحيد.
 
الثانية: ألا يرى فضيلة الدكتور أن في هذا تفخيم للواقع! فهل يُعقل أن تعلمنا للتوحيد للبحث عن تكفير الناس؟
 
هذا تفخيم وتضخيم ممقوت غير مقبول، ولكن أقول: لعلك أخطأت في العبارة!
 
ثم: نعم؛ نحن نتعلم التوحيد لكي نعرف ما الذي يوقع الناس في الكفر فنجتنبه، لأننا –كما قال الإمام محمد بن عبدالوهاب في غير مصنف- وقفنا في القرآن الكريم على خطورة الشرك والكفر، وأنه الظلم العظيم، والموجب للخلود في النار، والمبيح للدم، والمبعد عن الجنة، فشأنه خطير فتحتم علينا أن نعرف كل ما يؤدي للوقوع فيه فنجتنبه، وهذا معنى قول العلماء أنه لا يصح الإيمان بالله تعالى إلا بالكفر بالطاغوت، كما قال تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) فجعل الله شرط التمسك بالعروة الوثقى: الكفر بالطاغوت أولاً قبل تجريد الإيمان الله تعالى، وهذا معنى (لا إله) أولاً وتتضمن الكفر بالطاغوت، ثم (إلا الله) إفراد الله تعالى بالعبادة.
وكفرنا بالطاغوت: أي براءتنا من الكفر بالله تعالى وسبله، وهذا لا يتحقق إلا بمعرفتها حتى نجتنبها، كما قال الشاعر:
 
عرفت الشرِّ لا للشر لكن ....  عرفت الشرِّ حتى أتقيهِ
 
الوقفة الثالثة: ذكر في دلائل الإيمان بالصفات جمال الله، فقال: (وجماله تعالى، فنرى شواهد ذلك الجمال الرباني في مخلوقاته عز وجل!).
 
وهذا قول غير صحيح، ولا علاقة بجمال المخلوقات بجمال الله تعالى، كتعلق القدرة والحكمة وبعض أسماء الله تعالى بشأن المخلوقات.
 
فجمال الله صفة ذاتية لازمة، وليست لازمة بالمخلوقات، بعكس آثار القدرة والحكمة والخالقية ونحوها لها شواهد في كلّ الخلق.
 
نعم؛ ربنا جميل، ويحب الجمال، ولكن لا تلازم بين جمال ما نراه من المخلوقات وبين جمال الله تعالى، حتى يقال: جمال القمر يشهد أو يدل على جمال الله تعالى!
هذا غير صحيح، ولكن نستطيع أن نقول: جمال القمر ونوره ومنازله تدل على قدرة الله وحكمته وجلال خلقه ونحوه.
 
وفرق بين الصفتين ومدلولهما ولازمهما فتفطن.
 
الوقفة الرابعة: غمز الشريف في (معظم!!!) كتب العقائد، و(معظم!!) المختصين في العقيدة بأنهم تخرجوا منها بمعارك فكرية فقال: (فماذا صارت تعلمنا كتب العقائد، وبماذا يتخرج عامة المختصين في العقيدة؟: هل تخرجوا دعاة محبةً لله، بمعرفة أسمائه وصفاته؟ هل هم رسل مودة وسلام؟ كما أن الله تعالى هو الودود السلام؟ أم كانت كتب العقيدة كتب معارك فكرية: للتبديع والتكفير، وتقوم إما على المزايدة على التنزيه، أو المزايدة على التسليم للنص، أو المزايدة على التعقل، أو المزايدة على تعظيم السلف، فكيف سيتخرج من هذه المناهج!!! رسل التبشير الحقيقي بحقيقة المعرفة بالله تعالى..).
 
فيقال: هذا أيضاً تفخيم لا يجنى منه إلا التنفير من (كتب العقيدة ومناهجها!) واستهبال عقول (المختصين في العقيدة!) وهذا وللأسف خلاف الواقع تماماً، ولو ناقش الدكتور كتباً بأسمائها، وأفراداً بما يميزهم لكان حول الصواب وإن لم يصبه، ولكنه عمَّم الكلام، وجعله السائد والمنتشر بين (الكتب) و(المختصين) وهذا لا يليق من منصف! وخاصة في بلادنا –والكلام عن العموم!!!- فعامة الناس عندنا ولله الحمد يتعلمون كتب الأصول العقدية المختصرة ومن أشهرها (ثلاثة الأصول) و(كتاب التوحيد) لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، وكتاب (العقيدة الواسطية) و(الحموية) لشيخ الإسلام ابن تيمية ونحو هذا.
 
وكتب (الجدال العقدي) لا تكون إلا عند خاصة الخاصة، وغالبا هي عند المخالفين أكثر منها عند أهل السنة، فعامة كتب أهل السنة أثرية التأصيل والمناظرة، تقارع الشبه بالنصوص، بخلاف كتب الكلاميين وما فيه من الكلام الممجوج، والقواعد المنطقية المختلة!
 
الوقفة الخامسة: فخّم الشريف الكلام عن (لو) وحكم استخدامها، وما يجوز منه وما لا يجوز، وكيف الجمع بين حديث: (لو تفتح عمل الشيطان) وحديث: (لو استقبلت من الأمر) ومما يدل على التفخيم في كلام الشريف قوله: (حرمنا النطق بهذا الحرف حتى في مكانه الصحيح وفي موضعه اللائق..) ولا أدري عمن يتكلم؟ ولا من يعني؟ والعلماء قد بينوا أن (لو) لا يجوز استخدامها في معارضة القدر، ويجوز استخدامها في تمني فعل الخير فيما سبق، ومن راجع شروح "كتاب التوحيد" المختصرة وشبه أن تكون هي المعنيّة بهذه المعركة المزعومة، يجد أن كافة الشرّاح لم يطيلوا الكلام في هذه المسألة، ولم يخلقوا معارك بالحجم الذي صوره الشريف.
 
وختاماً: كان المأمول بسليل البضعة النبوية أن لا يهوّن من جناب كتب التوحيد والعقائد، ولا يبالغ في تشويه الواقع، وخاصة واقعنا، فنحن ولله الحمد والمنّة في هذه البلاد من أفضل البلدان في تلقين العامة أصول العقيدة الصحيحة الصافية النقية البعيدة عن كلّ التكلف، بما في ذلك المناهج الدراسية في كافة مراحل التعليم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
كتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي
الطائف
22 جمادى الآخرة 1433

 


سجل تعليقك