French | English | Thai (ภาษาไทย) | Shqipe | Türkçe | Indonesian | Tagalog | اردو | عربي | فارسي
 
 
القائمة البريدية
أدخل بريدك الإلكتروني من أجل الاشتراك معنا في القائمة البريدية
عداد الزوار
المتواجدون الآن على الموقع الرئيسي :

( 24997 )



















شبهات وردود
    أرسل لصديق

إغلاق النافذة

شبهات وردود --> المادة المختارة

هل بايع عبد الله بن أبي بن سلول أو أحد من المنافقين تحت الشجرة؟

 

أضيفت في: 15 - 7 - 2021

عدد الزيارات: 7130

الشبهة: هل بايع عبد الله بن أبي بن سلول أو أحد من المنافقين تحت الشجرة؟

الجواب :

الحمد لله.

 

أولا:

 

قال الله تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)

الفتح/18.

 

فالله سبحانه وتعالى وصف المبايعين بالمؤمنين، فنفى عنهم النفاق، وبشرهم برضاه عنهم.

 

ويؤكد القرآن هذا المعنى ويقول:  

 

لقد رضي الله عن المؤمنين حين بايعوك -أيها النبي- تحت الشجرة -وهذه هي بيعة الرضوان في «الحديبية» - فعلم الله ما في قلوب هؤلاء المؤمنين من الإيمان والصدق والوفاء، فأنزل الله الطمأنينة عليهم وثبت قلوبهم، وعوضهم عما فاتهم بصلح «الحديبية» فتحا قريبا، وهو فتح «خيبر» ، ومغانم كثيرة تأخذونها من أموال يهود «خيبر».

 

فالقرآن يؤكد بصورة قاطعة أنه ليس بينهم منافق وقد علم الله بما في قلوبهم، ومن يقول بوجود المنافقين بينهم فهو يخالف القرآن بصورة قاطعة!

 

ثانيا:

 

ومما يؤكد شمول هذا الوصف والوعد (من الإيمان والصدق والوفاء، وإنزال الطمأنينة عليهم وتثبيت قلوبهم وإثابتهم) لكل المبايعين حديث جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:

 

" قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ: أَنْتُمْ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ. وَكُنَّا أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِائَةٍ، وَلَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ اليَوْمَ، لَأَرَيْتُكُمْ مَكَانَ الشَّجَرَةِ"

رواه البخاري (4154) ومسلم (1856).

 

وحديث جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ.

رواه أبو داود (4653)، والترمذي (3860) وقال: " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ".

 

فكيف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لا يدخل أحد النار ممن بايع تحت الشجرة، ثم يكون منافق بينهم والمنافق في الدرك الأسفل من النار؟!!

 

ثالثا:

 

كما يتأكد هذا بمضمون البيعة؛ فوردت روايات بأنها كانت على: أن لا يفروا.

 

عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ الشَّجَرَةِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُ النَّاسَ، وَأَنَا رَافِعٌ غُصْنًا مِنْ أَغْصَانِهَا عَنْ رَأْسِهِ، وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، قَالَ: لَمْ نُبَايِعْهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَلَكِنْ بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نَفِرَّ" رواه مسلم  (1858).

 

وفي أخرى بأنه كانت: على الموت.

 

عَنْ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:" بَايَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى ظِلِّ الشَّجَرَةِ، فَلَمَّا خَفَّ النَّاسُ قَالَ: يَا ابْنَ الأَكْوَعِ أَلاَ تُبَايِعُ؟  قَالَ: قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَأَيْضًا، فَبَايَعْتُهُ الثَّانِيَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تُبَايِعُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: عَلَى المَوْتِ"

رواه البخاري (2960)، ومسلم (1860).

 

ومثل هذه البيعة الشديدة لا يقدر عليها إلا أهل الإيمان الراسخ.

 

فعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، سَمِعَ جَابِرًا، يَسْأَلُ، كَمْ كَانُوا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ؟ قَالَ: "كُنَّا أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، فَبَايَعْنَاهُ، وَعُمَرُ آخِذٌ بِيَدِهِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَهِيَ سَمُرَةٌ، فَبَايَعْنَاهُ، غَيْرَ جَدِّ بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيِّ، اخْتَبَأَ تَحْتَ بَطْنِ بَعِيرِهِ "

رواه مسلم (1856).

 

رابعا:

 

قال الله تعالى في حق ابن سلول وغيره من المنافقين مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم:

 

(اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ....... وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ)

 

فهل يمكن لأمثال هؤلاء أن يكونوا ممن بايع تحت الشجرة وبالتالي يشملهم قول الله تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)

 

إذن كما قلنا في النقطة الأولى: إن فرض وجود المنافقين في الحديبية، يلزم منه تناقض القرآن، والعياذ بالله، وهذا ليس بصحيح قطعا، وسببه الفكر السقيم الذي يريد إلصاق هذه الفرية بكلام الله تعالى.

 

ولكن أبى الله أن يتم إلا كتابه.

 

خامسا:

 

 هل المستغرب هو حضور المنافقين للحروب والغزوات أم تخلفهم عنها؟

 

لا شك أن تخلفهم عنها هو اللائق بسِيَرهم وعاداتهم، ولذا فإن القرآن أكثر من مرة ذكر تخلفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر حججهم الواهية الكاذبة كما في قوله تعالى:

 

(سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ)... وقوله (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ) ... وقوله (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ)... وقوله (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ)

 

فظاهرة تخلف المنافقين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ظاهرة مضطردة معلومة للعام والخاص، فأين العجب من تخلف المنافقين عن الحديبية؟!

 

سادسا:

 

هل من عادة عبد الله بن أبي بن سلول نفسه أن يتخلف عن المعارك؟

 

إن آخر غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم وهي غزوة تبوك قد تخلف عنها ابن سلول رأس المنافقين، وقد هلك بعيد عودة النبي صلى الله عليه وسلم منها فأنزل الله تعالى فيه:

 

 (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83) وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ)

 

قال ابن حجر: (ذكر الواقدي ثم الحاكم في "الإكليل" أنه مات بعد منصرفهم من تبوك وذلك في ذي القعدة سنة تسع، وكانت مدة مرضه عشرين يوماً، ابتداؤها من ليال بقيت من شوال، قالوا: وكان قد تخلف هو ومن تبعه عن غزوة تبوك، وفيهم نزلت: "لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ").

 

فهذا هو ابن سلول فلِمَ العجب؟

 

أليس هو الذي مكر مع اليهود ضد المسلمين؟

 

وهو الذي انسحب بثلث الجيش في معركة أحد؛ لإضعاف المسلمين وإلحاق الهزيمة بهم؟

 

وهو الذي أشاع حادثة الإفك التي ضجت بها المدينة شهراً كاملاً وسار على دربه في هذه التهمة الرافضة الملاعين إلى يومنا هذا، قبحهم الله فلهم في المنافقين سلف وقدوة؟

 

وهو الذي قال: "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل"؟

 

أليست هذه كلها تدل على نفاقه وكرهه للدين ونبي الإسلام -صلى الله عليه وسلم- طمعاً منه في الزعامة والرئاسة مضحياً في ذلك بدينه وربه وآخرته؟

 

فكيف يكون في الحديبية ويرضى الله عنه ويعلم ما في قلبه وينزل السكينة عليه؟

 

سابعا:

 

إن كل هذه النصوص الدالة على إيمان ورضى الله عن جميع المبايعين لم يوجد ما يعارضها؛ فلم تثبت رواية صحيحة بوجود بعض المنافقين ضمن المبايعين.

 

كما لا يلزم من وجود منافقين في المدينة أن يكونوا قد تواجدوا في جيش الحديبية، فالعدد الوارد فيمن بايع لا يحيط بجميع المقاتلين من أهل المدينة، فالوارد في الصحيحين أنهم كانوا ألفا وأربعمائة كما سبق في حديث جابر ومعقل بن يسار، وغزوة الخندق التي وقعت قبل الحديبية شهدها حوالي ثلاثة آلاف مقاتل على قول جمهور أهل العلم.

 

ثامنا:

 

وهنا مربط الفرس: هل يوجد شاهد تاريخي حول وجود عبد الله بن أبي بن سلول يوم بيعة الرضوان؟

 

ونقول: شهود ابن سلول لبيعة الرضوان لا يثبت، ووجوده أصلا مع المسلمين في الحديبية يعتمد من يثبته على رواية تالفة الإسناد رواها الواقدي في مغازيه.

 

قال الواقدي: حدثنا ابن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله عن أبي سلمة الحضرمي قال: سمعت أبا قتادة يقول: سمعت ابن أبي يقول ـ ونحن بالحديبية ومطرنا بها ـ فقال ابن أبي: هذا نوء الخريف مطرنا بالشَّعْرَى. اهـ.

 

قال الدكتور حافظ بن محمد عبد الله الحكمي في رسالته: مرويات غزوة الحديبية جمع وتخريج ودراسة: هذا الحديث ضعيف جداً، فيه الواقدي، وفيه شيخه سبرة، يقول ابن حجر: رموه بالوضع. اهـ.

 

فالرواية تالفة موضوعة ولله الحمد، وبذا تتآلف كل النقاط المذكورة من قبل.

 

وختاما وبعد اتضاح الصورة وتنزلا للمجادلين فإننا نطالبهم بالتالي:

 

- إثبات أن المنافقين قد بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على الموت في بيعة الرضوان.

 

- إثبات أن ابن سلول كان في بيعة الرضوان بسند صحيح.

 

وهيهات ... .

 


سجل تعليقك