French | English | Thai (ภาษาไทย) | Shqipe | Türkçe | Indonesian | Tagalog | اردو | عربي | فارسي
 
 
القائمة البريدية
أدخل بريدك الإلكتروني من أجل الاشتراك معنا في القائمة البريدية
عداد الزوار
المتواجدون الآن على الموقع الرئيسي :

( 10151 )



















الشيعة الإمامية --> موقف الشيعة من الصحابة و أهل السنة
    أرسل لصديق

إغلاق النافذة

المقالات --> المادة المختارة

سأخون الثورة السورية؟!

 

أضيفت في: 9 - 7 - 2011

عدد الزيارات: 1303

المصدر: المختصر

شبكة الدفاع عن السنة المختصر/ أدرك تماما استفزازية العنوان، وهو عنوان جريا على كتاب الأديب السوري محمد الماغوط سأخون وطني، ثمة من يعمل دون أن ينطق بخيانة الوطن، وثمة من يعمل دون أن ينطق على خيانة الثورة السورية الكبرى التي تجري في بلاد الشام، هذه الخيانة تتمثل في مؤتمرات الحوار ودعوات الحوار التي تنطلق من هنا وهناك متباكية على الوطن والمواطن، ومتناسية في الوقت نفسه جرائم الحرب ضد الانسانية التي يمارسها النظام السوري في تلكلخ وغيرها من المدن السورية التي لم تصلها تحقيقات العفو الدولية وغيرها من المنظمات الحقوقية الدولية بعد ..
ليس هناك عاقل يرفض الحوار، وليس هناك مثقف أو سياسي أو من يريد الخير للبلاد والعباد يرفض الحوار، لكن لكل أرضيته ولكل مقدماته، فهل مقدمات الحوار هو إطلاق الرصاص على المتظاهرين واعتقالهم بالآلاف واغتصاب النساء واقتحام المدن بالدبابات والمدفعية، ونشر الشبيحة" فرق الموت " الرهيبة في المدن والقرى السورية، وهل الحوار يتم مع سلطات ترفض وجود أزمة أصلا، وُتّحمل الخارج مسؤولية ما يجري وتصفه بالمؤامرة، وهل الحوار يتم باستئثار الطرف القاتل بتحديد الزمان والمكان والأشخاص والسقف والأجندة للمؤتمر، وكل ما يمت إلى الحوار اتساقا مع المادة الثامنة من دستورهم بقيادة حزب البعث قائدا للدولة والمجتمع..
الحوار يكون باللسان وليس بالسنان من طرف واحد طبعا، الحوار يكون حين يعترف النظام الاستبدادي الشمولي السوري بوجود طرف آخر في المعادلة، وإلا فسيكون مصداقا لقول الحق تبارك وتعالى:" ولو أرادو الخروج لأعدوا له عدة " تماما كما هو الحوار ولو أرادوه لأعدوا له مقدماته، وهنا سأتعرض إلى النتائج الوخيمة التي ستترتب على دعوات الحوار الحالية وفي الظروف الراهنة بعيدا عن منطق التخوين والتشكيك، فبداية لا نود ولا من حقنا مصادرة حق أي أحد بالحوار والتعبير عن موقفه ورأيه،أما العنوان فهو دعوة استفزازية للقارئ لقراءة المقال تماما لا أكثر ولا أقل، وبقطع النظر عن نوايا المشاركين والداعين فإنه من حقهم علينا وحقنا على شعبنا أن نبين موقفنا ورأينا في هكذا حوار تماما كما بينوا حقهم خصوصا وأنه يمس أكثر من ثلاثة وعشرين مليون سوري، وربما أضعافهم من البشر فالتغيير في سورية لا يعني السوريين فحسب، بالإضافة إلى أن الفرص كالريح، وكذلك التغيير ..
أول مخاطر هذا الحوار أنه قد يفتّ في عضد الشعب السوري المنتفض من حيث أن الحوار انطلق وبالتالي ليس هناك ضرورة للتظاهر والخروج اليومي تفويتا للصدام مع السلطة وتوفيرا للدماء والدموع على الشعب، وهو أمر يصب في خانة النظام السوري بينما الشعب السوري سيفقد زخم الشارع وزخم التحرك وسيفقد معه السلاح الأوحد الذي بيده والقادر على إرغام النظام السوري على الرحيل وهو الانتفاض والمظاهرات السلمية ..
يُضاف إلى ذلك مخاطر الغطاء والحصانة الدولية التي أسبغتها دعوات الحوار على النظام السوري ، فعلى الفور وبعد دقائق على مؤتمر سميرا ميس بدمشق سمعنا المديح الأميركي والفرنسي والبريطاني لسماح النظام السوري على عقد هكذا مؤتمر ووصفه بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح، بينما لم يخسر النظام شيئا، بل على العكس كسب تراخيا دوليا إزاء جبروته وطغيانه ضد شعبه ، وأفقد الثوار دعم المجتمع الدولي بينما النظام استغل ذلك المديح في تشديد قبضته الأمنية عبر إرسال دباباته وطائراته إلى جبل الزاوية وكفرنبل وحماة ومعرة النعمان وسط صمت دولي وصمت المؤتمرين إزاء حملة قتل وقنص واعتقالات رهيبة..
الأمر الثالث في سياق المخاطر التي تتهدد الثورة من هكذا مؤتمرات أنها قسمت الشاشة التلفزيونية مناصفة بين الثورة وما تتعرض له من دموية النظام وبين المؤتمرات الحوارية والاستعداد لها، في حين الكل يعلم أن المعركة الأكبر في الحرب مع النظام السوري هي المعركة الإعلامية، وحين يكسب النظام نصفها بالحديث عن الحوار فهذا يعني خسارة الثوار لنصف المعركة، وهو ما وفرها له هؤلاء المؤتمرون والداعون إليه من حيث يدرون أو لا يدرون ..
الأولوية اليوم في سورية لدعم الثورة والثوار، والأولوية اليوم هي لعقد مؤتمرات في الداخل والخارج من أجل اجتراح المعجزات في إسناد الثورة السورية، ودون ذلك فسيصب في طاحونة النظام السوري، وما لم يتم كسر رأس النظام السوري ويعترف بوجود مشكلة حقيقية مزمنة في البلاد، ويقبل الحوار مع الآخر فأي حوار حينها لن يفيد الثورة والثوار وإنما سيكون وبالا عليها، وإن كنت من الرافضين للحوار مع النظام أصلا إلا على أساس تسليم السلطة دون تسويف أو مماطلة وبإشراف دولي لسلطة انتقالية تمهد الطريق لعقد انتخابات عامة حرة ونزيهة لتنهي بذلك عهد الشمولية و التسويف والممطالة.
 


سجل تعليقك