French | English | Thai (ภาษาไทย) | Shqipe | Türkçe | Indonesian | Tagalog | اردو | عربي | فارسي
 
 
القائمة البريدية
أدخل بريدك الإلكتروني من أجل الاشتراك معنا في القائمة البريدية
عداد الزوار
المتواجدون الآن على الموقع الرئيسي :

( 25064 )



















السنة
    أرسل لصديق

إغلاق النافذة

المقالات --> المادة المختارة

"تويتر".. ثورة إيرانية ضد التعتيم الإعلامي

 

أضيفت في: 24 - 6 - 2009

عدد الزيارات: 2243

وسط أزمة احتجاجات الشارع الإيراني على تزوير نتائج الانتخابات لصالح الرئيس محمود أحمدي نجاد، واستمرار تحكم السلطات في وسائل الإعلام المحلية، وحجبها المواقع الإلكترونية المؤيدة للمرشح الإصلاحي مير حسين موسوي، ومنعها الصحفيين الأجانب من تغطية الانتخابات والأحداث الدامية التي تلتها؛ لجأ الشباب الإيراني إلى الموقع الاجتماعي "تويتر" في محاولة لإيصال أخبارهم إلى العالم الخارجي والتعبير عن احتجاجهم والمطالبة بإعادة الانتخابات ووقف الحملات الأمنية الدامية ضد المتظاهرين. وبدورها لجأت الصحافة العالمية إلى "تويتر" الذي استعصى على الرقابة والحجب وأصبح المصدر الرئيسي لأخبار الانتهاكات في إيران.

و"تويتر" هو موقع اجتماعي يسمح لمستخدميه بإرسال رسائل قصيرة لا يتعدى طولها 140 حرفا يقرأها كل المشتركين. وترسل هذه الرسائل سواء من خلال الموقع أو باستخدام الهواتف الجوالة (SMS).

ويقول الموقع الذي يعني اسمه الإنجليزي: "ثرثرة"، أنه يعتبر "خدمة للأصدقاء والعائلة وزملاء العمل ليتواصلوا من خلال تبادل الإجابات على سؤال واحد وأساسي: "ماذا تفعل؟". ويقول الموقع إن التحديثات الأساسية حول أحوال الأشخاص تعتبر ذات مغزى كبير لدى العائلة والأصدقاء والزملاء خاصة عندما تأتي في الوقت المناسب. فإذا أردت التأخر على موعد اجتماعك بزملائك، أو أقمت حفلة وأردت إخبار أصدقائك للحضور، أو حتى أردت طمأنة والدتك أنك تناولت طعامك، كل ما عليك فعله هو أن ترسل رسالة عبر "تويتر" ليتم إرسالها إلى معارفك.

وبذلك يبقيك الموقع على تواصل في كل وقت، كما يمكنك من وقف ذلك التواصل في أوقات معينة ترغب فيها في الهدوء.

إذا الموقع أنشأ بالأساس للتواصل الاجتماعي بين المعارف، لكن الشباب الإيراني استطاع أن يوظفه بطريقة أخرى لتخطى الحظر والرقابة التي تفرضها السلطات على وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، من خلال إرسال الرسائل لعدد غير محدود من الأشخاص لدعوتهم إلى المشاركة في المظاهرات، إلى جانب إرسال رسائل لإخطار الناس حول العالم بآخر التطورات.

ولقدرة موقع "تويتر" على نقل الرسائل بسرعة فائقة، فقد شهد حوارات متلاحقة بين الإيرانيين في الداخل والخارج حول ما يحدث في شوارع طهران.

السيطرة على الإعلام المحلي ومنع الأجنبي

ودأبت السلطات الإيرانية على توجيه الإعلام المحلي بالبلاد، من قنوات تلفزيونية أرضية وفضائية، موجهة للداخل أو الخارج. كما دعمت الصحف الرئيس نجاد حتى قبل بدء حملته الانتخابية. وفي مقابل التحكم في جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، لم يكن أمام أنصار المرشح الإصلاحي موسوي إلا اللجوء إلى الفضاء الإلكتروني، لكن حتى هذا طالته الرقابة الصارمة لأجهزة الدولة، فقد تم حجب المواقع الموالية والمروجة لحملة موسوي، كما حجبت السلطات موقع "فيسبوك" الاجتماعي الشهير قبيل الانتخابات، لمنع أنصار موسوي من تجييش الشباب الناخبين من خلاله.

أما بالنسبة للإعلام الأجنبي، فقد منعت السلطات مراسلي المؤسسات الإعلامية الأجنبية من تغطية الانتخابات، كما منعتهم من تغطية الأحداث التي تلتها من احتجاجات واعتقالات واسعة ومواجهات دامية مع الشرطة.

"تويتات" تحشد الجماهير

وفي مواجهة ذلك بدأ، الشباب الإيراني، وبخاصة الإصلاحيون، في استخدام تويتر عن طريق إدخال "تويت" (رسالة) بشأن الانتخابات الإيرانية كل بضع ثوان. وساهمت هذه "التويتات" في تنظيم واحدة من أكبر المظاهرات التي شهدتها طهران الأسبوع الماضي وتحديدا يوم الثلاثاء. وجاء في إحدى التويتات: "تنبيه.. مسيرة موسوي ما زالت في موعدها في الخامسة مساء"، وقال تويت آخر: "حظا سعيدا في المسيرة. لا تأخذوا سياراتكم.. سيكونون في انتظاركم حينما تعودون إليها".

كما سخر الإيرانيون المواقع الإلكترونية لكشف وقائع بشعة تخللت الأحداث التي تشهدها بلادهم على مدار الأسبوع الماضي، منها ما يُزعم عن اقتحام مليشيات "الباسيج" للمنازل، وحملات دهم واعتقالات عشوائية.

وبعد سقوط 7 قتلى وجرح آخرين واعتقال عشرات الإصلاحيين، دعا موسوي أنصاره الثلاثاء الماضي إلى التوقف عن تنظيم احتجاجاتهم في الشوارع "حقنا لدمائهم"، وهو ما جعل ساحة الإنترنت هي الملاذ الأكبر والأهم لأنصار موسوي الذين يسعون لتوصيل أصواتهم للعالم.

ولم يقتصر استخدام تويتر وغيره من المواقع الاجتماعية على الشباب الإصلاحيين فقط، فقد تنبه أنصار نجاد المحافظ إلى الإغراق الإلكتروني لأنصار موسوي، فقاموا بحملة مضادة باستخدام فيسبوك وتويتر لكنها لم تصل في حجمها لتلك الأولى.

وأصبح تويتر -الذي أبصر النور قبل عامين فقط- مصدرا أساسيا للحصول على الأخبار الإيرانية، خاصة بعد أن عرض عدد من المستخدمين تقديم تحديث للشأن الأمني أولا بأول. وتنقل وسائل الإعلام العربية والأجنبية عن تويتر، معتبرة أنه أصبح المصدر الأساسي للأخبار الإيرانية. واقتبست شبكات مثل "سي إن إن" و"فوكس نيوز" وصحيفة "نيويورك تايمز" عن تويتر، كما جعلته مجلة "تايم" الأمريكية موضوع غلافها وهو ما أكسبه شهرة كبيرة، إلى جانب اعتراف المذيعة الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري بأنها من مستخدمي "تويتر".

تويتر يتحدى الرقابة

واستعصى "تويتر" على الرقابة الحكومية بإيران حيث أن طبيعة تصميمه تسمح لمستخدميه بالوصول إليه وبث الرسائل من خلاله بطرق مختلفة، حتى دون الحاجة للدخول على الموقع نفسه. فقد صُمم الموقع ليكون أقوى من أي نظام رقابي، ما جعل تطبيق الحجب عليه من قبل السلطات الإيرانية أمر صعب جدا.

وبالرغم من تمكن السلطات من حجب المدونات ومواقع اجتماعية أخرى مثل "فيسبوك"، لم تستطع منع الناس من استخدام تويتر عنه طريق الهواتف النقالة وعشرات التجهيزات الإلكترونية الأخرى مثل جهاز "تويتدك".

وفي محاولة يائسة لتحجيم المشاركة الواسعة فيه، أعلنت السلطات الإيرانية أنها ستحاكم أي شخص يستخدم موقع "تويتر" للأغراض السياسية الخاصة بنتائج الإنتخابات الإيرانية. وحذر بيان صادر من "الحرس الثوري الإيراني" يوم الأربعاء الماضي من نشر "أي تحريض لأعمال الشغب أو المظاهرات أو الإحتجاجات أو نشر الشائعات المغرضة بشتى الطرق ومنها الطرق التكنولوجية وبشكل أخص من خلال موقع تويتر، ومن يتجاوز ذلك سيخضغ لإجراءات قانونية صارمة وسيكلفه الأمر غاليا".

لكن تقنيات الموقع بإمكانها أن تتفادى ذلك أيضا، حيث يسمح للأشخاص بالتسجيل بأسماء رمزية دون الحاجة إلى بيانات موثقة عن المستخدم، كما يمكن للمستخدم إخفاء رقم الهاتف الذي يرسل "تويتاته" من خلاله.

ونتيجة للإقبال الشديد على استخدام "تويتر"، قررت إدارة الموقع التي تتخذ من ولاية سان فرانسيسكو الأمريكية مقرا لها، تأجيل إغلاقه لمدة يوم بغرض الصيانة قائلة: "تويتر في هذه اللحظة يعلب دورا مهما كأداة اتصال بين إيران والعالم الخارجي".

وكانت الإدارة الأمريكية قد طلبت من موقع تويتر إرجاء عملية صيانة مقررة كانت ستوقف خدماته طوال عطلة نهاية الأسبوع، وذلك لإفساح المجال أمام المعارضين الإيرانيين لمواصلة استخدامه، على ما كشف مسؤول في الخارجية الأميركية.

مواقع اجتماعية أخرى

بالرغم من أن "تويتر" هو الأبرز في الساحة الإيرانية هذه الأيام، إلا أن هناك مواقع أخرى شهدت تفاعلا كبيرا مثل موقع الصور "فليكر" الذي يمكّن مستخدميه من تحميل الصور ومشاركتها مع مجموعة من المعارف والأصدقاء. واستخدم الشباب الإيراني هذا الموقع لتحميل صور الاعتداءات التي شنها الحرس الثوري وميليشيات الباسيج ضد أنصار موسوي، كما نشروا صورا للمظاهرات المؤيدة لموسوي التي تظهر مئات الآلاف من الإيرانيين المطالبين بإعادة فرز الأصوات.

وشهد موقع "يوتيوب" -الذي يمكن مستخدميه من تحميل مقاطع الفيديو المصورة بالكاميرات والهواتف- حراكا إيرانيا كبيرا. ووضع أنصار موسوي لقطات للمظاهرات المؤيدية لموسوي والمطالبة بإعادة الانتخابات، كما وضعوا لقطات ترويجية للأفكار الإصلاحية في البلاد.

ونقلت تلك المواقع مشهداً مؤثراً لإيرانية شابة، أطلق عليها اسم "نداء"، وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد إصابتها بطلق ناري في القلب، بنيران الباسيج.

وتفاعلت شركة جوجل العملاقة مع الساحة الإيرانية أيضا، حيث قدمت خدمة ترجمة النصوص من الفارسية إلى الإنجليزية والعكس في الوقت الحالي، على أن تعمل الشركة على توسيع نطاق الترجمة ليشمل 40 لغة أخرى. وتشمل الترجمة نصوصا من مواقع إخبارية أو مدونات أو منتديات تفاعلية أو رسائل بريد إلكتروني أو نصوصا من الشبكات الاجتماعية مثل "تويتر" و"فيسبوك" في محاولة لتوسيع نطاق نقل المعلومات والأخبار المتعلقة بإيران.

المصدر: موقع المسلم

 

 


سجل تعليقك