French | English | Thai (ภาษาไทย) | Shqipe | Türkçe | Indonesian | Tagalog | اردو | عربي | فارسي
 
 
القائمة البريدية
أدخل بريدك الإلكتروني من أجل الاشتراك معنا في القائمة البريدية
عداد الزوار
المتواجدون الآن على الموقع الرئيسي :

( 13865 )



















صفحة الأخبار --> تحذير لمُنشدي إيران.. لا تتطرقوا لصعوبات المعيشة بمراسم عاشوراء
    أرسل لصديق

إغلاق النافذة

تحذير لمُنشدي إيران.. لا تتطرقوا لصعوبات المعيشة بمراسم عاشوراء

أضيف في :8 - 8 - 2022
في الأجواء العاطفية الحزينة التي تسود المجتمعات الشيعية خلال الاحتفاء بمقتل الإمام حسين بن علي في معركة كربلاء، بإمكان المنشد الديني الذي يُطلق عليه في إيران "مداح"، وفي العراق "رادود"، أن يلعب دورا يخدم السلطة أو يحرّض ضدها، خاصة لو كان المنشد له شعبية واسعة.

منشدو إيران معظمهم يدينون بالولاء الكامل للنظام وللمرشد الأعلى، إلا أن التخوف من تجدد الاحتجاجات، قد دفع السلطات لتتخذ إجراءات احترازية، فطلبت من المنشدين بعدم الإشارة إلى المشاكل الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الشعب الإيراني، وذلك للحؤول دون دفع الموالين المؤمنين المؤيدين للحكومة الذين يشاركون في الاحتفالات الدينية إلى صفوف المحتجين على المشاكل الاقتصادية أو التعاطف معهم.

توجيه المنشدين بعدم خلق موجة استياء

وقال جعفر أكبر زاده، أحد المنشدين من سكان مدينة مشهد في شمال شرقي إيران، والتي تضم مرقد الإمام علي بن موسى الرضا، ثامن أئمة الشيعة، قال لوكالة أنباء "انتخاب"، إنه "في الاجتماعات التي عقدناها، يتم توجيه المنشدين حتى لا يتحدثوا عن أي شيء من شأنه إحداث موجة، لأن الإشارة إلى مثل هذه الأمور عندما لا يتمكنون من الإجابة عن التساؤلات التي تُطرح، قد تخلق موجة (استياء)".

وأوضح أكبر زاده: "حتى الآن في هذا العام لم يُسمع أي منشد تحدث عن المشاكل الاقتصادية والمعيشية والفقر"، مضيفا: "وحسب رصدي ومتابعتي في مدينة مشهد، لم أسمع أحداً قد احتج على الوضع أو انتقد المشاكل المعيشية ونادرا ما سمعت عن أي شخص يتطرق إلى هذه الأمور".

وأضاف المنشد المشهدي رداً على سؤال حول سبب عدم انتقاد المنشدين للحكومة على عكس انتقادهم للحكومات السابقة، قائلا: "على أي حال، لكل شخص موقعه، ويحاول المنشدون عدم الحديث في هذا المجال (الوضع المعيشي والفقر) للحؤول دون منح العدو فرصة استغلال هذه الأجواء وبالتالي خلق المشاكل..".

وكان المنشدون ينتقدون الحكومات السابقة ويتهجمون عليها بعض الأحيان محاولين إلقاء اللوم بخصوص الوضع الاقتصادي على كاهلها ولم يقتصر ذلك على الوضع الداخلي فحسب بل السياسة الخارجية والمفاوضات النووية أيضا، وتلقت حكومة حسن روحاني ووزير خارجيتها محمد جواد ظريف وابلا من النقد والهجوم على جميع الأصعدة.

ويُظهر حديث المنشد أكبر زاده قلق السلطات الإيرانية من توسيع رقعة الاستياء بسبب الوضع الاقتصادي خاصة بين الموالين له، وخوفا من تجدد الاحتجاجات الواسعة النطاق على مستوى البلاد على شاكلة احتجاجات نوفمبر 2019 وديسمبر 2017. وهذا يؤكد أن أرضية الاحتجاج باتت تتسع لتشمل المتدينين وربما تشمل أيضا المقربين من الحكومة الذين يشاركون في مراسم عاشوراء.

تتسع رقعة الفقر

ويأتي ذلك في الوقت الذي لا تلوح في الأفق أي إجراءات حقيقية لتحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية للشعب الذي يزداد فقرا بالرغم من الوعود التي قطعتها حكومة إبراهيم رئيسي المدعومة من كافة مؤسسات النظام وعلى رأسها بيت المرشد الأعلى.

وحسب صحيفة "كيهان" الصادرة في لندن، فقد بلغ معدل التضخم لحزمة رئيسية من "المواد الغذائية والمشروبات والتبغ" في يوليو من هذا العام، نحو 4.4% ليبلغ 86%، وارتفع تضخم "السلع والخدمات غير الغذائية" نحو 0.1% ليبلغ 9.36%.

وذكر أحدث تقرير لمركز الإحصاء الإيراني حول التضخم، أن تضخم أصناف الطعام والشراب في بعض المحافظات بلغ في يوليو من هذا العام مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي (التضخم من نقطة إلى نقطة) حوالي 100%.

نسب التضخم حسب المحافظات

سجلت مقاطعتا قزوين وألبُرز أعلى معدلات تضخم في مجال مواد الأغذية والمشروبات والتبغ في شهر يوليو بنسبتي 98.3 و97.7 % على التوالي، وبلغ التضخم في محافظات لورستان 96.5%، وأذربيجان الغربية 95.2%، وخراسان الشمالية 95%، وجيلان 94.5%، ومازندران وسمنان بنسبة تضخم 93.5%، وجُلستان 91.7% وخراسان رضوي 90%، وهي المحافظات الأخرى التي شهدت أعلى معدل تضخم في يوليو مقارنة بنفس الشهر في السنة الماضية.

وتشير الأرقام الصادمة لمركز الإحصاء إلى متوسط نمو الأسعار والتضخم العام، وارتفاع الإيجارات وأسعار السكن، وتجاوز التضخم في المناطق الريفية التضخم في المناطق الحضرية، ونمو أسعار المواد الغذائية، وبات الإيجار يشكل قرابة 70% من إجمالي نفقات الأسر ذات الدخل المنخفض في إيران، وتراجعت القوة الشرائية وانخفض استهلاك المواد الغذائية الأساسية.

وخلال الشهرين والنصف الماضيين، انتحر 10 عمال بسبب الفقر والمشاكل الاقتصادية ونقص الدخل، وأعلن المجمع العلمي لمنع الانتحار في إيران في سبتمبر 2021، ارتفاع "متوسط الوفيات بسبب الانتحار في البلاد من 6 لكل 100,000 شخص إلى 7.2 لكل 100,000 شخص".

وأشارت صحيفة "اعتماد" الناطقة بالفارسية، في تقرير لها الأسبوع الماضي، إلى تزايد حالات انتحار العمال بسبب الفقر، وخلصت إلى أن هذه الظاهرة وأسبابها تبعث رسالة مثيرة للقلق.