French | English | Thai (ภาษาไทย) | Shqipe | Türkçe | Indonesian | Tagalog | اردو | عربي | فارسي
 
 
القائمة البريدية
أدخل بريدك الإلكتروني من أجل الاشتراك معنا في القائمة البريدية
عداد الزوار
المتواجدون الآن على الموقع الرئيسي :

( 10976 )



















صفحة الأخبار --> سر النظام السوري ببئر صيدنايا الأسود.. خفايا لأول مرة
    أرسل لصديق

إغلاق النافذة

سر النظام السوري ببئر صيدنايا الأسود.. خفايا لأول مرة

أضيف في :5 - 10 - 2022
لا يلبث أن يغيب "بيت الرعب" السوري عن الأنظار قليلاً حتى يعود بخفايا جديدة تقشعّر لها الأبدان.

فبعد أسابيع من انكشاف أمر تحنيط جثث المعتقلين بالملح في سجن "صيدنايا" سيئ الذكر، أزاح تقرير جديد صدر عن رابطة معتقلي ومفقودي المعتقل (ADMSP)، الستار عن الهرمية العسكرية وتسلسل القيادة والأوامر وتوزع المسؤوليات داخل أحد أكثر الأماكن سرية في البلاد.

جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية

وأوضحت المعلومات الجديدة تفاصيل التسلسل القيادي في السجن لأول مرة، كما دلّت على المسؤولين عن ارتكاب عمليات التعذيب والقتل الواسعة والممنهجة للمعتقلين هناك، والتي ترقى إلى جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية.

كما وصف التقرير مخطط السجن ودفاعاته وهيكله الإداري بالتفصيل، وأيضاً علاقته مع باقي أجهزة ومؤسسات الدولة.

كذلك أوضح كيف تم تحصينه عمداً لصد الهجمات الخارجية المحتملة وقمع المعتقلين داخله.

وأورد التقرير تفاصيل جديدة مروّعة حول المعاملة القاسية للمعتقلين في السجن، حيث قضى أكثر من 30 ألف معتقل إما إعداماً، أو نتيجة التعذيب، أو نقص الرعاية الطبية أو الجوع بين عامي 2011 و2018 في سجن صيدنايا.

أما غرف الملح التي فضح أمرها سابقاً، فقد تطرق إليها التقرير بأنها كانت بمثابة مكان لحفظ جثث الضحايا ريثما يتم نقلها إلى مشفى تشرين العسكري.

ويُعتقد أن النظام أعدم ما لا يقل عن 500 معتقل إضافي بين عامي 2018 و2021، وفقًا لشهادات ناجين وثقتهم الرابطة.

الثقب الأسود

بدوره، أفاد دياب سريّة، المؤسس المشارك في الرابطة والمعتقل السابق في سجن صيدنايا، بأن النظام السوري أراد أن يكون هذا المكان (سجن صيدنايا)، ثقبا أسود يبتلع كل من يقترب إليه.

وأضاف أن السلطات حاولت منع خروج أي معلومات منه مع إفلات تام من العقاب وعدم وجود عدالة تلوح في الأفق على من ارتكب الجرائم فيه.

كما لفت إلى أن هدف البحث الجديد يكمن بالقول إن السجن عبارة عن معسكر موت فيه تسلسل واضح للقيادة والأوامر والأعمال الداخلية.

وأكد أنه على مدى السنوات الماضية، وقعت جرائم مروّعة، بما في ذلك الاختفاء القسري والتعذيب المنهجي والقتل داخل ذلك السجن الذي بات رمزًا لواحدة من أكثر الفترات الدموية في تاريخ البلاد.

معسكر الموت

وكشف التقرير كيف تتم حماية السجن المسمى بـ"معسكر الموت"، على 3 مستويات أمنية مع مئات الحراس المتمركزين في مواقع مختلفة.

أولها، عبر الجدران الخارجية، حيث يحميها موظفو سجن الشرطة العسكرية المعروفون باسم الشركة الخارجية والفرقة الثالثة لقوات النظام السوري، وهم خط الدفاع الأول للحماية من التهديدات الخارجية ومنع الهرب من السجون، ويقوم حوالي 40-50 فردا من اللواء 21 التابع للفرقة الثالثة بتأمين محيط السجن بين الجدران الداخلية والخارجية، وتتولى وحدات منفصلة مسؤولية تأمين الجزء الداخلي من السجن وكذلك مراقبة وتأديب المحتجزين.

كما يحيط بالسجن حقلا ألغام، أحدهما داخلي يتكون من ألغام مضادة للأفراد، والآخر حقل خارجي يتكون من ألغام مضادة للدبابات. حتى إن هناك وحدة مهمتها تحديدا مراقبة جميع الاتصالات الأرضية واللاسلكية الواردة والصادرة إلى السجن والمنطقة المحيطة به، بالإضافة إلى جميع الاتصالات اللاسلكية القريبة.

ويقع المعتقل على قمة تلة في منطقة جبلية شمال دمشق تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 1.4 كيلومتر مربع – أي ما يعادل 184 ملعبًا لكرة القدم، وهي مساحة أكبر بـ8مرات من المساحة الإجمالية لجميع ملاعب كرة القدم ذات الحجم القياسي الدولي في سوريا.

كما يسلط التقرير الضوء على الهيكل التنظيمي للسجن وعلاقته بالأجهزة الأمنية والمحاكم ووزارة الدفاع ومؤسسات الدولة الأخرى، ويوضح دور السلطات التي ترتكب جرائم بحق المعتقلين وصلاتها بالفرع 227 والفرع 293، بالإضافة إلى غطاء الشرعية القانونية الذي تمنحه محكمة الميدان العسكري ومحكمة الإرهاب لهذه الإجراءات.

ويظهر التقرير أيضاً الدور الذي يلعبه مستشفى تشرين العسكري في التخلص من جثث المعتقلين عقب إعداماتهم، حيث تنقل جثث الأشخاص الذين تم إعدامهم في "شاحنات حفظ اللحوم" المبردة لدفنها في مقابر جماعية.

أما جثث المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب حتى الموت أو توفوا بسبب المرض أو الجوع في زنزانات السجن فيتم تجميعها والاحتفاظ بها لمدة تصل إلى 48 ساعة في "غرف الملح"، ثم يتم نقلها إلى مستشفى تشرين العسكري لفحصها وإصدار شهادة وفاة وإرسال الجثث للدفن في المقابر الجماعية في نجها والقطيفة وغيرهما من الأماكن.

وغالباً ما تصدر أحكام الإعدام على المعتقلين عن محاكم عسكرية ميدانية بعد محاكمات موجزة في كثير من الأحيان، تستغرق دقائق معدودة، إذ يعتبر ذلك انتهاكا للمعايير الدولية للمحاكمات العادلة ولا يمكن اعتبارها إجراءات قضائية مشروعة.

حكايات رعب لا تنتهي

يشار إلى أن جميع الروايات عن سجن صيدنايا تستند إلى شهادات معتقلين سابقين محظوظين بما يكفي للنجاة من هناك.

وتقول الرابطة إن مجموع المقابلات يصل إلى 31 مقابلة، معظمها مع موظفين سابقين في الجيش والأجهزة الأمنية، إضافة إلى عاملين سابقين ممن شغلوا مناصب بارزة في السجن.

فيما يروي الناجون من صيدنايا خصوصاً وسجون النظام السوري وأفرعه الأمنية الأخرى عموماً، حكايات رعب لا تنتهي، كما باتت رواياتهم جزءاً رئيسياً من تحقيقات تجري في دول غربية حول جرائم الحرب المرتكبة في سوريا.

وتقدّر الرابطة أن 30 ألف شخص دخلوا إلى سجن صيدنايا منذ اندلاع النزاع في العام 2011، وقد أفرج عن 6 آلاف منهم فقط، فيما يُعتبر معظم الباقين في حكم المفقودين، خصوصا أنه نادراً ما يُبلّغ الأهالي بوفاة أبنائهم، وإن تمكنوا من الحصول على شهادات وفاة لهم، فإنهم لا يتسلمون جثثهم.

وبرأيها أيضاً: "صيدنايا هو ذاكرة بلد، لا يجب إغلاقه بل يجب تحويله إلى متحف مثل معسكر أوشفيتز".