مفكرة الإسلام: كشف معتقل سابق في سجن "أبو غريب" بالعراق أن قوات الاحتلال الأمريكي قامت بسرقة أعضاء بعض السجناء العراقيين داخل السجن سيء الصيت الذي كان شاهدًا على انتهاكات واسعة فجرت واحدة من أكبر الفضائح للاحتلال.
وقال الأردني أحمد غراب في تصريحات لصحيفة "العرب اليوم" الأردنية، إن الأمريكيين "كانوا يستخدمون أعضاء العراقيين البشرية قطع غيار لجنودهم"، وإنه تزامل مع عدد من المعتقلين الذين استأصلت أعضاء منهم لاستخدامها في جراحات الجنود المصابين خلال العمليات العسكرية.
قطع غيار
وروى أن قوات الاحتلال كانت تعتقل المشردين والمختلين عقليًا من شوارع العراق وتودعهم في سجن أبو غريب، حيث كانت تستأصل أعضاء من أجسادهم وترسل إلى المستشفيات الأمريكية لمعالجة الجنود الأمريكيين المصابين سواء داخل العراق أو خارجه.
وتكشف تلك الاتهامات عن جانب أسوأ من الانتهاكات بحق المعتقلين في "أبو غريب"، بعد أن جرى الكشف في السابق عن انتهاكات جسدية قام بها الجنود الأمريكيون مع المعتقلين، وكانت تلك الفضائح موثقة بالصور.
وقال المعتقل السابق إنه التقى عددًا من هؤلاء السجناء أثناء وجوده في السجن، وأضاف إلى أنه جانب سجن أبو غريب تكرر الأمر ذاته في معتقل "بوكا" الأمريكي الذي يبعد عن الحدود الكويتية 800 متر فقط.
وأضاف غراب أن بعض المعتقلين تعرضوا لاقتلاع أعينهم والبعض الآخر بترت أياديهم أو أرجلهم ، فيما انتزعت من البعض كلاهم ، قائلا :" هؤلاء الأشخاص لم يكن لديهم عائلات لتسأل عنهم كما أنهم لم يكونوا يدركون ما يجري حولهم" .
يشار إلى أن المعتقل الأردني السابق كان قد ألقي القبض عليه بمنطقة الرمادي في غربي العراق عام 2004 وقال إنه طوال فترة اعتقاله لم توجه له أية تهمة حتى أفرج عنه في يونيو من عام 2005.
معتقلون أبرياء
إلى ذلك، تواصل الحكومة العراقية احتجاز أكثر من 30 ألف متهم عراقي مضى على حصولهم على براءتهم عدة أشهر بعد أن أمضوا سنوات في السجون.
وأكد نقيب المحامين العراقيين ضياء السعدي أن هناك دوافع سياسية تقف وراء ذلك، وقال لموقع "الجزيرة نت" إن أبرز أسباب عدم الاستجابة للمطالب المتصاعدة لإطلاق سراح المعتقلين دوافع سياسية وأمنية، وأن قانون العفو العام الذي صدر قد أفرغ من مقاصده الأساسية ووضع العديد من العقبات والآليات التي حالت دون تنفيذه.
وأضاف أن "المعتقلين في مراكز الاعتقال الأمريكية الذين تم تسليمهم إلى السلطات العراقية يعانون من الأمر ذاته، رغم مرور فترات طويلة على اعتقالهم دون توجيه تهم لهم أو إجراء تحقيقات معهم، خلافاً للقواعد التشريعية والقوانين والمواثيق الدولية".
وقال السعدي إن "هذه الحالة يعاني منها جميع المعتقلين في العراق مما يسهم في إسقاط الحقوق القانونية والإنسانية لهؤلاء المعتقلين، ويقلل من أهمية واستقلالية القضاء العراقي، لهذا فإننا نعتقد أن الدافع الأساسي لعدم إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين هو دافع سياسي".
وأشار إلى أن النقابة طالبت بضرورة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وعقدت ندوة متخصصة طالبت فيها بإيقاف الاعتقال التعسفي خارج نطاق القانون.
أما السياسي العراقي رئيس جبهة الحوار الوطني وعضو البرلمان السابق خلف العليان فقال إن "ما يجري في المعتقلات يفوق تصور الكثيرين، وإن هناك معتقلين منذ عام 2003 لم توجه إليهم اتهامات ولا وجود حتى لملفات لهم في المعتقلات".
وأضاف أن "جميع محاولاتنا لإطلاق سراح آلاف المعتقلين لم تفلح، ولكن بعد انتهاء الانتخابات يجب إعطاء الأولوية لإغلاق ملف التجاوزات الخطيرة والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان".
17-03-10, 02:49 PM
العرض العادي
