مفتي مصر الدكتور علي جمعة
ولا يجب أن ننسى كبيرهم من الدرجة الأولى
القاهرة - عمرو حسنين
بعد تصريح سابق له أثار جدلاً واسعاً يجيز التعبد على المذهب الشيعي، عاد مفتي مصر الدكتور علي جمعة ليؤكد أنه لا يوجد خلاف بينه وبين المذهب السني، وأن الاختلاف فقط في المصادر.
وقال في ندوة عقدها بنادي "الليونز" بالقاهرة مساء الأحد1-3-2009 إن الأزهر فتح قلبه في عام 1949 لوحدة المذهبين، وتم تأسيس مجلة رسالة الإسلام التي حلت الكثير من المشاكل بين السنة والشيعة، أعقبتها محاولات فردية في الاتجاه ذاته، لكن الأمر يحتاج إلى المزيد.
وأضاف أن الخلاف بينهما ليس بفعل عوامل سياسية، وإنما مجرد اختلاف في الفهم والمصادر، حيث إن مصادر الشيعة القرآن ومرويات آل البيت وهم: علي والحسن والحسين مع قلة من الصحابة أمثال عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري، ولا يروون إلا عن هولاء فقط، أما أهل السنة فإنهم يعتمدون في مصادرهم على كل أسانيد الصحابة البالغ عددهم 114 ألفاً هم الذين أدوا حجة الوداع مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - والـ30 ألفاً الذين عايشوه في المدينة، ويسبق ذلك الاعتماد على القرآن الكريم.
واستطرد مفتي مصر "هذا يحتم علينا تفويت الفرصة على الراغبين في استغلال الدين لتفريق الأمة في السياسة والاقتصاد وتبرير القتل والدم". ونفى أن يكون هناك تحريم في الإسلام للاحتفال بعيد الأم أو المولد النبوي الشريف.
وكانت فتوى سابقة لمفتي مصر حول القضية نفسه أثارت ردود فعل واسعة ما بين مؤيد ومعارض في مصر بعد أن أدلى بها لـ"العربية.نت" وأجاز فيها التعبد على المذهب الشيعي، كما أبدى إعجابه بتطور الفقه الشيعي.
وتقدم الباحث الإسلامي فتحي عثمان ببلاغ إلى النائب العام المصري، اتهم فيه مفتي مصر بـ"تجاوز حد الرشاد والسداد وتغليب ميله الشخصي على مصلحة الأمة، بسبب إبداء إعجابه بالمذهب الشيعي وجواز التعبد به".
وذكرت جريدة "الجريدة" الكويتية أن عثمان طالب أيضاً بعزل المفتي من منصبه؛ "لأنه أخل بأهم مفردات الأمانة العلمية والموضوعية".
وفي حيثيات بلاغه قال عثمان: "تلك الفتوى تتزامن مع التوقيت نفسه الذي ينظر فيه القضاء دعوى مقامة ضد الرقابة المصرية، بسبب رفضها السماح بعرض فيلم الخميني بين الحقيقة والخيال، الذي يتناول مساءل عن الإمام الخميني والشيعة، وهو ما يعد تأثيراً في القضاء المصري مارسه المفتي، مستغلاً منصبه الرسمي ومنتصراً لتوجهه الفكري".
وطالب عثمان بالتعويض عما لحقه من أضرار مادية وأدبية عما تضمنته فتوى المفتي بوصمه وغيره من الباحثين بعدم الفهم والتعثر بين مخططات خارجية، ما يجعلها فتوى غير مسبوقة من المؤسسة المنوط بها الإفتاء في مصر.
وصرح المستشار الإعلامي للمفتي الدكتور إبراهيم نجم بأن حرية الفكر والرأي محترمة، ولم يذكر أن تعرض المفتي من قبل لأي أحد بسبب رأي، وأضاف أن دار الإفتاء ستأخذ هذه الدعوى بعين الاعتبار، وستدرس كيفية تفنيدها وتقويمها، إن كانت معوجة.
وذكر المستشار نجم أن عثمان من أشد الباحثين الإسلاميين هجوماً على ما يسمى "المدّ الشيعي في مصر والدول العربية"، وسبق أن أصدر كتاباً العام الماضي بعنوان "الشهنامة.. إرث الشيعة المزيف" أثار جدلاً واسعاً.
===
و هنا مقالة للشيخ دمشقية حول الموضوع..
ماذا لو طبق مفتي مصر مبدأ التعبد بالمذهب الشيعي على نفسه وبناته (دمشقية)
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=78075
--------------------------
القطب الشيعي المصري المهندس شريف رأشد الصدفي:
لا يوجد صحابة مبشرون...
الأهرام العربي 4 / 11 / 2006
(لاحظ الاستخفاف بالحقائق وانتبه للعقلية التي يعيش بها هؤلاء المتشيعون).
الرسول وحده هو المعصوم من الخطأ دون سواه من البشر حتى لو كانوا الصحابة أنفسهم, وبالتالي فليس هناك جريمة في تناولهم بالنقد .. كما أن أهل السنة يروجون أحاديث ليست للرسول منها العشرة المبشرين بالجنة وغيرها.. هذا ما يراه القطب الشيعي المصري المهندس شريف رأشد تعبيراً علي رأي الشيعة في أمور عديدة .. يوضحها هذا الحوار.
* سألناه في البداية عن رؤيته ورأيه لما نشر من تطاول علي الصحابة فقال:
أنا لم أطلع علي ما كتبته جريدة الغد ولكنني تابعت البلاغ المقدم من مجمع البحوث الإسلامية للتحقيق ضد الجريدة فيما نسب إليها من إساءة للصحابة, لكن هذه واحدة من التدبيرات السياسية ربما تكون لها أياد داخلية أو خارجية كرد فعل للعاطفة المكتسحة تجاه حزب الله ولزعيمه حسن نصر الله نتيجة للأداء البطولي لهم أمام إسرائيل وإيران كبلد شيعي لها الشرف أن تدعم حزب الله ومن المؤكد أن المخططين الأمريكان والصهاينة ومن شايعهم من العرب يريدون تماما إقصاء وقطع يد إيران عن المنطقة علانية أن تهزم إسرائيل حزب الله وأن تريحهم بإقصائه تماما من الحياة.
* وهل القوي الشيعية في العالم لا تعترف بالحدود القومية بين الدول العربية لأنها تري أنها قوي فاعلة أم لأنها تري أنها أقليات؟
الشيعة أكثرية في العراق فقط وإيران كذلك، وربما في لبنان أما في الدول العربية إن لم يكن هناك تشيع حقيقي إنما هناك تعاطف من الشعوب لهم نتيجة لأدائهم وسلوكهم, فـالشيعة لا يقيمون وزناً للحدود لأنها حدود وتقسيمات استعمارية قديمة فهم الوحيدون الذين يطبقون المفهوم الإسلامي بحق في البلاد العربية, انظر إلي العراق تجد أربعة من آيات الله العظمي الكبار وثلاثة منهم غير عرب.
* لك رسالة ماجستير قديمة عن الموروث الشيعي في مصر, هل هذا الموروث أدي إلي ازدياد عددهم أم أكثر من حب المصريين وتعاطفهم معهم؟
الحس الشعبي الفطري يتجاوب مع الحق بشكل عام, فهناك أربعة مذاهب دينية وليكن هناك مذهب خامس هو المذهب الجعفري، وقديماً اعترف شيخ الأزهر السابق الشيخ شلتوت بالمذهب الشيعي الاثني عشري علي أنه مذهب خامس, والشيء العجيب أن مصر وسوريا علي مدي التاريخ خضعوا تقريبا في معظم المراحل التاريخية لحكم واحد, فهناك تقارب شديد ما بين مصر والشام ومع ذلك تجد أن مصر تختلف عن الشام في مسألة القرب والحب لأهل البيت, هناك عادات متأصلة في مصر كصيام عاشوراء والعادات والتقاليد التي ترجع للجذور الفاطمية الشيعية, فمصر قادرة علي هضم واستيعاب الكثير من الثقافات حتى عندما جاء صلاح الدين الأيوبي وأغلق الأزهر مائة عام وطارد ولاحق الشيعة وأشياعهم إلي آخر حدود مصر ومع ذلك لم يتأثر المسلمون وظلوا علي حبهم وتعاطفهم مع آل البيت وظل الموروث الشيعي في مصر باقيا حتى هذه اللحظة. ولو حللت المفهوم الشيعي لوجدته بحق لب الإسلام فماذا في الفكر الشيعي هل يشكل خطورة علي حقيقة الإسلام؟
* هذه الخطورة هو ما يقال عنهم من وجود مصحف خاص لهم هو مصحف فاطمة وأنهم يحذفون سورا وآيات من القرآن الكريم وأن فرقهم متعددة ومتناحرة, فماذا تقول في ذلك؟
كل هذه الأقاويل باطلة, مصحف فاطمة ليس له علاقة بالمصحف المعتمد لدى السنة ولا يوجد أدني علاقة بينه وبين القرآن الكريم, فهذا مسمي أطلقه العرب علي مجموعة أوراق يسميها سيبويه نفسه مصحفاً, فلفظ مصحف يطلق علي الكتب بصرف النظر عن مضمون هذه الكتب أما ما يقال عن مصحف فاطمة فهي مجموعة من الأحداث التي شهدتها السيدة فاطمة رضي الله عنها وما وصل إليها من أبيها محمد عليه الصلاة والسلام, وعن طريق زوجها علي بن أبي طالب جمعت هذه الأحداث والتنبؤات في كتاب أسمته مصحف فاطمة وهو تسمية فقط, لكن القرآن الكريم لدى الشيعة هو ذاته القرآن الكريم لدي كل البشر, ولا توجد آيات محذوفة لدي الشيعة لأن الله تكفل بحفظه بينما هناك خلافات مدرجة في كتب السنة المتناولة لتاريخ المصحف فهناك حكاية عن عبد الله بن مسعود وأنه حذف سورتين كاملتين من المصحف هما المعوذتان.
فهناك اختلاف تاريخي ما بين السنة و الشيعة ولكن ليس بتشويه صورة الشيعة كما فعل بني أمية وتشويههم لـعلي بن أبي طالب سباً وعلنا علي منابر المساجد وهذه السنة التي ابتدعها معاوية وظلت كذلك في عهد بني أمية إلي أن أبطلها عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين وكذلك ما فعله المغيرة بن شعبة وسبه لـعلي و الحسن و الحسين علي منابر مساجد الكوفة تنفيذاً لأمر معاوية بن أبي سفيان .
* وماذا عما يقال إن جبريل عليه السلام أخطأ بالرسالة وأعطاها لسيدنا محمد بدلا من علي بن أبي طالب ؟
هذا ما يقوله العامة من الشيعة وهذا غير صحيح, أما الثابت فهو أن علياً أحق بالخلافة ممن ولي الخلافة بعد رسول الله, وهناك أدلة علي ذلك في حديث شهير لدي السنة و الشيعة معاً هو حديث "غدير خم"، وهو موقع استراح به رسول الله صلي الله عليه وسلم عند عودته من حجة الوداع وأناخوا به واستراحوا ودعي الداعي لصلاة جامعة وقال الرسول لجماعة المسلمين العائدين معه إلي المدينة: أليس الله أولي بالمؤمنين من أنفسهم, قالوا: بلي يا رسول الله وأخذ الرسول بيد علي بن أبي طالب ورفعها وقال: (من كنت مولاه فـعلي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه)حتى أن عمر بن الخطاب قال: بخ بخ يا ابن أبي طالب قد أصبحت مولي كل المؤمنين. بالإضافة إلي أحاديث صحيحة أخري عن مؤازرة علي بن أبي طالب نفسه للرسول دونا عن باقي الموجودين في تجمعات معينة وأماكن بعينها, وحتى إذا بحثت عن حاكم واحد بعد رسول الله وبعد انتهاء الخلافة الإسلامية علي يد أتاتورك في تركيا عام1924 طوال هذه الفترة لم تجد حاكما منتخبا ديمقراطيا إلا علي بن أبي طالب .
* وماذا عن انقسام الشيعة إلي فرق ومذاهب؟
هذا الاختلاف ناتج عن وجهات نظر وهو موجود في جميع الأديان فالاختلاف طبيعة بشرية وربما الفئات الأكثر انتشاراً الآن الاثني عشرية و الزيدية، لكن الاختلاف التاريخي والثابت بينهما أن الزيدية لا تخطيء تولية الخلفاء الثلاثة الراشدين قبل علي بن أبي طالب و الاثني عشرية لها وجهة نظر أخري بأن علياً أحق بالخلافة.
* وهل لهذه الأسباب يجوز سب الصحابة في كل مناسبة وبدون مناسبة؟
هناك فرق بين السب والنقد, فالنقد مباح والسنة لا تقبل النقد في الصحابة, هذا غريب فالنقد معناه أنك تحلل تاريخياً ومن منظور ديني وبمعيار لتحكم به علي الأشياء, فيحق لكل مسلم نقد كل من جاء بعد رسول الله والوحيد المعصوم هو رسول الله, فهذا حق مفترض أن يكون مكفولا لكل مسلم.
* رغم أن هناك مبشرين بالجنة من الصحابة؟
حديث التبشير بالجنة حديث غير صحيح! وحتى بافتراض صحته في موقعة بدر وأن الرسول صلى الله عليه وسلم اطلع عليهم وقال: (افعلوا ما شئتم فقد غفر لكم)ومع ذلك كان من البدريين من شرب الخمر بعد بدر, فهل معني ذلك أنه مغفور له وشرب الخمر؟ وهل معني ذلك ألا يقام عليه الحد. فهي مسألة متعلقة بالله الذي هو وحده يحاسبهم في الآخرة, ولذلك فأنا علي كمسلم أن أفكر وأفهم فيما فعله خالد وما فعلته السيدة عائشة وبقية الصحابة لأفكر وأفهم على الأقل لأعرف أسباب أنهيار هذه الدولة الإسلامية العظمي في ذلك الوقت الذي بدأت فيه موقعة الجمل التي قتل فيها الألوف مع عائشة و طلحة و الزبير , فالسنة منطقها عدم فتح هذا الملف نهائيا وعدم مناقشته والخوض فيه بينما هو أصل تاريخي لا يجب إنكاره.
* وما مستقبل الشيعة في مصر؟
هذه مسألة متعلقة بالسلوكيات وبنظام الدولة السياسي, فلن تستطيع أن تنشر مذهبا بالقهر مهما حاولت الأنظمة بكل قواها الأمنية والقمعية وأعتقد أنه بمرور الأيام ومع وجود نظام ديمقراطي حقيقي تتاح الحريات فيه للناس فالحق لابد أن يسود, فمستقبل الشيعة في مصر مرتبط ارتباطا مباشرا بطبيعة النظام السياسي الذي سيسود في هذا البلد .
http://css-shia.com/articles.aspx?id...e=5&links=True