بسمِ اللهِ والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى رسولِ اللهِ وعلَى آلهِ وصحبهِ أمَّا بعدُ :
كنتُ أقرأُ في كتابِ بحارِ الأنوارِ في بابِ "
المباهلة وما ظهر فيها من الدلائل والمعجزات " وإذَا بِي أجِدُ كلامًا طعمهُ مرٌّ ولونهُ أسوَد وريحهُ خبيثَةٌ وهذَا ما بنَى عليهِ الرَّافِضَة مذهبهُم ، فلا أساسَ لهُ ولَا صحَّة ، دينٌ مركَّبٌ متناقِضٌ كلُّه مع صريحِ القرآنِ وصحيح السُّنَّة ...
قال المجلسيُّ معقِّبًا علَى كلامِ الرَّازِي في تفسِيرهِ لآية المباهلَة قالَ : "أقولُ :
انعقاد الاجماع على كون النبي أفضل ممن ليس بنبي مطلقا ممنوع ،
كيف وأكثر علماء الامامية بل كلهم قائلون بأن أئمتنا عليهم السلام أفضل من سائر الانبياء سوى نبينا صلى الله عليه واله ، ولو سلم فلا نسلم حجية مثل هذا الاجماع الذي لم يتحقق دخول المعصوم فيه كيف وأخبار أئمتنا عليهم السلام مستفيضة بخلافه ، ولنعم ما فعل حيث أعرض عن الجواب في حق الصحابة إذ لم يجد عنه محيصا" بحارُ الأنوار 21/284 ...
وحتَّى أضِيفَ للزُّملاءِ ما يسرُّهُم أنقلُ لهُم ما دوِّن في كتبِهِم وهذَا الكتابُ هُو "ومن الحوار اكتشفت الحقيقة" لهشام آل قطيط ...
لقد حدثنا المؤرخون والمحدثون أنه عليه السلام في آخر يوم من حياته الكريمة ، حينما كان على فراش الموت والشهادة حضر عنده جماعة من أصحابه لعيادته ، وكان ممن حضر صعصعة بن صوحان وهو من كبار الشيعة في الكوفة ، وكان خطيبا بارعا ، ومتكلما لامعا ، وهو من الرواة الثقات حتى عند أصحاب الصحاح الستة عندكم وأصحاب المسانيد ، فإنهم يروون عنه ما ينقله عن الإمام علي عليه السلام وقد ترجم له كثير من أعلامكم مثل ابن عبد البر في ( الاستيعاب ) ، وابن سعد في ( الطبقات الكبرى ) ، وابن قتيبة في ( المعارف ) ، وغيرهم فكتبوا أنه كان عالما صادقا ، وملتزما بالدين ، ومن خاصة أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في ذلك اليوم سأل صعصعة الإمام عليا عليه السلام قائلا : يا أمير المؤمنين ! أخبرني أنت أفضل أم آدم عليه السلام ؟ فقال الإمام عليه السلام يا صعصعة ! تزكية المرء نفسه قبيح ولولا قول الله عز وجل : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) ما أجبت يا صعصعة !
أنا أفضل من آدم ، لأن الله تعالى أباح لآدم كل الطيبات المتوفرة في الجنة ونهاه عن أكل الحنطة فحسب ، ولكنه عصى ربه وأكل منها ! وأنا لم يمنعني ربي من الطيبات ، وما نهاني عن أكل الحنطة ، فأعرضت عنها رغبة وطوعا . فقال صعصعة : أنت أفضل أم نوح ؟ فقال عليه السلام :
أنا أفضل من نوح ، لأنه تحمل ما تحمل من قومه ، ولما رآى منهم العناد دعا عليهم وما صبر على أذاهم فقال : ( رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) . ولكني بعد حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله تحملت أذى قومي وعنادهم فظلموني كثيرا فصبرت وما دعوت عليهم .
فقال صعصعة : أنت أفضل أم إبراهيم ؟ فقال عليه السلام :
أنا أفضل ، لأن إبراهيم قال : ( رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن ، قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) . ولكني قلت وأقول : لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا .
قال صعصعة : أنت أفضل أم موسى ؟ قال عليه السلام :
أنا أفضل من موسى ، لإن الله تعالى لما أمره أن يذهب إلى فرعون ويبلغ رسالته ( قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون ) . ولكني حين أمرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر الله عز وجل حتى أبلغ أهل مكة المشركين سورة براءة ، وأنا قاتل كثير من رجالهم وأعيانهم ! مع ذلك أسرعت غير مكترث ، وذهبت وحدي بلا خوف ولا وجل فوقفت في جمعهم رافعا صوتي ، وتلوت الآيات من سورة براءة وهم يسمعون ! !
قال صعصعة : أنت أفضل أم عيسى ؟
قال عليه السلام أنا أفضل ، لأن مريم بنت عمران لما أرادت أن تضع عيسى كانت في بيت المقدس ، جاءها النداء يا مريم أخرجي من البيت ! ها هنا محل عبادة لا محل ولادة ، فخرجت ( فأجاءها المخاض إلى
جذع النخلة ) ولكن أمي فاطمة بنت أسد لما قرب مولدي جاءت إلى بيت الله الحرام والتجأت إلى الكعبة ، وسألت ربها أن يسهل عليها الولادة ، فانشق لها جدار البيت الحرام وسمعت النداء : يا فاطمة ادخلي ! فدخلت ورد الجدار على حاله فولدتني في حرم الله وبيته . "ومن الحوار أبصرتُ الحقيقَةَ" صـ 111 ، 112 ، 113 ...
أرجُو من الزُّملاءِ الرَّافِضَة الإدلاءَ بآرائِهم حولَ كلامِ المجلسيِّ ، وأرجُو كذلِك منهُم أن يفكِّرُوا ولو قليلاً فِي كلامِ شيخِهم ...
ملاحَظَة : المجلسيُّ ولِدَ سنَة 1037 هـ وتُوفِّيَ سنَة 1111 هـ ...
يعنِي أنَّهُ من علمائِكُم المتأخِّرِين ...
أبو إلياس في انتظارِ الرَّافِضَة ...
