خطب قيلت في قلب الحدث
وعلى أرض الحدث وفي لحظة الحدث
صاحبت المجني عليه
وشاهدة الجاني وفوق هذا كله لهم وزنهم عند من يقدسهم
ولم يطعن (( معمم)) من السابقين واللاحقين في كلامهم
ومن هنا تأتي أهمية وخطورة هذه النصوص
خطبة زينب ( ع ) :
وقال بشير بن حذيم الاسدي : نظرت إلى زينب بنت على يومئذ - ولم أر خفرة قط انطق منها كأنما تنطق عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) وتفرغ عنه - وأومأت إلى الناس أن اسكتوا فارتدت الأنفاس ، وسكنت الأجراس ، فقالت : " الحمد لله والصلاة على أبي محمد رسول الله وعلى آله الطيبين الاخيار آل الله ، وبعد ! يا أهل الكوفة ! ويا أهل الختل ، والخذل ، والغدر ! أتبكون ؟ فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنة ، انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوه أنكاثا . أتتخذون أيمانكم دخلا بينكم ؟ ألا وهل فيكم الا الصلف ، والطنف ، والشنف ( 2 ) وملق الإماء وغمز الأعداء ، أو كمرعى على دمنة ، أو كقصة ( 1 ) على ملحودة ، ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون ، أتبكون وتنتحبون إي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا ، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا وأنى ترحضون قتل سليل خاتم الأنبياء وسيد شباب أهل الجنة وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم ، ومنار حجتكم ومدره ( 2 ) ألسنتكم ألا ساء ما تزرون وبعدا لكم وسحقا ، فلقد خاب السعي وتبت الأيدي ، وخسرت الصفقة وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة ، ويلكم يا أهل الكوفة . "
" أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم ، وأي دم له سفكتم ، وأي كريمة له أبرزتم وأي حريم له أصبتم ؟ وأي حرمة له انتهكتم ؟ لقد جئتم شيئا ادا تكاد السموات يتفطرن منه ، وتنشق الأرض منه ، وتخر الجبال هدا ، ان ما جئتم بها لصلعاء ، وعنقاء سوءاء فقماء خرقاء شوهاء ، كطلاع الأرض وملاء السماء أفعجبتم أن قطرت السماء دما ؟ ولعذاب الآخرة أشد وأخزى وأنتم لا تنصرون ، فلا يستخفنكم المهل ، فانه عزوجل لا يحفزه البدار ، ولا يخاف فوت الثار ، كلا ان ربكم لبالمرصاد . " قال بشير : فو الله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى ، كأنهم كانوا سكارى ، يبكون ويحزنون ويتفجعون ويتأسفون وقد وضعوا أيديهم في أفواههم . قال : ونظرت إلى شيخ من أهل الكوفة كان واقفا إلى جنبي ، قد بكى حتى اخضلت لحيته بدموعه وهو يقول : صدقت بأبي وأمي ، كهولكم خير الكهول ، وشبانكم خير الشبان ونساؤكم خير النسوان ، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى
خطبة فاطمة ابنة الحسين ( ع ) :
وفي مثير الأحزان واللهوف : وخطبت فاطمة الصغرى فقالت : الحمد لله عدد الرمل والحصى وزنة العرش إلى الثرى أحمده وأومن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن أولاده ذبحوا بشط الفرات من غير ذحل ولا ترات أللهم اني أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب أو أن أقول خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود
لوصيه علي بن أبي طالب المقتول كما قتل ولده بالأمس في بيت من بيوت الله فيه معشر مسلمة بألسنتهم تعسا لرؤسهم ما دفعت عنه ضيما في حياته وبعد وفاته حتى قبضته إليك محمود النقيبة طيب العريكة معروف المناقب مشهور المذاهب ، لم تأخذه فيك لومة لائم زاهدا في الدنيا مجاهدا في سبيلك فهديته إلى صراطك المستقيم .
أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل المكر والغدر والخيلاء فانا أهل بيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسنا وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا فنحن عيبة علمه ، أكرمنا بكرامته ، وفضلنا بمحمد نبيه صلى الله عليه وآله على كثير ممن خلق تفضيلا فكذبتمونا ورأيتم قتالنا حلالا وأموالنا نهبا كأنا أولاد ترك أو كابل فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا فكأن العذاب قد حل بكم وأتت نقمات ألا لعنة الله على الظالمين ، تبا لكم يا أهل الكوفة أي ترات لرسول الله صلى الله عليه قبلكم ودخول له لديكم بما عندتم بأخيه على بن أبى طالب جدي وبنيه وعترته وافتخر بذلك مفتخركم فقال :
نحن قتلنا عليا وبني علي * بسيوف هندية ورماح
وسبينا نساءهم سبي ترك * ونطحناهم فأي نطاح
بفيك الكثكث والاثلب ، افتخرت بقتل قوم زكاهم الله في كتابه وطهرهم وأذهب عنهم الرجس ؟ فأقع كما أقعى أبوك وانما لكل امرئ ما اكتسب أحسدتمونا على ما فضلنا الله تعالى به . ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور .
فضج الموضع بالبكاء والحنين وقالوا : حسبك يا ابنة الطيبين فقد أحرقت قلوبنا وأضرمت أجوافنا فسكتت .
خطبة أم كلثوم :
وقال وخطبت أم كلثوم بنت على ( ع ) وقد غلب عليها البكاء فقالت : يا أهل الكوفة سوءة لكم مالكم خذلتم حسينا وقتلتموه وانتهبتم أمواله وسبيتم نساءه ونكبتموه فتبا لكم وسحقا ويلكم أتدرون أي دواه دهتكم وأي دماء سفكتموها ! وأي كريمة أصبتموها ! وأي أموال انتهبتموها ! قتلتم خير رجالات بعد النبي صلى الله عليه وآله !
ألا ان حزب الله هم الفائزون وحزب الشيطان هم الخاسرون ثم قالت :
قتلتم أخي صبرا فويل لامكم * ستجزون نارا حرها يتوقد
سفكتم دماء حرم الله سفكها * وحرمها القرآن ثم محمد
ألا فابشروا بالنار إنكم غدا * لفى سقر حقا يقينا تخلدوا
واني لأبكى في حياتي على أخي * على خير من بعد النبي سيولد
بدمع غزير مستهل مكفكف * على الخد منى ذايبا ليس يجمد
فضج الناس بالبكاء والنوح ( 1 ) .
http://www.shiaweb.org/books/maalem_..._3/pa27.html#1
ولازال بكاء القتلة مستمراً.......,,,,,,,,,,,,,