العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-09, 07:49 PM   رقم المشاركة : 1
ابوالوليد المهاجر
مشرف سابق








ابوالوليد المهاجر غير متصل

ابوالوليد المهاجر is on a distinguished road


الأقوال المهدية إلى العمليات الاستشهادية

بسم الله الرحمن الرحيم
أضع بين أيديكم هذه الرسالة النافعة في بابها ,
وهي بعنوان : ((( الأقوال المهدية , إلى العمليات الاستشهادية )))
تأليف : تركي بن مبارك البنعلي . تقديم الشيخ : حامد بن عبد الله العلي .




بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة الشيخ حامد بن عبد الله العلي حفظه الله :

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

فقد قرأت هذا البحث القيـّم الذي كتبه طالب العلم تركي آل بن علي وفّقه اللّـه ، فألفيْتـه بحثا قيّما بيّـن فيه الأدلة على مشروعية العمليات الإستشهادية بالضوابط المعروفة التي ذكرها أهل العلم ، وردّ على الشبهات التي أثيرت حولها ، والتي طـارت بها وبفتاوى الإنهزام وسائل الإعلام المأجورة ، لاسيما بعدمـا تبيّن أثـر العمليات الإستشهادية العظيم في النكاية بأعداء الله تعالى ، وأنها الركن الركين ، والمحور الأساس ، في معادلة النصر الإسلامية على العدوان الصهيوصليبي على أمّتنـا الإسلامية .

هذا ، وممـّا يستدل به ـ إضافة إلى الأدلّة المشهورة ـ من النصوص الواضحـة في هذه المسألة المهمة ، ما رواه الإمام أحمد وابن ماجة وابن حبان والحاكم ، في حديث ذكـر يأجوج ومأجوج ، وفيه : " فبينمـا هـم على ذلك ، إذ بعث الله دودا في أعناقهم ، فيصبحون موتى لا يسمع لهم حـس ، فيقول المسلمون : ألا رجـل يشري نفسه ، فينظـر ما فعل هذا العدو ، قال : فيتجرّد رجل منهـم لذلك ، محتسبا لنفسه ، قد وطـّـن نفسـه على أنّه مقتول " .

ووجه الدلالة في قوله " يشري نفسه " ، وفي قوله : " وطّن نفسه على أنه مقتول " ، وهو واضح في أنه يجوز للمسلم أن يبيع نفسه فيوردها مورد الموت المحققّ في ظاهـر الأمـر ( وطّن نفسه على أنّه مقتـول) ، فداءً للإسلام وأهله ، وإذا جاز أن يجعل موته دليلا على استمرار الخطـر ليحفـظ المسلمين في مأمنهم ، فكيف لا يجوز أن يجعـل موته سببا في زوال الخطـر عن الإسلام وأمّـة الإسلام ، لاسيما وقـد تبين جليـّـا أن العمليّات الإستشهادية بشروطها الشرعيـّة ، هي السبب الرئيس في حفظ العناصر الجهادية التي يستهلكها الإشتباك المتواصل ، مع جيش يفوق المجاهدين في العدّة والعدد بأضعاف مضاعفـة ، خاصـّـة فـي حروب المدن .

وأسأل الله تعالى أن ينفع بهذا البحث المسلمين ، وأن يكتب لكاتبه ثواب الآخــرة ، والله ولـيّ التوفيــق ..

حامد بن عبد الله العلــي

المقدمة:

أحمدك اللهم ربي، وأسألك أعلى رتب الشهادة، وأشهد أن لا إله إلا أنت، وأستودعك هذه الشهادة، وأستغفرك لما تعلمه مني, وأنت عالم الغيب والشهادة، [مقدمة الإمام ابن النحاس في مشارع الأشواق]

وأصلي وأسلم على نبي الرحمة والملحمة الضحوك القتال، وعلى الصحب والآل، الأمجاد الأنجاد خيرة الرجال، وعلى من اهتدى بهداهم وتخلق بأخلاقهم وبمثل ما قالوا قال، أما بعد:

فهذه كلمات قليلة، بحثت فيها مسألة جهادية نازلة، بعد رجوعي المتواضع إلى بطون الكتب وصدور الرجال، متحرياً في ذلك الهداية في البداية والمآل،

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 28/442: قال الإمامان عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما: إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثغر، فإن الحق معهم، لأن الله يقول: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلنا )[العنكبوت 69]. أهـ

فكان منهاجي في هذا البحيث وغيره أن آخذ من كل أهل فن فنهم، مع عرض كلامهم على الكتاب والسنة لا على غيرهم، امتثالاً لقوله تعالى: ( فردوهُ إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) [النساء 59] آمنا يا ربنا، آمنا يا ربنا، آمنا يا ربنا.

تمهيــــــــــد:

عندما يتطاول أحدٌ على النحلة في مملكتها، تدفعه بلسعةٍ منها، وفي هذه اللسعة تكسر إبرتها وتموت، نعم تموت، هكذا يقول علماء الحشرات.

الله أكبر ما أعظم تضحية النحل، لأجل الحفاظ على بيضته وحماه، وقد فقه هذا النحل ما لم يفقه كثير مِن مَن يرتدي لباس العلماء ويتحدث بلسانهم، فسبحان الله الذي خلد اسم النحل في القرآن الكريم.

سُئل أحدهم: العمليات الانتحارية تضر بالأعداء، فهل نفرح ؟

فأجاب بسوء أدب: أن الله ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر. أهـ

قال الله تعالى: ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار )[ص 28]

ورحم الله ابن القيم إذ يقول:

من كان هذا القدر مبلغ علمه *** فلـــيستتر بالصمت والكتمانِ

الباب الأول:

فصل غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه:

عن ثابت بن الضحاك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من قتل نفسه بشيءٍ عذب به يوم القيامة ) متفق عليه

وعن سهل بن سعد الساعدي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا. فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره. ومال الآخرون إلى عسكرهم. وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ لا يدع لهم شاذةً إلا اتبعها يضربها بسيفه. فقالوا: ما أجرأ منا اليوم أحدٌ كما أجرأ فلانٌ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أما إنه من أهل النار ) فقال رجلٌ من القوم: أنا صاحبه أبداً. قال: فخرج معه. كلما وقف وقف معه. وإذا أسرع أسرع معه. قال: فجُرح الرجل جرحاً شديداً. فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابهُ بين ثدييه. ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه. فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك رسول الله. قال: ( وما ذاك ؟ ) قال: الرجلُ الذي ذكرتَ آنفاً أنهُ من أهل النار. فأعظم الناس ذلك. فقلت: أنا لكم به. فخرجت في طلبه حتى جرح جرحاً شديداً. فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابهُ بين ثدييه. ثم تحامل عليه فقتل نفسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند ذلك: ( إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار. وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة ) أخرجه مسلم. قال الخطيب البغدادي: وكان من المنافقين. بواسطة شرح النووي.

فصل هل كل من قتل نفسه في النار ؟

عن جابر رضي الله عنه، أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ! هل لك في حصنٍ حصينٍ ومنعةٍ ؟ ( قال حصن كان لدوس في الجاهلية ) فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. للذي ذخر الله للأنصار. فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. هاجر إليه الطفيل بن عمرو. وهاجر معه رجلٌ من قومه. فاجتووا المدينة. فمرض، فجزع، فأخذ مشاقص له، فقطع بها براجمه، فشخبت يداه حتى مات. فرآه الطفيل بن عمرو في منامه. فرآه وهيئتهُ حسنةٌ. ورآه مغطياً يديه. فقال لهُ: ما صنع بك ربك ؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم. فقال: مالي أراك مغطياً يديك ؟ قال قيل لي: لن نُصلح منك ما أفسدت. فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم ! وليديه فاغفر ) أخرجه مسلم وأحمد.

وجاء في حديث سلمة بن الأكوع المتفق عليه، لما تصاف القوم كان سيف عامر فيه قصرٌ، فتناول به ساق يهوديٍ ليضربهُ، ويرجع ذباب سيفه فأصاب ركبةَ عامرٍ. فمات منه. قال يزيد مولى سلمة: فلما قفلوا قال سلمة وهو آخذٌ بيدي: فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساكتاً قال: ( مالك ؟ ) قلت له: فداك أبي وأمي ! زعموا أن عامراً حبط عمله. قال: ( من قالهُ ؟ ) قلت: فلانٌ وفلانٌ وأسيد بن حضير الأنصاري. فقال: ( كذب من قالهُ. إن لهُ لأجران ) وجمع بين إصبعيه: ( إنه لجاهدٌ مجاهدٌ. قل عربيٌ مشى بها مِثلهُ ). قال النووي: فله أجر بكونه جاهداً أي: مجتهداً في طاعة الله تعالى شديد الاعتناء بها، وله أجر آخر بكونه مجاهداً في سبيل الله.






الباب الثاني:
فصل الأدلة على مشروعية العمليات الاستشهادية من الكتاب وقولـــه تعالى ( أطيعوا الله ) [النساء 59]:

قال تعالى: ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون.. ) الآية [ التوبة 111]، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: حمله الأكثرون على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله.

وقرأها الدوري: ( فيُقتلون ويَقتلون ). انظر علوم القرآن لمناع القطان. قال الدكتور أحمد محمد نور: هل يمكن أن يُقتل الرجل ويَقتل ؟!؟ نعم يمكن، العمليات الاستشهادية مثلاً. وقال الشيخ الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب: فلا فرق عند من باع نفسه لربه، بين رصاصة يستقبلها في صدرِ مقبلٍ غير مدبر، وبين حزام ٍ ينسف به الأعداء وإن قطع النياط ومزق الأشلاء. الدلائل الجلية على مشروعية العمليات الاستشهادية ص4

وقال تعالى: ( ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد ) [ البقرة 207]، فإن الصحابة رضي الله عنهم أنزلوها على من حمل على العدو الكثير لوحده وغرر بنفسه في ذلك، كما قال عمر بن الخطاب وأبو أيوب الأنصاري وأبو هريرة رضي الله عنهم كما رواه أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان والحاكم، [ تفسير القرطبي 2 / 361 ]. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه والبيهقي في سننه أن هشاماً بن عامر الأنصاري رضي الله عنه حمل بنفسه بين الصفين على العدو الكثير فأنكر عليه بعض الناس وقالوا: ألقى بنفسه إلى التهلكة، فرد عليهم عمر بن الخطاب وأبو هريرة رضي الله عنهما بقوله تعالى: ( ومن الناس من يشري... ) الآية. وروى القرطبي في تفسيره أن هذه الآية نزلت فيمن يقتحم القتال، ثم ذكر قصة أبو أيوب.

وقال تعالى: ( فليقاتل في سبيل الله الذين يشرُونَ الحياة الدنيا بالآخرةِ ومن يقاتل في سبيل الله فيُقتل أو يغلب فسوف نؤتيهِ أجراً عظيماً ) [النساء 74] قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسير قوله تعالى ( الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ): أي يبيعون الدنيا رغبةً عنها، بالآخرة رغبةً فيها. أهـ وقال العماد ابن كثير في تفسير قوله تعالى ( فيُقتل أو يغلب ): أي كل من قاتل في سبيل الله سواء قُتل أو غلب وسلب فله عند الله مثوبةً عظيمةً وأجراً جزيلاً، كما ثبت في الصحيحين: ( وتكفل الله للمجاهد في سبيله، إن توفاه أن يدخله الجنة، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجرٍ وغنيمة ).

وقال تعالى: ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) [ الأنفال 60] قال الإمام الجصاص: عن محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة: أن رجلاً لو حمل على ألف رجل وهو وحده، لم يكن في ذلك بأس إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية، فإن كان لا يطمع في نجاة ولا نكاية ولكنه يجرئ المسلمين بذلك حتى يفعلوا مثل ما فعل، فيقتلون وينكون في العدو فلا بأس بذلك إن شاء الله، وإن كان لا يطمع في نجاة ولا نكاية ولكنه مما يرهب العدو فلا بأس بذلك لأن ذلك أفضل النكاية وفيه منفعة للمسلمين. ووافقه الجصاص فقال: والذي قال محمد من هذه الوجوه صحيح. أحكام القرآن 1/327 - 328 وقال الشيخ العلامة حمود بن عقلا الشعيبي: والعمليات الاستشهادية من القوة التي ترهبهم. الفتاوى الندية في العمليات الاستشهادية ص7.

وقال تعالى: ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ) [ التوبة 52] قال العماد ابن كثير في تفسيره: شهادة أو ظفر بكم.أهـ فالمجاهد الذي يقوم بالعملية الاستشهادية هو يطلب الحسنيين معاً، والخيرين جميعاً، فهنيئاً له.

فصل الأدلة على مشروعية العمليات الاستشهادية من السنة وقوله تعالى ( وأطيعوا الرسول ) [النساء 59] :

في الحديث المتفق عليه: كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث إلي غلاماً أعلمه السحر فبعث إليه غلاماً يعلمه فكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه ; فكان إذا أتى الساحر مرَّ بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه فشكا ذلك إلى الراهب فقال إذا جئت الساحر فقل حبسني أهلي وإذا جئت أهلك فقل حبسني الساحر ; فبينما هو كذلك إذ أتى على دابةٍ عظيمةٍ قد حبست الناس فقال اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب فأخذ حجراً فقال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس فرماها فقتلها ومضى الناس ; فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى فلا تدل علي ; وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء فسمع جليسٌ للملك كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال ما هاهنا أجمع لك إن أنت شفيتني قال إني لا أشفي أحد إنما يشفي الله عز وجل فإن آمنت بالله دعوتُ الله فشفاك فآمن بالله فشفاه الله ; فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك من رد عليك بصرك قال ربي قال ولك ربٌ غيري قال ربي وربك الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فجيء بالغلام فقال له الملك أي بني قد بلغ من سحرك ما يبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل فقال إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله عز وجل ; فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار على مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ثم جيء بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم به ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه ; فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك فقال كفانيهم الله فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا به فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك فقال كفانيهم الله ; فقال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال وما هو قال تجمع الناس في صعيدٍ واحدٍ وتصلبني على جذعٍ ثم خذ سهماً من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل بسم الله رب الغلام ثم ارم فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ; فجمع الناس في صعيدٍ واحدٍ وصلبه على جذعٍ ثم أخذ سهماً من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال بسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه موضع السهم فمات فقال الناس آمنا برب الغلام ; آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام فأتى الملك فقيل له أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم النيران وقال من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها. فكانوا يتعادون فيها ويتدافعون فجاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام يا أمه اصبري فإنك على الحق.

ووجه الدلالة من موضعين:

الأول: أن الغلام دل الملك على كيفية قتله، إذ لم ولن يستطع قتله لولا إقدام الغلام على إعلامه، والفقهاء يقولون: الدال على قتل نفسه كقاتلها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 28/540: وفيها أن الغلام أمر بقتل نفسه لأجل مصلحة ظهور الدين، ولهذا أحب الأئمة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين. أهـ

والذي يفرق بين الدال على قتل نفسه في سبيل الله لإعلاء كلمة الله وبين من يقتلها في سبيل الله لإعلاء كلمة الله هو كالظاهرية سواءً بسواءٍ، حيث أجازوا أن يبول الرجل في كوب ثم يسكبه في الماء الراكد والنهي عن البول في الماء الراكد لا في الكوب، والغلام دل على قتل نفسه ولم يقتلها بنفسه !!!

قال الشيخ المحدث سليمان العلوان: عمر يقول لو تمالئ أهل صنعاء على قتل رجل واحد لقتلتهم به جميعاً. فالمتسبب في الشيء كفاعله، الصحابة رضي الله عنهم كانوا ينغمسون في العدو، يتسببون في قتل أنفسهم، والمتسبب في الشيء كفاعله. مكالمة هاتفية مسجلة

وقال الشيخ حامد العلي عن الغلام: فقد أعان على قتل نفسه من أجل إحياء الدين، فدل على جواز أن يسعى المجاهد في قتل نفسه لمصلحة جهادية راجحة.فتوى منشورة للشيخ

الثاني: في قوله: ( فكانوا يتعادون فيها ويتدافعون ) ذلك أنهم كانوا يلقون أنفسهم في النار بأنفسهم. فهل كانوا منتحرين ؟!؟‌

وأخرج أحمد في مسنده وابن ماجة في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: ( لما كانت الليلة التي أسري بي فيها، وجدت رائحة طيبة، فقلت: ما هذه الرائحة يا جبريل ؟ قال: هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها، قلت: ما شأنها ؟ قال: بينما هي تمشط بنت فرعون، إذ سقط المشط من يدها، فقالت: بسم الله. قالت بنت فرعون: أبي ؟ فقالت: لا، ولكن ربي وربك ورب أبيك الله. قالت: وإن لك رباً غير أبي ؟ قالت: نعم. قالت: فأعلمه بذلك ؟ قالت: نعم. فأعلمته بذلك، فدعا بها فقال: يا فلانة ! ألكِ رب غيري ؟ قالت: نعم، ربي وربك الله الذي في السماء، فأمر ببقرة من نحاس فأحميت، ثم أخذ أولادها يلقون فيها واحداً واحداً، فقالت: إن لي إليك حاجة. قال: وما هي ؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد فتدقنا جميعاً. قال: ذلك لكِ بما لكِ علينا من حق. فلم يزل أولادها يلقون في البقرة حتى انتهى إلى ابن لها رضيع، فكأنها تقاعست من أجله، فقال لها: يا أمه اقتحمي، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة. فاقتحمت ).

ووجه الدلالة في قوله: ( اقتحمي... فاقتحمت ) فهل هذه أيضاً منتحرة ؟!؟ ولِم لَم يكن مثواها إلى النار ؟!؟

قال الشيخ حامد العلي: فهي قد ألقت نفسها بنفسها إلى الموت في ذلك التنور، لتحقيق الهدف نفسه الذي أراده أصحاب الأخدود، مع أنها تسببت في قتل أولادها معها أيضاً بإصرارها على الإيمان وتحدي الطاغوت، والشموخ أمامه بعزة التوحيد.فتوى منشورة للشيخ

والقاعدة الأصولية تقول: شرع من قبلنا هو شرع لنا ما لم يخالف شرعنا. انظر معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة لمحمد الجيزاني.

ولم يأت ما يخالف هذه الفعلة في شرعنا، كما قال الشيخ المحدث سليمان العلوان: لم يأتي نص في تحريمها، في شرعنا جاء ما يؤيدها. مكالمة هاتفية مسجلة

وقال الشيخ حامد العلي: لا يوجد دليل على أنها نسخــت في شريعتنا. مكالمة هاتفية مسجلة

و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( منْ خير مَعَاش الناس لهم رجل ممسكُُ عِنَان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانّه.. ). رواه مسلم

قال الشيخ المحدث سليمان العلوان: أن من ألقى بنفسه في أرض العدو أو اقتحم في جيوش الكفرة المعتدين أو لغم نفسه بمتفجرات بقصد التنكيل بالعدو وزرع الرعب في قلوبهم ومحو الكفر ومحق أهله وطردهم من أراضي ومقدسات المسلمين فقد نال أجر الشهداء الصابرين والمجاهدين الصادقين. الفتاوى الندية في العمليات الاستشهادية ص15

وفي حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الذين يلقون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة، ويضحك إليهم ربك، إن ربك إذا ضحك إلى قومٍ فلا حساب عليهم). رواه ابن أبي شيبة (4/569) و الطبراني، وأبو يعلى، وابن المبارك في الجهاد، وأبو نعيم في الحلية، وغيرهم.

قلت: وهل هناك خير من يطلق عليهم هذا الوصف من أصحاب العمليات الاستشهادية ؟

وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهمــا قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قتل دون ماله فهو شهيد ) متفق عليه.

قال الشيخ المحدث سليمان العلوان: والمقتول في هذه العمليات مقتول من أجل الذب عن دينه وحماية نفسه وعرضه. الفتاوى الندية في العمليات الاستشهادية ص21

وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قتل في سبيل الله فهو شهيد. ومن مات في سبيل الله فهو شهيد...). متفق عليه قلت: لم يحدد رسول الله صلى الله عليه وسلم من القاتل، ولكن حدد فيم يقتل – في سبيل الله -.

وعن عمرو بن عبسة السُلمي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الجهاد أفضل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من عُقر جواده وأريق دمه ) رواه أحمد والبيهقي

فصل في مشروعية العمليات الاستشهادية من أقوال وأفعال سلف وخلف هذه الأمة وقوله تعالى ( وأولي الأمر منكم ) [النساء 59] وقوله ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ) [ النساء 115]:

أولاً: ما جاء عن الصحابة والتابعين:

أ – الانغماس في العدو الكثير والتغرير بالنفس لهو من أوضح الأدلة وأبينها على جواز العمليات الاستشهادية :

جاء في مصنف ابن أبي شيبة عن عاصم بن محمد بن قتادة قال: قال معاذ بن عفراء: يا رسول الله، ما يضحك الرب من عبده ؟ قال: غمسه يده في العدو حاسراً. قال: فألقى درعاً كانت عليه، فقاتل حتى قتل. وصححه ابن حزم في المحلى (7/294) وذكره الطبري في تاريخه (2/33) عن عوف بن الحارث، وهو ابن عفراء، وهكذا في سيرة ابن هشام (3/175).

وفي الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قوموا إلى جنة عرضها السماواتُ والأرضُ ) فقال عمير بن الحُمام الأنصاري: يا رسول الله ! جنة عرضها السماوات والأرض ؟ قال: ( نعم ) قال: بخٍ بخٍ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما يحملك على قولك بخٍ بخٍ ) قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاءةَ أن أكون من أهلها. قال: ( فإنك من أهلها ) فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن ثم قال: لئن أنا حييتُ حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياةٌ طويلةٌ. فرمى بما كان معه من التمرِ ثم قاتلهم حتى قتل. قال النووي: فيه جواز الانغماس في الكفار والتعرض للشهادة وهو جائز بلا كراهة عند جماهير العلماء.

وقصة أبو أيوب في القسطنطينية معروفة مشهورة، وفيها أن رجلاً من المسلمين حمل على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح الناس، وقالوا: سبحان الله يلقي بيديه إلى التهلكة ؟ فقام أبو أيوب. فقال: أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية هذا التأويل إنما نزلت فينا معشر الأنصار، لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه فقال بعضنا لبعض سراً، دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا ضاعت وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم الآية …إلى آخر الحديث. صححه الألباني وقال: وفي الحديث ما يدل على جواز ما يعرف اليوم بالعمليات الانتحارية التي يقوم بها بعض الشباب المسلم ضد أعداء الله. صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان 2/119

وكما روى أهل السير، وابن المبارك في كتاب الجهاد (1/134) قصة البراء بن مالك وإلقاءه نفسه بين المرتدين من بني حنيفة.

وفي بعض المصادر، أنه أمر أصحابه أن يحملوه على ترسٍ على أسنة رماحهم، ويلقوه في الحديقة، فاقتحم إليهم، وشد عليهم، وقاتل حتى افتتح باب الحديقة، وجرح يومئذٍ بضعةً وثمانين جرحا، وأقام عليه خالد بن الوليد يومئذٍ شخصاً يداوي جراحه. ونحو هذا في ثقات ابن حبان ( 2/175 ) و تاريخ الطبري (2/281) و غيرهما. قلت: فلو مات حينها هل سيُعد من المنتحرين ؟!؟

وحمل أبي حدرد الأسلمي وصاحيبه على عسكر عظيم ليس معهم رابع فنصرهم الله على المشركين ذكرها ابن هشام في سيرته وابن النحاس في المشارع ( 1 /545 ).

وفعل عبد الله بن حنظلة الغسيل حيث قاتل حاسراً في إحدى المعارك وقد طرح الدرع عنه حتى قتلوه. ذكره ابن النحاس في المشارع ( 1 / 555 ).

ونقل البيهقي في السنن ( 9 / 44 ) في الرجل الذي سمع من أبي موسى يذكر الحديث المرفوع: الجنة تحت ظلال السيوف. فقام الرجل وكسر جفن سيفه وشد على العدو ثم قاتل حتى قتل.

وقصة أنس بن النضر في وقعة أحد قال: واهاً لريح الجنة، ثم انغمس في المشركين حتى قتل. متفق عليه
وفي الصحيحين قصة حمل سلمة بن الأكوع والأخرم الأسدي وأبو قتادة لوحدهم على عيينة بن حصن ومن معه، فأثنا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ( كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة ) قال ابن النحاس في مشارع الأشواق 1/540: وفي الحديث الصحيح الثابت: أدل دليل على جواز حمل الواحد على الجمع الكثير من العدو وحده، وإن غلب على ظنه أنه يقتل إذا كان مخلصاً في طلب الشهادة، كما فعل سلمة والأخرم الأسدي، ولم يعب النبي عليه الصلاة والسلام ولم ينه الصحابة عن مثل فعله، بل في الحديث دليل على استحباب هذا الفعل وفضله فإن النبي عليه الصلاة والسلام مدح أبا قتادة وسلمة على فعلهما كما تقدم، مع أن كلاً منهما قد حمل على العدو وحده ولم يتأن إلى أن يلحق به المسلمون. اهـ

وكما روى ابن أبي شيبة عن مدرك بن عوف الأحمسي قال: كنت عند عمر رضي الله عنه فقال….وفيه: يا أمير المؤمنين، ورجل شرى نفسه، فقال مدرك بن عوف: ذاك والله خالي يا أمير المؤمنين، زعم الناس أنه ألقى بيده إلى التهلكة فقال عمر: كذب أولئك، ولكنه ممن اشترى الآخرة بالدنيا.

ونقل ابن النحاس في مشارع الأشواق ( 1 / 588 ) عن المهلب قوله: قد أجمعوا على جواز تقحم المهالك في الجهاد، ونقل عن الغزالي في الإحياء قوله: ولا خلاف في أن المسلم الواحد له أن يهجم على صف الكفار ويقاتل وإن علم أنه يقتل.

ونقل النووي في شرح مسلم الاتفاق على التغرير بالنفس في الجهاد. ذكره في غزوة ذي قرد ( 12 / 187 ).

وروى أحمد في مسنده عن أبي إسحاق قال: قلت للبراء بن عازب رضي الله عنه: الرجل يحمل على المشركين أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة ؟ قال: لا، لأن الله عز وجل بعث رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: ( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك ) [النساء 84] إنما ذلك في النفقة.

وروى الطبري في تاريخه 2/151 في معركة مؤتة قال: ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب فقاتل بها، حتى إذا ألحمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم قاتل القوم حتى قتل. فكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر في الإسلام فرسه.

وروى ابن المبارك في كتاب الجهاد 1/88 والبيهقي في سننه 9/44 عن ثابت أن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه ترجل يوم كذا، فقال له خالد: لا تفعل، فإن قتلك على المسلمين شديد. فقال: خل عني يا خالد، فإنه قد كان لك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقة، وإني وأبي كنا من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمشى حتى قتل.

وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق 67/101 بإسناده عن عقبة بن قيس الكلابي: أن رجلاً قال لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه يوم اليرموك: أنه قد أجمعت على أمري أن أشد عليهم، فهل توصيني إلى نبيكم صلى الله عليه وسلم بشيء ؟ فقال: تقرؤه السلام، وتخبره أنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً.

ووجه الاستشهاد من هذه الحوادث التي ذكرناها هو كما قال الشيخ العلامة حمود بن عقلا الشعيبي رحمه الله: ووجه الاستشهاد في مسألة الحمل على العدو العظيم لوحده وكذا الانغماس في الصف وتغرير النفس وتعريضها للهلاك أنها منطبقة على مسألة المجاهد الذي غرر بنفسه وانغمس في تجمع الكفار لوحده فأحدث فيهم القتل والإصابة والنكاية. الفتاوى الندية في العمليات الاستشهادية ص10

وكما قال الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب: وجه الاستدلال بما رُوي والاستئناس بما قيل في مسألة حمل المجاهد المقتحم على العدو العظيم لوحده أو الانغماس في الصف وتغرير النفس وتعريضها للهلاك بغلبة الظن أو التيقن عدم الفارق بينها وبين العمليات الاستشهادية في العصر الحاضر، حيث ينغمس المجاهد بين الكفار، أو يقبل عليهم مقتحماً مغرراً بنفسه لينكي بهم ويوقع فيهم القتل والإصابة ويشرد بهم من خلفهم. الدلائل الجلية على مشروعية العمليات الاستشهادية ص10

فالحمد لله على هذه الحوادث والشواهد البينة الواضحة، المسماة بالتغرير بالنفس والانغماس في العدو سابقاً، المسماة بالعمليات الفدائية والاستشهادية حالياً، ولله در الشاعر حين قال:

فالحق شمــــس والعيون نـــواظر لكنهـا تخــــفى على العميانِ

ب – حوادث أخرى جملتها تدل على العمليات الاستشهادية من عدة أوجه:

وروى ابن كثير في البداية والنهاية 4/34 قال: قال ابن اسحاق: وترس أبو دجانة دون رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه يقع النبل في ظهره وهو منحن عليه حتى كثر فيه النبل. قلت: هذا هو مبدأ التضحية والفداء الذي غفل عنه كثير مِن مَن يشنع على من يضحي بنفسه لأجل حماية ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم كما ضحى هذا الصحابي لأجل حماية محمد صلى الله عليه وسلم ! فأين هذه المبادئ عنهم ؟

سارت مشرقة وسرت مغربـــــاً شتــــان بين مشــرق ومغرب

وروى الطبري في تاريخه 5/194: أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما اصطرع يوم الجمل مع الأشتر النخعي، واختلفا ضربتين، ولما رأى عبد الله أن الأشتر سينجو منه قال كلمته المشهورة: أقتلوني ومالكاً. قال الشعبي: إن الناس كانوا لا يعرفون الأشتر باسم مالك، ولو قال ابن الزبير: اقتلوني والأشتر، وكانت للأشتر ألف ألف نفس ما نجا منها شيء، ثم ما زال يضطرب في يد ابن الزبير حتى افلت منه. اهـ قال الشيخ يوسف بن صالح العييري: وفي طلب ابن الزبير من أصحابه أن يقتلوه مع الأشتر دليل على جواز قتل النفس لمصلحة الدين إذا اقتضى الحال ذلك. انظر هل انتحرت حواء أم استشهدت، فصل في أدلة المسألة للشيخ.

وروى الطبري أيضاً في تفسيره 2/363: أن خيل المسلمين نفرت من فيلة الفرس لما لقيهم المسلمون في وقعة الجسر، فعمد رجل من المسلمين فصنع فيلاً من طين وآنس به فرسه حتى ألفه، فلما أصبح لم ينفر فرسه من الفيل، فحمل على الفيل الذي كان يقدم فيلة العدو فقيل له: إنه قاتلك. فقال: لا ضير أن أقتل ويفتح للمسلمين. قال الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب: وهذا الفعل ليس له في لغة الإعلام المعاصر تسمية يعرف بها إلا أن يكون عملية استشهادية يسميها العلمانيون انتحارية. الدلائل الجلية على مشروعية العمليات الاستشهادية ص10

وروى ابن كثير في البداية والنهاية 7/11-12: قال عكرمة بن أبي جهل يوم اليرموك: قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواطن وأفر منكم اليوم ! ثم نادى: من يبايع على الموت ؟ فبايعه عمه الحارث بن هشام، وضرار بن الأزور في أربعمائة من وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعاً جرحاً، وقتل منهم خلق منهم ضرار بن الأزور رضي الله عنهم. وقد ذكر الواقدي وغيره أنهم لما صرعوا من الجراح استقوا ماء فجيء إليهم بشربة ماء فلما قربت إلى أحدهم نظر إليه الآخر فقال: ادفعها إليه، فلما دفعت إليه نظر إليه الآخر فقال: ادفعها إليه، فتدافعوها كلهم من واحد إلى واحد حتى ماتوا جميعاً ولم يشربها أحد منهم، رضي الله عنهم. أهـ قلت: هل يعدون من المنتحرين ؟!؟ لم منع الأول منهم نفسه عن الماء وهو يعلم إن لم يشرب حتماً سيموت ؟!؟ وكذلك الآخر والآخر ؟!؟

ثانياً: ما جاء عن المذاهب الأربعة:

جاء في كتاب المبسوط للإمام السرخسي – وهو من الحنفية -: لو حمل الواحد على جمع عظيم من المشركين فإن كان يعلم أنه يصيب بعضهم أو يُنكي فيهم نكاية فلا بأس بذلك. 10/76

وجاء في كتاب الأم للإمام الشافعي قوله رحمه الله: لا أرى ضيقاً على الرجل أن يحمل على الجماعة حاسراً، أو يبادر الرجل وإن كان الأغلب أنه مقتول، لأنه قد بودر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحمل رجل من الأنصار حاسراً على جماعة من المشركين يوم بدر بعد إعلام النبي صلى الله عليه وسلم بما في ذلك من الخير فقُتل. 4/169

ونقل القرطبي في تفسيره قول بعض المالكية: إن حمل على المائة أو جملة العسكر ونحوه وعلم أو غلب على ظنه أنه يقتل، ولكن سينكي نكاية أو يؤثر أثراً ينتفع به المسلمون فجائز. ثم قال: والصحيح عندي جواز الاقتحام على العساكر لمن لا طاقة له بهم، لأن فيه أربعة وجوه: الأول: طلب الشهادة. الثاني: وجود النكاية. الثالث: تجرئة المسلمين عليهم. الرابع: ضعف نفوسهم ليروا أن هذا صنع واحد فما ظنك بالجمع. 2/364 وذكر هذه الوجوه الأربعة أيضاً ابن العربي 1/166.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وأما قوله: أريد أن أقتل نفسي في سبيل الله فهذا كلام مجمل، فإنه إذا فعل ما أمره الله به فأفضى ذلك على قتل نفسه فهذا محسن في ذلك، مثل أن يحمل على الصف وحده حملاً فيه منفعة للمسلمين وقد اعتقد أنه يقتل فهذا حسن. 25/279 قلت: تأمل كلام شيخ الإسلام هذا جيداً يا عبد الله، وقد رد على من يقول في زماننا: فرقٌ بين غلبة الظن بأنه يُقتل وبين التيقن والاعتقاد بأنه يُقتل ! قال شيخ الإسلام بعبارة صريحة ليس فيها إيهام: وقد اعتقد أنه يُقتل فهذا حسن. الله أكبر: ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً )[الإسراء81 ]

ثالثاً: أقوال بعض العلماء المعاصرين:

قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين حين سُئل عن شاب مجاهد فجر نفسه في فلسطين فقتل وأصاب عشرات اليهود، هل هذا الفعل يعد منه انتحاراً أم جهاداً ؟ فأجاب: هذا الشاب الذي وضع على نفسه اللباس الذي يقتل، أول من يقتل نفسه، فلا شك أنه هو الذي تسبب في قتل نفسه، ولا تجوز مثل هذه الحال إلا إذا كان في ذلك مصلحة كبيرة للإسلام، فلو كانت هناك مصلحة كبيرة ونفع عظيم للإسلام كان ذلك جائزاً. في اللقاء الشهري ش20.

وقال الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني حين سُئل عن قوات تسمى الكوماندوز، يكون فيها قوات للعدو تضايق المسلمين، فيضعون – أي المسلمين – فرقة انتحارية تضع القنابل ويدخلون على دبابات العدو، ويكون فيهم قتل، فهل يعد هذا انتحاراً ؟ فأجاب: لا يعد هذا انتحاراً، لأن الانتحار هو: أن يقتل المسلم نفسه خلاصاً من هذه الحياة التعيسة، أما هذه الصورة التي أنت تسأل عنها فهذا جهاد في سبيل الله. سلسلة الهدى والنور ش134

وقال الشيخ العلامة حمود بن عقلا الشعيبي: أنه يجوز للمجاهد التغرير بنفسه في العملية الاستشهادية وإذهابها من أجل الجهاد والنكاية بهم ولو قتل بسلاح الكفار وأيديهم كما في الأدلة السابقة في مسألة التغرير والانغماس، أو بسلاح المسلمين وأيديهم كما في مسألة التترس أو بدلالةٍ تسبب فيها إذهاب نفسه كما في قصة الغلام، فكلها سواء في باب الجهاد لأن باب الجهاد لما له من مصالح عظيمة اُغتفر فيه مسائل كثيرة لم تغتفر في غيره مثل الكذب والخداع كما دلت السنة، وجاز فيه قتل من لا يجوز قتله، وهذا هو الأصل في مسائل الجهاد ولذا أُدخلت مسألة العمليات الاستشهادية من هذا الباب. الفتاوى الندية في العمليات الاستشهادية ص11

وقال الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين: لا شك أنه إذا كان فيها مصلحة، إذلال الكفار والسلامة من العذاب أنها جائزة، قد فعلها بعض الصحابة، الذي ألقى التمرات فقاتل حتى قتل فإنه فدى بنفسه، وكذلك الكثير الذين رأوا صفوف المشركين دخلوها وهم يعرفون أنهم يُقتلون. ش ابن جبرين والجهاد والمجاهدين

وقال الشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان: قد بحثت هذه المسألة في غير موضع وذكرت عشرات الأدلة على جواز مثل هذه العمليات ومشروعيتها فلا حرج في الإقدام عليها في سبيل قهر اليهود والنصارى. الفتاوى الندية في العمليات الاستشهادية ص16

وقال الشيخ العلامة علي بن خضير الخضير: العمليات الاستشهادية من الجهاد، بل هي اليوم من أفضل الجهاد في سبيل الله. الفتاوى الندية في العمليات الاستشهادية ص25

وقال الشيخ عبد الله بن منيع: لا شك أن العمليات الانتحارية في سبيل الله ضد أعداء الله ورسوله وأعداء المسلمين قربة كريمة يتقرب بها المسلم إلى ربه، ولا شك أنها من أفضل أبواب الجهاد في سبيل الله، ومن استشهد في مثل هذه العمليات فهو شهيد إن شاء الله. فتوى منشورة له.

فصل في دلالة القواعد الفقهيه على جواز العمليات الاستشهادية وقوله تعالى: ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) [الأنعام 38]:

أولاً: قاعدة: يجوز تبعاً ما لا يجوز قصداً.

وتتولد عن هذه القاعدة مسألة التترس المعروفة قال ابن تيمية في الفتاوى ( 20 / 52 ) ( 28 / 537، 546): ولقد اتفق العلماء على أن جيش الكفار إذا تترسوا بمن عندهم من أسرى المسلمين وخيف على المسلمين الضرر إذا لم يقاتلوا فإنهم يقاتلون وإن أفضى ذلك إلى قتل المسلمين الذين تترسوا بهم.. اهـ، وقال ابن قاسم في حاشية الروض ( 4 / 271 ) قال في الإنصاف: وإن تترسوا بمسلم لم يجز رميهم إلا أن نخاف على المسلمين فيرميهم ويقصد الكفار وهذا بلا نزاع. اهـ قلت: هذا في قتل المجاهد المسلمين المُتترس بهم فكيف بقتله لنفسه من باب أولى ؟!؟

قال الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي: ووجه الدلالة في مسألة التترس لما نحن فيه أنه يجوز للتوصل إلى قتل الكفار أن نفعل ذلك ولو كان فيه قتل مسلم بسلاح المسلمين وأيدي المسلمين، وجامع العلة والمناط أن التوصل إلى قتل العدو والنكاية به إنما يكون عن طريق قتل التُرس من المسلمين فحصل التضحية ببعض المسلمين المتترس بهم من أجل التوصل إلى العدو والنكاية به، وهذا أبلغ من إذهاب المجاهد نفسه من العمليات الاستشهادية من أجل التوصل إلى العدو والنكاية به، بل إن قتل أهل التُرس من المسلمين أشد لأن قتل المسلم غيره أشد جرما من قتل المسلم لنفسه، لأن قتل الغير فيه ظلم لهم وتعدٍ عليهم فضرره متعد وأما قتل المسلم نفسه فضرره خاص به ولكن اُغتفر ذلك في باب الجهاد وإذا جاز إذهاب أنفس مسلمة بأيدي المسلمين من أجل قتل العدو فإن إذهاب نفس المجاهد بيده من أجل النكاية في العدو مثله أو أسهل منه، فإذا كان فعل ما هو أعظم جرماً لا حرج في الإقدام عليه فبطريق الأولى ألا يكون حرجاً على ما هو أقل جرماً. الفتاوى الندية في العمليات الاستشهادية ص10

وقال الشيخ المحدث سليمان العلوان بعد أن ذكر الإجماع الذي حكاه ابن تيمية على مسألة التترس: فإن جاز قتل المسلمين لمصلحة فلأن يجوز أن أقتل نفسي من باب أولى. مكالمة هاتفية مسجلة

ثانياً: إنما الأعمال بالنيات.

النية نيتان: 1- نية المعمول له. 2- ونية نفس العمل. انظر نيل الفقه لعبد الرحمن السعدي ص88 أما نية المعمول له فهي الإخلاص، قال الشيخ الألباني: وفي الحديث ما يدل على جواز ما يعرف اليوم بالعمليات الانتحارية التي يقوم بها بعض الشباب المسلم ضد أعداء الله، ولكن لذلك شروط، من أهمها أن يكون القائم بها قاصداً وجه الله، والانتصار لدين الله، لا رياء، ولا سمعة، ولا شجاعة. صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان 2/119 وأما نية نفس العمل فهي التي تميزه عن غيره من الأعمال مثلاً الغسل لتنظف أو الغسل لتبرد أو الغسل لاستحلال الصلاة ونحوها، نجد أن النية تغيرت بينما العمل واحد، وكذلك تطيب المرأة لزوجها، وتطيب المرأة ليشم رائحتها الرجال. الفعل واحد لكنها في الأول مأجورة وفي الثانية آثمة لتغير النية. وكذلك العمليات الاستشهادية تختلف باختلاف النية. قال الألباني: لأن الانتحار هو: أن يقتل المسلم نفسه خلاصاً من هذه الحياة التعيسة. وقال في شروط هذه العمليات: ولا يأساً من الحياة. صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان 2/119 فجعل النية هي الفارق بين الانتحار والاستشهاد. ونحن لا نسيء الظن بالمسلمين فكيف نسيء الظن بخواص المسلمين وهم المجاهدون ! وقال الشيخ حامد العلي معلقاً على حديث ( من قتل نفسه بحديدة... ) هذا المنتحر الذي يقتل نفسه يائساً من الحياة، أما الذي يقتل الكفار وينكي فيهم ولم يتوصل إلى ذلك إلا بقتل نفسه معهم، هذا مثل الذي يحمل على الصف يريد قتلهم أو فتح حصن ولم يستطع إلا أن يضحي بنفسه، وهذا ورد في جهاد الصحابة رضي الله عنهم. مكالمة هاتفية مسجلة

ثالثاً: ارتكاب أدنى المفسدتين لاجتناب أعلاهما:

وتتولد من هذه القاعدة مسألة ذكرها الشيخ محمد بن إبراهيم آل شيخ حين قال: الفرنساويون في هذه السنين تصلبوا في الحرب ويستعملون " الشرنقات" إذا استولوا على واحد من الجزائريين ليعلمهم بالذخائر والمكامن ومن يأسرونه قد يكون من الأكابر، فيخبرهم أن في المكان الفلاني كذا وكذا...

وهذه الإبرة تسكره إسكاراً مقيداً، ثم هو مع هذا كلامه ما يختلط، فهو يختص بما يبينه بما كان حقيقة وصدقاً...

جاءنا جزائريون ينتسبون إلى الإسلام يقولون: هل يجوز للإنسان أن ينتحر مخافة أن يضربوه بالشرنقة، ويقول: أموت أنا وأنا شهيد، مع أنهم يعذبونه بأنواع العذاب ؟
فقلنا لهم: إذا كان كما تذكرون، فيجوز...

ومن دليله: " آمنا برب الغلام " – الحديث المذكور آنفاً –

وقول بعض أهل العلم: إن السفينة... ألخ – قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم: إذا خيف غرقها بالجميع جاز أن يلقى بعضهم، واستدلوا بقصة يونس عليه السلام، وذلك أن السفينة تلعب بها الأمواج من كل جانب وأشرفوا على الغرق فساهموا على من تقع عليه القرعة يلقى في البحر لتخف بهم السفينة فوقعت القرعة على نبي الله يونس عليه السلام ثلاث مرات وهم يظنون به أن يلقى من بينهم - إلا أن فيه التوقف، من جهة قتل الإنسان نفسه، ومفسدة ذلك أعظم من مفسدة هذا،

فالقاعدة محكمة، وهو مقتول لا محالة. فتاوي ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، فتوى رقم 1479جواز الانتحار في حالة.

قلت: لإن جاز الانتحار في هذه الحالة فهو جائز في العمليات الاستشهادية من باب أولى، والله أعلم.

رابعاً: أن الوسائل لها حكم المقاصد.

فالمقصد من العمليات الاستشهادية هو التنكيل في الكفار وكسر شوكتهم وطردهم من أراضي المسلمين وإرهابهم وابتغاء الموت مظانة وطلب الشهادة وإعلاء كلمة الله وأن يكون الدين كله لله، وهذه المقاصد كلها مشروعة فالوسيلة مشروعة أيضاً نتيجة لما قرره الأصوليون، والله أعلم.

الباب الثالث:
فصل في الرد على الشبه حول العمليات الاستشهادية وقوله تعالى ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ) [التوبة 47]:

أولاً: الرد على من قال: لم يرد دليل لا من كتاب ولا من سنة بأن العمليات الاستشهادية جائزة أو مشروعة بهذا اللفظ !

إن العمليات الاستشهادية أمر مستجد ولم يكن في عهد النبوة نتيجة لعدم تواجد المتفجرات ونحوها. والذي يحرمها ويمنعها نقول له: حرم وامنع القتال بالرصاص والأسلحة الخفيفة والثقيلة، وحرم القتال بالطيران ونحوه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقاتل بهذه الآلات، والقتال عبادة والعبادات توقيفية ! سيقول لكن هذه الأسلحة هي التي تنكي بالعدو اليوم وترهبه. فنقول وكذلك العمليات الاستشهادية. قال الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي: لابد أن تعلم أن مثل هذه العمليات المذكورة من النوازل المعاصرة التي لم تكن معروفة في السابق بنفس طريقتها اليوم، ولكل عصر نوازله التي تحدث فيه، فيجتهد العلماء على تنـزيلها على النصوص والعمومات والحوادث والوقائع المشابهة لها والتي أفتى في مثلها السلف، قال تعالى: ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) [الأنعام 38] وقال عليه الصلاة والسلام عن القرآن: ( فيه فصل ما بينكم ) رواه أحمد، وان العمليات الاستشهادية المذكورة عمل مشروع وهو من الجهاد في سبيل الله إذا خلصت نية صاحبه وهو من أنجح الوسائل الجهادية ومن الوسائل الفعّالة ضد أعداء هذا الدين لما لها من النكاية وإيقاع الإصابات بهم من قتل أو جرح ولما فيها من بث الرعب والقلق والهلع فيهم، ولما فيها من تجرئة المسلمين عليهم وتقوية قلوبهم وكسر قلوب الأعداء والإثخان فيهم ولما فيها من التنكيل والإغاضة والتوهين لأعداء المسلمين وغير ذلك من المصالح الجهادية. الفتاوى الندية في العمليات الاستشهادية ص6 وقال الشيخ سلمان بن فهد العودة: مسألة ما يسمى بـ ( العمليات الاستشهادية ) من المسائل الحديثة التى لا تكاد تجد نصاً عليها في كتب الفقهاء المتقدمين، وذلك لأنها من أنماط المقاومة الحديثة التى طرأت بعد ظهور المتفجرات وتقدم تقنيتها. الفتاوى الندية في العمليات الاستشهادية ص28

ثانياً: الرد على من يقول: لتتبعن سنن من كان قبلكم وهذه العمليات من ابتكار النصارى:

نقول لئن وافق الكفار الفطرة فنحن أحق بها منهم وكما في الحديث المتفق عليه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء. فقال: ما هذا ؟ فقالوا: هذا يومٌ صالحٌ هذا يوم نجًّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. قال: فأنا أحق بموسى منكم. فصامه وأمر بصيامه. وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن قريشاً كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه حتى فرض رمضان وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: من شاء فليصمه ومن شاء أفطر. فهل يقول قائل هذا من ابتكار غيرنا !!! قال الشيخ سلمان بن فهد العودة: وهي – أي العمليات الاستشهادية - في الغالب جزء مما يسمى بـ "حرب العصابات" التى تقوم بها مجموعات فدائية سريعة الحركة، وقد برزت أهمية مثل هذا اللون من المقاومة في الحرب الأهلية الأمريكية، وفي الحرب العالمية الثانية وما بعدها، وصارت جزءاً من نظام الحروب الذي يدرس في المعاهد والأكاديميات الحربية.




وقد احتاج إليها المسلمون على وجه الخصوص لأسباب عديدة:

أ. منها ماجبلوا عليه من الفدائية والتضحية وحب الاستشهاد، ورخص الحياة عليهم إذا كانت ذليلة، فالموت العزيز لديهم خير من الحياة الذليلة

لا تسقني ماء الحياة بــذلةٍ بل اسقني بالعز كأس الحنظلِ.

ب. ومنها ما يتعرضون له في عدد من بلادهم من سطوة أعدائهم وجراءتهم عليهم نظراً لتخلفهم العلمي والتقني والحضاري، وتفوق أعدائهم في هذا المضمار، فصارت بعض البلاد الإسلامية كلأً مباحاً للمستعمرين والمحتلين، وهذا ما نشاهده في أرض فلسطين المباركة، وفي كشمير، وفي أرض الشيشان، ومن قبل في أفغانستان، إضافة إلى الجمهوريات الإسلامية التي كانت تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي من قبل.

ج. ومنها ضيق الخيارات لديهم، فإن من عوامل قوة الإنسان أن تعدم الخيارات لديه أو تقل، وبهذا تطيب له الحياة، لأنه لا شئ لديه يخسره، وهذا يمنحه طاقة جديدة. الفتاوى الندية في العمليات الاستشهادية ص28-29

ثالثاً: الرد على من قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم التعذيب بعذاب الله وهو الحرق بالنار:

إن إنزال هذا الحكم على هذه العمليات خطأ فاحش، لأنه ليس فقط هذه العمليات التي تقوم على النار، بل أن جل الأسلحة الحديثة اليوم لا تخلو من النار، وإذا قلت كلها لم أكن كاذباً في ذلك، فهذا الأمر يقتضي إيقاف الجهاد بالكلية، أو الجهاد بالسيوف والحراب ! وكلا الأمرين سقيم لا يصح بحال. عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير وقطع. وهي البويرة، فأنزل الله عز وجل فيه: ( ما قطعتم من لينةٍ أو تركتموها قائمةً على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين ) [الحشر 5] وللبخاري رحمه الله من رواية جويرية بن أسماء عن نافع عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير، ولها يقول حسان رضي الله عنه:
وهــان على سراة بني لؤي حريــقٌ بالبويـرةِ مستطيرُ

فأجابه أبو سفيان بن الحارث يقول:
أدام الله ذلك من صنيـــع وحـرق في نواحيها السعيرُ

انظر تفسير العماد ابن كثير 4/394 ولا يمنع أن يكون في النخل رجال احترقوا فيه، والله أعلم. قال الحافظ ابن حجر: ويدل على جواز التحريق فعل الصحابة، وقد سمل النبي صلى الله عليه وسلم أعين العرنيين بالحديد المحمى، وقد حرق أبو بكر البغاة بالنار بحضرة الصحابة، وحرق خالد بن الوليد بالنار أناساً من أهل الردة، وأكثر علماء المدينة يجيزون تحريق الحصون والمراكب على أهلها قاله الثوري والأوزاعي. فتح الباري تحت حديث 3016 وقال الإمام ابن النحاس: ويجوز نصب المنجنيق على الكفار، ورميهم بالحجارة والنار، وإرسال الماء عليهم، ولو كان فيهم مسلمون أسرى، لأن هذا من ضرورات القتال. تهذيب مشارع الأشواق لصلاح الخالدي ص370 وانظر مغني المحتاج 4/223

رابعاً: الرد على من قال: أن هذه العمليات عمليات جبانه:

عندما ننظر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري وغيره: ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذوباً ولا جباناً. وننظر إلى سيرته الزكية الطاهرة، نرى تاريخاً حافلاً بالغزوات، ليس فيه تخذيل ولا تنفير عن الجهاد وأهله، بل كله تحريض باللسان، وتصديقٌ بالأركان، وقد قال أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم أشجع الناس. رواه البخاري، فنعلم من ذلك أن الجبن ليس في العمليات الجهادية وإنما الجبن في القعود عن الجهاد، قال ابن القيم: مهر المحبة بذل النفس والمال لمالكها الذي اشتراهما من المؤمنين، فما للجبان المعرض المفلس وسوم هذه السلعة ! زاد المعاد 3/63 والجبن في التخذيل عن الجهاد والتثبيط، قال الشاعر الجاهلي عنترة:

وإذا الجبانُ نهاك يوم كـريهةٍ خوفاً عليك من ازدحام الجحفلِ
فاعصِ مقالتهُ ولا تحفـل بها واقدم إذا حــقَ اللقا في الأولِ
واختر لنفسك منزلاً تعلو بـهِ أو مت كريماً تحت ظل القسطلِ
شرح ديوان عنترة للخطيب التبريزي ص134

فالجبان يا عباد الله ليس هو الذي حمل روحه على كفه، ولسان حاله يقول:

سأحمل روحي على راحتـي وألقــي بها في مهاوي الردى
فإما حياةً تســـر الصديق وإمــــا مماتاً يغيض العدى

وإنما الجبان الذي رضي بالقعود وثبط عن الخروج، قال تعالى ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدةً ولكن كره اللهُ انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين ) [التوبة46], وقد قال الأول:
ورموهم بغياً بما الـرامي به أولى ليدفع عنه فعـل الجاني
يرمي البريء بما جناه مباهتاً ولذاك عند الغـــر يشتبهانِ
وكما قيل: رمتني بدائها وانسلت !

شبهٌ تهافت كالزجاج تخالُهـا حقـــاً وكلٌ كاسرٌ مكسورُ



فصل في التحريض على العمليات الاستشهادية:

قال الإمام ابن القيم:


فحيهلا إن كنــت ذا همةٍ فقــد
حدا بك حادي الشوقِ فاطوِ المراحلا
وقل لمنادي حُبـهم ورضـــاهمُ
إذا ما دعا لبيـــــكَ ألفاً كواملا
ولا تنظُرِ الأطلالَ من دونهم فـإن
نظرتَ إلى الأطـلال عُـدنَ حوائِلا
ولا تنتـظر بالسيـر رفقةَ قاعـدٍ
ودعـــهُ فإن الشوقَ يكفيك حاملا
وخـذ منـهم زاداً إليهم وسِر على
طريقِ الهدى والحُبِّ تُصبحُ واصلا
وأَحي بذكــراهم شِراكَ إذا دنت
ركـابكَ فالذكـــرى تعيدُك عاملا
وأما تخافن الكلال فقُـــل لها:
أمـامكِ وردُ الوصلَ فابغي المناهلا
وخــذ قبساً من نورهم ثم سر به
فنــــورُهُم يهديك ليس المشاعلا
وحيِّ على وادي الأراك فقِل بـه
عساك تراهم ثـــم إن كُنت قائلا
وإلا ففي نعمان عندي مُعرفُ الـ
أحبـــةِ فاطلبـهم إذا كُنت سائلا
وإلا ففي جمـعٍ بـلـيـلـته فإن
تفت فمنى يا ويحَ من كــان غافلا
وحيِّ على جناتِ عـــدنٍ فإنها
منـــازلك الأولى بها كُنت نازلا
ولكن سباكَ الكـاشِحون لأجلِ ذا
وقفت على الأطلال تبكـي المنازلا
وحيِّ على يوم المزيدِ بجنةِ الــ
خلودِ فجـــد بالنفس إن كُنت باذلا
فدعها رُسُوماً دارساتٍ فما بهــا
مقيلٌ وجــــاوزها فليست منازلا
رُسُوماً عَفَت ينتابها الخلقُ كم بها
قتيلٌ وكم فيها لذا الخـلق قاتـــلا
وخذ يمنةً عنها على المنهجِ الذي
عليه سرى وفد الأحبـــــةِ آهلا
وقل ساعدي يا نفسُ بالصبر ساعةً
فعند اللقا ذا الكدُ يُصبـح زائــلا
فما هي إلا ساعةٌ ثـــم تنقضي
ويصبحُ ذو الأحزانِ فرحـانَ جاذلا

زاد المعاد 3/65 - 66

عبد الله: إن للحق علامات من نور كما قيل، ألا وإن من علامات العمليات أبو الحارث عبد الرحمن الدوسري الذي أضحى قتيل، في ثلاث أطنان ونصف من المتفجرات، وكان آخر ما قاله من العبارات: سنشتاق لكم. ومضى وعصف بالكفار فأحالهم أثرة بعد عين، ولم تحترق منه شعرة، فأسقط جسرهم وشيد جسراً ليس من طوب ولكن:

تقضي المروءة أن نمد جسومنـا
جســـراً فقل لرفاقنا أن يعبروا

فهلموا يا شباب للعبور، واستنفروا معكم كل غيور، لنذود عن حرماتنا بدمائنا، بمهجنا نضحي لسلامة منهجنا، صارخين بأعلى صوتنا:

ولستُ أبالي حين أُقتلُ مسلمــاً
على أي شـقٍ كان في الله مصرعي
وذالك في ذات الإله وإن يشــأ
يبـــارك على أوصالِ شلوٍ ممزعِ
رواه البخاري

الخاتمــــــــة:

هذا جهد المقل، وعمل القاصر الناقص، وما تولد عن ناقص فهو ناقص، وأبى الله أن يتم إلا كتابه، فما كان في هذا البحث المتواضع من صواب فمن الله وحده لا شريك له، وما كان فيه من خطأ ونقص فمن نفسي والهوى والشيطان:

أني بليت بأربـــعٍ يرمينني بالنبـل عن قوسٍ لهن ضريرُ
إبليس والدنيا ونفسي والهوى أنى يفر عن الهوى نحريرُ
من أروع ما قال الإمام الشافعي لإميل ناصيف ص 97 .

فما على القارئ إلا أن يجني الثمار، ويترك العود للنار، والله المستعان على ما يصفون والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وجميل القول في رقتــــه مـاله في أذن الحمــقى أثرُ


كتبه: تركي بن مبارك البنعلي
تاريخ: 2/رجب/1426هـ
الموافق: 7/8/2005م






التوقيع :
تابعونا دوما فور كل جديد نقدمه في قسم الانتاج ..
من مواضيعي في المنتدى
»» تقرير تفصيلي عن مجرزة الحولة والذبح بحراب البنادق.. صور أسماء توثيق
»» شيعي يصرخ أموال الخمس في العراق تذهب لإيران والمرجعية الشيعية ليست بالأعلمية / فيديو
»» سؤالي للشيعة : ايهما افضل الحسين عليه السلام ام المهدي ؟؟
»» سؤال أتحدى فيه أكبر معمم رافضي نجس الى اصغرهم
»» الفيلم الدعوي ( الفروق التربوية بين أبناء السنة والشيعة الإمامية ) مرئي .
 
قديم 05-11-09, 07:51 PM   رقم المشاركة : 2
ابوالوليد المهاجر
مشرف سابق








ابوالوليد المهاجر غير متصل

ابوالوليد المهاجر is on a distinguished road


وللإدارة حق في اغلاق الموضوع !! انما وضعت هذا الموضوع ، لأني وعدت الشيخ التميمي ان يكون لي رد على موضوعه!
هاهو الموضوع قد وفقني الله اليه لوضعه هنا . والحمدالله رب العالمين .







التوقيع :
تابعونا دوما فور كل جديد نقدمه في قسم الانتاج ..
من مواضيعي في المنتدى
»» الشيعة يسبون أم المؤمنين وحماس ترفض التنديد
»» الإفراط في الحب.. والإفراط في البغض
»» تصميم خاص ( تشكيل على الخضار والفواكه ) لابي الوليد
»» عدت من جديد بإصدار دعوي فريد
»» حوار بين سني و بين شيعي حول حكم من قال بتحريف القرآن
 
قديم 05-11-09, 08:47 PM   رقم المشاركة : 3
نصيرة الصحابة
المُوَالِيَةُ لآِلـــِ البَيْتِ [مشرفة]







نصيرة الصحابة غير متصل

نصيرة الصحابة is on a distinguished road


باركك المولى أيها الفاضل .. بحث قيم مدعم بالحجة والدليل البين
اللهم أهدانا للحق المبين واجعلنا ممن يستمع للقول ويتبع آحسنه

واللهم أنصر المجاهدين في فلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير والشيشان وكل مكان تقدم فيه النفس لآجل رفعة رآية التوحيد على آرضها .. وعزة أهلها وتمكينهم ..

ولكن شتان بين هاؤلاء ومن يفجر نفسه بمسلم يشهد الشهادتين مبتغاه رضا آسياده الذين جعلوه مطية لمصالحهم بإسم الدين والشهادة !! ولايعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالـ /

" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله " . رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن

وثبت عن أسامة بن زيد – رضي الله عنهما – أنه قال : بعثنا رسول الله، ، إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا فملا غشيناه قال : لا إله إلا الله ، فكف الأنصاري وطعنته برمحي حتى قتله ، فلما قدمنا بلغ النبي ، ، فقال : " يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟ قلت : كان متعوذا فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم " . رواه البخاري ومسلم ،


اللهم إحفظ أرواح المسلمين آجمعين الذين شهدوا لك بالوحدانية .. وتقبل آرواح الشهداء في عليين ..
وآحشرنا معهم في جناته مع الأنبياء والصالحين ..






التوقيع :
...
من مواضيعي في المنتدى
»» ماالذي يمنع الشيعي الرافضي من إعتناق المذهب السني المحمدي ؟
»» مال الناصبي حلال بشرط تخميسه / اذا لم تستح فاصنع ماشئت !
»» إعتقاد مذهبي عند الشيعة نريد إثباته فمن له منكم زملائنا الشيعة ؟
»» هل تجرعتم جراح غزة ومابيدكم حيلة تفضلوا هنا وجدت بعض حل
»» موسوعة منوعات للرد على الرافضة تصفحها هنا
 
قديم 05-11-09, 09:15 PM   رقم المشاركة : 4
فتاة واقعية
إباضية متسترة وموقوفه






فتاة واقعية غير متصل

فتاة واقعية is on a distinguished road


بارك الله فيك اخي ابوالوليد وجزاك خيرا



وكل من يفجر نفسه في العدو ويبتغي رضوان الله تعالى وحده هو شهيد بإذن الله ومنه وكرمه

ومثل ما قالت اختي نصيره الغاليه حفظها الله فمن يفجر نفسه في المسلمين فشتان بينه وبين

من يفجر نفسه في العدو...والله اعلم بما في النفوس







 
قديم 05-11-09, 09:20 PM   رقم المشاركة : 5
مناصرة الدعوة
مشرف سابق








مناصرة الدعوة غير متصل

مناصرة الدعوة is on a distinguished road


بارك الله فيك موضوع قيم مدعم بالادلة بعيد عن الهوى والتعصب للراي

نفعنا الله بعلمك







التوقيع :

قضتِ الحياةُ أنْ يكونَ النّصرُ لمن يحتملُ الضّربات لا لمنْ يضربُها !
~
ستنصرون .. ستنصرون .. أهل الشام الطيبون .

العلم مقبرة التصوف
من مواضيعي في المنتدى
»» النحو يوحد الله .
»» أوجه التشابه بين عقيدتي اليهود والشيعة حقيقة لاخيال
»» أخطاء لا بد من تصحيحها بالصور
»» أداوم على قراءة القرآن لكنني لا أفهم معانيه فهل أثاب من الله على ذلك ؟ العثيمين
»» هذه هى الصوفية
 
قديم 05-11-09, 09:59 PM   رقم المشاركة : 6
ابوالوليد المهاجر
مشرف سابق








ابوالوليد المهاجر غير متصل

ابوالوليد المهاجر is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة الصحابة مشاهدة المشاركة
  
باركك المولى أيها الفاضل .. بحث قيم مدعم بالحجة والدليل البين

اللهم أهدانا للحق المبين واجعلنا ممن يستمع للقول ويتبع آحسنه

واللهم أنصر المجاهدين في فلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير والشيشان وكل مكان تقدم فيه النفس لآجل رفعة رآية التوحيد على آرضها .. وعزة أهلها وتمكينهم ..

ولكن شتان بين هاؤلاء ومن يفجر نفسه بمسلم يشهد الشهادتين مبتغاه رضا آسياده الذين جعلوه مطية لمصالحهم بإسم الدين والشهادة !! ولايعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالـ /

" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله " . رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن

وثبت عن أسامة بن زيد – رضي الله عنهما – أنه قال : بعثنا رسول الله، ، إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا فملا غشيناه قال : لا إله إلا الله ، فكف الأنصاري وطعنته برمحي حتى قتله ، فلما قدمنا بلغ النبي ، ، فقال : " يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟ قلت : كان متعوذا فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم " . رواه البخاري ومسلم ،


اللهم إحفظ أرواح المسلمين آجمعين الذين شهدوا لك بالوحدانية .. وتقبل آرواح الشهداء في عليين ..
وآحشرنا معهم في جناته مع الأنبياء والصالحين ..

اللهم آمين ... جزاك ِ الله خير الجزاء..
على هذا المرور الطيب العطر اختنا الفاضلة نصيرة الصحابة ..
ونفع الله بتعقيبك الطيب.






التوقيع :
تابعونا دوما فور كل جديد نقدمه في قسم الانتاج ..
من مواضيعي في المنتدى
»» الرافِضَة وآلُ البيتِ الأبيض
»» مفاسد الاعتقاد بالمنتظر !
»» سيرة علي بن ابي طالب عن اهل السنة والجماعة
»» حق اليقين في نصرة أم المؤمنين
»» حقيقة الائتلاف الوطني السوري .. أفضل تحليل على الأطلاق
 
قديم 05-11-09, 09:59 PM   رقم المشاركة : 7
ابوالوليد المهاجر
مشرف سابق








ابوالوليد المهاجر غير متصل

ابوالوليد المهاجر is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة واقعية مشاهدة المشاركة
   بارك الله فيك اخي ابوالوليد وجزاك خيرا



وكل من يفجر نفسه في العدو ويبتغي رضوان الله تعالى وحده هو شهيد بإذن الله ومنه وكرمه

ومثل ما قالت اختي نصيره الغاليه حفظها الله فمن يفجر نفسه في المسلمين فشتان بينه وبين

من يفجر نفسه في العدو...والله اعلم بما في النفوس

وفيك اللهم بارك اختنا الفاضلة الموقرة فتاة واقعية .. جزاك الله خيرا على مرورك الطيب.






التوقيع :
تابعونا دوما فور كل جديد نقدمه في قسم الانتاج ..
من مواضيعي في المنتدى
»» حوار بين سني وشيعي حول الإمامة من تأليف ابوالوليد
»» الإصدار المرئي المميز ( رحلة مع الطفل عمر )
»» أيهما أعظم إمامة علي أم إمامة إبراهيم النبي ؟!
»» بشريات العيد: هلاك قرابة 848 من جنود الطاغية بشار في 6 عمليات نوعية
»» اخي الحبيب esfan تفضل مشكورا
 
قديم 05-11-09, 10:01 PM   رقم المشاركة : 8
ابوالوليد المهاجر
مشرف سابق








ابوالوليد المهاجر غير متصل

ابوالوليد المهاجر is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مناصرة الدعوة (امل) مشاهدة المشاركة
   بارك الله فيك موضوع قيم مدعم بالادلة بعيد عن الهوى والتعصب للراي

نفعنا الله بعلمك

وفيك اللهم بارك يااختي الفاضلة امل .. نصر الله بك ِ هذا الدين .. وشكرا لكِ على مرورك الطيب الرزين .






التوقيع :
تابعونا دوما فور كل جديد نقدمه في قسم الانتاج ..
من مواضيعي في المنتدى
»» بقلمي المتواضع .. ( أبيات ٌ تحكي حال سوريا ) !!!
»» هل يستطيع ان " يرد " الحسين رضي الله عنه ماسلبته الذبابة ؟
»» هدية من ابوالوليد لكل شيعي باحث عن الحقيقة
»» يا رافضي : يجوز التمتع بزوجتك بأجماع الخميني , السيستاني , الموسوي
»» كلمة شكر للأخ الفاضل المبجل ابوهريرة اليامي
 
قديم 07-11-09, 10:08 PM   رقم المشاركة : 9
ابوالوليد المهاجر
مشرف سابق








ابوالوليد المهاجر غير متصل

ابوالوليد المهاجر is on a distinguished road


نسأل الله ان يرزقنا الشهادة في سبيله ... اللهم آمين .







التوقيع :
تابعونا دوما فور كل جديد نقدمه في قسم الانتاج ..
من مواضيعي في المنتدى
»» دورة عملية مفتوحة ( فن صياغة الخبر الصحفي )
»» تحدي لأكبر عمامة في إيران وفي كل مكان
»» قريباً .. على قناة البرهان ووصال بعون الله تعالى
»» المعصوم يجلد أمه إلزام !
»» الإصدار المرئي الخامس : دكُّ اللئام على أيدي أحرار الشام
 
قديم 08-11-09, 01:18 AM   رقم المشاركة : 10
الشيخ التميمي
عضو






الشيخ التميمي غير متصل

الشيخ التميمي is on a distinguished road


الأخ المهاجر
لم تف بوعدك و إن حاولت ذلك جاهدا
الأدلة التي أوردتها آنفا تنقسم إلى قسمين :
1- ما يجيز الإنغماس في العدو و هذا أصل ثابت لم يكن لي و لا أحد أن ينكره و الانغماس هو أقصى درجات التعرض للقتل ((((((بيد العدو)))))) (نصف الجهاد و بقي النصف الثاني) التي يجيزها الإسلام بالنص الصريح.
2- الأدلة على تحريم الإنتحار و هذا مؤكد ليس أو لأحد أن ينكره لأنه أصل ثابت.
بقية الكلام مجرد محاولات للخلط بين الحكمين و لدفع الحكم الأول خطوة أخرى ليندمج في الحكم الثاني تحت ذرائع لا قيمة لها لأن الأمة الإسلامية تعرضت عشرات و مئات المرات إلى أوضاع هي أسوأ مما نحن عليه اليوم بكثير و لم نجد من يفتي بجواز نقل إباحة الانغماس (تعريض النفس للقتل بيد العدو) إلى إباحة الانتحار (أن يقتل المرء نفسه بسلاحه و بنفسه عمدا) تحت أية من الذرائع التي احتج بها هؤلاء الإخوة و هي ليست جديدة و ليست مما غفل عنه السلف الصالح رضي الله عنهم.
و مع احترامي للشيخ "العلي" فإنه أيضا وقع في نفس ما وقع فيه الشعيبي رحمه الله و سواه و في الواقع ظننت أنك ستقرأ رسالتي و ترد علي منها و من كلامي و لكنك خيبت ظني و نقلت مضمون رسالتي من فتاوى المحلين دون تفنيدي لفتاواهم و هذه هي كل البضاعة التي جئتنا بها سامحك الله.
ارجع لفتاوى الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين التي يحرم فيها هذه العمليات قطعا و يؤكد أن منفذيها ليسوا شهداء بحال.
و هي موافقة للأصل المستقر الذي أورده شيخ المفسرين "الطبري" رحمه الله تعالى و نقله عنه المفسرون و اعتمده كافة الفقهاء في أبواب أحكام الضرورة و هو :
"إن الله لم يرخص لأحد بقتل نفسه بحال" هو ما أكدت على أن أحدا لا يستطيع أن ينقض هذا الإجماع الأصلي باستثناء مهما بلغ علمه لأنه أصل ثابت عصمه الله باجتماع المسلمين عليه سلفا و خلفا و الله أعلم.
و مع خالص دعائي لكم بالتوفيق و الهداية.
أخوكم خادم العلم الشريف
عبدالله التميمي







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:20 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "