العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحـــــــــــوار مع الإسـماعيلية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-10-09, 09:19 PM   رقم المشاركة : 1
ابو عثمان الروقي
عضو ذهبي






ابو عثمان الروقي غير متصل

ابو عثمان الروقي is on a distinguished road


وصف دقيق للمذهب الاسماعيلي وتدرجهم في الدعوة للمقريزي رحمه الله





قال المؤرخ العالم المصري المقريزي توفى عام 845هـ رحمه الله في كتابه (المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار ) عن الاسماعيلية:

الشيعة مختلفون في هذا القائم فمنهم من يجعله‏:‏ محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ويسقط إسماعيل بن جعفر ومنهم من يعد إسماعيل بن جعفر إمامًا ثم يعد ابنه محمد بن إسماعيل فإذا تقرر عند المدعو أن الأئمة سبعة انحل عن معتقد الإمامية من الشيعة القائلين بإمامة اثني عشر إمامًا وصار إلى معتقد الإسماعيلية بأن الإمامة انتقلت إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر فإذا علم الداعي ثبات هذا العقد في نفس المدعو شرع في ثلب بقية الأئمة الذين قد اعتقد الإمامية فيهم الإمامة وقرر عند المدعو أن محمد بن إسماعيل عنده علم المستورات وبواطن المعلومات التي لا يمكن أن توجد عند أحد غيره وأن عنده أيضًا علم التأويل ومعرفة تفسير ظاهر الأمور وعنده سر الله تعالى في وجه تدبيره المكتوم وإتقان دلالته في كل أمر يسأل عنه في جميع المعدومات وتفسير المشكلات وبواطن الظاهر كله والتأويلات وتأويل التأويلات وأن دعاته هم‏:‏ الوارثون لذلك كله من بين سائر طوائف الشيعة لأنهم أخذوا عنه ومن جهته رووا وإن أحدًا من الناس المخالفين لهم لا يستطيع أن يساويهم ولا يقدر على التحقق بما عندهم إلا منهم ويحتج لذلك بما هو معروف في كتبهم مما لا يسع هذا الكتاب حكايته لطوله فإذا انقاد المدعو وأذعن لما تقرر نقله إلى الدعوة الرابعة‏.‏


الدعوة الرابعة‏:‏ لا يشرع الداعي في تقريرها حتى يتيقن صحة انقياد المدعو لجميع ما تقدم فإذا تيقن منه صحة الانقياد قرر عنده أن عدد الأنبياء الناسخين للشرائع المبدلين لأحكامها أصحاب الأدوار وتقليب الأحوال الناطقين بالأمور سبعة فقط كعدد الأئمة سواء وكل واحد من هؤلاء الأنبياء لا بد له من صاحب يأخذ عنه دعوته ويحفظها على أمته ويكون معه ظهيرًا له في حياته وخليفة له من بعد وفاته إلى أن يبلغ شريعته إلى أحد يكون سبيله معه كسبيله هو مع نبيه الذي اتبعه ثم كذلك كل مستخلف خليفة إلى أن يأتي منهم على تلك الشريعة سبعة أشخاص‏.‏


ويقال لهؤلاء السبعة‏:‏ الصامتون لثباتهم على شريعة اقتفوا فيها أثر واحد هو أولهم ويسمى الأول من هؤلاء السبعة‏:‏ السوس وأنه لا بد عند انقضاء هؤلاء السبعة ونفاذ دورهم من استفتاح دور ثان يظهر فيه نبي ينسخ شرع من مضى من قبله وتكون الخلفاء من بعده أمورهم تجري كأمر من كان قبلهم ثم يكون من بعدهم نبي ناسخ يقوم من بعده سبعة صمت أبدًا وهكذا حتى يقوم النبي السابع من النطقاء فينسخ جميع الشرائع التي كانت قبله ويكون صاحب الزمان الأخير‏.‏

فكان أول هؤلاء الأنبياء النطقاء‏:‏ آدم عليه السلام وكان صاحبه وسوسه ابنه شيث وعدو إتمام السبعة الصامتين على شريعة آدم‏.‏

وكان الثاني من الأنبياء النطقاء نوح عليه السلام فإنه نطق بشريعة نسخ بها شريعة آدم وكان صاحبه وسوسه ابنه سام وتلاه بقية السبعة الصامتين على شريعة نوح‏.‏


ثم كان الثالث من الأنبياء النطقاء إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه فإنه نطق بشريعة نسخ بها شريعة نوح وآدم عليهما السلام وكان صاحبه وسوسه في حياته والخليفة القائم من بعده المبلغ شريعته ابن إسماعيل عليه السلام ولم يزل يخلفه صامت بعد صامت على شريعة إبراهيم حتى تم دور السبعة الصمت‏.‏


وكان الرابع من الأنبياء النطقاء‏:‏ موسى بن عمران عليه السلام فإنه نطق بشريعة نسخ بها شريعة آدم ونوح وإبراهيم وكان صاحبه وسوسه أخوه هارون ولما مات هارون في حياة موسى قام من بعد موسى يوشع بن نون خليفة له صمت على شريعته وبلغها فأخذها عنه واحد بعد واحد إلى أن كان آخر الصمت على شريعة موسى يحيى بن زكريا وهو آخر الصمت‏.‏

ثم كان الخامس من الأنبياء النطقاء المسيح عيسى ابن مريم صلوات الله عليه فإنه نطلق بشريعة نسخ بها شرائع من كان قبله وكان صاحبه وسوسه‏:‏ شمعون الصفا ومن بعده تمام السبعة الصمت على شريعة المسيح‏.‏


إلى أن كان السادس من الأنبياء النطقاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإنه نطق بشرعة نسخ بها جميع الشرائع التي جاء بها الأنبياء من قبله وكان صاحبه وسوسه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم من بعد علي ستة صمتوا على الشريعة المحمدية وقاموا بميراث أسرارها وهم‏:‏ ابنه الحسن ثم ابنه الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم إسماعيل بن جعفر الصادق وهو آخر الصمت من الأئمة المستورين والسابع من النطقاء هو صاحب الزمان‏.‏

وعند هؤلاء الإسماعيلية أنه‏:‏ محمد بن إسماعيل بن جعفر وأنه الذي انتهى إليه علم الأولين وقام بعلم بواطن الأمور وكشفها وإليه المرجع في تفسيرها دون غيره وعلى جميع الكافة أتباعه والخضوع له والانقياد إليه والتسليم له لأن الهداية في موافقته وأتباعه والضلال والحيرة في العدول عنه فإذا تقرر ذلك عند المدعو انتقل الداعي إلى الدعوة الخامسة‏.‏


الدعوة الخامسة‏:‏ مترتبة على ما قبلها وذلك أنه إذا صار المدعو في الرتبة الرابعة من الاعتقاد أخذ الداعي يقرر أنه لا بد مع كل إمام قائم في كل عصر حجج متفرقون في جميع الأرض عليهم تقوم وعدة هؤلاء الحجج أبدًا اثنا عشر رجلًا في كل زمان كما أن عدد الأئمة سبعة ويستدل لذلك بأمور منها‏:‏ أن الله تعالى لم يخلق شيئًا عبثًا ولا بد في خلق كل شيء من حكمة وإلا فلم خلق النجوم التي بها قوام العالم سبعة وجعل أيضًا السموات سبعًا والأرضين سبعًا والبروج اثني عشر والشهور اثني عشر شهرًا ونقباء بني إسرائيل اثني عشر نقيبًا ونقباء رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار اثني عشر نقيبًا وخلق تعالى في كف كل إنسان أربع أصابع وفي كل إصبع ثلاث شقوق تكون جملتها اثني عشر شقًا على أنه في يد كل إبهام شقان دلالة على أن الإنسان بدنه كالأرض وأصابعه كالجزائر الأربع والشقوق التي في الأصابع كالحجج والإبهام الذي به قوام جميع الكف وسداد الأصابع كالذي يقوم الأرض بقدر ما فيها والشقان اللذان في الإبهام إشارة إلى أن الإمام وسوسة لا يفترقان ولذلك صار في ظهر الإنسان‏:‏ اثنتا عشر خرزة إشارة إلى الحجج الإثني عشر وصار في عنقه‏:‏ سبع فكان العنق عاليًا في خرزات الظهر وذلك إشارة إلى الأنبياء النطقاء والأئمة السبعة وكذلك الأثقاب السبعة التي في وجه الإنسان العالي على بدنه وأشياء من هذا النوع كثيرة فإذا تمهد عند المدعو ما دعاه إليه الداعي وتقرر نقله حينئذ إلى الدعوة السادسة‏.


الدعوة السادسة‏:‏ لا تكون إلا بعد ثبوت جميع ما تقدم في نفس المدعو وذلك أنه إذا صار إلى الرتبة الخامسة أخذ الداعي في تفسير معاني شرائع الإسلام من الصلاة والزكاة والحج والطهارة وغير ذلك من الفرائض بأمور مخالفة للظاهر بعد تمهيد قواعد تبين في أزمنة من غير عجلة تؤدي إلى أن هذه الأشياء وضعت على جهة الرموز لمصلحة العامة وسياستهم حتى يشتغلوا بها عن بغي بعضهم على بعض وتصدهم عن الفساد في الأرض حكمة من الناصبين للشرائع وقوة في حسن سياستهم لأتباعهم وإتقانًا منهم لما رتبوه من النواميس ونحو ذلك حتى يتمكن هذا الاعتقاد في نفس المدعو فإذا طال الزمان وصار المدعو يعتقد أن أحكام الشريعة كلها وضعت على سبيل الرمز لسياسة العامة وأن لها معاني أخر غير ما يدل عليه الظاهر ونقله الداعي إلى الكلام في الفلسفة وحضه على النظر في كلام أفلاطون وأرسطوا وفيثاغورس ومن في معناهم ونهاه عن قبول الأخبار والاحتجاج بالسمعيات وزين له الاقتداء بالأدلة العقلية والتعويل عليها فإذا استقر ذلك عنده واعتقده نقله بعد ذلك إلى الدعوة السابعة ويحتاج ذلك إلى زمان طويل‏.‏


الدعوة السابعة‏:‏ لا يفصح بها الداعي ما لم يكثر أنسه بمن دعاه ويتيقن أنه قد تأهل إلى الانتقال إلى رتبة أعلى مما هو فيه فإذا علم ذلك منه قال‏:‏ إن صاحب الدلالة والناصب للشريعة لا يستغني بنفسه ولا بد له من صاحب معه يعبر عنه ليكون أحدهما الأصل والآخر عنه كان وصدر وهذا إنما هو إشارة العام السفلي لما يحويه العالم العلوي فإن مدبر العالم في أصل الترتيب وقوام النظام صدر عنه أول موجود بغير واسطة ولا سبب نشأ عنه وإليه الإشارة بقوله تعالى‏:‏ ‏"‏ إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون ‏"‏ ‏"‏ يس ‏"‏ إشارة إلى الأول في الرتبة والآخر هو القدر الذي قال فيه‏:‏ ‏"‏ إنا كل شيء خلقناه بقدر ‏"‏ ‏"‏ القمر ‏"‏ وهذا معنى ما نسمعه من ان الله‏:‏ أول ما خلق القلم فقال للقلم‏:‏ اكتب فكتب في اللوح ما هو كائن وأشياء من هذا النوع موجودة في كتبهم وأصلها مأخوذ من كلام الفلاسفة القائلين‏:‏ الواحد لا يصدر عنه لا واحد وقد أخذ هذا المعنى المتصوفة وبسطوه بعبارات أخر في كتبهم فإن كنت ممن ارتاض وعرف مقالات الناس تبين ذلك ما ذكرت ولا يحتمل هذا الكتاب بسط القول في هذا المعنى وإذا تقرر ما ذكر في هذه الدعوة عند المدعو نقله الداعي إلى الدعوة الثامنة‏.‏


الدعوة الثامنة‏:‏ متوقفة على اعتقاد سائر ما تقدم فإذا استقر ذلك عند المدعو دينًا له قال له الداعي‏:‏ اعلم أن أحد المذكورين اللذين هما مدبر الوجود والصادر عنه إنما تقدم السابق على اللاحق تقدم العلة على المعلول فكانت الأعيان كلها ناشئة وكائنة عن الصادر الثاني بترتيب معروف في بعضهم ومع ذلك فالسابق عندهم‏:‏ لا اسم له ولا صفة ولا يعبر عنه ولا يقيد فلا يقال هو موجود ولا معدوم ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز وكذلك سائر الصفات فإن الإثبات عندهم يقتضي شركة بينه وبين المحدثات والتقي يقتضي التعطيل وقالوا‏:‏ ليس بقديم ولا محدث بل القديم أمره وكلمته والمحدث خلقه وفطرته كما هو مبسوط في كتبهم فإذا استقر ذلك عند المدعو قرر عنده الداعي أن التالي يدأب في أعماله حتى يلحق بمنزلة السابق وأن الصامت في الأرض يدأب في أعماله حتى يصير بمنزلة الناطق سواء وأن الداعي يدأب في أعماله حتى يبلغ منزلة السوس وحالة سواء‏.‏


وهكذا تجري أمور العالم في أكواره وأدواره ولهذا القول بسط كثير فإذا اعتقده المدعو قرر عنده الداعي أن معجزة النبي الصادق الناطق ليست غير أشياء ينتظم بها سياسة الجمهور وتشمل الكافة مصلحتها بترتيب من الحكمة تحوي معاني فلسفية تنبئ عن حقيقة أنية السماء والأرض وما يشتمل العالم عليه بأسره من الجواهر والأعراض فتارة برموز يعقلها العالمون وتارة بإفصاح يعرفه كل أحد فينتظم بذلك للنبي شريعة يتبعها الناس ويقرر عنده أيضًا أن القيامة والقرآن والثواب والعقاب معناها‏:‏ سوى ما يفهمه العامة وغير ما يتبادر الذهن إليه وليس هو إلا حدوث أدوار عند انقضاء أدوار من أدوار الكواكب وعوالم اجتماعاتها من كون وفساد جاء على ترتيب الطباع كما قد بسطه الفلاسفة في كتبهم فإذا استقر هذا العقد عند المدعو نقله الداعي إلى الدعوة التاسعة‏.‏


الدعوة التاسعة‏:‏ هي النتيجة التي يحاول الداعي بتقرير جميع ما تقدم رسوخها في نفس من يدعو فإذا تيقن أن المدعو تأهل لكشف السر والإفصاح عن الرموز أحاله على ما تقرر في كتب الفلاسفة من علم الطبيعيات وما بعد الطبيعة والعلم الإلهي وغير ذلك من أقسام العلوم الفلسفية حتى إذا تمكن المدعو من معرفة ذلك كشف الداعي قناعه وقال اذكر من الحدوث والأصول رموز إلى معاني المبادئ وتقلب الجواهر وأن الوحي إنما هو صفاء النفس فيجد النبي في فهمه ما يلقي إليه ويتنزل عليه فيبرزه إلى الناس ويعبر عنه بكلام الله الذي ينظم به النبي شريعته بحسب ما يراه من المصلحة في سياسة الكافة ولا يجب حينئذ العمل بها إلا بحسب الحاجة من رعاية مصالح الدهماء بخلاف العارف فإنه لا يلزمه العمل بها ويكفيه معرفته فإنها اليقين الذي يجب المصير إليه وما عدا المعرفة من سائر المشروعات إنما هي أثقال وآصار حملها الكفار أهل الجهالة لمعرفة الأعراض والأسباب‏.‏


ومن جملة المعرفة عندهم‏:‏ أن الأنبياء النطقاء أصحاب الشرائع إنما هم لسياسة العامة وإن الفلاسفة أنبياء حكمة الخاصة وإن الإمام إنما وجوده في العالم الروحاني إذا صرنا بالرياضة في المعارف إليه وظهوره الآن إنما هو ظهور أمره ونهيه على لسان أوليائه ونحو ذلك مما هو مبسوط في كتبهم وهذا حاصل علم الداعي ولهم في ذلك مصنفات كثيرة منها اختصرت ما تقدم ذكره‏.‏







التوقيع :
قالوا: ايـران سوف تغزوا بلاد الحرمين
فقلت: ابشروا فانها قادسية جديدة

قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف" صحيح الترغيب والترهيب
من مواضيعي في المنتدى
»» دوّي الليالي الرمضانية
»» اربع ملاحظات على كشف حساب المكرمي
»» الحكيم المكرمي والمهرج الاسماعيلي ؟
»» الجبار العنيد والشيطان المريد الحاكم بامره
»» الشيخ صالح الفوزان وفاة ابن جبرين مصيبة عظيمة
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:18 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "