صوم ست أيام من شوال
فضلها: فعن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر) أخرجه مسلم [1164].
وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: (صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة) أخرجه ابن خزيمة والنسائي وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب [1/589].
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان واتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر) أخرجه البزار كما في كشف الأستار [1060/1061] وصححه الألباني في صحيح الترغيب [1/589].
حكم صومها: مستحب لما ورد فيها من فضل وحث وترغيب. قال ابن رجب في "لطائف المعارف" [389]: (وأما العمل به – (حديث أبي أيوب) – فاستحب صيام ست أيام من شوال أكثر العلماء).
متى تصام: يجوز أن تصام هذه الأيام من أول الشهر بعد يوم العيد أو من وسطه أومن آخره سواء كانت متتابعة أو متفرقة الأمر واسع بحمدالله إنما المهم أن تكون بعد انتهاء الصيام إذا كان على الإنسان قضاء فإنه يقدمه على الستة أيام من شوال وهي عامة للرجال وللنساء والكبار والصغار. - انظر مجموع فتاوى العثيمين [20/20]-.
أيهما أفضل؟ التتابع أم التفريق؟: التتابع أفضل لأمور:
1) لأنه أبلغ في تحقيق الاتباع الذي جاء في الحديث.
2) لأن في ذلك مبادرة ومسابقة إلى الخير التي جاءت النصوص بالترغيب فيه والثناء على فاعله.
3) لأن ذلك من الحزم الذي هو من كمال العبد.
4) عدم الوقوع في التسويف الذي قد يؤدي إلى عدم الصوم. انظر مجموع فتاوى العثيمين [20/18و20].
بدع شهر شوال
- التشاؤم من الزواج في شوال: كان أهل الجاهلية يتشاؤمون من الزواج في شهر شوال لأنهم يعتقدون أن المرأة تمتنع من زوجها كامتناع الناقة الذي شولت بذنبها بعد اللقاح من الجمل. فالتشاؤم من الزواج في شهر شوال أمر باطل لأن التشاؤم عموماً من الطيرة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها بقوله: (لا عدوى ولا طيرة) وقال: (الطيرة شرك). وقالت عائشة رضي الله عنها: (زوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وأدخلت عليه في شوال فأي نسائه كانت أحظى عنده مني) أخرجه مسلم [1423] وأحمد [6/54] واللفظ له.
قال ابن كثير رحمه الله: (وفي دخوله صلى الله عليه وسلم بها – بعائشة – في شوال رد لما يتوهمه بعض الناس من كراهية الدخول بين العيدين خشية المفارقة بين الزوجين وهذا ليس بشيء) "البداية والنهاية" [3/253].
وقال النووي رحمه الله في شرحه لحديث عائشة رضي الله عنها: (فيه استحباب التزويج والتزوج والدخول في شوال وقد نص أصحابنا على استحبابه واستدلوا بهذا الحديث. وقصدت عائشة بهذا الكلام رد ما كانت الجاهلية عليه, وما يتخيله بعض العوام اليوم, من كراهية التزوج والتزويج والدخول في شوال وهذا باطل لا أصل له وهو من آثار الجاهلية, كانوا يتطيرون بذلك لما في اسم شوال من الإشالة و الرفع ..) شرح مسلم [9/209].
- تسمية الست بالبيض: قال القشيري في السنن والمبتدعات [162ـ163]: (وتسمية هذا الأيام الستة بالبيض جهل وبدعة إذ البيض: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر كما في الصحيح).
- عيد الأبرار: وهو اتخاذ اليوم الثامن من شوال وقفة وعيد لصوم الست بعد يوم الفطر.
قال ابن تيمية رحمه الله: (وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال: إنها ليلة المولد أو بعض ليالي رجب أو ثامن ذي الحجة أو أول جمعة من رجب أو ثامن شوال الذي يسمية الجهال عيد الأبرار: فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها. والله سبحانه وتعالى أعلم) "مجموع الفتاوى" [25/298].
وقال أيضاً: (وأما ثامن شوال: فليس عيداً لا للأبرار ولا للفجار ولايجوز لأحد أن يعتقده عيداً ولا يحدث فيه شيئاً من شعائر الأعياد) - الاختيارات الفقهية[199] -.
وقال القشيري رحمه الله: (ومن البدع: أنهم جعلوا لصومهم وقفة وعيداً وسموه عيد الأبرار وإنما هو عيد الفجار يجتمعون فيه بمسجد الحسين أو زينب ويختلطون رجال ونساء ويتصافحون ويتلفظون عند المصافحة بالألفاظ الجاهلية الفارغة ثم يذهبون إلى طبخ الرز أوالمخروطة باللبن) - السنن والمبتدعات[163]-.
- تخصيص بعض القبور بالزيارات: كزيارة الواسط وزيارة الشهداء السبعة وغيرها.
- تخصيص زيارة المقابر في يوم العيد: وهذا مما لا أصل له لأنه لم يرد في الشرع وتخصيص هذا اليوم بالزيارة بدعة؛ لأن التخصيص حكم شرعي يحتاج إلى دليل.
وأخيراً: هذا ما أحببنا به النصيحة والبيان, فما كان فيه من صواب فمن الله المنان, وما كان فيه من خطأ فمنا ومن الشيطان ونستغفر الله ونتوب إليه, ونسأل الله التوفيق والسداد والإخلاص في القول والعمل, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تم بحمد الله يوم الخميس 20 رمضان 1430هـ.
الموافق: 10 / 9 / 2009م.
جمعه: أبو نافع سالم بن عبدالله الكلالي.
بدار الحديث بالشحر – حرسها الله من كل سوء ومكروه-