العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-09, 07:36 PM   رقم المشاركة : 1
ناصر البيضاء
عضو نشيط






ناصر البيضاء غير متصل

ناصر البيضاء is on a distinguished road


التصوف التروجان الذي دمر بنية وتكوين العقل الإنساني



كأي فكرة تحملُ طابع (التروجان) كان التصوف وكذا التشيع كالجسر الذي أمتدَ طويلاً مبتدءاً طريقه من اجتذاب واستقطاب الأفكار والرؤى الكشفيَّة والروحية من الأمم البالية والقديمة ومن الأمم والحضارات المعاصرة لمشهد الفتح الإسلامي.
لقد كان (التصوف) سلوكاً تم استيراده لمعالجة مشكلة الترف والبذخ التي عانى منها المسرح العربي والإسلامي في صدر الحضارة الإسلامية، وكان قدماء التصوف أو الزهاد صادقين في تعاطيهم مع زهدهم، فكان –في الغالب- زهداً حقيقياً يتطابق معه الظاهر والباطن، بصرف النظر عن مدى موافقة للكتاب والسنة.
لقد كان التصوف في كل فترة زمنية يستقطب أفكاراً جديدة من الخارج، ويستورد علوماً جديدة على المسرح الإسلامي، لقد كان التصوف يحمل في نفسه (UPDATE) تلقائياً، ولا تمر فترة زمنية قصيرة حتى يستقطب الجديد من الأفكار، وتظهر الجديد من المظاهر والسلوكيات.
لقد كان قدماء الزهاد ومن يُصفون بالتصوف –جدلاً- من الطيبين والفضلاء و الزهد أمثال: الجنيد، وسهل التستري، والفضيل بن عياض، وغيرهم كثير. وكانوا يشهدون ويقرون أن عملهم لا بد أن يرتبط بالأصلين ولا بد أن يكون موافقاً لأصول الشريعة.
يقول ابن تيمية: (ولا تجد إماماً في العلم والدين: كمالك، والأوزاعي، والثوري، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ومثل الفضيل، وأبي سليمان، ومعروف الكرخي، وأمثالهم إلا وهم مصرحون بأن أفضل علمهم ما كانوا فيه مقتدين بعلم الصحابة وأفضل عملهم ما كانوا فيه مقتدين بعمل الصحابة).

ولذلك فقد انقسم الزهد إلى ثلاثة أقسام:
أولاً : الزهد السني.
الزهد المشروع أو الزهد الإسلامي، وكان يمثل هذا النوع علماء وأئمة أهل السنة، فهم أئمة الزهد والورع والتقشف الحقيقي والسلوك الناصع، وعلى رأس هؤلاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن تبعهم من السلف الصالح.
كما كان يمثله إلى حدٍ كبير أوائل الصوفية أمثال: الجنيد، وأبي سليمان الداراني، وعبدالله التستري، والحارث المحاسبي، فمن بعدهم كالهروي الأنصاري، وعبدالقادر الجيلاني.. وغيرهم كثير. وهؤلاء هم من أئمة الزهد الذين يتمسكون بالأثر والحديث، ولم يدخلوا في دين الله ما ليس منه، هذا في غالب أحوالهم.
يقول ابن تيمية: (والشيوخ الأكابر الذين ذكرهم أبو عبدالرحمن السلمي في طبقات الصوفية وأبو القاسم القشيري في الرسالة كانوا على مذهب أهل السنة والجماعة، ومذهب أهل الحديث: كالفضيل بن عياض، والجنيد بن محمد، وسهل بن عبدالله التستري، وعمرو بن عثمان المكي، وأبو عبدالله محمد بن خفيف الشيرازي، وغيرهم وكلامهم موجود في السنة وصنفوا فيها الكتب).
ثانياً: التصوف البدعي.
وهذا النوع من التصوف انتحله جملة من المشبوهين الذين تشربوا تعاليم الباطنية والحلولـيَّة، فلبسوا لباس الصوفية، خداعاً لعامة الناس، كابن عربي، وابن سبعين، والحلاج، والسهروردي المقتول، وابن الفارض، وغيرهم. وهؤلاء هم الذين دسوا في الزهد إلحادهم ومقالاتهم الشنيعة، وهم حقيقة ليسوا من الزهاد ولا من أهل الورع، كما أنهم ليسوا من أهل التصوف الأوائل – إن جازت التسمية- بل لقد حاربهم أئمة الصوفية.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وإنما كنت قديماً ممن يحسن الظن بابن عربي ويعظمه؛ لما رأيت في كتبه من الفوائد، مثل كلامه في كثير من الفتوحات، والكنة، والمحكم المربوط، والدرة الفاخرة، ومطالع النجوم، ونحو ذلك. ولم نكن بعد اطلعنا على حقيقة مقصوده، ولم نطالع الفصوص ونحوه، وكنا نجتمع مع إخواننا في الله نطلب الحق ونتبعه ونكشف حقيقة الطريق، فلما تبيَّن الأمر عرفنا نحن ما يجب علينا، فلما قدم من المشرق مشايخ معتبرون، وسألوا عن حقيقة الطريقة الإسلامية، والدين الإسلامي، وحقيقة حال هؤلاء؛ وجب البيان).
ولما تبيَّن له حال وحقيقة ابن عربي قال: (إن ابن عربي وأمثاله ليسوا من صوفية أهل العلم، فضلاً عن أن يكون من مشايخ أهل الكتاب والسنة).
وقال: (لكن دخل في طريقهم –أي الزهاد- أقوام ببدع وفسوق وإلحاد، وهؤلاء مذمومون عند الله وعند رسوله وعند أولياء الله المتقين).
ومن يتأمل أقوال هذه الطبقة من مراجعها الأصليَّة يعلم أنهم كانوا كما وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية.
وإليك نماذج قليلة مما سطره هؤلاء في كتبهم المعتبرة:
يقول ابن عربي:
لقد صار قلبي قابـلاً لكل صـورة *** فمرعى لغزلان ودير لرهبـانِ
وبيت لأوثــانٍ وكعبـة طائفٍ *** وألواح توراة ومصحف قـرآن
أدين بديـن الحب أنّى تـوجهّت ** ركائبه فالحب ديني وإيمانــي
ويقول أيضاً:
الرب حق والعبـد حـق *** اليت شعـري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميـت *** أو قلت رب أنى يـكلف
ويقول ابن عربي شارحاً عقيدته في وحدة الوجود في كتابه الفتوحات: (فهو سبحانه يطيع نفسه إذا شاء بخلقه، وينصف نفسه مما تعين عليه من واجب حقّه، فليس إلاَّ أشباح خالية، على عروش خاوية، وفي ترجيع الصدى، سر ما أشرنا إليه لمن اهتدى).
وقال ابن عربي عن الله -تعالى الله عما يقوله- وعلاقته به في كتابه الفصوص:
فيحمدنـي وأحمده ** ويعبدنـي وأعبـده
ففي حـال أقـرُّ به *** وفي الأعيان أجحده
فيعرفني وأنكــره *** وأعرفـه فأشهـده
وقال أيضاً:
يا خالق الأشيـاء في نفسه *** أنت لما تخلقـه جامـع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيـ *** ك فأنت الضيق الواسـع


وقال مبيناً صواب عبادة قوم موسى عليه السلام العجل:
(فكان موسى أعلم بالأمر من هارون، لأنه علم ما عبده أصحاب العجل، لعلمه بأن الله قد قضى ألا ُيعبَد إلا إياه، وما حكم الله بشيء إلا وقع، فكان عتب موسى أخاه هارون لِمَا وقع الأمر في إنكاره وعدم اتساعه، فإن العارف من يرى الحق في كل شيء، بل يراه عين كل شيء، فكان موسى يربي هارون تربية علم، وإن كان أصغر منه في السن).
ويقول مبيناً أن أتم شهود لله –تعالى الله عما يقول- في صورة المرأة:
(فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل، لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل، ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة، فلهذا أحب النبي صلى الله عليه وسلم النساء لكمال شهود الحق فيهن، إذ لا يشاهد الحق مجرداً عن المواد أبداً، فإن الله بالذات غني عن العالمين، وإذا كان الأمر من هذا الوجه ممتنعاً، ولم تكن الشهادة إلا في مادة، فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله)!
ونصوص ابن العربي التي تحتوي على عقيدة وحدة الوجود، وغيرها مما يصدم أصل العقيدة الإسلامية أكثر من أن يحصى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد نصَّ ابن طولون أن غالب الفقهاء وجميع المحدثين يعتقدون في ابن عربي أنه مبتدع اتحادي ملحد، وذكر عن غير عالم أن من كفر ابن عربي من العلماء نحو خمسمائة.
كما ألف العلامة البقاعي الشافعي كتاباً في تكفير ابن عربي الصوفي، سماه (تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي) وقد نقل نصوصاً كثيرة عن علماء الشافعية وغيرهم في تكفيره، وقبله التقي الفاسي عالم مكة، وكذا خاتمة الحفاظ السخاوي الشافعي، علماً أن ممن كفره –أيضاً- كبار الزهاد والصوفية كإبراهيم الجعبري وغيره.
أقول: مع قسوة ابن حجر الهيتمي على شيخ الإسلام ابن تيمية وشتائمه وسبابه له، يقول في كتابه الزواجر عن ابن عربي بعدما صرح بأن فرعون مؤمن بالله: (فنحن وإن كنا نعتقد بجلالة ابن عربي؛ فقوله بإيمان فرعون مردود)!!
هذا حال ابن عربي أحد أعلام هذه الطبقة، أما الحلاج وهو رمز شهير من رموز هذه المدرسة، وهو رائد مدرسة الحلول والاتحاد، بأشعاره التي ضمنها تدعيماً لهذه العقيدة ونقضاً لعقيدة المسلمين.
يقول الحلاج مبيناً عقيدته في القضاء والقدر:
ما حيلة العبد والأقدار جارية *** عليه في كل حال أيّها الرائي؟
ألقاه في اليوم مكتوفاً وقال له *** إيَّـاك إيَّـاك أن تبتل بالماء
ويقول مفصحاً عن عقيدته في الحلول:
سبحان من أظهر ناسـوته *** سرَّ سنـا لاهـوته الثاقــب
ثمَّ بدا في خلقـه ظاهـراً *** في صورة الآكـل والشـارب
حتى لقـد عاينـه خلقـه *** كلحظة الحاجـب بالحاجـب
ويقول معترفاً بعقيدته:
كفرت بدين الله والكفر واجب *** عليّ وعند المسلمين قبيح
ويقول شارحاً عقيدة الحلول والاتحاد:
أنـا أنت بلا شـك *** فسبحانك سبحانـي
وتوحيدك توحيدي *** وعصيانـك عصياني
وإسخاطك إسخاطي *** وغفرانـك غفرانـي
وَلِمَ أُجـلدُ يـا رب *** إذا قيل: هو الزَّانـي؟



والأمثلة كثيرة، والشواهد عديدة، وكلها تدين هذه المدرسة وانحرافها العقديّ، وعلى هذا جمهور المسلمين.

ثالثاً: التصوف الشكلي الدعائي أو تصوف أهل الأرزاق.
وهؤلاء انتسبوا إلى التصوف تلبيساً، واتخذوا التصوف وظيفة رسمية، وتوارثوا فيما بينهم بدعاً وشعارات زائفة وتقاليد منكرة، يبرأ منها أعلام الزهد الحق. فهؤلاء جعلوا من الزهد حرفة للكسب، فجعلوا اللبس الخشن والصوف دليلاً على تقواهم وزهدهم، وجعلوا الإسلام مجرد حفلات موسيقية وكرنفالات دينية صاخبة، يحبون أن تقبل أيديهم، وأن تلثم رؤوسهم، وأن ينعتهمخ الناس بالشيخ والسيد والمولاى، بعد أن كانوا من سقط المتاع، وكانوا في حقيقة حالهم أبعد الناس عن الزهد والورع والتقشف والتقوى، وصاروا أضحوكة الخلق من جميع الأمم، وجعلوا الكسل والخمول والبطالة هي حقيقة التوكل والزهد والورع، فشوهوا صورة الإسلام!
ولذلك جاءت أقوال أئمة أهل السنة والزهد والورع بالنقد والبراءة من هذه المدرسة، فقد قال الإمام "حماد بن سلمه" لفرقد السبخي لما رآه مرتدياً الصوف: (ضع عنك نصرانيتك هذه).
وقال له الإمام الحسن البصري أيضاً: (أما علمت أن أكثر أصحاب النار أصحاب الأكسية).
وقال ابن السماك مخاطباً فريقاً من الصوفية الذين يلبسون الخرقة والصوف: (والله لئن كان لباسكم وفقاً لسرائركم لقد أحببتم أن يطلع الناس عليها، ولئن كان مخالفاً لها هلكتم).
وقد ألف الحارث المحاسبي وهو من أئمة الزهد السني كتابه (الرعاية لحقوق الله) لنقد التصوف في عصره وما داخله من البدع والمخالفات الشرعية التي لم تكن فيه.
وقد كانت لهذه المدرسة الصوفية آثاراً سلبيَّة، حيث جعلت الإسلام خمولاً، وجعلت العقيدة لهوىً ولعباً، وجعلت الشريعة حفلات ورقص، فشوهت جوهر الإسلام، وعكست صورة قاتمة للدين الإسلامي، وانعكست تلك الصورة في كتابات الرحالة غير المسلمين الذين دونوا تلك المظاهر معتقدين أنها هي الإسلام كما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم!


وتقول المستشرقة الإيطالية (لورا فيشيا فاغليري) :
(كانت سُكونية الصوفي خطراً على الحياة الاجتماعية، لأنه ولدَّ في مظاهره القصوى روحاً من الاتكال السلبي على الله، وعلى عنايته الإلهية، وهكذا شجعت الشخص التقيّ على القعود عن كسب رزقه اليومي بنفسه، ومن هنا كانت الصوفية مسؤولة بعض الشيء من غير شك عن انحطاط الأمم الإسلامية الحالي).
ويقول الأستاذ محمد فريد وجدي مبيّناً الأثر السلبي لهذا النوع من التصوف:
(كيف نرجو أن يفهم الأوربيون روح ديننا نفسها -وهو الدين الوحيد الذي يكفل السعادة الكاملة- ما داموا لا يعرفون غير بعض مظاهر الإسلام الخارجية التي يشاهدونها كل يوم مثل الحشود الضاجّة في الشوارع السائرة خلف الرايات والطبول، والاحتفالات المستهجنة المنافية لكل منطق أخلاقي، والتي تقام في جميع مدن مصر يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وعقد حلقات الذِّكر الضخمة أمام جمهور يتألف من آلاف الناس، وإرسال الابتهالات الصوفية في صوت جهوري).

ولم تكن مظاهر هذه المدرسة بأحسن حال من الممارسات الأخلاقية لكثير من روادها وشيوخها، بل كان يشتهر عن كثير من شيوخ هذه المدرسة ومريديهم أمور مخلة بالأخلاق، وتدل على التبذل السلوكي، وبذلك فتحوا الباب الواسع للفسق والمجون باسم الصوفية والشيوخ!
فهذا (عبدالوهاب الشعراني) الصوفي المعروف الذي ألف كتابه الشهير (طبقات الصوفية) وسرد فيها مجموعة تراجم لأعلام الصوفية، هو في الحقيقة بمثابة سجل يدين السلوك الإجرامي لأعلام هذه المدرسة. ونسوق لك شيئاً يسيراً منها، لتقف على حقيقة حالهم.
يقول الشعراني متحدثاً عن تراجم بعض طبقات الصوفية:
(ومنهم الشيخ محمد الحضري -رضي الله عنه-.. أخبرني الشيخ أبو الفضل السرسي أنه جاءهم يوم الجمعة فسألوه الخطبة؛ فقال: بسم الله، فطلع المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ومجده، ثم قال: وأشهد أن لا إله لكم إلا إبليس عليه الصلاة والسلام. فقال الناس: كفر. فسّلَ السيف ونزل، فهرب الناس كلهم من الجامع).
ويقول –أيضاً- وهو يعرض كرامات الصوفي محمد الشويمي:
(ومرض سيدي مدين -رضي الله عنه- مرة أشرف فيها على الموت، فوهبه –الشويمي- عشر سنين، ثم مات في غيبة الشويمي -رضي الله عنه- فجاء وهو على المغتسل، فقال: كيف مت؟ وعزة ربي لو كنت حاضرك ما خليتك تموت –ثم ذكر الشعراني أنه كان- يحسس بيده على النساء، فكن يشتكين لسيدي مدين رضي الله عنه، فيقول: حصل لكم الخير فلا تشوشوا).
وذكر الشعراني –أيضاً- كرامة للشيخ الصوفي أبوخودة؛ فقال:
(وكان رضي الله عنه إذا رأى امرأة أو أمرد، راوده عن نفسه وحسَّسَّ على مقعدته، سواء كان ابن أمير أو ابن وزير).
وذكر الشعراني –أيضاً- كرامة لشيخ صوفي آخر اسمه إبراهيم بن عصيفير؛ فقال:
(ومنهم سيدي إبراهيم بن عصيفير رضي الله عنه آمين.. وكان بوله كاللبن الحليب.. وكان يتشوش من قول المؤذن –الله أكبر- فيرجمه ويقول: عليك يا كلب، نحن كفرنا يا مسلمين حتى تكبروا علينا.. وكان يقول: أنا ما عندي من يصوم حقيقة إلا من يأكل اللحم الضأني أيام الصوم).
وذكر الشعراني –أيضاً- كرامة للشيخ الصوفي إبراهيم العريان؛ فقال:
(ومنهم الشيخ إبراهيم العريان -رضي الله عنه ورحمه- وكان رضي الله عنه يطلع المنبر ويخطب عرياناً.. فيحصل للناس بسط عظيم، وكان يخرج الريح بحضرة الأكابر، ثم يقول: هذه ضرطة فلان، ويحلف على ذلك فيخجل ذلك الكبير منه).
وذكر الشعراني –أيضاً- كرامة للشيخ المجذوب؛ فقال:
(ومنهم سيدي الشريف المجذوب -رضي الله عنه ورحمه- كان رضي الله عنه يأكل في نهار رمضان، ويقول: أنا معتوق أعتقني ربي).
وغيرها كثير من الأمثلة التي نستحي من عرضها ، لما في سيرتهم من المجون والفسق والخلاعة التي تفوق الوصف.
وأمام هذا الفسوق السلوكي، والانحراف العقدي، وقف كثير من شيوخ هذه المدرسة موقف المؤيد لهذه السلوكيات والشطحات، بل أرهبوا تلاميذهم ومريديهم من الاعتراض والانتقاد، وأوعدوهم وهددوهم بالعقاب المخيف إذا هم أنكروا أو استنكروا شيئاً من تلك الانحرافات، ورسخوا مفاهيم مغلوطة مثل: (لا تعترض فتنطرد) فمسخوا العقول وأفسدوا النفوس والفطر.
فهذا الشيخ النبهاني الصوفي يحكي عن الشيخ المناوي الصوفي الذي يحكي عن شيخه الرملي؛ أنه رؤي يوم القيامة وفيه قوم تغلي بهم القدور ويتسلخ لحمهم. فقال: من هؤلاء؟ فقيل له: هم الذين ينكرون على ابن عربي وابن الفارض.
وينقل الشعراني الصوفي، فيقول: (قال سراج الدين المخزومي: إياكم والإنكار على شيء من كلام الشيخ محيي الدين –ابن عربي-، فإن لحوم الأولياء مسمومة، وهلاك أديان مبغضيهم معلومة، ومن أبغضهم تنصر ومات على ذلك. وقال أبو عبدالله القرشي: من غض من ولي الله ضرب في قلبه بسهم مسموم).
بل رتبوا حُسن الجزاء، والعاقبة الطيبة، والجنة الواسعة لمن ينشر تراث هذه المدرسة، أو ما يؤديها من الكتب والرسائل والمقالات. يقول السيد عبدالله العيدروس في كتابه المشروع الروي: (من حصل كتاب إحياء علوم الدين وجعله في أربعين مجلداً ضمنت له على الله الجنة).

ولا يخفى على المسلم مدى مخالفة تلك المدرسة لروح الإسلام، وسلوكيات الإسلام، وأخلاقيات الإسلام ونحن لسنا أعداءً ولا مبغضين لأئمة الزهد وأهل الورع ورواد السلوك الحقيقي، بل نحن نحبهم ونتولاهم، ونثني عليهم، ونعتقد أن إمام الزهد وسيد الخلق هو محمد صلى الله عليه وآله سلم، ولذلك ينبغي لكل من يريد أن يسلك طريقه في الزهد أن يستن بسنته، فسنته هي كمال الزهد والتقوى والورع. أما المدارس الصوفية المنحرفة عقائدياً وسلوكياً فليست من أهل الزهد والورع، بل هي في حقيقتها منافية للورع، ومجافية للزهد، قولاً وعملاً.
قال ابن تيمية: ( فمحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- أرسل إلى كل أحد، فلا عقيدة إلا عقيدته، ولا حقيقة إلا حقيقته، ولا طريقة إلا طريقته، ولا شريعة إلا شريعته، ولا يصل أحد من الخلق إلى الله وإلى رضوانه وجنته وكرامته وولايته إلا بمتابعته، باطناً وظاهراً، في الأقوال والأعمال، الباطنة والظاهرة، في أقوال القلب وعقائده، وأحوال القلب وحقائقه، وأقوال اللسان والجوارح


منقول من مدونة الأخ محب الصخرة






 
قديم 12-01-09, 08:11 PM   رقم المشاركة : 2
ناصر البيضاء
عضو نشيط






ناصر البيضاء غير متصل

ناصر البيضاء is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر البيضاء مشاهدة المشاركة
  
(ومنهم الشيخ محمد الحضري -رضي الله عنه-.. أخبرني الشيخ أبو الفضل السرسي أنه جاءهم يوم الجمعة فسألوه الخطبة؛ فقال: بسم الله، فطلع المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ومجده، ثم قال: وأشهد أن لا إله لكم إلا إبليس عليه الصلاة والسلام. فقال الناس: كفر. فسّلَ السيف ونزل، فهرب الناس كلهم من الجامع).



نريد من الأخ لكل حق حقيقة أن يعلق على هذا






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:42 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "