هل يوجد في القرءان دعاء فيه توسل او استغاثة بغير الله ؟

[ناصر البيضاء]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتاب الله هو المصدر الاول للتشريع الاسلامي فيه تبيان لكل شيء الذي لا إختلاف فيه ولا نقص والذي لا يمسه الا المطهرون

والسؤال للصوفية هو :

نحن نعلم ان القرءان الكريم فيه ادعية كثيرة على لسان الرسل والانبياء وكذلك عباد الله الصالحين وكلنا ندعو بتلك الادعية المذكورة في كتاب الله الكريم.

هل توجد في القرءان الكريم آية فيها توسل او استغاثة بغير الله؟

قال تعالى : (وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا) [الإسراء 67 ]

ولو تكرم اخوتي السلفية ان يوردوا آيات الله التي تدعو الى الله وحده تباعاً.

بالانتظار ...

[أبو الحسنين]

{ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }الأعراف55

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ }الأعراف189

{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ }يونس22

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }يونس38

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }هود13

{قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً }الإسراء56

{قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً }الإسراء110

{وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ }القصص64


{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ }العنكبوت65

{وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ }الروم33


{وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ }لقمان32

{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ }سبأ22


{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }غافر14

{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً }الجن18

{قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام71

[أبو الحسنين]

{أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }يونس66


{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ }الرعد14


{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ }النحل20


{يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ }الحج12


{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }الحج62


{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً }الفرقان68


{إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }العنكبوت42


{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }لقمان30


{وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ }الزمر8


{وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }غافر20


{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ }الأحقاف5

[دمشقية]

عند بعض الحمقى المتعلقين بالقشة، المحرفين لكلام الله أنه يوجد بعض الآيات ومنها:
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ
أن الآية خاصة بحياة النبي  حيث نزلت فيمن ترك الرسول  وتحاكم إلى الطاغوت فهو بذلك أساء إلى الرسول وترك حقا شرعياً لا تتحقق التوبة منه إلا بالمجيء إلى النبي  وإعلان التحاكم إليه . فوضح من ذلك أن هذه الآية نزلت في المنافقين  وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ.

لماذا تطبقون هذه الآية ولا تطبقون الآية التي تليها: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. لماذا لا تذهبون إلى قبر الرسول كلما وقع خلاف بين بعضكم البعض.

العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
فهيا اعتبروا بعموم آية التحاكم إن كنتم صادقين.

أهل الباطل عموما والرافضة خصوصا يخرجون الآيات عن سياقها وموضوعها. فقد:
أخرجوا هذه الآية عن سياقها المتعلق بذهاب المنافقين لطواغيت اليهود متحاكمين إليهم، واشتراط التوبة عليهم أن يأتوا إلى النبي ليعلنوا توبتهم واستغفارهم. ومجيئهم شرط قبول التوبة. فجعلوه في سياق التوسل.
أخرجوا آية (إنما وليكم الله) عن سياقها في موالاة المؤمنين والبراءة من الكافرين إلى موضوع الإمامة.
وأخرجوا آية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت). ليجعلوها خاصة في أبناء النبي.
وأخرجوا آية الأمر بتبليغ الوحي عن سياقها فجعلوها في تبليغ إمامة علي وجعلوا معنى العصمة فيها عدم الوقوع في الخطأ بينما العصمة تعني المنع من أذى من يقف في وجه تبليغ الوحي.
وأخرجوا آية (إني جاعلك إماما) عن سياقها في إمامة القدوة إلى إمامة الحكم والخلافة.

فإن الله ذم من تخلف عن هذا المجيء واعتبرهم منافقين مستكبرين غير مغفور لهم فقال  وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ 5 سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ.
لم يثبت أن أحداً من الصحابة أتى قبر النبي  وسأله الاستغفار وهذا يقتضي دخول الصحابة في المنافقين المستكبرين وأن الله لن يغفر لهم لأنهم ما عملوا بهذه الآية ، بل ثبت تركهم للتوسل به بعد موته والتوسل بغيره.
معناها المجيء إليه في حياته . فلا يجوز إحداث تأويل في آية أو حديث لم يكن على عهد السلف ولا عرفوه لأنه يلزم من ذلك الطعن بهم أنهم جهلوا الحق الذي اهتدى إليه الخلوف من بعدهم ، أو أنهم علموه ولكن كتموه عن الأمة .
لا يعقل أن يعطل الصحابة تطبيق الآية ثم يأتي هؤلاء الخلوف ويفهمون منها ما لم يفهمه ولم يطبقه الصحابة. ثم إن إيجاب مجيء القبر على كل مذنب من أمة محمد  تكليف بما لا يطاق ، فإن الأمة لا تستطيع مجيء القبر عند ارتكاب كل ذنب .
فويلزم أن يصير القبر عيداً بل أعظم أعياد المذنبين، وهذا مخالفة للنبي  فإنه نهى عن أن يُتخذ قبره عيداً.
في هذا الفهم إلغاء لدور الحج والعمرة، بل يصير القبر حَرَماً يحج إليه الناس. وحينئذ: فلماذا يحج الناس إلى مكة؟ أليس ليعودوا من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم؟ ولماذا يفعلون ذلك والآية تنص بزعمهم على وجوب حج المذنبين إلى قبره؟ وكأنهم يقولون: من حج إلى قبر النبي  رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه !!!
من المخاطب في هذه الآية؟ الآية خاطب الله فيها عليا وليس محمدا (هذا عند الرافضة) (الكافي1/391).

شبهة العبرة بعموم اللفظ
أما ما يدعيه القوم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فأخبرونا :
ألم يكن الصحابة من هذا العموم ؟
وإذا كان الجواب : نعم .
فمن عمل بمقتضى هذا المفهوم الذي تزعمونه ؟ لقد تركوا التوسل به كما عند البخاري ولم يأتوا قبره ولم يثبت عن واحد منهم أنه جاء إلى قبره  وطلب الاستغفار هناك بعد موته .
وهذا يؤكد أن هذا العموم قد انقطع بموته ولو كانت العبرة بالعموم لفعلوه بعد موته  .
وإن كانت الآية عامة لزم منه أن خير القرون قد عطلوا هذا الواجب وتجاهلوه حتى جاء المتأخرون وعملوا به أو أنهم جهلوه وضلوا عنه وفقهه الخلف !

[ناصر البيضاء]

جزاك الله خيرا أخي ابو الحسنين.

وبارك الله فيك يا شيخنا الفاضل دمشقية وجزاك الله خيرا على التوضيح.

[مناصرة الدعوة]

بارك الله فيك.

[الأسد2010]

الشيخ/دمشقية

كلام طيب جدا

ولكن

يستقيم مثل هذا الإيراد حين يقر لك مخالفك إنه ينادي هذا -المنادى- على جهة عبادته

فبذلك يكون نداؤه له عبادة وهنا يصح إيرادك عليه

وأما إيرادك لمثل هذا حيث لا يسلم لك مخالفك انه ينادي من يناديه عابدا ولا متذللا له على جهة التعبد فوقتها يكون إيرادك لمثل هذا الكلام من قبيل الاستدلال على محل النزاع بما هو أجنبي عنه

والجواب عن إلزامك لمن يرى جواز طلب الاستغفار منه بأنه يلزم من ذلك التحاكم إليه عند قبره بعد موته

فهو مدفوع بكونه قياسا مع الفارق حيث التحاكم إليه منا هو طلب لقطع النزاع وفصل الخصومة وهو امر دنيوي من قبيل المعاملات والحياة شرط له لتحتم معرفة المتخاصمين لحكم الحاكم ولا يكون هذا إلا ببيانه وكلامه وهذا ممتنع في حق الميت

وقد تعلم أن المعاملات بين الحي والميت ممتنعة فقها

بخلاف الاستغفار فلو استغفر الرسول لحي ولم يعلم الحي فلا إشكال في عدم علم الحي باستغفار الميت له من عدمه

كما أنه لا يشكل على الاستغفار أن يستغفر حي لحي ولا يعلم المستغفر له -بفتح الفاء- الدعاء المستغفر -بكسر الفاء- ومع ذلك فقد يقبله الله

والاستغفار منه يحصل بطلبه المغفرة من ربه لبعض عباده وقد تعلم انه حي يصلي في قبره فأمكن منه ذلك كما امكن منه رد السلام عليك حين تسلم عليه

وهنا أقرر ما قررته أنت بادئ كلامك

نعم الآية عامة ومطلقة ومن قال بغير ذلك فعليه الدليل فاستصحاب العموم قاض بما ذكرناه

ولا علاقة للآية بذم من لم يجئ لطلب الاستغفار منه من المؤمنين حيث إن توجه الذم فيها لفئة مخصوصة وهم المنافقون فلا يلحق غيرهم إلا بدليل يدل على التعدية

بخلاف طلب الاستغفار منه فهو إرشاد لا يقتصر على المنافقين لأنه -كما تعلم بارك الله فيك- أن الذم يكون بالتنصيص والتشريع يكون بالتعميم

فالأصل في الذم خصوصه لمن ورد في حقهم

والأصل في الإرشاد والبيان عمومه لكافة الخلق

وإيرادك لترك الصحابة كدليل على المنع مندفع بكون الترك لا يدل على عدم جواز المتروك بل يدل على جواز ترك المتروك لا على حرمته والأصول قاضية بهذا

وصلى الله وسلم على حضرة سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين