بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاة , لاحظت ان بعض الأخوه السنة يناقشون و يدافعون عن الصحابه ولكنهم لا يعرفون من هو الصحابي وما معنى عداله الصحابة , وبعض الزملاء الشيعه يناقشون في عداله الصحابه ولا يعرفون ما معناها فهذا مبحث متواضع اقتبسته من محاورتي مع احد الأحبه من الشيعه في منتديات السرداب :
تعريف الصحابي : الصحابي هو كل من لقي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( يقضه ) و آمن به و مات على إيمانه .
نقول كل من لقي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن كلمة لقاء ( شامله للرؤيا , والسمع ) وذلك لأن هناك صحابه مثل عبد الله بن مكتوم ( اعمى ) فقد ثبت على انه صحابي رضوان الله عليه , و قولنا يقضه ( هذا يفصل من رآه في المنام عليه افضل الصلاة واتم التسليم ) و آمن به ( هذا القول يخرج الكفار و المنافقين الذين لقوه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) و ماتوا على ذلك ( يخرج المرتدين من تعريف الصحابة )
نحن أهل السنة والجماعه نؤمن بأن جميع الصحابه عدول ,
تعريف العداله :
العدالة لغة : العدل خلاف الجور ، يقال : عدل عليه في القضية فهو عادل ، و بسط الوالي عدله ومعدِلته ومعدَلته ، و فلان من أهل المَعدلة ، أي : من أهل العدل ، و رجل عدل ، أي : رضا و مقنع في الشهادة ، و هو في الأصل مصدر ، و قوم عدل و عدول أيضاً : و هو جمع عدل و قد عُدل الرجل بالضم عدالة .. إلى أن قال : وتعديل الشيء : تقويمه ، يقال : عدلته فاعتدل ، أي : قومته فاستقام .
- صحاح للجوهري ص 415- 416 -
او ان يقال : وعدلت الشاهد نسبته إلى العدالة و وصفته بها .
- المصباح المنير 2\ 397 -
او ان يقال : العدل ضد الجور ، وما قام في النفوس أنه مستقيم كالعدالة والعَدولة والمعدِلة والمعدَلة .
- القاموس 4 \ 13 -
من خلال هذه التعاريف في اللغه يتبين ان العداله في اللغه معناها الإستقامة , و العدل هو الذي لم يظهر منه ريبة وهو من يقبل الناس بشهادة ويرضون عنه .
اما تعريف العدالة إصطلاحاً فقد تنوعت عبارات العلماء في هذا التعريف
على سبيل المثال هذا تعريف العداله : ملكة تحمل على ملازمة التقوى والمروءة ، والشرط : أدناه ترك الكبائر ، والإصرار على صغيرة ، و ما يخل بالمروءة .
- التحرير لأبن همام 3 \ 44 -
او ان يقال : المراد بالعدل من له ملكة تحمله على ملازمة التقوى والمروءة ، والمراد بالتقوى : اجتناب الأعمال السيئة من شرك أو فسق أو بدعة . - نزهة النظر للحافظ ابن حجر ص 29 -
هذه بعض أقوال اهل العلم ذكرت قولين خوفاً من الإطاله ,, عموماً نستنتج من اقوال العلماء وعلى الإختلاف في العبارات إلا ان المعنى واحد الا وهو : العدالة ملكة في النفس تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة ولا يتحقق للإنسان إلا بفعل المأمور وترك المنهي ، وأن يبعد عما يخل بالمروءة ، وأيضاً : لا تتحقق إلا بالإسلام والبلوغ والعقل والسلامة من الفسق .
مع هذا التعريف يجب ان انوه بأن العداله لا تعني العصمه ,, فالصحابه يقع منهم خطأ والبعض يقع في الكبائر ايضا إلا انه سرعان ما يعاود إلى الله ويتوب إليه ولا يصر على ذنبه مثال على هذا الغامدية رضي الله عنها ..
طيب نحن اهل السنة والجماعه نقول بأن الصحابة عدول هل هناك أدله على عدالتهم ؟!
أدله على عدالة الصحابة من القرآن والسنة :
يقول تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيداً )
وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مفسراً هذه الآيه ( الوسط العدل )
- انظر صحيح البخاري , باب وكذلك جعلناكم امه وسطا رقم 4487 -
وقد فسر المفسرون هذه الآيه على نفس محمل الحديث
حيث قالوا ( وسطا اي عدولاً خياراً )
- انظر تفسير الطبري (2/7) و والجامع لأحكام القرآن (2/153) و تفسير ابن كثير (1/335) -
وقد ذكر علامته الشيعة الطباطبائي في الميزان في تفسير القرآن كلاماً طويلاً حول هذه الآيه اذكر له بعضه عندما فسر كلمة وسط في الآيه
(....... فهذه الأمة هي الوسط العدل الذي به يقاس ... )
هذه شهادة من الله و رسوله بعداله الصحابه هل نكذب الله ورسوله ؟!
يقول تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )
و وجه الإستدلال من هذه الآيه ان الله سبحانه وتعالى أثبت الخيريه للصحابه الكرام لان الآيه نزلت فيهم بالمقام الاول , وجعلهم الله سبحانه وتعالى خير الأمم
وقوله تعالى : ( والذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله والذين آووا و نصروا أولئك هم المؤمنون حقاً ، لهم مغفرة و رزق كريم )
وجه الإستدلال من هذه الآيه ان الله سبحانه وتعالى يشهد ( وهو علام الغيوب ) بإيمان المهاجرين ( ويدخل فيهم أبا بكر وعمر وعثمان ) والانصار فيقول عنهم ( اولئك المؤمنون حقا ) فهل نكذب الله سبحانه وتعالى ؟!
وقوله تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )
وجه الإستدلال ان الله سبحانه وتعالى راض عن المهاجرين ( يدخل فيهم ابا بكر وعمر وعثمان ) و الانصار وانه اعد لهم جنات و قد فازوا فوزاً عظيماً , ونحن نعلم ان الله سبحانه وتعالى لا يرضى على احد إلا وهو اهل للرضى !
اما من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهي كثيرة ابسط مثال ما رواه الشيخان في صحيحي مسلم والبخاري
قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( .... ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب )
- صحيح البخاري 1 \ 31 , صحيح مسلم 3 \ 1306 -
وجه الدلالة : أن هذا القول صدر من النبي صلى الله عليه وسلم في أعظم جمع من الصحابة في حجة الوداع ، و هذا من أعظم الأدلة على ثبوت عدالتهم حيث طلب منهم أن يبلغوا ما سمعوه منه من لم يحضر ذلك الجمع دون أن يستثني منهم أحد .
روى الشيخان في صحيحهما من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) الحديث .
- صحيح البخاري 2/287-288 و مسلم 4/1964 -
وجه الدلالة : أن الصحابة عدول على الإطلاق حيث شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية المطلقة
روى البخاري بإسناده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) .
- صحيح البخاري 2 \ 292 -
وجه الدلالة : أن الوصف لهم بغير العادلة سب لا سيما و قد نهى صلى الله عليه وسلم بعض من أدركه وصحبه عن العرض لمن تقدمه لشهود المواقف الفاضلة فيكون من بعدهم بالنسبة لجميعهم من باب أولى .
والادله كثيره في هذا المجال يا استاذي ,,
وقد اجمع علمائنا على عداله ( جميع الصحابه ) ,
- قال الخطيب البغدادي بعد أن ذكر الأدلة من كتاب الله و سنة رسول الله التي دلت على عدالة الصحابة وأنهم كلهم عدول ، قال : هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء .
- الكفاية (ص 67) -
اذكر آيه عظيمة عن الصحابة الكرام
يقول تعالى : : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) .
( محمد رسول الله و الذين معه ) - اي الصحابة الكرام - ,, ما صفاتهم ؟
1- اشداء على الكفار
2- رحماء بينهم
3- كثيروا الصلاة
4- كثيروا السجود
وهذه الصفات الظاهرية فقط ,,, فقد وصف الله باطنهم في كتابة وفي نفس الآيه ,
5- يبتغون فضلاً من الله و رضواناً ( أي يبتغون فضل الله و رضاه ) و هذا باطن الصحابة ولا يعلم مافي القلوب الإ علام الغيوب ,, وهذا دليل على صدقهم واخلاصهم و إيمانهم .
6- وهم مذكورين في التوراة و الإنجيل
7- لا يغتاض منهم إلا كافر
الإمام علي يشهد بعدالة الصحابة , يقول الإمام علي عليه السلام :
( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فما أرى احداً يشبههم , لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً , وقد باتوا سجداً وقياماً , يراوحون بين جباههم وخدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم , كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم , إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم , ومادوا كما يميد الشجر يوم الرياح العاصف خوفاً من العقاب ورجاء الثواب .. )
- نهج البلاغة ( كتاب شيعي ) -
لماذا الطعن في عدالة الصحابة ؟
السبب يبينة لنا الإمام الثبت ابو زرعة
قال أبو زرعة الرازي:
إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعلم أنه زنديق ، و ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم حق ، و القرآن حق ، و ما جاء به حق ، وأنما أدى الينا ذلك كله الصحابة ، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ، ليبطلوا الكتاب و السنة ، و الجرح بهم أولى وهم زنادقة .
القرآن الكريم نقله لنا الصحابة الكرام ,, وكذلك سنة النبوية الشريفة ,, وعندما حاول أعداء الإسلام ان يهدموا هذا الدين العظيم لجأوا إلى طرق غير مباشره ,, فمن الصعب جداً ان تقنع رجلاً مسلماً بأن القرآن الكريم محرف او قد ضاع ,, او ان السنة النبوية محرفه ومشوهه ,, بالرغم من محاولاتهم الكثيره إلا انها لم تجدى نفعاً ابتكروا هذه الحيله فطعنوا في الصحابة ,, لماذا هذا الطعن ؟
السبب هو ان هؤلاء الصحابة هم من نقلوا لنا هذا الدين , فلو قلت لك إن الذين نقلوا القرآن الكريم مرتدين كافرين فسقه ,, ستقول لي يا بو عمر كيف اثق بما ينقلونه لنا !!! وهذا هو المطلب و الهدف من طعن اولئك في الصحابة الكرام ما ارادوا إلا هدم هذا الدين العظيم ,, فرضي الله عن الصحابه الكرام ,, اسال الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من المدافعين المحبين للصحابه الكرام ,,
ما واجبنا تجاة الصحابة الكرام ,, يقول تعالى : ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِاْلإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا )
والحمد لله اولاً و آخراً
( ارجوا عند نقل الموضوع لأي منتدى آخر ذكر اسمي وان الموضوع لي وهذا من الأمانه العلميه )
محبكم
وهابي حنيف
هنا من احتار في عدالة الصحابة وقد رد الرد الكافي اخي وهابي حنيف في هذا