السلام عليكم اختنا ام دريد
نشرر الرسائل الدعوية المشتملة على بيان الأحكام الشرعية ، أو المواعظ والقصص النافعة ، باب عظيم من أبواب الخير ، لكثرة المتلقين لها ، مع سهولة إرسالها . وتذكير المسلم لإخوانه بأمور الخير والبر من التسبيح والتهليل والتكبير ، أمر مشروع مرغب فيه ، لأن الدال على الخير كفاعله ، وسواء كان ذلك التذكير مشافهة ، أو عبر رسالة بالبريد أو الجوال ، وإن أوصاه أن يبعث بالرسالة إلى غيره ، فهذا حسن أيضا ؛ ليعم الخير ، وينتشر المعروف .
لكن ينبغي التأكد من مضمون الرسالة ، وصحة ما فيها من الأحاديث ؛ لأن بعض الناس أساء التصرف في هذه النعمة ، فصار كحاطب ليل ينقل الأحاديث الموضوعة ، والقصص المكذوبة .
ولا يحل لأحد أن يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يعلم أن الحديث موضوع ، أي مكذوب ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ كَذَبَ عَلَي مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ) رواه البخاري (1291) ومسلم (933) .
ويكره الإفراط في الحلف ؛ لقول الله تعالى : ( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ ) القلم/10 ، وفي هذا إشارة لذم الذي يكثر من الحلف ، فاحرصي على عدم الإكثار من الحلف تعظيما لجناب الله تعالى ، وحفظا ليمينك . واعلمي أن كثرة الحلف في كل قليلٍ وكثير يؤدي إلى إضعاف قيمة اليمين عند الناس ، ولا يُؤْمَنُ بسبب ذلك إقدامه على اليمين الكاذبة ، وهو منافٍ لكمال تعظيم الله تعالى .
والمحذور هو ربط ذلك بعدد معين ، أو ترتيب الإثم على عدم الإرسال ، كأن يقال : أرسلها إلى عشرة أشخاص مثلا ، وإذا لم تفعل سيحصل لك كذا وكذا ، فهذا من الافتراء والباطل ، وإلزام الناس بما لم يلزمهم به الشرع ، ويخشى على قائل ذلك أن تحل به عقوبة من يتألى على الله تعالى ، ويفتري عليه الكذب ، ويبتدع في الدين ما لم يأذن به الله سبحانه .
ومثل هذا ما جاء كثيرا من قبل : " فيجب على من قرأ هذه الرسالة أن يوزعها علي الناس وينتظر 4 أيام فسوف يفرح فرح شديدا وإلا سيحزن حزنا شديدا " فهذا من الدجل والكذب ، والابتداع في الدين ولهذا لا يجوز نشر هذه الرسائل ، ولا التصديق بما فيها من الوعد أو الوعيد ، بل تتلف ، ويحذّر منها ومن مرسليها .
والله اعلم
اذا احد وجد في جوابي شيء مخالف ينبهني لاتراجع عنه بارك الله فيكم
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم