انتخبنا منها ستة أحاديث:
الحديث الاول: لما مرض الاعمش مرضه الذي مات فيه و دخل عليه ابن شبرمة، و ابن أبي ليلى، و أبو حنيفة فقالوا: يا أبا محمد، هذا آخر يوم من أيّام الدنيا، و أول يوم من أيّام الاخرة، و كنت تروي في علي عليه السَّلام، و كان السلطان يعترضك عليها، وفيها تعيير بني اميّة، ولو كنت أمسكت عنها لكان الرأي. فقال: إليَّ تقلون هذا؟! أسندوني: فسندوه، فقال: حدّثني المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة، قال الله تعالى لي و لعلي: أدخلا الجنّة من أحبّكما، وأدخلا النار من أبغضكما ; فيجلس عليُّ على شفير جهنم فيقول: هذا لي و هذا لك.
رواه جماعة من أعلام القوم بطرق متعددة و ألفاظ متقاربة.
منهم العلاّمة ابن المغازلي في «المناقب».
و منهم العلاّمة الشهير بابن حسنويه في «در بحر المناقب» ص 132 مخطوط.
و منهم العلاّمة القندوزي في «ينابيع المودّة» ص 84 .
و منهم العلاّمة الكشفي في «المناقب المرتضوية» ص 115 ط ـ بومباي، وغيرهم.
للمزيد راجع كتاب إحقاق الحق ج 6 من ص 210 إلى 224.
الحديث الثانى: عن جعفر الصادق، عن آبائه، عن علي بن أبى طالب عليهم السَّلام قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا علي، أنت منيّ بمنزلة شيث من آدم، و بمنزلة سام من نوح، و بمنزلة إسحاق من إبراهيم، كما قال تعالى: ( و وصى بها إبراهيم بنيه و يعقوب)(1) الاية، و بمنزلة هارون من موسى، و بمنزلة شمعون من عيسى.
و أنت وصيي ووارثي، و أنت أقدمهم سلماً ،و أكثرهم علماً، وأوفرهم حلماً، وأشجعهم قلباً، و أسخاهم كفّاً، و أنت إمام أُ مَّتي و قسيم الجنّة و النار;
بمحبّتك يعرف الابرار من الفجّار، ويميّز بين المؤمنين و المنافقين و الكفّار.
رواه أعلام القوم منهم العلاّمة القندوزي المتوفى سنة 1293 في «ينابيع الموّدة» ص 86 طـ إسلامبول.
-------------------------------------------------
1- سورة البقرة: آية 132 .
و الحاكم النيسابوري المتوفّى سنة 405 في «المستدرك» ج 3 ص 136 طـ حيدر آباد.
و منهم العلاّمة ابن عبدالبر المتوفّى سنة 463 في «الاستيعاب» ج 2 ص 457 طـ حيدرآباد. وغيرهم.
و للمزيد من التفاصيل راجع كتاب إحقاق الحق ج 4 ص 150 إلى 170، و ص 259 و ص 264 و ص 287 .
الحديث الثالث: يا علي أنت قسيم الجّنة و النار، حامل اللواء الاكبر، صاحب لواء رسول الله في الدنيا و الاخرة، الذائد عنى الحوض يوم القيامة، حامل لواء الحمد أنت، و أنت أول من يقرع باب الجنّة أنت صاحب حوض رسول الله(صلى الله عليه وآله)، يوم القيامة، وأوّل من تنشق عنه الارض، الرؤوف بالناس، الاواه، الحليم، أفضل الناس منزلةً، أعظم الناس غنىً.
و للمزيد من التفاصيل و الاحاديث راجع كتاب إحقاق الحق ج 4 ص 259 إلى 272.
الحديث الرابع: إنَّ المأمون العبّاسي، قال للامام أبا الحسن الرضا(عليه السلام): بأي وجه جدّك علي بن أبي طالب قسيم الجنّة و النار.
قال: ألم تروي عن أبيك، عن عبدالله بن عباس، قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يقول: حُبُّ علي إيمان، و بغضه كفر؟
قال: بلى، فقال: بهذا ظهر كونه قسيم النار و الجّنة.
فقال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن، أشهد أنّك وارث علوم رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قال أبو الصلت عبدالسلام الهروي: ما أحسن ما أجبت به يابن رسول الله.
فقال (عليه السلام): يا أبا الصلت، إنّها كلمة من حيث يهوى، ولقد سمعت أبي، عن آبائهِ، عن جدّي علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): أنت قسيم الجّنة و النار، فيوم القيامة تقول للنار: هذا لي فذريه، و هذا لك فخذيهِ.
بالمعنى نقلته من كتاب إحقاق الحق، ج 4 ص 264.
الحديث الخامس: روي عن جابر بن عبدالله الانصاري، قال: لقد سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، يقول: إنّ في علىِّ خصال، لو كانت واحدة في رجل اكتفى بها فضلاً و شرفاً، منها: وليُّ عليٍّ وليُّ الله، وعدو علي عدو الله، و منها: عليٌّ حجّة الله على عباده، و منها: حبُّ علي إيمانُ و بغضه كفرُ، و منها: حزب عليٍّ حزب الله، وحزب أعدائهِ حزب الشيطان، و منها علي مع الحق و الحق مع عليٍّ لا يفترقان، و منها: علي قسيم الجنّة و النار.
أخرج الدار قطني أنَّ علياً قال للستة الذين جعلهم عمر بن الخطاب أهل الشورى: أنشدكم الله، هل فيكم أحد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عليّ أنت قسيم الجنّة و النار، فيوم القيامة، تقول للنار: هذا لي، و هذا لك؟ فقالوا: لا.
الجزء العشرون من كتاب إحقاق الحق ص 395 و بهذه المناسبة، قال الشافعي:
عليُّ حُبُّهُ جُنَّة قسيم النار و الجَنَّة
وصي المصطفى حقّاً إمام الانس و الجِنّة