العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-01-07, 08:12 PM   رقم المشاركة : 1
محمد السيد الشربينى
عضو فضي





محمد السيد الشربينى غير متصل

محمد السيد الشربينى is on a distinguished road


النفاق والمنافقين(فضائح&فضائح)

الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ...

نشر ملحقُ " الرسالةِ " لقاء الصحفي والكاتب عبد العزيز قاسم مع عبد الرحمن الراشد ، والذي يظهرُ أنه نقح إجابته ، ويلاحظُ ما يلي :


أولًا : المقابلةُ زادت الشكوكَ حول الراشد .

ثانيًا : أكد وجود حبلٍ سريٍّ بين قناةِ " العربيةِ " وجريدةِ " الشرقِ الأوسط " .
فمن حَبَّلَهُ ؟!


ثالثًا : وصفه في المقابلةِ لأحد الأكاديميين بأنه " مريض " ! لأنه متخصصٌ في فضحِ الإعلاميين المتأمركين ! ، وستعرفون اسمه من خلال قراءةِ اللقاء كاملاً .

رابعًا : تهربهُ من الإجابةِ في بعضِ الزوايا الضيقةِ التي حشره فيها الصحفي عبد العزيز قاسم .

خامسًا : في بعضِ أجوبته أجاب بكلماتٍ عامةٍ ، لا تشقي غليلاً مثل : " كذب ... افتراء ... ليس بصحيح " !

سادساً : استشهد ببعضِ الآياتِ وحدد سورها ! في محاولةٍ لردّ بعض المآخذِ على استخذامِ قناةِ " العربية " لكلمةِ : " قتيل " بدل " شهيد " .
فيا تُرى مَنِ الذي حضر له الآيات ممن حوله ؟!


سابعًا : متابعته للساحاتِ ، وأظنُ بعد نشر مقابلتهِ هنا سيتفرغُ لها بالكليةِ ويتركُ " العربية " !

ثامنًا : ليت الصحفي عبد العزيز قاسم ساله : ما هي أسبابُ عنوسةِ غالبِ المحسنين لوجه أمريكا القبيح في الشرقِ الأوسط ؟!

تاسعًا : شبه الراشد نفسه بأربعين ثوراً ، ونقول : " إذا عُرف السببُ بطل العجبُ " !
وأخيراً أذكرُ عبد الرحمن الراشد - هداه الله للصوابِ - ولاسيما وقد تقدم به السن بعددٍ من الآيات .


قال تعالى : " لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ " [ آل عمران : 196 - 197 ] .

وقال تعالى : " إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ " [ الجاثية : 19 ] .

وقال تعالى : " قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ " [ سبأ : 31 - 32 ] .


وأتركُ بقيةَ النقاطِ التي لن يخفى ما فيها








بين يدي المكاشفات

بقلم : عبد العزيز محمد قاسم



على عكس كل المكاشفات التي أجريتها في السابق، تعمّدت أن أبدأ النشر مع ضيفي لهذا العدد، الإعلامي المعروف الأستاذ عبدالرحمن الراشد، من منتصفها. فقد أثار الإعلانين اللذين نشرناهما في رمضان اهتمام كثير من النخب الفكرية والإعلامية والدينية، فالرجل مثير، ومصادم بمقالاته وسياسته في قناة (العربية) لكثير من تلك النخب، فاضطررت بسبب ذلك إلى كسر القاعدة، لأن الحلقات الأولى من المكاشفات تركّز دوماً على ظروف التنشئة الاجتماعية، والتي ترعرع عبرها الضيف، مع التطرق لنتفٍ من ذكرياته وقراءاته التي كوّنت شخصيته، وربما كان كل ذلك لا يُهمّ هذه النخبة المتعطشة لمعرفة إجابات الضيف حيال الاتهامات التي سقناها له في المكاشفات.

يعتورني دوماً كثيرٌ من الأسى وأنا أعدّ الحلقة الأولى من أية مكاشفة بسبب أنني أفقد جزءًا كبيرًا من إثارتها عبر إرجاع الحوار للضيف، والذي بدوره يقوم بترميم كثيرًا من إجاباته التي غفل عن بعض جوانبها، ويُبطل معظم أسئلتي واستدراكاتي وسجالي معه، ويقوّي حججه، ويسبك عباراته التي لا تكون عادة متينة بسبب شفاهية وارتجال الإجابات التي اقتنصتها منه. فتجدني أسفّ الندم، وألعق الحسرة على ضياع مانشيتات بطول ثمانية أعمدة، فيما كانت المرة الوحيدة - والوحيدة فقط - التي لم أقم بإرجاع الحوار فيها للضيف، هي التي كانت مع الإعلامي الأشهر د.هاشم عبده هاشم، والتي لم أعده بإرجاع الحوار، ولم يسأل بدوره عنها، لمعرفته بأدبيات المهنة، فلذلك بقيت حيويتها وتفاعليتها وإثارتها.

لكنني في مقابل ذلك الأسى، الذي سرعان ما يزايلني، فإنني أدرك أنني بإرجاعي الحوار للضيف، أعطيه فرصة كبيرة كي يتمّ إجاباته، ويدافع عن نفسه حيال التـُّهم التي تطال بعضها عقيدته ودينه، فترتاح نفسي أنني أرعوي وأتساوق مع سلوك إسلامي أزعم أنني أمتثله، فتهون لديّ ضياع كل تلك المانشيتات التي فزت بها مقابل إعطاء الضيف - الذي أكرمني ابتداء بالموافقة - حقه في الدفاع عن نفسه.

يبقى أن كثيرًا من أحبتي في التيار الإسلامي يعتب عليّ تفويت التعليق على إجابات الضيف، وعدم مساجلتي له، وأزعم أنني أساجله بقدر ما يمكن للحوار أن يمضي بحيويته وتفاعليته، وإلاّ لتحول إلى (مخابطات) بما قاله لي الراشد.. وقد برم من السجالية المتكررة، ومن غير المعقول أن أتوقف عند كل جزئية، وإلاّ لامتدت المكاشفة إلى عشرين حلقة وأكثر، وهذا بالطبع غير مهني على الإطلاق، بيد أنني أردد دوماً بأن الإخوة المعقبين على الحوار هم من يفترض بهم القيام بالاستدراك، وتفنيد الإجابة، والردّ عليها.

عبدالرحمن الراشد إعلامي موهوب- ولا شك- خدمه الحظ كثيراً، وارتبط في ذهني وجيلي الإعلامي بزمالته بأستاذه عثمان العمير، وإن فاق الأخير- بحسب ظني - عبر رؤيته وتخطيطه لحياته. وقد ضرب لي أحد الزملاء، وهو يقارن مسيرة الرجلين، بالفنانين محمد عبده وطلال مداح يرحمه الله، فالأخير أندى صوتاً وأكثر موهبة، بينما الثاني أكثر وعياً وتخطيطاً لمسيرته.

على كلٍّ، أخذت وقتاً طويلاً للإعداد لهذه المكاشفة، ولم يرهقني أحد من ضيوفي مثل الراشد في تحديد موعد اللقاء. وعندما ذهبت إليه في دبي عذرته حقيقة في انشغالاته التي لا تنتهي، وسفرياته التي لا تتوقف، وحمدت الله صادقاً بيني وبين نفسي أنه لم يتزوج، وإلا لضاع أبناؤه وزوجته في خضمّ انغماسه في هذا العمل الذي لا ينقطع.

ألفيت في الراشد وأنا ألتقيه في مكتبه بقناة (العربية) كثيراً من التواضع والأدب الجمّ، وكنت حريصاً أثناء حواري معه أن أقرأ ما بين حروفه التي يجيب بها، وتمعّنت جيداً في إدارته لفريق القناة وتسييره العمل، وبالطبع خرجت بعد ست ساعات متواصلة وأنا مؤمنٌ بأن الرجل ليس سهلاً أبداً كما يبدو للوهلة الأولى، وأنه صاحب فكر ورسالة، ولا يمنعه تهذيبه الجمّ من الضرب الشديد تحت الحزام لخصومه، كما ستقرأون، فضلاً عن دفاعه المستميت لكل ما يؤمن به، ولا يهادن أحداً، أو يحسب حساب جهةٍ ما، كغيره من رصفائه الإعلاميين، أو أقرانه في الفكر، وسترون ذلك من خلال حلقات مكاشفاته..

[email protected]


أجرى المكاشفات : عبدالعزيز محمد قاسم

نُشرت في ملحق الرسالة بتاريخ 12/10 /1427هـ





مدير عام قناة (العربية) عبدالرحمن الراشد في أولى مكاشفات :

أنا مَن جنـّد دونالد رامسفيلد معي في حرب الأفكار الأمريكية



• في أولى مكاشفاته، شنّ الكاتب والإعلامي المعروف عبدالرحمن الراشد مدير عام قناة(العربية) هجوماً شديداً على كتـّاب الانترنت، ووصفهم باختلاق الأكاذيب حوله، ودافع عن سياسة صحيفة(الشرق الأوسط) التي وصفها بأنها أقوى الصحف العربية على الإطلاق، وفند ما كتبته منى الطحاوي حيال الصحيفة وسياستها المنحازة. فيما لم يفوِّت الفرصة للتشنيع على السياسة القطرية، التي أتفق معهم على توجههم التحرري التحديثي، غير أنه خالفهم في ازدواجيتهم وتناقضهم المريع وحالة الشيزوفرينيا والتدجيل السياسي غير المبرر التي يعيشونها بتعبيره.

الحلقة الأولى من المكاشفات تطرقت إلى ظروف نشأة قناة(العربية)، والتي نفى فيها الراشد أن تأسيسها جاء ردًا على قناة(الجزيرة) ، بل أكد أن الجزيرة أُنشئت ردًا على قناة Mbc. .فإلى تفاصيل المكاشفة الأولى :





أشكر لك تفضلك بالموافقة على أن تكون ضيفًا في (مكاشفات). ولأبدأ معك خلافًا لما اعتدت عليه مع ضيوفي بالتطرق إلى مراحل الطفولة، مؤجلاً ذلك إلى آخر المكاشفات. بصفتك رجلاً عملت في الشركة السعودية في مجلة (المجلة) و لاحقاً في صحيفة (الشرق الأوسط) .
كما قرأنا في بعض المذكرات التي تناولت نشأة صحيفة (الشرق الأوسط) وأفادت بأن الاستخبارات السعودية هي من أنشأتها.وتردد اسم كمال أدهم وغيره من أدوار لهم في إنشاء الصحيفة. أود تسليط الضوء على هذا ؟


- كنت أسمع نقداً حاداً ضد صحيفة (الشرق الأوسط) ، لكني داومت أيضا على تصفحها كل صباح في واشنطن. علاقتي بـالخضراء بدأت قبل التحاقي بالعمل فيها. كان لي فيها رأي سلبي جزئياً بحكم ما أسمعه عنها من أنها صنيعة الاستخبارات السعودية.

بكل أسف كنت ضحية هذا الكلام . لذا أتفهم عقلية من يسمعون مثل هذه الأحاديث اليوم. فالمجتمع العربي مريض بالأكاذيب والكثير فيه من التزوير في ما يشاع ويذاع، ولتشرشل مقولة ذكية « إن الإشاعة تكون قد وصلت إلى نصف العالم قبل أن تلبس الحقيقة ملابسها».



من خلال هذا الحديث أنت تنفي أن (الشرق الأوسط) صنيعة الاستخبارات السعودية ؟

- نعم. أنفي ذلك تماما. العمل في صحيفة (الشرق الأوسط) عمل صحافي حقيقي وهي مؤسسة محسوبة مداخيلها تجارياً ونشاطاتها مهنية.

لكن لا تنسَ أن المملكة أيضا هدف دائم لأجهزة الإعلام المضادة الأخرى من ناصرية وبعثية ومعادية أخرى، ومن الطبيعي أن الحكومة السعودية كانت ستؤيد حتماً وجود مؤسسة إعلامية قوية.

أتصور أن دور الاستخبارات تأييد للفكرة، وهو أمر تحدث عنه السيد هشام حافظ -رحمه الله- بصراحة لكن الأكيد أيضًا أن السيدين هشام ومحمد حافظ كانا صحافيين في الأساس.

ليس لدي شك في أن المهنة لا التبعية السياسية وراء نجاح المؤسسة، وكانا صحافيين من أول يوم. الحكومات تدعم مؤسساتها الكبرى ولابدّ أن الحكومة المصرية كانت تدعم صحيفة (الأهرام) ...



أودّ التوقف معك هنا. قد يشعر القارئ عندما يقرأ كلامك هذا بنوع من التناقض أو عدم الفهم. أنت نفيت مطلقًا في أول كلامك أن تكون (الشرق الأوسط) صنيعة الاستخبارات السعودية، ثم استدركت وقلت إن دور الاستخبارات التأييد والمساندة. ليتك توضح بشكل أكبر.

- دخلت إلى الشركة السعودية عام 1987م، وخرجت منها قبل ثلاث سنوات فقط، لم يحدث على الإطلاق أن زار أحد من منسوبي الاستخبارات السعودية الصحيفة ولو لمرة واحدة. أتحدى أياً من الإخوة الذين عملوا مع الصحيفة أن يدّعي عكس ذلك. أول مرة أقابل فيها الأمير تركي الفيصل كانت عندما صوّرت فيلمي (حرب الخليج) أظن في عام 1993م، وكانت من المرات النادرة. حضرت مئات من الاجتماعات الإدارية للصحيفة واجتماعات مجالس الإدارات، ولم يكن لها علاقات بأي جهاز كان، بل كانت صحيفة مهنية صرفة.


أدّعي أنني عرفت الأمير أحمد بن سلمان - رحمه الله - والسيدين الناشرين معرفة جيدة وكل المرتبطين بالمؤسسة. لم يحدث - ولو من باب الصدفة - أن رفع أحدهم السماعة، أو واجهني بحديث عن أية استخبارات كانت. لا تنسَ أنني عملت في الصحيفة خلال أوقات عصيبة، ومن الطبيعي أن تكون هناك اتصالات سياسية، لكنها لم تكن قط أمنية، والاتصالات السياسية موجودة مع حكومات عربية عديدة بحكم طبيعة الوظيفة. وقد شغلت رئيس تحرير (المجلة) في عزّ الحرب الإيرانية العراقية السعودية. وكنت رئيس تحرير (الشرق الأوسط) أيام حرب الكويت وما تلاها من أحداث. كلها كانت سنوات مضطربة أمنياً أو عسكرياً أو سياسياً. لم يحدث - ولو لمرة واحدة- أن اتصل بي أو بأحد من الزملاء أحد منسوبي الاستخبارات السعودية. هناك إعلاميون كبار من غير السعوديين مثل عماد الدين أديب، وجهاد الخازن، وعرفان نظام الدين.. أداروا الصحيفة وهم يعملون اليوم خارجها ويمكن مساءلتهم. ربما تقابلوا مع منسوبي الاستخبارات في مناسبات عامة لكنهم لم يكونوا يتلقون توجيهات، أو يحضرون اجتماعات أو نحو ذلك من أجهزة أمنية. تركي الفيصل في حينها كان ولا يزال شخصية سياسية عامة. لكن إذا كنت تقول إن (الشرق الأوسط) خدمت السياسة السعودية. أجيبك بمنتهى الوضوح: نعم بالتأكيد خدمتها. والحقيقة أنها مسألة سهلة. لا يحسّ المتعامل معها بأي حرج، وأنا أقولها لك بكل أمانة: أي شخص منصف متابع للسياسة السعودية على مدى أربعين أو خمسين عامة سيلاحظ ذلك. السياسة السعودية ثابتة معتدلة لا متقلبة محرجة. إذا راجعت خُطب الملك فيصل -حتى في ذروة خلافه مع عبد الناصر - تجد أنه رجل محترم يستخدم مع خصمه لغة خطابية راقية. بالمقابل إذا راجعت خُطب عبد الناصر، تجدها لغة بذيئة وشوارعية مثل خُطب صدام حسين.

أنت كصحافي عندما تكون سياسة بلادك معتدلة، ولغة رئيسك محترمة لن يوجد لديك حرج في الدفاع عنها. أما إذا كان رئيسك (بلطجيًا) وتنتمي لدولة غازية أو مؤذية تكون سياساتها صعبة للصحافي؛ لأنه لن يستطيع الدفاع عن بلاده ولا عن رئيسه بأمانة.

السياسة السعودية كانت - ولا زالت - سياسة محترمة من السهل الدفاع عنها . الملك فيصل في وقت خلافه مع عبد الناصر وقف معه في مؤتمر الخرطوم. الملك فهد لم يقل كلمة شخصية سيئة بحق صدام حتى عندما دخلت الدبابات العراقية داخل الحدود السعودية وحاربتها في الخفجي عام 1990م . الملك عبد الله فوجئ عندما ذهب إلى الولايات المتحدة لمساندة الفلسطينيين أن أبو عمار قد اشتكى السعودية للرئيس الأمريكي، ومع هذا وقف إلى جانبه في أيام حصاره. المشكلة تحدث للصحافيين عندما تكون سياسات بلادهم الخارجية خرقاء وقادتهم حمقى. كله موثق. نعم تواجهنا إشكالات في الرؤى المختلفة، وهذه محل نقاش دائم.. نكسب أحيانًا، ونخسر في أحيان أخرى.



شراء الذمم



ما تقوله نوع من التوثيق الصحافي الذي سوف يُرصد في كتاب ويبقى للتاريخ. هل قامت (الشرق الأوسط) بشراء ذمم بعض الكُتَّاب العرب للكتابة لصالح الحكومة السعودية وقضاياها أو لمهاجمة بعض الأنظمة السياسية؟ هذا نوع من التعامل كانت تقوم به دول مثل العراق وغيرها في الستينيات؟

- المشكلة في استخدام كلمة ذمم . (الشرق الأوسط) وبقية الدور الصحافية السعودية مثل (الحياة) وغيرها لديها ميزة أساسية هي أنها مؤسسات خاصة لا حكومية. سياسياً لا يُطالب العربي عندما يعمل فيها بالتبعية حزبياً أو سياسياً. ولا يُحاسب على مواقفه المستقلة خارج عمله. عندما وقع الصدام الكبير مع العراق، العديد من الصحفيين والكُتَّاب تركوا المجلات العراقية؛ لأنها كانت تحاسبهم على مواقفهم الشخصية، وتطالبهم أن يكتبوا بشكل واضح مع خطها الرسمي ضد السعودية.

أما (الشرق الأوسط) فلم تطلب من أحد أن يكتب مسانداً لم يرغب في أن يفعلها بذاته. استكتبت صحفنا أشخاصاً على خلاف مع المملكة، وقد لا تجد في كتاباتهم بعد انضمامهم كلمة ثناء واحدة. فهمي هويدي الذي استكتبته في مجلة (المجلة)، ولاحقاً في (الشرق الأوسط) لا يزال يقف مع غيرنا منذ الثمانينيات وحتى هذا اليوم.

لا أذكر أنني طلبت منه أن يكتب مقالاً واحداً يثني فيه على السياسة السعودية، وهو لم يفعل. هذا دليل حيّ وموجود، وأنا أعتز بمثل هذا الاحترام رغم خلافي معه في كل شيء تقريباً.

أعتز كذلك بالقوميين والبعثيين والإسلاميين الذين عملوا معي في (المجلة) وفي (الشرق الأوسط)، ولم يحدث أن طلبت من أحدهم أن يغيّر موقفه السياسي، أو رجوت منه كتابة مقال مؤيد للسعودية. بل لعلمك سبق أن ألغيت مقالات لصحافيين عرب؛ لأن فيها نفاقًا للسعودية. أحدهم لا يزال حيًّا كتب مقال مدح في الأمير سلمان لـ (المجلة) ورفضت نشره، فذهب واشتكاني للأمير سلمان الذي وقف معي ودافع عن رأيي. هذا الكاتب كان حسن القصد بالفعل، لكني لم أنشر مقاله لأني أعرف الأمير سلمان وعدم رغبته في مقالات تمدحه.


• بالمناسبة.. وقد انتقلت من أمريكا إلى بريطانيا، كيف كان الوضع عليه في (المجلة) ؟ هل تأقلمت مع زملائك ؟


- فجأة وجدت نفسي في مكان مغاير لما عرفته من قبل. تهديد بالإضراب من قبل الموظفين، ونقابة صحفيين، ومعارك داخلية، ومحاكم، وفضائح، ومجلات ابتزاز، ومناخ غير مألوف لي على الإطلاق. لم يمكنني التراجع. فقد دخلت إلى المغارة، وعليَّ إكمال الطريق، وشعرت كأنني في مسرح اللامعقول دون أن اضطر أن أكون طرفًا فيه. وجدت الحياة في لندن قاسية نوعاً ما مقارنة بما عرفتها في واشنطن حتى في الحياة العادية مثل التنقل والسكن وفتح الحسابات البنكية.



المقالة الفضيحة



فيما سبق تحدثت بإسهاب عن سياستكم التي اتبعتموها في صحيفة (الشرق الأوسط )، بيد أنني لا أملك إلا أن أنسفه وأدفعه بما قالته الكاتبة الشهيرة منى الطحاوي في مقالتها التي شرّقت وغرّبت. الأخت تشكو من منعكم لها من نقد الحكومة المصرية. هذه كاتبة أسبوعية لديكم تشتكي وتبوح بما يدور في كواليسكم؟

- هناك فرق بين أن تحذف أو توقف مقالة من قِبل الصحيفة، وأن تملي عليك كتابة موضوع أو تبني موقف محدد. لم أعمل مع منى الطحاوي، وأعتقد من مقالها أنها كانت منفعلة جداً. ثق أنها ستكتشف في المستقبل القريب كم كانت قاسية جداً ومخطئة تماماً في حق زملائها. ليس في حقي أنا، لأنني الآن لست رئيس تحرير(الشرق الأوسط) . أنا واثق أن أحدًا لم يطلب من منى يوماً أن تكتب مقالاً معيناً في اتجاه سياسي محدد، وإذا كان هناك حذف فقد اقتضته نظم النشر المألوفة.

من حق أي صحيفة في العالم أن تمنع نشر مقالٍ ما إن كان يخالف أنظمتها. من حق كل رئيس تحرير أن يرفض نشر ما يعتقد أن فيه مخالفات لضرورات النشر، وهذا حال كل الصحف.. اللهم إلا تلك التي لا تُقرأ، أو لا تخضع لأنظمة، وهي ليست صحفًا بمعناها الكبير، بل منشورات.

في أمريكا وبريطانيا حيث الحرية كاملة بحماية النظام، يُضطرون لمنع نشر أخبار ومقالات لأسباب نظامية غالبًا تحت قانون التشهير والقذف. أما صحفنا فإنها مضطرة للتعامل والالتزام بأنظمة الأسواق التي تبيع فيها.

لو كانت الطحاوي قد كتبت مقالاً فيه تجاوز على أسس الدين، أو قدح شخصي ضد الرئيس مبارك، وقامت الحكومة المصرية بناءً على ذلك بمنع دخول الصحيفة إلى مصر تكون الصحيفة قد خسرت وجودها في مصر. حتى لو كان النقد ضد شركة تجارية بلا دليل دامغ لغرّمتك المحكمة نحو نصف مليون جنيه إسترليني، وأفلست الصحيفة، وأغلقت أبوابها. دائمًا هناك أسباب وجيهة تضطر الصحف إلى المنع لا علاقة لها برغبات مسؤولي التحرير، بل قوانين تتبعها كل الصحف في العالم.



بإجابتك هذه كأنك تبرّر بطريقة أو بأخرى، وتثبت ما سطَّرته الأخت منى في مقالتها الشهيرة في هيرالد تربيون عندما كتبت : (الخطوط الحمراء الرئيسية في الشرق الأوسط بسيطة للغاية، فحظر النشر يشمل الأسرة المالكة السعودية، وحلفاء المملكة في الخليج باستثناء قطر التي تنافس المملكة، فلا حظر على ما يُوجّه إليها من انتقاد، ثم حلفاء المملكة العرب الآخرين، ويحتل النظام المصري مكانة داخل هذه الخطوط الحمراء، وبإمكانه أن يطلب من الشرق الأوسط أن تُسْكِت أي ناقدٍ لها) ما هو تعليقك السريع على هذا؟

- ربما يكون ما قالته صحيحًا إلى حدّ ما، لكن عليها أن تتذكر أن المنع ليس خاصًا بـ(الشرق الأوسط)، بل قوانين البلاد نفسها، أما (الشرق الأوسط) ففيها حرية حقيقية نسبيًا أكثر من الصحف العربية الأخرى.. إذا أخذنا في الاعتبار مواقع الطباعة والتوزيع. هناك قوانين ملزمة ومطبقة على كل الصحف العربية. صدقني إذا قلت لك إن (الشرق الأوسط) أكثر الصحف تحرراً إلى حد كبير. أنت ذكرت قطر وتعيّرنا بها.. دعني أقل لك هناك صحف ومجلات في لندن مملوكة أو ممولة من القطريين، لم تتحدث لخمس سنوات كاملة عن قطر بكلمة نقد واحدة، رغم العلاقة مع إسرائيل، وإدارة الحروب من قاعدة (العديد). يا أخي عبدالعزيز الحرية في الصحف السعودية أكثر منها في الصحف القطرية. وما عليك إلاَّ أن تقرأ (الراية)، أو (الشرق)، أو (الوطن) القطرية.. وقارنها بصحيفة (المدينة) أو غيرها من الصحف السعودية.

إذا كانت هناك صحيفة مغربية أو كويتية أو لبنانية، وتُطبع في مصر مثلاً ، فإنها مضطرة للالتزام بقوانين النشر في مصر. الأخت منى اتهمت (الشرق الأوسط) بالالتزام بقوانين النشر في هذه الدول، وهذا منطقي ولا خيار فيه. ومع هذا، الحرية المتاحة لـ(لشرق الأوسط) كبيرة؛ لأن لها وزنًا كبيرًا مقارنة ببقية الصحف العربية، وعندها هامش حرية أكبر مما تعرفه منى الطحاوي في الصحف العربية الأخرى، وأعتقد أن الإخوة في الجريدة يمارسون الحرية بأقصى حدودها، والزميل الأستاذ طارق الحميد أعتقد أنه تحمّل الكثير من كتاباتها وغيرها من الكتَّاب، والهجوم عليه من مبغضين أو حاسدين وهو موقف يُقدَّر له.

هي لا تدرك ذلك لأنها لم تعمل من قبل في صحيفة، والحقيقة أن (الشرق الأوسط) هي التي أعطتها هذه الفرصة للتخاطب مع القرّاء العرب، وأتذكر أن الزميل بكر عويضة الذي كان مشرفًا على صفحات الرأي هو من انتبه لمقالاتها بالإنجليزية في صحف أمريكية، اتصل بها وطلب منها الكتابة بحيث تترجم إلى العربية. جاءت منى من نيويورك بتجربة أمريكية، وهي غير مدركة لأبعاد الحركة الإعلامية العربية وحدودها.

(الشرق الأوسط) بما ذكرته في لائحة الاتهام المقدمة من الأخت منى الطحاوي في مقالها إن وجدت، فسببها القوانين لا الصحيفة نفسها. وفي ذات الوقت بها قدر كبير من الحريات مقارنة بالصحف العربية، وبها احترام لكُتَّابها، وللمهنة بأكثر مما في بقية الصحف المماثلة، وأتمنى أن أسمع رأيها بعد أن تجرّب صحفاً أخرى.



عبدالرحمن الراشد وقطر



دعني أتوقف عند فقرة الشأن القطري التي وردت في إجابتك، أو أقحمتها-لا أدري- بصراحة شديدة أستاذ عبدالرحمن: ما هي مشكلتك مع قطر والساسة القطريين ؟

- إذا رجعت للإنترنت، وبحثت في مقالاتي للأعوام الثلاثة الماضية عن كم مرة وردت كلمة قطر، فسوف تجد أنها لا تزيد على مرتين أو ثلاث لكل سنة، مع مراعاة أنني أكتب في الشأن العام يومياً، وبمعدل 5 مرات أسبوعياً، أي نحو 300 مقال في السنة الواحدة. فأنت لا تستطيع أن تتهمني بالتحامل وأنا لم أكتب عن قطر إلا ثلاث مرات فقط في سنة كاملة. ولو كانت انتقاداتي أسبوعية لجاز لك القول إن لي عداءً معها.


المشكلة أنني انتقدت قطر على وجه صحيح معلوماتياً ومهنياً، وذلك عندما كنت رئيساً لتحرير (الشرق الأوسط)، وهنا حدثت حالة الانتباه. قطر صارت موضوعاً صحافياً لأنها دخلت في حلبة المصارعة السياسية وصار لها رأي، وهذا من حق الإخوان هناك. ولكن عليهم في الوقت نفسه تحمّل تبعات العمل السياسي، وكما نقول بالعامي : «اللي يبي الدحّ ما يقول أحّ» .

يا أخي طالما أن لديهم سياسة مثيرة للجدل، فمن حقنا أن نجادلهم. هم الوحيدون الذين عندهم مكتب إسرائيلي.. تخيل لو كان هذا المكتب في الرياض أو الكويت أو أبوظبي. ليس معقولاً أن تكون في قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، تُدير كل حروب المنطقة من حصار العراق، إلى حرب أفغانستان! فحرب العراق لعشر سنوات، ولا يكون للناس رأي في قطر، ولا يجوز لنا أن نلاحق أخبارها. أتعهد بأن كل ما كُتبته أنا، أو كُتب في جريدة (الشرق الأوسط) عن قطر كان صحيحاً. لم نفبرك خبراً واحداً.



ألست معي – أستاذ عبدالرحمن - أن قطر في النهاية صغيرة ذات مساحة محدودة، وأنكم كإعلاميين دوليين أعطيتموها هذا الحجم ،في حين أنها لا تستحق كل هذا الاهتمام ؟

- صغيرة .. نحن نبدّد نصف وقت أخبارنا في الحديث عن لبنان. هل تعلم أن قطر أكبر مساحة من لبنان؟ البحرين تنتقد في كل مناسبة وأحيانًا بلا مناسبة، هل تعلم أن قطر أكبر من البحرين 17 مرة ؟

المسألة لا علاقة لها بالحجم، بل بالموضوع محل النقاش. فالبحرين دائمًا طرف في الأخبار، لكن قطر يتجنب كثير من الصحافيين انتقادها وهذا شأنهم. أعتقد أن على الإخوة في قطر ألاَّ يغضبوا من انتقادهم طالما أنها يلعبون على المسرح. كل من يظهر على خشبة العرض عليه تحمُّل النقد.



برّرت لموقفك من قطر، ولكنني كإعلامي رصدت نوعاً من التلازم الدائم بين (الشرق الأوسط) وقناة (العربية)..تشتركان دوماً في كثير من القضايا، ولعل الموضوع القطري نموذج لهذا التلازم. حتى بعد ذهابك من (الشرق الأوسط) ومجيئك لـ(العربية) ، هناك نوع من التكامل غير المباشر. أنا لا أدافع عن قطر بقدر ما أُسلّط الضوء على هذه الظاهرة غير المهنية من وجهة نظري..أستاذ عبدالرحمن :هل لازلت تدير (الشرق الأوسط) ؟

- عندما تقول مهنياً تضع نفسك في زاوية ضيقة. اذكر لي أي موضوع ضد قطر كان غير مهني. المهنية قواعدها سهلة، وهي صحة المعلومة وتوقيتها وحجمها. أنا ككاتب لم أتحدث عن قطر هذه السنة إلا مرتين أو ثلاث مرات على الأكثر. وهو أقل من المتوقع. من الطبيعي أن دولة في مثل هذا التورط الضخم أن تُنتقد، فهذا مهنيًا صحيح. المهم أن كل المعلومات التي نُشرت عن قطر صحيحة. للمعلومية هناك أخبار لم تُنشر عن قطر تعمدنا إغفالها حتى لا يأتي عبد العزيز قاسم بمكاشفاته (ضاحكاً) ويقول إنني أفرطت في الحديث عن الشأن القطري. كنت والله أضطر لإلغاء أخبار عن قطر حتى لا نُتّهم، وصدقني الأخبار كثيرة عن قطر، وأحدثها أنها وقَّـعت على بناء مركز للتخلص من النفايات بقيمة سبعمائة مليون دولار، هل يُعقل هذا الرقم لنفايات دولة صغيرة السكان؟ مع هذا تجاوزنا الخبر ولم نعمل منه فضيحة !!



بلا مواربة، وبشكل مباشر أستاذ عبدالرحمن..لازلتُ أطرح السؤال: هل لديك موقف شخصي ضدهم؟ لأنني أشعر من خلال تفاعلك وحديثك بشيء ما ؟

- أنا أتفق مع قطر في أشياء، وأختلف معها في أشياء أخرى. أتفق معهم في توجههم التحرري التحديثي، وأعتقد أنها إمارة موفقة جداً في توجهاتها التطويرية وأسلوبها التعليمي التي تديرها الشيخة موزة. بالفعل يوجد عندهم عمل رائع هناك. أما في علاقات قطر الخارجية فأنا أتفهمها. هم على حق في خدمة أنفسهم.. مثل علاقاتهم مع إسرائيل، طالما أنهم يعتقدون أن ذلك يخدم مصالحهم، وكذلك على حق في استضافتهم للقاعدة الأمريكية للسبب نفسه. لا أختلف معهم في ذلك.

لكني أخالفهم في الازدواجية في أن يكونوا خليجيين نفطيين، وفلسطينيين ثوريين في الوقت ذاته. أن ينادوا بالحريات ويمنعوا الآخرين من انتقادهم. أن يكونوا أصدقاء لإسرائيل وللسيد حسن نصر الله. هذا لا يمكن. ليس بالإمكان أن تتغدى في إسرائيل، وتتعشى في الضاحية!! هذا تناقض مريع، وحالة شيزوفرينيا، وتدجيل سياسي غير مبرر.



يا أستاذ عبدالرحمن لست قطرياً، وأنا ضد كل سياسياتها الخارجية - برغم إشادتك بعلاقاتها مع إسرائيل فهذه لم تفتني - ولكن التناول الموضوعي المحايد يجعلني أتساءل: ألا تستوعب السياسة، بتعريفها الأكاديمي وممارساتها الواقعية، ما يفعله القطريون بل وتتطلبه أحياناً ؟

- لكن هذا كثير جداً. قطر دولة صغيرة جداً، وتتبع سياسة متناقضة جداً. قطر على حق في نظامها التعليمي وحماية مصالحها الإقليمية وعملية التحديث، لكنها مخطئة في حق الآخرين.



التلازم والحبل السري



سأعود إلى الاتهام الذي أطلقته حيال التلازم بين (الشرق الأوسط) وقناة (لعربية) في موضوعات عديدة. هل تقرّ بوجود هذا التلازم ؟

- بالتأكيد، الأخبار أخبار. والسؤال ليس أننا ننشرها و(الشرق الأوسط) ، بل لماذا لا تنشرها صحف وتلفزيونات أخرى طالما أنها صحيحة. تخيل وزير خارجية قطر يذهب إلى إسرائيل ولا أحد ينشر الخبر ولا ينتقده. أما عندما يزور وزير إسرائيلي موريتانيا أو تونس تقوم الدنيا ولا تقعد، وتخصص لها برامج حوارية وهجمة إخبارية. أما (الشرق الأوسط) فهي بالفعل بمتابعتها، وكذلك نحن وإياهم نجري وراء الخبر ولا يوجد تنسيق، وربما يكون ذلك بفعل الحبل السري، وأتمنى استمرار صلة الرحم.



الحبل السري الذي تتحدث يجعلانكما تستخدمان ذات المفردات إلى درجة التطابق. في قناتك (العربية) وصفتم العدوان الإسرائيلي بالهجوم على لبنان، ثم تحولت إلى العدوان الإسرائيلي، ثم الاعتداء الإسرائيلي، ثم عدتم إلى الهجوم الإسرائيلي. إذا أسر اللبنانيون جنوداً إسرائيليين تصفون ذلك بالاختطاف، إذا حدث العكس تُسمّون ذلك اعتقالاً. العمليات الاستشهادية في فلسطين تصفونها بالانتحارية، أنتم وقناة (الحرة) فقط. ما يقوم به الفلسطينيون من احتجاج تصفونه بأعمال العنف وعملياتهم بالإرهاب. أما المطحونون تحت المجنزرات الإسرائيلية تصفونهم بأنهم صرعى، وفي أحسن الأحوال قتلى. هذه المفردات رُصدت من كثير من الإعلاميين، ومنهم د.أحمد السعيد، وهي تعطي انطباعاً سلبياً بأن (الشرق الأوسط) و(العربية) ربما يكونان في الخندق الأمريكي بأكثر مما هم في الخندق العربي ؟

- هذه المسألة قُتِلت فيها سباً واتهاماً. أرجو أن تسمح لي أن أرد على الاتهامات الثقيلة. هناك دعاية ضدنا هدفها التشويه واغتيال الشخصية. هناك أشخاص مهووسون ليس لهم همّ إلا ملاحقتي، وأحدهم مدرس جامعة وهو مريض نفسياً. أي إنسان ينشغل بقضية واحدة، أو يتفرغ لمهاجمة شخص واحد لمدة طويلة، لابد أنه شخص مريض، وكل ما أقوله عنه (الله يعينه على نفسه). أنا شخصياً أشعر بالرضا عندما أُستهدف؛ لأن ذلك يزيد من حضوري.

نأتي لقضية المفردات. العدوان على لبنان على الشاشة، ذكرنا أنه هجوم إسرائيلي وهو وصف دقيق. إذا أردت أن تتخذ موقفاً.. إمَّّا أن تقول إنه انتقام إسرائيلي، بحكم أن حزب الله اختطف جندياً إسرائيلياً، وإسرائيل ردت عليه. أو تُسمّيه عدواناً. في الحالتين يصبح رأياً. أمَّا الهجوم فكلمة محايدة، وهي الصحيحة مهنياً. لم نقل اعتداء حزب الله من قبل، ولم نقل عدواناً إسرائيلياً، بل قدَّمنا للمشاهد كل المعلومات، وهو يقرر لنفسه، وتركنا لمراسلينا على الأرض حرية الاختيار، ومعظمهم اختار أن يُسمّيه عدواناً أثناء النقل الحي...



تقول هذا بالرغم لرؤيتكم منظر الأطفال المضرجين بدمائهم في قانا، والنساء اللواتي اختلطت لحومهن بالخرسانات المتهدمة، والكهول الذين انسلكوا أمواتًا في حديد المساكن؟!

- أنت قبل قليل تحاججني باسم المهنية والآن تنساها. في مهنة الإعلام يجب أن يكون الخبر محايداً والرأي منحازاً. (العربية) مهنية أعطتكم بالفعل خبراً محايداً ورأياً منحازاً. نقول للمشاهدين إن هناك هجومًا إسرائيليًا على قانا، تسبب في مقتل سبعين طفلاً. الأمر واضح، ولا يحتاج منا أن نقول هذا الإسرائيلي مجرم إلاَّ إذا كان المشاهد قاصرًا عقلياً، أو صينياً لا يفهم المنطقة. أعطيتك معلومة دامغة، وأوصلتك إلى نتيجة مؤكدة لهذا الهجوم. لم أكتفِ بذلك، بل قدَّمت للمشاهد المعلقين على الشاشة، وهم يقولون بالفم الملآن: إنه عدوان، وإنها بربرية وهمجية.



لن أتفرع في إجاباتك التي تعتورها كثير من الثغرات -برأيي- وأترك ذلك للإخوة الذين سيكرموننا بمداخلاتهم .. في نفس السياق - أستاذ عبدالرحمن - سبق أن وصفتم ما قام به حزب الله بشأن الجنديين الإسرائيليين بأنه خطف، بينما سمّيتم اختطاف إسرائيل للوزير الفلسطيني بأنه اعتقال...

- وصفته المحطة بأنه أسر. وهي كلمة أكبر من الاختطاف. أسر تعني أن هنالك حالة حرب، وتعطيك الشرعية الدولية أكثر من كلمة اختطاف التي تمارسها العصابات. كلمة أسر أقرب للصواب؛ لأنها حالة حرب.



والمطحونون تحت المجنزرات الإسرائيلية تقولون إنهم صرعى أو قتلى ؟

- كلمة قتلى وردت في القرآن الكريم، الذي وصف بها قتلى المسلمين، وذُكرت في مواضع أكثر مما ذكرت شهيد وشهداء.

ففي سورة آل عمران يقول جلّ وعلا: (ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا). وفي نفس السورة يقول تعالى : (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم) .

وكذلك يقول تعالى : (فالذين هاجروا وأُخرجوا من ديارهم وأُوذوا في سبيلي وقاتلوا وقُتلوا لأكفِّرن عنهم سيئاتهم ) ، وفي سورة النساء يقول أيضًا، (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا) ، وها هي صفة القتل تُذكر في القرآن مرة أخرى في سورة الحج : (والذين هاجروا في سبيل الله ثم قُتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقًا حسنًا وإن الله لهو خير الرازقين) .



تأملوا يستشهد الراشد بالآياتِ وأسماء سورها ... عجيبة أليس كذلك ؟! ( عبد الله زقيل )

يا أخي أنا كمدير محطة لا أمنح الناس الشهادة؛ لأن ذلك حق رباني، كما أن القضية معقدة أكثر مما تبدو لك. عندما يقتل إرهابي بريئًا أو مجاهدًا سواء في السعودية أو مصر أو اليمن أو المغرب أو غيرها، نقول عنه قتيل. فلماذا نُسمّيه في لبنان أو فلسطين شهيدًا؟ وقد سمعت كلامًا يُثير العجب في إعطاء الشهادة، حيث هناك من أنكر كيف تقول لشيعي بأنه شهيد، وآخر شيعي يستنكر أن نسمّي السنّي المقاتل في العراق بالشهيد، وهناك قتلى مسيحيون في لبنان وفلسطين وشيوعيون أيضًا.

مَن منّا له الحق أن يمنح الشهادة أو يمنعها ؟ نحن أهل صحافة فقط.



(ضاحكاً) ما شاء الله تبارك الله ..أجمل شيء في هذا الحديث أن يستشهد عبدالرحمن الراشد بالقرآن، ويحدّد أيضًا سورها، سأترك هذه الفقرة أيضًا من إجابتك للمتداخلين، وما دمنا في هذا المناخ الشرعي الآسر، دعني أسألك عن بدعك الإعلامية التي لا تنتهي، في (الشرق الأوسط) استكتبت كتَّاباً إسرائيليين، والآن تستضيفهم في العربية، ما الذي تهدف إليه ؟

- لا يوجد في (الشرق الأوسط) كُتَّاب إسرائيليون، بل هم غربيون ...



تأملوا الحيدةَ في الجوابِ ( عبد الله زقيل )



ألم يكتب بها أحد إسرائيلي..مثل شمعون بيريز مثلاً ؟

- لم يحدث أن استكتبوا بذاتهم. قد ينقل عنهم من وكالات كما تفعل الصحافة السعودية من تصريحات عن أولمرت أو بيريز أو نتانياهو.


من حيث المبدأ لا أمانع في استكتاب إسرائيلي أو أي عدو، فالقرآن استشهد بالأعداء وروى عنهم. ومن الطبيعي أن يظهر أحد من الإسرائيليين على شاشة (العربية) عند الضرورة الإخبارية، وإلا فإن المشاهد العربي سيكون ناقص المعلومة. لكن للإحاطة نحن أقل بثًا للإسرائيليين من بعض الناس.




ما شاء الله ! ... الراشد أصبح واعظا يقول : " فالقرآن استشهد بالأعداء وروى عنهم " ! ... طيب القرآن ذكر الشهداء ... القرآن ذكر عدم محبة الكفار ... القرآن ذكر أن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ... وذكر ... وذكر ... انتقائية عجيبة ! ( عبد الله زقيل )



تساؤلات حول قناة (العربية)



لنترك(الشرق الأوسط)، ونأتي لقناتك(العربية). يتداول الوسط الإعلامي العربي بأن قناة (العربية) أُنشئت أصلاً لمنافسة قناة (الجزيرة) وغير ذلك. ولكنها بمجيئك تحوَّلت لتحسين صورة أمريكا في العالم العربي ؟

- هذا الكلام معكوس . تاريخياً لم تُنشأ (العربية) للرد على (الجزيرة) لسبب بسيط جداً، قناة (الجزيرة) هي التي أُنشئت للرد على أخبار Mbc وكذلك Bbc التي كانت مملوكة جزئيًا لسعوديين. كانت هناك أخبار الـ ام بي سي تحتكر سوق الخبر ما بين عام 91 و95 حتى ظهرت الـ بي بي سي. وبحكم الإشكال السعودي البحريني القطري حينها أسست قطر (الجزيرة) لمواجهة الإعلام السعودي. نشرة Mbc كانت أهم نشرة أخبار في المنطقة العربية. عُرفت كوجبة إعلامية حديثة لم يعهد الناس مثلها في العالم العربي، ثم ولدت Bbc السعودية. وبعد أن تخلّى السعوديون عنها اشتراها القطريون من باب العقدة السعودية، وبعدها أسست قناة(الجزيرة) .

لكن من الطبيعي أن تكون هناك محطات إخبارية متعددة مثل (الجزيرة). فالتعدد شمل محطات فيلمية وغنائية ودينية. قناة (العربية) لم تُؤسَس للرد على (الجزيرة)، ولو لم تكن (الجزيرة) موجودة لظهرت محطة اسمها (العربية)، أو تحت أي اسم آخر. ربما في القريب العاجل نشهد تأسيس قنوات إخبارية أخرى.



بالمناسبة .. إلى مَن تخضع قناة (العربية) سياسياً؟ هل تخضع للسياسة السعودية بشكل ما، وبما هو معروف في الوسط الإعلامي أم أنها مستقلة؟ ..لا زلت أذكرك بأن ما تقوله سيكون وثيقة منسوبة لك كمدير عام للقناة.

- لحسن الحظ فإن الإعلام السعودي كله لا يشبه الإعلام القومي المصري أو القطري المملوك كلياً للدولة.. بصحفه وتلفزيوناته. في الصحف السعودية تجد سياستها سعودية، وهي قطاع خاص. وهناك فرق بين الخط السياسي والملكية الكاملة. السعودية تهمنا سوقًا ومشاهدين، وقضايا السعودي، ولا يمكن أن نفرط فيه، وهذا حال معظم المحطات التلفزيونية العربية الأخرى من لبنانية وإماراتية ومصرية وغيرها. لأوضح لك معناه اسمح لي أن أروي لك قصة حدثت لي سابقاً في مجلة (المجلة) يوم كنت رئيس تحريرها. مرة قد اخترت غلافاً قصة لمخرجة سعودية. ودخلت في نقاش وقتها مع رئيسي الأمير أحمد بن سلمان - يرحمه الله- أصررت على الغلاف، وهو رفضه لأنه لا ينسجم مع الوضع السعودي.

عندما رأى إصراري قال لي أخيرًا: أنت تُخاطر بألاَّ تُباع المجلة في السوق السعودية. المجلة التي تُحرر في لندن بها أربعون صفحة إعلان مدفوعة الثمن. هذا يعني أن أربعين معلناً سعودياً لن يدفع إذا لم تدخل المجلة إلى السوق السعودية. ترك لي القرار، واضطررت لسحب الغلاف لأن عدم دخول المجلة إلى السعودية يعني نهايتها اقتصاديًا.

أنا إنسان عنيد بعناد أربعين ثوراً، لكن في النهاية سواء كنت في (العربية) ، أو في (lbc) ، أو (دبي) الفضائية لابد أن تراعي الآخرين. وأقول ما قاله روبرت ميردوخ ( إمبراطور الإعلام الدولي ) عندما عابوا عليه إطلاقه محطة سكاي في الصين ضمن أطر قوانين الإعلام الضيقة هناك. قال لهم أفضل أن تصلهم سكاي ناقصة على ألا تصلهم أبدًا. أنا أراعي الاعتبارات السعودية لسببين :

أولهما أهمية السوق وضخامته كونه الأكبر.

وثانيهما ذكرته في بداية حديثي كون الحكومة السعودية ليست طرفًا، ويندر أن تدخل في معارك، حتى مع من تختلف معه مثل سورية مثلاً. أذكرك بالأزمة الأخيرة فرغم ما قالته سورية من حديث مقذع في حق السعودية، لم يخرج مسؤول سعودي واحد ويرد عليها...ونحن في (العربية) قمنا ببث كلام الرئيس الأسد بحذافيره، رغم ما حمله من إساءات واضحة ضد المملكة ومصر والأردن.



أنت هنا تسقط هذه القضية على موضوع قناة(العربية)، وكأنك توحي بأنه لا يوجد توجيه مباشر بقدر ما هي اعتبارات للقناة في مراعاة الاعتبارات السعودية. كيف إذن تفسر لنا لقاء عبد الحليم خدام في قصر سعد الحريري في باريس- المحسوب علينا- بما يتهامس به السياسيون؟ هل هناك إيحاء ما ؟

- الأفضل ان أروي لك القصة، وأنت فسّرها كما تريد. طلبنا من عبد الحليم أن يظهر في قناة(العربية) ثلاث مرات ورفض، كان قد ترك دمشق وجلس في الخارج بين فرنسا وإسبانيا، وبات في حالة قطيعة مع النظام السوري. اتصل به أكثر من زميل ووسيط، وطلبوا منه الظهور في قناة (العربية) واعتذر.

وفي آخر السنة الميلادية الماضية اتصل بي أحد الزملاء وأخبرني أن خدام قد وافق على الظهور على القناة غدًا، وإجراء حوار مشترطًا علينا أن يُذاع الحوار كاملاً دون حذف. اعترضت من حيث المبدأ؛ لأن الحديث قد يكون طويلاً أو قصيراً أو به أشياء سخيفة. لا أستطيع أن أقرر بثّ حوار دون أن أعرف تفاصيله.

ربما يكون مملاً. صدقني لم يعلم بهذا الحديث مسؤول سعودي واحد. حتى الزملاء لم يدروا إلاَّ من علم بحسب طبيعة وظيفته. جاء الحوار وأعترف لك أنني لم أكن أتوقع أن يكون مثيرًا وبتلك الحدة والفرقعة. بُث الحديث وأنا في إجازة نهاية السنة، ولم أشاهده إلاَّ بعد أن شاهده العالم العربي؛ لأنني كنت في فندق في مكان بعيد في جنوب بريطانيا، وشاهدني هناك نجيب ميقاتي الذي صادف أنه سكن الفندق نفسه...



هل تريد أن تقول لنا بأنك كمدير عام للقناة لم تطَّلع على ذلك الحوار وبثّ من غير أن تراه !؟



موقع (الساحات) والراشد



على ذكر الشتائم، ألم تقرأ ما يكتبه الساحاتيون في الإنترنت، ووصفهم لقناتكم بـ (العبرية)..الوصف تعدى الإسلاميين إلى القوميين والبعثيين ؟

- أنا أقرأ كل شيء تقريباً بطبيعة عملي. من البلاي بوي إلى الساحات. كل الأفكار أقرأها. من الإباحية إلى السياسية التي أختلف معها 100%...هذا هو عملي الذي يتطلب مني المطالعة والمتابعة.



وإذن..هل تضايقك الاتهامات التي يكيلونها لك ؟

- إنهم وأمثالهم من أصحاب المواقع المتوترة يُسدون لي خدمات جليلة دون أن يدروا. صدقني أنهم خير سند لي جزاهم الله عني خير الجزاء. وعلى أية حال شتائمهم لا تُغيّر في حقائق الأرقام التي تؤكد أننا أكثر محطة إخبارية يشاهدها الناس اليوم.



شبكة Mbc والتمويل الأمريكي



سأنتقل إلى محور ساخن يتعلق بتمويلكم المالي في الشبكة. هناك مقولات رائجة، وتقرير كُتب في الإنترنت عن مركز الميساء للدراسات، وهو شائع في الحقيقة في الوسط الإعلامي ..

- هل يوجد مركز اسمه الميساء ؟



هذا ما قرأناه. ولنا في مضمون ما ذُكر في التقرير وإسقاطه على الواقع المشاهد. التقرير ذكر أن مجموعة Mbc أوقف عنها الدعم المالي السنوي الذي كانت تتلقاه، بمجيء الملك عبدالله . الحكومة الأمريكية قامت بتعويض ذلك الدعم عبر تمويل مجموعة Mbc في مقابل تحسين صورتها في الوطن العربي، بعد أن فشلت جهودها مع قناة(الحرة) ، وإذاعة (سوا) ، ومجلة (هاي) .. كيف تقرأ ذلك ؟

- هذا كذب وافتراء..قرأت ذلك في العديد من المواقع الإليكترونية المتطرفة، حيث أتصفحها يومياً وأضحك منها.

أنا لم أذهب إلى أمريكا منذ ثلاث سنوات، ومع هذا يُنشر عني أنني ذهبت الأسبوع الماضي، وتعرضت إلى مضايقات شديدة في المطار. كله تلفيق وتدجيل. المواقع الإليكترونية لا تعرف فيها الكاتب ولا المصدر.

الأسماء وهمية، والمراكز وهمية. نُشر التقرير المزعوم في البداية في وقت الملك فهد - رحمه الله - ثم حُرّفت روايته، وبالتالي هو من سخف الكلام. قرأت أيضا أن ملف Mbc3 وmbc4 قد وُضع على طاولة كولن باول. باول لم يكن موجوداً عندما أنشئت. يا أخي إنها قصة مثل أفلام الكارتون. لم يراجعوا أكاذيبهم تاريخياً.. ففيها أخطاء في الأسماء والأزمنة والأفكار. من السهل الكذب والتشهير بالأشخاص، وهو ما يحدث في الإنترنت حالياً. من السهل في الانترنت أن تقذف الناس فتقول: إن فلانًا ارتشى، أو إنه عميل، أو إنه زنى. ما يكتبونه عبارة عن طنين ذباب؛ لأنهم أعجز من مناقشة الحجة بالحجة.

من السهل مشاهدة أي قناة وتحديداً إن كانت صادقة أو كاذبة. ولحسن الحظ معاملاتنا مكشوفة، وتقاريرنا على الهواء، ومراسلونا يظهرون بالصوت والصورة لا بالأسماء المستعارة. ورئيس المجموعة الشيخ وليد الإبراهيم هو صاحب أكبر تجربة في مجال العمل التليفزيوني، و Mbc أنجح المجموعات التليفزيونية إعلامياً وتجارياً أيضاً. وهذه صناعة كبيرة ومعقدة لا تنجح بالحظ أو المساعدة، بل بالتخطيط والعمل الصعب.



عفواً.. عفواً أستاذ عبدالرحمن، مثل هذه الاتهامات رائجة في الوسط الإعلامي. موقع الساحات الذي تشتمه ويُشتم من كتبة الزوايا الصحافية، ويتعرض لانتقادات واسعة، بات كقصائد نزار قباني التي تهاجم نهاراً، وتقرأ ليلاً !!هذا الموقع يطالعه معظم الكُتَّاب السعوديين. أكثر من ذلك أنه بات مصدرًا للأخبار الفورية، وتستقي منها الصحف السعودية بعض موضوعاتها..أقول هذا بالرغم من تحفظاتي عليه، ولكنها الحقيقة .

- ليست لديَّ مشكلة في ذلك، ومن حقك أن تتمتع به ليلاً أو نهاراً. في النهاية القرار للمشاهدين ليس للساحات أو القلعة أو غيرهما، وعماد أي محطة هو مصداقيتها. (العربية) اليوم هي في رأس المحطات.. فهل أحكم على عملي من خلال ما يكتبه مريض نفسي في موقع، أم من خلال بيانات المشاهدة العلمية ؟



تشنج حديثك الآن، ربما يخالف ما قلته قبل قليل عن كُتـَّاب النت الذين يُسدون لك خدمات جليلة، وانتقل إلى محور في ذات السياق:الاتهامات الرائجة أنك وأحمد الربعي كاتبان أمريكيان حتى النخاع، ودائما التبرير للسياسة الأمريكية، وأنكما مجندان في حرب الأفكار التي أعلنها رامسفيلد، إلى أي مدى ترى صحة هذا ؟

- أفكاري موجودة قبل أن يصل رامسفيلد إلى وزارة الدفاع بأكثر من عشرين سنة. ربما أكون أنا من جنّدته (ضاحكاً). هذا كلام من يعجز عن الرد على الأفكار. اتهام الآخرين أسهل من مناقشتهم. أعتقد أن أفكاري تنسجم مع المصلحة السعودية والعربية والإسلامية أكثر من أفكار من يتهموني. وإن كان جهلاً منهم فهم مع التعلم وتقدم العمر – أطال الله أعمارهم - سيكتشفون ذلك



كأنك تتحدث من خلال اطّلاعك على حقائق وخفايا بحكم موقعك الحسّاس ؟

- هذه استنتاجات وليست معلومات، مبنية على مطالعات ومتابعات مفتوحة لا تقارير سرية.العالم بشكل عام مصنَّف إلى دول كبرى، ودول صغرى، ودول غير موجودة على الخريطة لقلة شأنها. نحن نبحث عن الفرصة لكي نعيش حياتنا كسعوديين وعرب ومسلمين، وندافع عن حقوقنا الأساسية، وعن وجودنا بشكل عام. لا أعتقد أن هذه المصالح يمكن أن تتحقق في مناخ تصادمي مع قوى كبرى لا تفكر فينا، أي أن حساباتها أبعد. الملك عبد العزيز -رحمه الله-كان في غاية الذكاء. في زمنه ومجتمعه فَهِم العالم على حقيقته، وخَبِر كيفية التعايش. منح التنقيب عن البترول للأمريكان وليس للإنجليز، وتعامل مع الحروب الإقليمية والعالمية بدون تنازلات بأكثر مما تمليه مستوجبات العلاقات الدولية التي مارستها الدول الإسلامية في أزهى عصورها، منذ الخلفاء الراشدين، مروراً بالفاطميين والعثمانيين وحتى اليوم. العلاقات الدولية لها متطلبات معينة، ولها ثمن محسوب. إذا نظرنا لها في هذا الإطار نجد أن المصلحة السعودية والعربية والإسلامية هي في تهيئة المناخ، وإصلاح الأحوال الداخلية، والابتعاد عن النزاعات الخارجية بقدر المستطاع. أما الذين يريدون الحروب والمواجهات فهم يريدون تدمير منطقتنا ومقدراتنا...



ولكن من ينتقدك هنا ليس فقط التيار الديني، بل حتى القوميون، وآخرون من تيارات أخرى.. كيف تُفسّر لنا معارضة كل هؤلاء لك ؟

- إذا كان القوميون، والاشتراكيون، والبعثيون، والشيوعيون، والصحويون يختلفون معي فلابد أنني على حق ...



(ضاحكًا) صدقني لا يمكن أن يجتمعوا على ضلالة.

- ربما يكونون قد اجتمعوا عليها هذه المرة (ضاحكاً). من حظي أنهم خصومي. جميعهم مصدرهم الفكري الأول هي أطروحات اليسار القديم (الشيوعي)، الذي كان موجوداً ومهيمنًا في منطقتنا أيام الحرب الباردة. كان موجوداً في الحواضر العربية الكبيرة. الفكر الشيوعي بطبيعته أكثر جاذبية للمثقفين عن عامة الناس. وما يقوله الصحويون الآن منسوخ من أدبيات الشيوعية العربية القديمة في معظمها، والمعادية للمعسكر الغربي في تلك الفترة. إذا رجعت إلى حقبة الخمسينيات لا تجد فارقاً في الأطروحات الشيوعية اليسارية التي كانت معادية للغرب في معظمها عن الأطروحات الإسلامية الحديثة جداً. أرجو من لديه شك في ذلك أن يرجع إلى المكتبات، ويطالع الأدبيات اليسارية العربية القديمة، ويقارنها بالأدبيات الإسلامية الحديثة. الأدبيات الإسلامية القديمة لم تكن معادية للغرب لسبب بسيط جداً وهو أن الغرب ليست له مشكلة مع الموضوع الديني أو التدين أو حق الفرد في التدين. إسلاميو السبعين سنة الأولى من القرن العشرين كانوا على وفاق، وأحيانًا في تحالف مع الغرب في باكستان والخليج والقرن الإفريقي ووسط آسيا وأفغانستان إلى أن سقط المعسكر السوفيتي، وترمل اليساريون العرب. الغرب لا يمنعك من الصلاة أو الصيام أو الزكاة. في النظام اليساري الشيوعي كل ذلك ممنوع. اليسار بعد الهزيمة تسلل مثقفوه إلى معسكر الإسلاميين، وشرعوا في تخريب الإسلام سياسيًا. انقلبت الأنظمة الإسلامية إلى معارضة، وفجأة صارت الحكومات تتهم في علاقاتها مع الغرب، وهي نفس الحكومات والسياسات التي كانت معهم في نفس الخندق...



سامحني أستاذ عبدالرحمن؛ لأن ما سمعته من وجهة نظري تبسيط مخلٌّ..ومخلٌّ جدًا في تناول الظاهرة الإسلامية. السياسة الأمريكية المتعنتة.. أليس لها دور في هذه المواقف المتشنجة للإسلاميين؟

- أنا لا أبرر السياسات الخاطئة. بعضها عن قصد، وبعضها ربما عن جهل. أمريكا دولة كبيرة. أحسنت في البوسنة، وأخطأت في فلسطين. أنا لا أقول إن سياساتها مبررة، ولكني أشرح شيئاً مهماً وهو ضرورة عدم النظر للأمور من منظور واحد ومن موقعنا فقط. هناك سياسات متعددة، وفي العالم نزاعات كثيرة، وقوات الأمم المتحدة -رغم ندرة مشاركاتها- منتشرة اليوم في 19 منطقة نزاع في العالم، في أمريكا الجنوبية، وإفريقيا، وآسيا، وأوروبا. هذه القضايا المختلفة كلها تهم الدول الكبرى، وواشنطن تتخذ قرارات صائبة أحياناً، وخاطئة أحياناً أخرى، وربما انتهازية دائمًا. هذه هي طبيعة السياسة. لدينا خلاف مع الأمريكيين في بعض القضايا، لكن لو رأيت طريقة صنع القرار في أمريكا لوجدت أن نصف المشكلة فينا نحن. لم يمنعنا أحد من عمل لوبي هناك. ولم يحظر علينا أحد التأثير في القرار الأمريكي. الهروب من المسؤولية هو عذر البليد. نحن هربنا من مسؤوليتنا لأكثر من نصف قرن، ونُحمِّل الآخرين أخطاءنا. أكبر وسيلة يمكن الاستفادة منها هي النظام الأمريكي الذي يسمح بالدخول والمشاركة والتغيير. أنت لا تدخل، ولا تشارك، ولا تُغيِّر.. وكل ما تفعله البكاء والشتم!! عدد المسلمين في الولايات المتحدة يكاد يزيد على عدد اليهود، فما الذي يمنعهم أن يمارسوا حقوقهم؟ لا أحد. بل جهلهم وكسلهم وحبهم للشكوى أكثر من العمل.

منقول

السلفي الأثري







التوقيع :
اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا رسولك محمد وعلى آله الكرام الأطهار وصحابته الذين ارتضيتهم لصحبة نبيك ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهد الشيعة إلى صراطك المستقيم وأرجعهم إليك منيبين مخبتين اللهم من علمته منهم مريدا للحق راغبا بالهداية فألن قلبه للحق ويسر له معرفته ...آمين
(ابو جهاد المصرى)
من مواضيعي في المنتدى
»» تفسير حديث بدأ الاسلام غريبا(لابن باز)رحمه الله تعالى
»» الى كل اخوانى فى منتديات الدفاع عن السنه عاجل ومهم
»» دعوه لمقاطعة الدوله الصفويه المارقه
»» اسرة الشيخ عمر عبد الرحمن تطلب وساطة شيخ الازهر للافراج عنه
»» وثائق جديده تؤكد محاولة تنصير معتقلى جوانتا نامو بالقوه ومنعهم من الصلاة
 
قديم 21-01-07, 08:15 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السيد الشربينى
عضو فضي





محمد السيد الشربينى غير متصل

محمد السيد الشربينى is on a distinguished road


النفاق والمنافقين(فضائح&فضائح)

الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ...

نشر ملحقُ " الرسالةِ " لقاء الصحفي والكاتب عبد العزيز قاسم مع عبد الرحمن الراشد ، والذي يظهرُ أنه نقح إجابته ، ويلاحظُ ما يلي :


أولًا : المقابلةُ زادت الشكوكَ حول الراشد .

ثانيًا : أكد وجود حبلٍ سريٍّ بين قناةِ " العربيةِ " وجريدةِ " الشرقِ الأوسط " .
فمن حَبَّلَهُ ؟!


ثالثًا : وصفه في المقابلةِ لأحد الأكاديميين بأنه " مريض " ! لأنه متخصصٌ في فضحِ الإعلاميين المتأمركين ! ، وستعرفون اسمه من خلال قراءةِ اللقاء كاملاً .

رابعًا : تهربهُ من الإجابةِ في بعضِ الزوايا الضيقةِ التي حشره فيها الصحفي عبد العزيز قاسم .

خامسًا : في بعضِ أجوبته أجاب بكلماتٍ عامةٍ ، لا تشقي غليلاً مثل : " كذب ... افتراء ... ليس بصحيح " !

سادساً : استشهد ببعضِ الآياتِ وحدد سورها ! في محاولةٍ لردّ بعض المآخذِ على استخذامِ قناةِ " العربية " لكلمةِ : " قتيل " بدل " شهيد " .
فيا تُرى مَنِ الذي حضر له الآيات ممن حوله ؟!


سابعًا : متابعته للساحاتِ ، وأظنُ بعد نشر مقابلتهِ هنا سيتفرغُ لها بالكليةِ ويتركُ " العربية " !

ثامنًا : ليت الصحفي عبد العزيز قاسم ساله : ما هي أسبابُ عنوسةِ غالبِ المحسنين لوجه أمريكا القبيح في الشرقِ الأوسط ؟!

تاسعًا : شبه الراشد نفسه بأربعين ثوراً ، ونقول : " إذا عُرف السببُ بطل العجبُ " !
وأخيراً أذكرُ عبد الرحمن الراشد - هداه الله للصوابِ - ولاسيما وقد تقدم به السن بعددٍ من الآيات .


قال تعالى : " لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ " [ آل عمران : 196 - 197 ] .

وقال تعالى : " إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ " [ الجاثية : 19 ] .

وقال تعالى : " قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ " [ سبأ : 31 - 32 ] .


وأتركُ بقيةَ النقاطِ التي لن يخفى ما فيها








بين يدي المكاشفات

بقلم : عبد العزيز محمد قاسم



على عكس كل المكاشفات التي أجريتها في السابق، تعمّدت أن أبدأ النشر مع ضيفي لهذا العدد، الإعلامي المعروف الأستاذ عبدالرحمن الراشد، من منتصفها. فقد أثار الإعلانين اللذين نشرناهما في رمضان اهتمام كثير من النخب الفكرية والإعلامية والدينية، فالرجل مثير، ومصادم بمقالاته وسياسته في قناة (العربية) لكثير من تلك النخب، فاضطررت بسبب ذلك إلى كسر القاعدة، لأن الحلقات الأولى من المكاشفات تركّز دوماً على ظروف التنشئة الاجتماعية، والتي ترعرع عبرها الضيف، مع التطرق لنتفٍ من ذكرياته وقراءاته التي كوّنت شخصيته، وربما كان كل ذلك لا يُهمّ هذه النخبة المتعطشة لمعرفة إجابات الضيف حيال الاتهامات التي سقناها له في المكاشفات.

يعتورني دوماً كثيرٌ من الأسى وأنا أعدّ الحلقة الأولى من أية مكاشفة بسبب أنني أفقد جزءًا كبيرًا من إثارتها عبر إرجاع الحوار للضيف، والذي بدوره يقوم بترميم كثيرًا من إجاباته التي غفل عن بعض جوانبها، ويُبطل معظم أسئلتي واستدراكاتي وسجالي معه، ويقوّي حججه، ويسبك عباراته التي لا تكون عادة متينة بسبب شفاهية وارتجال الإجابات التي اقتنصتها منه. فتجدني أسفّ الندم، وألعق الحسرة على ضياع مانشيتات بطول ثمانية أعمدة، فيما كانت المرة الوحيدة - والوحيدة فقط - التي لم أقم بإرجاع الحوار فيها للضيف، هي التي كانت مع الإعلامي الأشهر د.هاشم عبده هاشم، والتي لم أعده بإرجاع الحوار، ولم يسأل بدوره عنها، لمعرفته بأدبيات المهنة، فلذلك بقيت حيويتها وتفاعليتها وإثارتها.

لكنني في مقابل ذلك الأسى، الذي سرعان ما يزايلني، فإنني أدرك أنني بإرجاعي الحوار للضيف، أعطيه فرصة كبيرة كي يتمّ إجاباته، ويدافع عن نفسه حيال التـُّهم التي تطال بعضها عقيدته ودينه، فترتاح نفسي أنني أرعوي وأتساوق مع سلوك إسلامي أزعم أنني أمتثله، فتهون لديّ ضياع كل تلك المانشيتات التي فزت بها مقابل إعطاء الضيف - الذي أكرمني ابتداء بالموافقة - حقه في الدفاع عن نفسه.

يبقى أن كثيرًا من أحبتي في التيار الإسلامي يعتب عليّ تفويت التعليق على إجابات الضيف، وعدم مساجلتي له، وأزعم أنني أساجله بقدر ما يمكن للحوار أن يمضي بحيويته وتفاعليته، وإلاّ لتحول إلى (مخابطات) بما قاله لي الراشد.. وقد برم من السجالية المتكررة، ومن غير المعقول أن أتوقف عند كل جزئية، وإلاّ لامتدت المكاشفة إلى عشرين حلقة وأكثر، وهذا بالطبع غير مهني على الإطلاق، بيد أنني أردد دوماً بأن الإخوة المعقبين على الحوار هم من يفترض بهم القيام بالاستدراك، وتفنيد الإجابة، والردّ عليها.

عبدالرحمن الراشد إعلامي موهوب- ولا شك- خدمه الحظ كثيراً، وارتبط في ذهني وجيلي الإعلامي بزمالته بأستاذه عثمان العمير، وإن فاق الأخير- بحسب ظني - عبر رؤيته وتخطيطه لحياته. وقد ضرب لي أحد الزملاء، وهو يقارن مسيرة الرجلين، بالفنانين محمد عبده وطلال مداح يرحمه الله، فالأخير أندى صوتاً وأكثر موهبة، بينما الثاني أكثر وعياً وتخطيطاً لمسيرته.

على كلٍّ، أخذت وقتاً طويلاً للإعداد لهذه المكاشفة، ولم يرهقني أحد من ضيوفي مثل الراشد في تحديد موعد اللقاء. وعندما ذهبت إليه في دبي عذرته حقيقة في انشغالاته التي لا تنتهي، وسفرياته التي لا تتوقف، وحمدت الله صادقاً بيني وبين نفسي أنه لم يتزوج، وإلا لضاع أبناؤه وزوجته في خضمّ انغماسه في هذا العمل الذي لا ينقطع.

ألفيت في الراشد وأنا ألتقيه في مكتبه بقناة (العربية) كثيراً من التواضع والأدب الجمّ، وكنت حريصاً أثناء حواري معه أن أقرأ ما بين حروفه التي يجيب بها، وتمعّنت جيداً في إدارته لفريق القناة وتسييره العمل، وبالطبع خرجت بعد ست ساعات متواصلة وأنا مؤمنٌ بأن الرجل ليس سهلاً أبداً كما يبدو للوهلة الأولى، وأنه صاحب فكر ورسالة، ولا يمنعه تهذيبه الجمّ من الضرب الشديد تحت الحزام لخصومه، كما ستقرأون، فضلاً عن دفاعه المستميت لكل ما يؤمن به، ولا يهادن أحداً، أو يحسب حساب جهةٍ ما، كغيره من رصفائه الإعلاميين، أو أقرانه في الفكر، وسترون ذلك من خلال حلقات مكاشفاته..

[email protected]


أجرى المكاشفات : عبدالعزيز محمد قاسم

نُشرت في ملحق الرسالة بتاريخ 12/10 /1427هـ





مدير عام قناة (العربية) عبدالرحمن الراشد في أولى مكاشفات :

أنا مَن جنـّد دونالد رامسفيلد معي في حرب الأفكار الأمريكية



• في أولى مكاشفاته، شنّ الكاتب والإعلامي المعروف عبدالرحمن الراشد مدير عام قناة(العربية) هجوماً شديداً على كتـّاب الانترنت، ووصفهم باختلاق الأكاذيب حوله، ودافع عن سياسة صحيفة(الشرق الأوسط) التي وصفها بأنها أقوى الصحف العربية على الإطلاق، وفند ما كتبته منى الطحاوي حيال الصحيفة وسياستها المنحازة. فيما لم يفوِّت الفرصة للتشنيع على السياسة القطرية، التي أتفق معهم على توجههم التحرري التحديثي، غير أنه خالفهم في ازدواجيتهم وتناقضهم المريع وحالة الشيزوفرينيا والتدجيل السياسي غير المبرر التي يعيشونها بتعبيره.

الحلقة الأولى من المكاشفات تطرقت إلى ظروف نشأة قناة(العربية)، والتي نفى فيها الراشد أن تأسيسها جاء ردًا على قناة(الجزيرة) ، بل أكد أن الجزيرة أُنشئت ردًا على قناة Mbc. .فإلى تفاصيل المكاشفة الأولى :





أشكر لك تفضلك بالموافقة على أن تكون ضيفًا في (مكاشفات). ولأبدأ معك خلافًا لما اعتدت عليه مع ضيوفي بالتطرق إلى مراحل الطفولة، مؤجلاً ذلك إلى آخر المكاشفات. بصفتك رجلاً عملت في الشركة السعودية في مجلة (المجلة) و لاحقاً في صحيفة (الشرق الأوسط) .
كما قرأنا في بعض المذكرات التي تناولت نشأة صحيفة (الشرق الأوسط) وأفادت بأن الاستخبارات السعودية هي من أنشأتها.وتردد اسم كمال أدهم وغيره من أدوار لهم في إنشاء الصحيفة. أود تسليط الضوء على هذا ؟


- كنت أسمع نقداً حاداً ضد صحيفة (الشرق الأوسط) ، لكني داومت أيضا على تصفحها كل صباح في واشنطن. علاقتي بـالخضراء بدأت قبل التحاقي بالعمل فيها. كان لي فيها رأي سلبي جزئياً بحكم ما أسمعه عنها من أنها صنيعة الاستخبارات السعودية.

بكل أسف كنت ضحية هذا الكلام . لذا أتفهم عقلية من يسمعون مثل هذه الأحاديث اليوم. فالمجتمع العربي مريض بالأكاذيب والكثير فيه من التزوير في ما يشاع ويذاع، ولتشرشل مقولة ذكية « إن الإشاعة تكون قد وصلت إلى نصف العالم قبل أن تلبس الحقيقة ملابسها».



من خلال هذا الحديث أنت تنفي أن (الشرق الأوسط) صنيعة الاستخبارات السعودية ؟

- نعم. أنفي ذلك تماما. العمل في صحيفة (الشرق الأوسط) عمل صحافي حقيقي وهي مؤسسة محسوبة مداخيلها تجارياً ونشاطاتها مهنية.

لكن لا تنسَ أن المملكة أيضا هدف دائم لأجهزة الإعلام المضادة الأخرى من ناصرية وبعثية ومعادية أخرى، ومن الطبيعي أن الحكومة السعودية كانت ستؤيد حتماً وجود مؤسسة إعلامية قوية.

أتصور أن دور الاستخبارات تأييد للفكرة، وهو أمر تحدث عنه السيد هشام حافظ -رحمه الله- بصراحة لكن الأكيد أيضًا أن السيدين هشام ومحمد حافظ كانا صحافيين في الأساس.

ليس لدي شك في أن المهنة لا التبعية السياسية وراء نجاح المؤسسة، وكانا صحافيين من أول يوم. الحكومات تدعم مؤسساتها الكبرى ولابدّ أن الحكومة المصرية كانت تدعم صحيفة (الأهرام) ...



أودّ التوقف معك هنا. قد يشعر القارئ عندما يقرأ كلامك هذا بنوع من التناقض أو عدم الفهم. أنت نفيت مطلقًا في أول كلامك أن تكون (الشرق الأوسط) صنيعة الاستخبارات السعودية، ثم استدركت وقلت إن دور الاستخبارات التأييد والمساندة. ليتك توضح بشكل أكبر.

- دخلت إلى الشركة السعودية عام 1987م، وخرجت منها قبل ثلاث سنوات فقط، لم يحدث على الإطلاق أن زار أحد من منسوبي الاستخبارات السعودية الصحيفة ولو لمرة واحدة. أتحدى أياً من الإخوة الذين عملوا مع الصحيفة أن يدّعي عكس ذلك. أول مرة أقابل فيها الأمير تركي الفيصل كانت عندما صوّرت فيلمي (حرب الخليج) أظن في عام 1993م، وكانت من المرات النادرة. حضرت مئات من الاجتماعات الإدارية للصحيفة واجتماعات مجالس الإدارات، ولم يكن لها علاقات بأي جهاز كان، بل كانت صحيفة مهنية صرفة.


أدّعي أنني عرفت الأمير أحمد بن سلمان - رحمه الله - والسيدين الناشرين معرفة جيدة وكل المرتبطين بالمؤسسة. لم يحدث - ولو من باب الصدفة - أن رفع أحدهم السماعة، أو واجهني بحديث عن أية استخبارات كانت. لا تنسَ أنني عملت في الصحيفة خلال أوقات عصيبة، ومن الطبيعي أن تكون هناك اتصالات سياسية، لكنها لم تكن قط أمنية، والاتصالات السياسية موجودة مع حكومات عربية عديدة بحكم طبيعة الوظيفة. وقد شغلت رئيس تحرير (المجلة) في عزّ الحرب الإيرانية العراقية السعودية. وكنت رئيس تحرير (الشرق الأوسط) أيام حرب الكويت وما تلاها من أحداث. كلها كانت سنوات مضطربة أمنياً أو عسكرياً أو سياسياً. لم يحدث - ولو لمرة واحدة- أن اتصل بي أو بأحد من الزملاء أحد منسوبي الاستخبارات السعودية. هناك إعلاميون كبار من غير السعوديين مثل عماد الدين أديب، وجهاد الخازن، وعرفان نظام الدين.. أداروا الصحيفة وهم يعملون اليوم خارجها ويمكن مساءلتهم. ربما تقابلوا مع منسوبي الاستخبارات في مناسبات عامة لكنهم لم يكونوا يتلقون توجيهات، أو يحضرون اجتماعات أو نحو ذلك من أجهزة أمنية. تركي الفيصل في حينها كان ولا يزال شخصية سياسية عامة. لكن إذا كنت تقول إن (الشرق الأوسط) خدمت السياسة السعودية. أجيبك بمنتهى الوضوح: نعم بالتأكيد خدمتها. والحقيقة أنها مسألة سهلة. لا يحسّ المتعامل معها بأي حرج، وأنا أقولها لك بكل أمانة: أي شخص منصف متابع للسياسة السعودية على مدى أربعين أو خمسين عامة سيلاحظ ذلك. السياسة السعودية ثابتة معتدلة لا متقلبة محرجة. إذا راجعت خُطب الملك فيصل -حتى في ذروة خلافه مع عبد الناصر - تجد أنه رجل محترم يستخدم مع خصمه لغة خطابية راقية. بالمقابل إذا راجعت خُطب عبد الناصر، تجدها لغة بذيئة وشوارعية مثل خُطب صدام حسين.

أنت كصحافي عندما تكون سياسة بلادك معتدلة، ولغة رئيسك محترمة لن يوجد لديك حرج في الدفاع عنها. أما إذا كان رئيسك (بلطجيًا) وتنتمي لدولة غازية أو مؤذية تكون سياساتها صعبة للصحافي؛ لأنه لن يستطيع الدفاع عن بلاده ولا عن رئيسه بأمانة.

السياسة السعودية كانت - ولا زالت - سياسة محترمة من السهل الدفاع عنها . الملك فيصل في وقت خلافه مع عبد الناصر وقف معه في مؤتمر الخرطوم. الملك فهد لم يقل كلمة شخصية سيئة بحق صدام حتى عندما دخلت الدبابات العراقية داخل الحدود السعودية وحاربتها في الخفجي عام 1990م . الملك عبد الله فوجئ عندما ذهب إلى الولايات المتحدة لمساندة الفلسطينيين أن أبو عمار قد اشتكى السعودية للرئيس الأمريكي، ومع هذا وقف إلى جانبه في أيام حصاره. المشكلة تحدث للصحافيين عندما تكون سياسات بلادهم الخارجية خرقاء وقادتهم حمقى. كله موثق. نعم تواجهنا إشكالات في الرؤى المختلفة، وهذه محل نقاش دائم.. نكسب أحيانًا، ونخسر في أحيان أخرى.



شراء الذمم



ما تقوله نوع من التوثيق الصحافي الذي سوف يُرصد في كتاب ويبقى للتاريخ. هل قامت (الشرق الأوسط) بشراء ذمم بعض الكُتَّاب العرب للكتابة لصالح الحكومة السعودية وقضاياها أو لمهاجمة بعض الأنظمة السياسية؟ هذا نوع من التعامل كانت تقوم به دول مثل العراق وغيرها في الستينيات؟

- المشكلة في استخدام كلمة ذمم . (الشرق الأوسط) وبقية الدور الصحافية السعودية مثل (الحياة) وغيرها لديها ميزة أساسية هي أنها مؤسسات خاصة لا حكومية. سياسياً لا يُطالب العربي عندما يعمل فيها بالتبعية حزبياً أو سياسياً. ولا يُحاسب على مواقفه المستقلة خارج عمله. عندما وقع الصدام الكبير مع العراق، العديد من الصحفيين والكُتَّاب تركوا المجلات العراقية؛ لأنها كانت تحاسبهم على مواقفهم الشخصية، وتطالبهم أن يكتبوا بشكل واضح مع خطها الرسمي ضد السعودية.

أما (الشرق الأوسط) فلم تطلب من أحد أن يكتب مسانداً لم يرغب في أن يفعلها بذاته. استكتبت صحفنا أشخاصاً على خلاف مع المملكة، وقد لا تجد في كتاباتهم بعد انضمامهم كلمة ثناء واحدة. فهمي هويدي الذي استكتبته في مجلة (المجلة)، ولاحقاً في (الشرق الأوسط) لا يزال يقف مع غيرنا منذ الثمانينيات وحتى هذا اليوم.

لا أذكر أنني طلبت منه أن يكتب مقالاً واحداً يثني فيه على السياسة السعودية، وهو لم يفعل. هذا دليل حيّ وموجود، وأنا أعتز بمثل هذا الاحترام رغم خلافي معه في كل شيء تقريباً.

أعتز كذلك بالقوميين والبعثيين والإسلاميين الذين عملوا معي في (المجلة) وفي (الشرق الأوسط)، ولم يحدث أن طلبت من أحدهم أن يغيّر موقفه السياسي، أو رجوت منه كتابة مقال مؤيد للسعودية. بل لعلمك سبق أن ألغيت مقالات لصحافيين عرب؛ لأن فيها نفاقًا للسعودية. أحدهم لا يزال حيًّا كتب مقال مدح في الأمير سلمان لـ (المجلة) ورفضت نشره، فذهب واشتكاني للأمير سلمان الذي وقف معي ودافع عن رأيي. هذا الكاتب كان حسن القصد بالفعل، لكني لم أنشر مقاله لأني أعرف الأمير سلمان وعدم رغبته في مقالات تمدحه.


• بالمناسبة.. وقد انتقلت من أمريكا إلى بريطانيا، كيف كان الوضع عليه في (المجلة) ؟ هل تأقلمت مع زملائك ؟


- فجأة وجدت نفسي في مكان مغاير لما عرفته من قبل. تهديد بالإضراب من قبل الموظفين، ونقابة صحفيين، ومعارك داخلية، ومحاكم، وفضائح، ومجلات ابتزاز، ومناخ غير مألوف لي على الإطلاق. لم يمكنني التراجع. فقد دخلت إلى المغارة، وعليَّ إكمال الطريق، وشعرت كأنني في مسرح اللامعقول دون أن اضطر أن أكون طرفًا فيه. وجدت الحياة في لندن قاسية نوعاً ما مقارنة بما عرفتها في واشنطن حتى في الحياة العادية مثل التنقل والسكن وفتح الحسابات البنكية.



المقالة الفضيحة



فيما سبق تحدثت بإسهاب عن سياستكم التي اتبعتموها في صحيفة (الشرق الأوسط )، بيد أنني لا أملك إلا أن أنسفه وأدفعه بما قالته الكاتبة الشهيرة منى الطحاوي في مقالتها التي شرّقت وغرّبت. الأخت تشكو من منعكم لها من نقد الحكومة المصرية. هذه كاتبة أسبوعية لديكم تشتكي وتبوح بما يدور في كواليسكم؟

- هناك فرق بين أن تحذف أو توقف مقالة من قِبل الصحيفة، وأن تملي عليك كتابة موضوع أو تبني موقف محدد. لم أعمل مع منى الطحاوي، وأعتقد من مقالها أنها كانت منفعلة جداً. ثق أنها ستكتشف في المستقبل القريب كم كانت قاسية جداً ومخطئة تماماً في حق زملائها. ليس في حقي أنا، لأنني الآن لست رئيس تحرير(الشرق الأوسط) . أنا واثق أن أحدًا لم يطلب من منى يوماً أن تكتب مقالاً معيناً في اتجاه سياسي محدد، وإذا كان هناك حذف فقد اقتضته نظم النشر المألوفة.

من حق أي صحيفة في العالم أن تمنع نشر مقالٍ ما إن كان يخالف أنظمتها. من حق كل رئيس تحرير أن يرفض نشر ما يعتقد أن فيه مخالفات لضرورات النشر، وهذا حال كل الصحف.. اللهم إلا تلك التي لا تُقرأ، أو لا تخضع لأنظمة، وهي ليست صحفًا بمعناها الكبير، بل منشورات.

في أمريكا وبريطانيا حيث الحرية كاملة بحماية النظام، يُضطرون لمنع نشر أخبار ومقالات لأسباب نظامية غالبًا تحت قانون التشهير والقذف. أما صحفنا فإنها مضطرة للتعامل والالتزام بأنظمة الأسواق التي تبيع فيها.

لو كانت الطحاوي قد كتبت مقالاً فيه تجاوز على أسس الدين، أو قدح شخصي ضد الرئيس مبارك، وقامت الحكومة المصرية بناءً على ذلك بمنع دخول الصحيفة إلى مصر تكون الصحيفة قد خسرت وجودها في مصر. حتى لو كان النقد ضد شركة تجارية بلا دليل دامغ لغرّمتك المحكمة نحو نصف مليون جنيه إسترليني، وأفلست الصحيفة، وأغلقت أبوابها. دائمًا هناك أسباب وجيهة تضطر الصحف إلى المنع لا علاقة لها برغبات مسؤولي التحرير، بل قوانين تتبعها كل الصحف في العالم.



بإجابتك هذه كأنك تبرّر بطريقة أو بأخرى، وتثبت ما سطَّرته الأخت منى في مقالتها الشهيرة في هيرالد تربيون عندما كتبت : (الخطوط الحمراء الرئيسية في الشرق الأوسط بسيطة للغاية، فحظر النشر يشمل الأسرة المالكة السعودية، وحلفاء المملكة في الخليج باستثناء قطر التي تنافس المملكة، فلا حظر على ما يُوجّه إليها من انتقاد، ثم حلفاء المملكة العرب الآخرين، ويحتل النظام المصري مكانة داخل هذه الخطوط الحمراء، وبإمكانه أن يطلب من الشرق الأوسط أن تُسْكِت أي ناقدٍ لها) ما هو تعليقك السريع على هذا؟

- ربما يكون ما قالته صحيحًا إلى حدّ ما، لكن عليها أن تتذكر أن المنع ليس خاصًا بـ(الشرق الأوسط)، بل قوانين البلاد نفسها، أما (الشرق الأوسط) ففيها حرية حقيقية نسبيًا أكثر من الصحف العربية الأخرى.. إذا أخذنا في الاعتبار مواقع الطباعة والتوزيع. هناك قوانين ملزمة ومطبقة على كل الصحف العربية. صدقني إذا قلت لك إن (الشرق الأوسط) أكثر الصحف تحرراً إلى حد كبير. أنت ذكرت قطر وتعيّرنا بها.. دعني أقل لك هناك صحف ومجلات في لندن مملوكة أو ممولة من القطريين، لم تتحدث لخمس سنوات كاملة عن قطر بكلمة نقد واحدة، رغم العلاقة مع إسرائيل، وإدارة الحروب من قاعدة (العديد). يا أخي عبدالعزيز الحرية في الصحف السعودية أكثر منها في الصحف القطرية. وما عليك إلاَّ أن تقرأ (الراية)، أو (الشرق)، أو (الوطن) القطرية.. وقارنها بصحيفة (المدينة) أو غيرها من الصحف السعودية.

إذا كانت هناك صحيفة مغربية أو كويتية أو لبنانية، وتُطبع في مصر مثلاً ، فإنها مضطرة للالتزام بقوانين النشر في مصر. الأخت منى اتهمت (الشرق الأوسط) بالالتزام بقوانين النشر في هذه الدول، وهذا منطقي ولا خيار فيه. ومع هذا، الحرية المتاحة لـ(لشرق الأوسط) كبيرة؛ لأن لها وزنًا كبيرًا مقارنة ببقية الصحف العربية، وعندها هامش حرية أكبر مما تعرفه منى الطحاوي في الصحف العربية الأخرى، وأعتقد أن الإخوة في الجريدة يمارسون الحرية بأقصى حدودها، والزميل الأستاذ طارق الحميد أعتقد أنه تحمّل الكثير من كتاباتها وغيرها من الكتَّاب، والهجوم عليه من مبغضين أو حاسدين وهو موقف يُقدَّر له.

هي لا تدرك ذلك لأنها لم تعمل من قبل في صحيفة، والحقيقة أن (الشرق الأوسط) هي التي أعطتها هذه الفرصة للتخاطب مع القرّاء العرب، وأتذكر أن الزميل بكر عويضة الذي كان مشرفًا على صفحات الرأي هو من انتبه لمقالاتها بالإنجليزية في صحف أمريكية، اتصل بها وطلب منها الكتابة بحيث تترجم إلى العربية. جاءت منى من نيويورك بتجربة أمريكية، وهي غير مدركة لأبعاد الحركة الإعلامية العربية وحدودها.

(الشرق الأوسط) بما ذكرته في لائحة الاتهام المقدمة من الأخت منى الطحاوي في مقالها إن وجدت، فسببها القوانين لا الصحيفة نفسها. وفي ذات الوقت بها قدر كبير من الحريات مقارنة بالصحف العربية، وبها احترام لكُتَّابها، وللمهنة بأكثر مما في بقية الصحف المماثلة، وأتمنى أن أسمع رأيها بعد أن تجرّب صحفاً أخرى.



عبدالرحمن الراشد وقطر



دعني أتوقف عند فقرة الشأن القطري التي وردت في إجابتك، أو أقحمتها-لا أدري- بصراحة شديدة أستاذ عبدالرحمن: ما هي مشكلتك مع قطر والساسة القطريين ؟

- إذا رجعت للإنترنت، وبحثت في مقالاتي للأعوام الثلاثة الماضية عن كم مرة وردت كلمة قطر، فسوف تجد أنها لا تزيد على مرتين أو ثلاث لكل سنة، مع مراعاة أنني أكتب في الشأن العام يومياً، وبمعدل 5 مرات أسبوعياً، أي نحو 300 مقال في السنة الواحدة. فأنت لا تستطيع أن تتهمني بالتحامل وأنا لم أكتب عن قطر إلا ثلاث مرات فقط في سنة كاملة. ولو كانت انتقاداتي أسبوعية لجاز لك القول إن لي عداءً معها.


المشكلة أنني انتقدت قطر على وجه صحيح معلوماتياً ومهنياً، وذلك عندما كنت رئيساً لتحرير (الشرق الأوسط)، وهنا حدثت حالة الانتباه. قطر صارت موضوعاً صحافياً لأنها دخلت في حلبة المصارعة السياسية وصار لها رأي، وهذا من حق الإخوان هناك. ولكن عليهم في الوقت نفسه تحمّل تبعات العمل السياسي، وكما نقول بالعامي : «اللي يبي الدحّ ما يقول أحّ» .

يا أخي طالما أن لديهم سياسة مثيرة للجدل، فمن حقنا أن نجادلهم. هم الوحيدون الذين عندهم مكتب إسرائيلي.. تخيل لو كان هذا المكتب في الرياض أو الكويت أو أبوظبي. ليس معقولاً أن تكون في قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، تُدير كل حروب المنطقة من حصار العراق، إلى حرب أفغانستان! فحرب العراق لعشر سنوات، ولا يكون للناس رأي في قطر، ولا يجوز لنا أن نلاحق أخبارها. أتعهد بأن كل ما كُتبته أنا، أو كُتب في جريدة (الشرق الأوسط) عن قطر كان صحيحاً. لم نفبرك خبراً واحداً.



ألست معي – أستاذ عبدالرحمن - أن قطر في النهاية صغيرة ذات مساحة محدودة، وأنكم كإعلاميين دوليين أعطيتموها هذا الحجم ،في حين أنها لا تستحق كل هذا الاهتمام ؟

- صغيرة .. نحن نبدّد نصف وقت أخبارنا في الحديث عن لبنان. هل تعلم أن قطر أكبر مساحة من لبنان؟ البحرين تنتقد في كل مناسبة وأحيانًا بلا مناسبة، هل تعلم أن قطر أكبر من البحرين 17 مرة ؟

المسألة لا علاقة لها بالحجم، بل بالموضوع محل النقاش. فالبحرين دائمًا طرف في الأخبار، لكن قطر يتجنب كثير من الصحافيين انتقادها وهذا شأنهم. أعتقد أن على الإخوة في قطر ألاَّ يغضبوا من انتقادهم طالما أنها يلعبون على المسرح. كل من يظهر على خشبة العرض عليه تحمُّل النقد.



برّرت لموقفك من قطر، ولكنني كإعلامي رصدت نوعاً من التلازم الدائم بين (الشرق الأوسط) وقناة (العربية)..تشتركان دوماً في كثير من القضايا، ولعل الموضوع القطري نموذج لهذا التلازم. حتى بعد ذهابك من (الشرق الأوسط) ومجيئك لـ(العربية) ، هناك نوع من التكامل غير المباشر. أنا لا أدافع عن قطر بقدر ما أُسلّط الضوء على هذه الظاهرة غير المهنية من وجهة نظري..أستاذ عبدالرحمن :هل لازلت تدير (الشرق الأوسط) ؟

- عندما تقول مهنياً تضع نفسك في زاوية ضيقة. اذكر لي أي موضوع ضد قطر كان غير مهني. المهنية قواعدها سهلة، وهي صحة المعلومة وتوقيتها وحجمها. أنا ككاتب لم أتحدث عن قطر هذه السنة إلا مرتين أو ثلاث مرات على الأكثر. وهو أقل من المتوقع. من الطبيعي أن دولة في مثل هذا التورط الضخم أن تُنتقد، فهذا مهنيًا صحيح. المهم أن كل المعلومات التي نُشرت عن قطر صحيحة. للمعلومية هناك أخبار لم تُنشر عن قطر تعمدنا إغفالها حتى لا يأتي عبد العزيز قاسم بمكاشفاته (ضاحكاً) ويقول إنني أفرطت في الحديث عن الشأن القطري. كنت والله أضطر لإلغاء أخبار عن قطر حتى لا نُتّهم، وصدقني الأخبار كثيرة عن قطر، وأحدثها أنها وقَّـعت على بناء مركز للتخلص من النفايات بقيمة سبعمائة مليون دولار، هل يُعقل هذا الرقم لنفايات دولة صغيرة السكان؟ مع هذا تجاوزنا الخبر ولم نعمل منه فضيحة !!



بلا مواربة، وبشكل مباشر أستاذ عبدالرحمن..لازلتُ أطرح السؤال: هل لديك موقف شخصي ضدهم؟ لأنني أشعر من خلال تفاعلك وحديثك بشيء ما ؟

- أنا أتفق مع قطر في أشياء، وأختلف معها في أشياء أخرى. أتفق معهم في توجههم التحرري التحديثي، وأعتقد أنها إمارة موفقة جداً في توجهاتها التطويرية وأسلوبها التعليمي التي تديرها الشيخة موزة. بالفعل يوجد عندهم عمل رائع هناك. أما في علاقات قطر الخارجية فأنا أتفهمها. هم على حق في خدمة أنفسهم.. مثل علاقاتهم مع إسرائيل، طالما أنهم يعتقدون أن ذلك يخدم مصالحهم، وكذلك على حق في استضافتهم للقاعدة الأمريكية للسبب نفسه. لا أختلف معهم في ذلك.

لكني أخالفهم في الازدواجية في أن يكونوا خليجيين نفطيين، وفلسطينيين ثوريين في الوقت ذاته. أن ينادوا بالحريات ويمنعوا الآخرين من انتقادهم. أن يكونوا أصدقاء لإسرائيل وللسيد حسن نصر الله. هذا لا يمكن. ليس بالإمكان أن تتغدى في إسرائيل، وتتعشى في الضاحية!! هذا تناقض مريع، وحالة شيزوفرينيا، وتدجيل سياسي غير مبرر.



يا أستاذ عبدالرحمن لست قطرياً، وأنا ضد كل سياسياتها الخارجية - برغم إشادتك بعلاقاتها مع إسرائيل فهذه لم تفتني - ولكن التناول الموضوعي المحايد يجعلني أتساءل: ألا تستوعب السياسة، بتعريفها الأكاديمي وممارساتها الواقعية، ما يفعله القطريون بل وتتطلبه أحياناً ؟

- لكن هذا كثير جداً. قطر دولة صغيرة جداً، وتتبع سياسة متناقضة جداً. قطر على حق في نظامها التعليمي وحماية مصالحها الإقليمية وعملية التحديث، لكنها مخطئة في حق الآخرين.



التلازم والحبل السري



سأعود إلى الاتهام الذي أطلقته حيال التلازم بين (الشرق الأوسط) وقناة (لعربية) في موضوعات عديدة. هل تقرّ بوجود هذا التلازم ؟

- بالتأكيد، الأخبار أخبار. والسؤال ليس أننا ننشرها و(الشرق الأوسط) ، بل لماذا لا تنشرها صحف وتلفزيونات أخرى طالما أنها صحيحة. تخيل وزير خارجية قطر يذهب إلى إسرائيل ولا أحد ينشر الخبر ولا ينتقده. أما عندما يزور وزير إسرائيلي موريتانيا أو تونس تقوم الدنيا ولا تقعد، وتخصص لها برامج حوارية وهجمة إخبارية. أما (الشرق الأوسط) فهي بالفعل بمتابعتها، وكذلك نحن وإياهم نجري وراء الخبر ولا يوجد تنسيق، وربما يكون ذلك بفعل الحبل السري، وأتمنى استمرار صلة الرحم.



الحبل السري الذي تتحدث يجعلانكما تستخدمان ذات المفردات إلى درجة التطابق. في قناتك (العربية) وصفتم العدوان الإسرائيلي بالهجوم على لبنان، ثم تحولت إلى العدوان الإسرائيلي، ثم الاعتداء الإسرائيلي، ثم عدتم إلى الهجوم الإسرائيلي. إذا أسر اللبنانيون جنوداً إسرائيليين تصفون ذلك بالاختطاف، إذا حدث العكس تُسمّون ذلك اعتقالاً. العمليات الاستشهادية في فلسطين تصفونها بالانتحارية، أنتم وقناة (الحرة) فقط. ما يقوم به الفلسطينيون من احتجاج تصفونه بأعمال العنف وعملياتهم بالإرهاب. أما المطحونون تحت المجنزرات الإسرائيلية تصفونهم بأنهم صرعى، وفي أحسن الأحوال قتلى. هذه المفردات رُصدت من كثير من الإعلاميين، ومنهم د.أحمد السعيد، وهي تعطي انطباعاً سلبياً بأن (الشرق الأوسط) و(العربية) ربما يكونان في الخندق الأمريكي بأكثر مما هم في الخندق العربي ؟

- هذه المسألة قُتِلت فيها سباً واتهاماً. أرجو أن تسمح لي أن أرد على الاتهامات الثقيلة. هناك دعاية ضدنا هدفها التشويه واغتيال الشخصية. هناك أشخاص مهووسون ليس لهم همّ إلا ملاحقتي، وأحدهم مدرس جامعة وهو مريض نفسياً. أي إنسان ينشغل بقضية واحدة، أو يتفرغ لمهاجمة شخص واحد لمدة طويلة، لابد أنه شخص مريض، وكل ما أقوله عنه (الله يعينه على نفسه). أنا شخصياً أشعر بالرضا عندما أُستهدف؛ لأن ذلك يزيد من حضوري.

نأتي لقضية المفردات. العدوان على لبنان على الشاشة، ذكرنا أنه هجوم إسرائيلي وهو وصف دقيق. إذا أردت أن تتخذ موقفاً.. إمَّّا أن تقول إنه انتقام إسرائيلي، بحكم أن حزب الله اختطف جندياً إسرائيلياً، وإسرائيل ردت عليه. أو تُسمّيه عدواناً. في الحالتين يصبح رأياً. أمَّا الهجوم فكلمة محايدة، وهي الصحيحة مهنياً. لم نقل اعتداء حزب الله من قبل، ولم نقل عدواناً إسرائيلياً، بل قدَّمنا للمشاهد كل المعلومات، وهو يقرر لنفسه، وتركنا لمراسلينا على الأرض حرية الاختيار، ومعظمهم اختار أن يُسمّيه عدواناً أثناء النقل الحي...



تقول هذا بالرغم لرؤيتكم منظر الأطفال المضرجين بدمائهم في قانا، والنساء اللواتي اختلطت لحومهن بالخرسانات المتهدمة، والكهول الذين انسلكوا أمواتًا في حديد المساكن؟!

- أنت قبل قليل تحاججني باسم المهنية والآن تنساها. في مهنة الإعلام يجب أن يكون الخبر محايداً والرأي منحازاً. (العربية) مهنية أعطتكم بالفعل خبراً محايداً ورأياً منحازاً. نقول للمشاهدين إن هناك هجومًا إسرائيليًا على قانا، تسبب في مقتل سبعين طفلاً. الأمر واضح، ولا يحتاج منا أن نقول هذا الإسرائيلي مجرم إلاَّ إذا كان المشاهد قاصرًا عقلياً، أو صينياً لا يفهم المنطقة. أعطيتك معلومة دامغة، وأوصلتك إلى نتيجة مؤكدة لهذا الهجوم. لم أكتفِ بذلك، بل قدَّمت للمشاهد المعلقين على الشاشة، وهم يقولون بالفم الملآن: إنه عدوان، وإنها بربرية وهمجية.



لن أتفرع في إجاباتك التي تعتورها كثير من الثغرات -برأيي- وأترك ذلك للإخوة الذين سيكرموننا بمداخلاتهم .. في نفس السياق - أستاذ عبدالرحمن - سبق أن وصفتم ما قام به حزب الله بشأن الجنديين الإسرائيليين بأنه خطف، بينما سمّيتم اختطاف إسرائيل للوزير الفلسطيني بأنه اعتقال...

- وصفته المحطة بأنه أسر. وهي كلمة أكبر من الاختطاف. أسر تعني أن هنالك حالة حرب، وتعطيك الشرعية الدولية أكثر من كلمة اختطاف التي تمارسها العصابات. كلمة أسر أقرب للصواب؛ لأنها حالة حرب.



والمطحونون تحت المجنزرات الإسرائيلية تقولون إنهم صرعى أو قتلى ؟

- كلمة قتلى وردت في القرآن الكريم، الذي وصف بها قتلى المسلمين، وذُكرت في مواضع أكثر مما ذكرت شهيد وشهداء.

ففي سورة آل عمران يقول جلّ وعلا: (ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا). وفي نفس السورة يقول تعالى : (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم) .

وكذلك يقول تعالى : (فالذين هاجروا وأُخرجوا من ديارهم وأُوذوا في سبيلي وقاتلوا وقُتلوا لأكفِّرن عنهم سيئاتهم ) ، وفي سورة النساء يقول أيضًا، (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا) ، وها هي صفة القتل تُذكر في القرآن مرة أخرى في سورة الحج : (والذين هاجروا في سبيل الله ثم قُتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقًا حسنًا وإن الله لهو خير الرازقين) .



تأملوا يستشهد الراشد بالآياتِ وأسماء سورها ... عجيبة أليس كذلك ؟! ( عبد الله زقيل )

يا أخي أنا كمدير محطة لا أمنح الناس الشهادة؛ لأن ذلك حق رباني، كما أن القضية معقدة أكثر مما تبدو لك. عندما يقتل إرهابي بريئًا أو مجاهدًا سواء في السعودية أو مصر أو اليمن أو المغرب أو غيرها، نقول عنه قتيل. فلماذا نُسمّيه في لبنان أو فلسطين شهيدًا؟ وقد سمعت كلامًا يُثير العجب في إعطاء الشهادة، حيث هناك من أنكر كيف تقول لشيعي بأنه شهيد، وآخر شيعي يستنكر أن نسمّي السنّي المقاتل في العراق بالشهيد، وهناك قتلى مسيحيون في لبنان وفلسطين وشيوعيون أيضًا.

مَن منّا له الحق أن يمنح الشهادة أو يمنعها ؟ نحن أهل صحافة فقط.



(ضاحكاً) ما شاء الله تبارك الله ..أجمل شيء في هذا الحديث أن يستشهد عبدالرحمن الراشد بالقرآن، ويحدّد أيضًا سورها، سأترك هذه الفقرة أيضًا من إجابتك للمتداخلين، وما دمنا في هذا المناخ الشرعي الآسر، دعني أسألك عن بدعك الإعلامية التي لا تنتهي، في (الشرق الأوسط) استكتبت كتَّاباً إسرائيليين، والآن تستضيفهم في العربية، ما الذي تهدف إليه ؟

- لا يوجد في (الشرق الأوسط) كُتَّاب إسرائيليون، بل هم غربيون ...



تأملوا الحيدةَ في الجوابِ ( عبد الله زقيل )



ألم يكتب بها أحد إسرائيلي..مثل شمعون بيريز مثلاً ؟

- لم يحدث أن استكتبوا بذاتهم. قد ينقل عنهم من وكالات كما تفعل الصحافة السعودية من تصريحات عن أولمرت أو بيريز أو نتانياهو.


من حيث المبدأ لا أمانع في استكتاب إسرائيلي أو أي عدو، فالقرآن استشهد بالأعداء وروى عنهم. ومن الطبيعي أن يظهر أحد من الإسرائيليين على شاشة (العربية) عند الضرورة الإخبارية، وإلا فإن المشاهد العربي سيكون ناقص المعلومة. لكن للإحاطة نحن أقل بثًا للإسرائيليين من بعض الناس.




ما شاء الله ! ... الراشد أصبح واعظا يقول : " فالقرآن استشهد بالأعداء وروى عنهم " ! ... طيب القرآن ذكر الشهداء ... القرآن ذكر عدم محبة الكفار ... القرآن ذكر أن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ... وذكر ... وذكر ... انتقائية عجيبة ! ( عبد الله زقيل )



تساؤلات حول قناة (العربية)



لنترك(الشرق الأوسط)، ونأتي لقناتك(العربية). يتداول الوسط الإعلامي العربي بأن قناة (العربية) أُنشئت أصلاً لمنافسة قناة (الجزيرة) وغير ذلك. ولكنها بمجيئك تحوَّلت لتحسين صورة أمريكا في العالم العربي ؟

- هذا الكلام معكوس . تاريخياً لم تُنشأ (العربية) للرد على (الجزيرة) لسبب بسيط جداً، قناة (الجزيرة) هي التي أُنشئت للرد على أخبار Mbc وكذلك Bbc التي كانت مملوكة جزئيًا لسعوديين. كانت هناك أخبار الـ ام بي سي تحتكر سوق الخبر ما بين عام 91 و95 حتى ظهرت الـ بي بي سي. وبحكم الإشكال السعودي البحريني القطري حينها أسست قطر (الجزيرة) لمواجهة الإعلام السعودي. نشرة Mbc كانت أهم نشرة أخبار في المنطقة العربية. عُرفت كوجبة إعلامية حديثة لم يعهد الناس مثلها في العالم العربي، ثم ولدت Bbc السعودية. وبعد أن تخلّى السعوديون عنها اشتراها القطريون من باب العقدة السعودية، وبعدها أسست قناة(الجزيرة) .

لكن من الطبيعي أن تكون هناك محطات إخبارية متعددة مثل (الجزيرة). فالتعدد شمل محطات فيلمية وغنائية ودينية. قناة (العربية) لم تُؤسَس للرد على (الجزيرة)، ولو لم تكن (الجزيرة) موجودة لظهرت محطة اسمها (العربية)، أو تحت أي اسم آخر. ربما في القريب العاجل نشهد تأسيس قنوات إخبارية أخرى.



بالمناسبة .. إلى مَن تخضع قناة (العربية) سياسياً؟ هل تخضع للسياسة السعودية بشكل ما، وبما هو معروف في الوسط الإعلامي أم أنها مستقلة؟ ..لا زلت أذكرك بأن ما تقوله سيكون وثيقة منسوبة لك كمدير عام للقناة.

- لحسن الحظ فإن الإعلام السعودي كله لا يشبه الإعلام القومي المصري أو القطري المملوك كلياً للدولة.. بصحفه وتلفزيوناته. في الصحف السعودية تجد سياستها سعودية، وهي قطاع خاص. وهناك فرق بين الخط السياسي والملكية الكاملة. السعودية تهمنا سوقًا ومشاهدين، وقضايا السعودي، ولا يمكن أن نفرط فيه، وهذا حال معظم المحطات التلفزيونية العربية الأخرى من لبنانية وإماراتية ومصرية وغيرها. لأوضح لك معناه اسمح لي أن أروي لك قصة حدثت لي سابقاً في مجلة (المجلة) يوم كنت رئيس تحريرها. مرة قد اخترت غلافاً قصة لمخرجة سعودية. ودخلت في نقاش وقتها مع رئيسي الأمير أحمد بن سلمان - يرحمه الله- أصررت على الغلاف، وهو رفضه لأنه لا ينسجم مع الوضع السعودي.

عندما رأى إصراري قال لي أخيرًا: أنت تُخاطر بألاَّ تُباع المجلة في السوق السعودية. المجلة التي تُحرر في لندن بها أربعون صفحة إعلان مدفوعة الثمن. هذا يعني أن أربعين معلناً سعودياً لن يدفع إذا لم تدخل المجلة إلى السوق السعودية. ترك لي القرار، واضطررت لسحب الغلاف لأن عدم دخول المجلة إلى السعودية يعني نهايتها اقتصاديًا.

أنا إنسان عنيد بعناد أربعين ثوراً، لكن في النهاية سواء كنت في (العربية) ، أو في (lbc) ، أو (دبي) الفضائية لابد أن تراعي الآخرين. وأقول ما قاله روبرت ميردوخ ( إمبراطور الإعلام الدولي ) عندما عابوا عليه إطلاقه محطة سكاي في الصين ضمن أطر قوانين الإعلام الضيقة هناك. قال لهم أفضل أن تصلهم سكاي ناقصة على ألا تصلهم أبدًا. أنا أراعي الاعتبارات السعودية لسببين :

أولهما أهمية السوق وضخامته كونه الأكبر.

وثانيهما ذكرته في بداية حديثي كون الحكومة السعودية ليست طرفًا، ويندر أن تدخل في معارك، حتى مع من تختلف معه مثل سورية مثلاً. أذكرك بالأزمة الأخيرة فرغم ما قالته سورية من حديث مقذع في حق السعودية، لم يخرج مسؤول سعودي واحد ويرد عليها...ونحن في (العربية) قمنا ببث كلام الرئيس الأسد بحذافيره، رغم ما حمله من إساءات واضحة ضد المملكة ومصر والأردن.



أنت هنا تسقط هذه القضية على موضوع قناة(العربية)، وكأنك توحي بأنه لا يوجد توجيه مباشر بقدر ما هي اعتبارات للقناة في مراعاة الاعتبارات السعودية. كيف إذن تفسر لنا لقاء عبد الحليم خدام في قصر سعد الحريري في باريس- المحسوب علينا- بما يتهامس به السياسيون؟ هل هناك إيحاء ما ؟

- الأفضل ان أروي لك القصة، وأنت فسّرها كما تريد. طلبنا من عبد الحليم أن يظهر في قناة(العربية) ثلاث مرات ورفض، كان قد ترك دمشق وجلس في الخارج بين فرنسا وإسبانيا، وبات في حالة قطيعة مع النظام السوري. اتصل به أكثر من زميل ووسيط، وطلبوا منه الظهور في قناة (العربية) واعتذر.

وفي آخر السنة الميلادية الماضية اتصل بي أحد الزملاء وأخبرني أن خدام قد وافق على الظهور على القناة غدًا، وإجراء حوار مشترطًا علينا أن يُذاع الحوار كاملاً دون حذف. اعترضت من حيث المبدأ؛ لأن الحديث قد يكون طويلاً أو قصيراً أو به أشياء سخيفة. لا أستطيع أن أقرر بثّ حوار دون أن أعرف تفاصيله.

ربما يكون مملاً. صدقني لم يعلم بهذا الحديث مسؤول سعودي واحد. حتى الزملاء لم يدروا إلاَّ من علم بحسب طبيعة وظيفته. جاء الحوار وأعترف لك أنني لم أكن أتوقع أن يكون مثيرًا وبتلك الحدة والفرقعة. بُث الحديث وأنا في إجازة نهاية السنة، ولم أشاهده إلاَّ بعد أن شاهده العالم العربي؛ لأنني كنت في فندق في مكان بعيد في جنوب بريطانيا، وشاهدني هناك نجيب ميقاتي الذي صادف أنه سكن الفندق نفسه...



هل تريد أن تقول لنا بأنك كمدير عام للقناة لم تطَّلع على ذلك الحوار وبثّ من غير أن تراه !؟



موقع (الساحات) والراشد



على ذكر الشتائم، ألم تقرأ ما يكتبه الساحاتيون في الإنترنت، ووصفهم لقناتكم بـ (العبرية)..الوصف تعدى الإسلاميين إلى القوميين والبعثيين ؟

- أنا أقرأ كل شيء تقريباً بطبيعة عملي. من البلاي بوي إلى الساحات. كل الأفكار أقرأها. من الإباحية إلى السياسية التي أختلف معها 100%...هذا هو عملي الذي يتطلب مني المطالعة والمتابعة.



وإذن..هل تضايقك الاتهامات التي يكيلونها لك ؟

- إنهم وأمثالهم من أصحاب المواقع المتوترة يُسدون لي خدمات جليلة دون أن يدروا. صدقني أنهم خير سند لي جزاهم الله عني خير الجزاء. وعلى أية حال شتائمهم لا تُغيّر في حقائق الأرقام التي تؤكد أننا أكثر محطة إخبارية يشاهدها الناس اليوم.



شبكة Mbc والتمويل الأمريكي



سأنتقل إلى محور ساخن يتعلق بتمويلكم المالي في الشبكة. هناك مقولات رائجة، وتقرير كُتب في الإنترنت عن مركز الميساء للدراسات، وهو شائع في الحقيقة في الوسط الإعلامي ..

- هل يوجد مركز اسمه الميساء ؟



هذا ما قرأناه. ولنا في مضمون ما ذُكر في التقرير وإسقاطه على الواقع المشاهد. التقرير ذكر أن مجموعة Mbc أوقف عنها الدعم المالي السنوي الذي كانت تتلقاه، بمجيء الملك عبدالله . الحكومة الأمريكية قامت بتعويض ذلك الدعم عبر تمويل مجموعة Mbc في مقابل تحسين صورتها في الوطن العربي، بعد أن فشلت جهودها مع قناة(الحرة) ، وإذاعة (سوا) ، ومجلة (هاي) .. كيف تقرأ ذلك ؟

- هذا كذب وافتراء..قرأت ذلك في العديد من المواقع الإليكترونية المتطرفة، حيث أتصفحها يومياً وأضحك منها.

أنا لم أذهب إلى أمريكا منذ ثلاث سنوات، ومع هذا يُنشر عني أنني ذهبت الأسبوع الماضي، وتعرضت إلى مضايقات شديدة في المطار. كله تلفيق وتدجيل. المواقع الإليكترونية لا تعرف فيها الكاتب ولا المصدر.

الأسماء وهمية، والمراكز وهمية. نُشر التقرير المزعوم في البداية في وقت الملك فهد - رحمه الله - ثم حُرّفت روايته، وبالتالي هو من سخف الكلام. قرأت أيضا أن ملف Mbc3 وmbc4 قد وُضع على طاولة كولن باول. باول لم يكن موجوداً عندما أنشئت. يا أخي إنها قصة مثل أفلام الكارتون. لم يراجعوا أكاذيبهم تاريخياً.. ففيها أخطاء في الأسماء والأزمنة والأفكار. من السهل الكذب والتشهير بالأشخاص، وهو ما يحدث في الإنترنت حالياً. من السهل في الانترنت أن تقذف الناس فتقول: إن فلانًا ارتشى، أو إنه عميل، أو إنه زنى. ما يكتبونه عبارة عن طنين ذباب؛ لأنهم أعجز من مناقشة الحجة بالحجة.

من السهل مشاهدة أي قناة وتحديداً إن كانت صادقة أو كاذبة. ولحسن الحظ معاملاتنا مكشوفة، وتقاريرنا على الهواء، ومراسلونا يظهرون بالصوت والصورة لا بالأسماء المستعارة. ورئيس المجموعة الشيخ وليد الإبراهيم هو صاحب أكبر تجربة في مجال العمل التليفزيوني، و Mbc أنجح المجموعات التليفزيونية إعلامياً وتجارياً أيضاً. وهذه صناعة كبيرة ومعقدة لا تنجح بالحظ أو المساعدة، بل بالتخطيط والعمل الصعب.



عفواً.. عفواً أستاذ عبدالرحمن، مثل هذه الاتهامات رائجة في الوسط الإعلامي. موقع الساحات الذي تشتمه ويُشتم من كتبة الزوايا الصحافية، ويتعرض لانتقادات واسعة، بات كقصائد نزار قباني التي تهاجم نهاراً، وتقرأ ليلاً !!هذا الموقع يطالعه معظم الكُتَّاب السعوديين. أكثر من ذلك أنه بات مصدرًا للأخبار الفورية، وتستقي منها الصحف السعودية بعض موضوعاتها..أقول هذا بالرغم من تحفظاتي عليه، ولكنها الحقيقة .

- ليست لديَّ مشكلة في ذلك، ومن حقك أن تتمتع به ليلاً أو نهاراً. في النهاية القرار للمشاهدين ليس للساحات أو القلعة أو غيرهما، وعماد أي محطة هو مصداقيتها. (العربية) اليوم هي في رأس المحطات.. فهل أحكم على عملي من خلال ما يكتبه مريض نفسي في موقع، أم من خلال بيانات المشاهدة العلمية ؟



تشنج حديثك الآن، ربما يخالف ما قلته قبل قليل عن كُتـَّاب النت الذين يُسدون لك خدمات جليلة، وانتقل إلى محور في ذات السياق:الاتهامات الرائجة أنك وأحمد الربعي كاتبان أمريكيان حتى النخاع، ودائما التبرير للسياسة الأمريكية، وأنكما مجندان في حرب الأفكار التي أعلنها رامسفيلد، إلى أي مدى ترى صحة هذا ؟

- أفكاري موجودة قبل أن يصل رامسفيلد إلى وزارة الدفاع بأكثر من عشرين سنة. ربما أكون أنا من جنّدته (ضاحكاً). هذا كلام من يعجز عن الرد على الأفكار. اتهام الآخرين أسهل من مناقشتهم. أعتقد أن أفكاري تنسجم مع المصلحة السعودية والعربية والإسلامية أكثر من أفكار من يتهموني. وإن كان جهلاً منهم فهم مع التعلم وتقدم العمر – أطال الله أعمارهم - سيكتشفون ذلك



كأنك تتحدث من خلال اطّلاعك على حقائق وخفايا بحكم موقعك الحسّاس ؟

- هذه استنتاجات وليست معلومات، مبنية على مطالعات ومتابعات مفتوحة لا تقارير سرية.العالم بشكل عام مصنَّف إلى دول كبرى، ودول صغرى، ودول غير موجودة على الخريطة لقلة شأنها. نحن نبحث عن الفرصة لكي نعيش حياتنا كسعوديين وعرب ومسلمين، وندافع عن حقوقنا الأساسية، وعن وجودنا بشكل عام. لا أعتقد أن هذه المصالح يمكن أن تتحقق في مناخ تصادمي مع قوى كبرى لا تفكر فينا، أي أن حساباتها أبعد. الملك عبد العزيز -رحمه الله-كان في غاية الذكاء. في زمنه ومجتمعه فَهِم العالم على حقيقته، وخَبِر كيفية التعايش. منح التنقيب عن البترول للأمريكان وليس للإنجليز، وتعامل مع الحروب الإقليمية والعالمية بدون تنازلات بأكثر مما تمليه مستوجبات العلاقات الدولية التي مارستها الدول الإسلامية في أزهى عصورها، منذ الخلفاء الراشدين، مروراً بالفاطميين والعثمانيين وحتى اليوم. العلاقات الدولية لها متطلبات معينة، ولها ثمن محسوب. إذا نظرنا لها في هذا الإطار نجد أن المصلحة السعودية والعربية والإسلامية هي في تهيئة المناخ، وإصلاح الأحوال الداخلية، والابتعاد عن النزاعات الخارجية بقدر المستطاع. أما الذين يريدون الحروب والمواجهات فهم يريدون تدمير منطقتنا ومقدراتنا...



ولكن من ينتقدك هنا ليس فقط التيار الديني، بل حتى القوميون، وآخرون من تيارات أخرى.. كيف تُفسّر لنا معارضة كل هؤلاء لك ؟

- إذا كان القوميون، والاشتراكيون، والبعثيون، والشيوعيون، والصحويون يختلفون معي فلابد أنني على حق ...



(ضاحكًا) صدقني لا يمكن أن يجتمعوا على ضلالة.

- ربما يكونون قد اجتمعوا عليها هذه المرة (ضاحكاً). من حظي أنهم خصومي. جميعهم مصدرهم الفكري الأول هي أطروحات اليسار القديم (الشيوعي)، الذي كان موجوداً ومهيمنًا في منطقتنا أيام الحرب الباردة. كان موجوداً في الحواضر العربية الكبيرة. الفكر الشيوعي بطبيعته أكثر جاذبية للمثقفين عن عامة الناس. وما يقوله الصحويون الآن منسوخ من أدبيات الشيوعية العربية القديمة في معظمها، والمعادية للمعسكر الغربي في تلك الفترة. إذا رجعت إلى حقبة الخمسينيات لا تجد فارقاً في الأطروحات الشيوعية اليسارية التي كانت معادية للغرب في معظمها عن الأطروحات الإسلامية الحديثة جداً. أرجو من لديه شك في ذلك أن يرجع إلى المكتبات، ويطالع الأدبيات اليسارية العربية القديمة، ويقارنها بالأدبيات الإسلامية الحديثة. الأدبيات الإسلامية القديمة لم تكن معادية للغرب لسبب بسيط جداً وهو أن الغرب ليست له مشكلة مع الموضوع الديني أو التدين أو حق الفرد في التدين. إسلاميو السبعين سنة الأولى من القرن العشرين كانوا على وفاق، وأحيانًا في تحالف مع الغرب في باكستان والخليج والقرن الإفريقي ووسط آسيا وأفغانستان إلى أن سقط المعسكر السوفيتي، وترمل اليساريون العرب. الغرب لا يمنعك من الصلاة أو الصيام أو الزكاة. في النظام اليساري الشيوعي كل ذلك ممنوع. اليسار بعد الهزيمة تسلل مثقفوه إلى معسكر الإسلاميين، وشرعوا في تخريب الإسلام سياسيًا. انقلبت الأنظمة الإسلامية إلى معارضة، وفجأة صارت الحكومات تتهم في علاقاتها مع الغرب، وهي نفس الحكومات والسياسات التي كانت معهم في نفس الخندق...



سامحني أستاذ عبدالرحمن؛ لأن ما سمعته من وجهة نظري تبسيط مخلٌّ..ومخلٌّ جدًا في تناول الظاهرة الإسلامية. السياسة الأمريكية المتعنتة.. أليس لها دور في هذه المواقف المتشنجة للإسلاميين؟

- أنا لا أبرر السياسات الخاطئة. بعضها عن قصد، وبعضها ربما عن جهل. أمريكا دولة كبيرة. أحسنت في البوسنة، وأخطأت في فلسطين. أنا لا أقول إن سياساتها مبررة، ولكني أشرح شيئاً مهماً وهو ضرورة عدم النظر للأمور من منظور واحد ومن موقعنا فقط. هناك سياسات متعددة، وفي العالم نزاعات كثيرة، وقوات الأمم المتحدة -رغم ندرة مشاركاتها- منتشرة اليوم في 19 منطقة نزاع في العالم، في أمريكا الجنوبية، وإفريقيا، وآسيا، وأوروبا. هذه القضايا المختلفة كلها تهم الدول الكبرى، وواشنطن تتخذ قرارات صائبة أحياناً، وخاطئة أحياناً أخرى، وربما انتهازية دائمًا. هذه هي طبيعة السياسة. لدينا خلاف مع الأمريكيين في بعض القضايا، لكن لو رأيت طريقة صنع القرار في أمريكا لوجدت أن نصف المشكلة فينا نحن. لم يمنعنا أحد من عمل لوبي هناك. ولم يحظر علينا أحد التأثير في القرار الأمريكي. الهروب من المسؤولية هو عذر البليد. نحن هربنا من مسؤوليتنا لأكثر من نصف قرن، ونُحمِّل الآخرين أخطاءنا. أكبر وسيلة يمكن الاستفادة منها هي النظام الأمريكي الذي يسمح بالدخول والمشاركة والتغيير. أنت لا تدخل، ولا تشارك، ولا تُغيِّر.. وكل ما تفعله البكاء والشتم!! عدد المسلمين في الولايات المتحدة يكاد يزيد على عدد اليهود، فما الذي يمنعهم أن يمارسوا حقوقهم؟ لا أحد. بل جهلهم وكسلهم وحبهم للشكوى أكثر من العمل.




منقول







التوقيع :
اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا رسولك محمد وعلى آله الكرام الأطهار وصحابته الذين ارتضيتهم لصحبة نبيك ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهد الشيعة إلى صراطك المستقيم وأرجعهم إليك منيبين مخبتين اللهم من علمته منهم مريدا للحق راغبا بالهداية فألن قلبه للحق ويسر له معرفته ...آمين
(ابو جهاد المصرى)
من مواضيعي في المنتدى
»» آيات الصفح والرحمه لم تنسخ من القرآن(للشيخ القرضاوى)
»» انظروا ماذا يقول هذا الاحمق ورهانه الخاسر
»» الصفوييون يدنسون المصحف الشريف بدعوى انه مصحف النواصب
»» سؤال لاخوانى اسود السنه فى الاردن الشقيق
»» وثائق جديده تؤكد محاولة تنصير معتقلى جوانتا نامو بالقوه ومنعهم من الصلاة
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:15 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "