بسم الله الرحمن الرحيم
** أيها الأحبة ......... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
** قال تعالى : ((والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم )) . (المائدة) (الآية38) .
** كانت السرقة في بلادنا شبه نادرة ، وإذا ما طبق حـدّ السرقة يوما فإن السارق في الغالب يكون من غير المواطنين ، ولم تشهد بلادنا ولله الحمد أيّة جرائم سرقة (منظمة) أو(إحترافية) أو (متسلسلة) ، وكان الناس يعيشون في أمان على أموالهم وممتلكاتهم المادية والعينية ، بل إن البعض قد تجاوزت به الثقة حـدّ الإهمال والتفريط بترك أمواله وممتلكاته دون حرز قويّ .
** أقول (كانت بلادنا) كذلك ، أيّ قبل (15) سنة وأكثر ، ثم مالبث الحال أن بدأ يتغيّر بتغيّر الأحداث في المنطقة والعالم سواءا كانت أحداثا سياسية أو إقتصادية أو عسكرية وتأثرنا مثل غيرنا ومررنا بكساد إقتصادي تسبّب في زيادة معدلات الفقر والبطالة ، زيادة على سوء توزيع الثروة في الداخل أو الخارج وإستئثار شرائح دون شرائح بها وأسباب أخرى ..
** المهم هو : أن الظروف والأحداث السابقة ساعدت في زيادة معدلات جريمة (السرقة) فأصبحت لا تقتصر فقط على الوافدين ، وإنما إنتشرت بين أبنائنا وبني جلدتنا حتى أصبحت وباءا ينتشر في مجتمعنا ويهدّد ممتلكاتنا ولم يسلم من هذا الداء مدينة ولا محافظة ولا قرية ، وإزداد سعار السرقة مع ضعف الوازع الديني وزيادة الهوة بين الغنيّ والفقير وإنتشار شركات تأجير السيارات وظهور الجوالات ، حتى أصبح اللصوص يسرقون عباد الله حتى في الحرم في صحن (الكعبة) وفي (المقابر) !!؟؟
** أقسم بالله العلي العظيم أنني لا أبالغ أيها الأخوة والأخوات إذا قلت لكم أن السرقة أصبحت (فعلاً) هاجسا لكل ربّ أسرة أو مال ، ووالله الذي لا إله إلا هو لو تعلمون عن عدد بلاغات السرقة التي تقدم للشرطة في إجازة الصيف فقط في مدينة واحدة كالرياض لأيقنتم أن السرقة باتت وباءا خطيرا تتفشى عدواه يوما بعد يوم ، ولو تعلمون ما أعلم من قصص السرقات وثقة اللصوص في عملياتهم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ... أعرف شخصا ُسرق جواله وهو يتحدث منه في سيارته في الشارع حيث قام السارق بخطفه من يده ثم فرّ هاربا إلى الشارع الآخر ثم إختفى ..... وأعرف شابا هجم عليه ثلاثة من الشباب في سنه تقريبا (17) سنة وضربوه وبطحوه أرضا وأخذوا جواله عيني عينك قرب منزله ، وأعرف بيوتا ُسرقت نهارا وجهارا ... وأعرف أناساً سُرقت سياراتهم وفيها أهلهم أو أطفالهم ... والأمثلة كثيرة .. والمقصود هي تلك الجرأة الوقحة التي ظهرت على اللصوص ..!!!
** السرقة أصبحت (سلوكاً) لبعض شبابنا وللأسف ، وحاجة عند بعضهم الآخر ، وأكثر السرقات تكون للمنازل الخالية وللسيارات والجوالات وحقائب النساء اليدوية ، وتتمّ السرقة عادة بسيارة مسروقة أصلا فلا ينفع البلاغ ولا رقم السيارة ، وكذلك تتمّ السرقة على ((الدراجات النارية)) أو (الدبابات) وهذا النوع من السرقة يتخصص أصحابه في سرقة حقائب النساء بطريقة (الشطف) أو ما يسمّى (التل) يعني يمرّ السائق قرب الضحية ثم يقوم اللص المساعد أو الرديف بخطف أو تلّ ما تحمله المرأة أو الرجل ، والحذر الحذر بعد الخروج من البنوك وماكينات الصرف الآلي فإن هناك عيوناً شريرة تراقب وتترصد .
** السرقة أصبحت تنتشر بالبلد لعدة أسباب من أهمها :
ــ ضعف الوازع الديني والإهمال الأسري والتوعية التربوية والإعلامية .
ــ التساهل في تطبيق حدّ السرقة على اللصوص ، أو عدم إعلان وإشهار هذا التطبيق بسبب الضغوط (الإنسانية الدولية) !!
ــ المحسوبية (الواسطة) التي ذبحت النظام وظلمت العباد وقهرتهم ..
ــ ضعف جهاز (الشرطة) عندنا ممثلاً في بعض أقسامه (البحث ، التحري ، المراقبة) وآلياته (تجهيزاته الفنية والتقنية) وموظفيه (خبرات ، مؤهلات) .
ــ الإهتمام المتعاظم لملاحقة (الإرهابيين) من لدن وزارة الداخلية وصرف جلّ إهتمامها على ذلك ، وهذا لا بأس به ولكن على أن لا يكون على حساب الأمور الأمنية الأخرى .
ــ الفقر .. نعم .. الفقر ... آه يالفقر .. الفقر .. نعم الفقر ..
ــ البطالة ... والتي أوجدت لدى الشباب الفراغ والحاجة ثم الجريمة .. وقديما قيل إن (الفراغ والشباب والجدة ... مفسدة للشباب أيّ مفسدة) والجدة هي (الصحة) ..!!
ــ تقاعس بعض العلماء والدعاة عن مناصحة وليّ الأمر بضرورة تنفيذ أحكام الله وشرعه أمام الناس وإعلانه لهم ، وعدم الخضوع لكل الدعاوي والضغوطات الدولية مادامت تتعارض مع أمر الله وحدوده .
** وغير ذلك كثير بمكن لكم أيها الأخوة أن تضيفوه وتضيفوا معه نماذج من السرقات النادرة والعجيبة والتي سمعتم عنها أو شهدتموها بأنفسكم .
** بقي التذكير بنوع من أنواع (السرقات) وهي السرقات (الخافية) وهي سرقات اللصوص في دوائرنا الحكومية وأبطالها هم أولئك الذين يفترض أنهم مؤتمنون على أموال المسلمين ، وهؤلاء بيننا وبينهم يوم العرض على الله .
ــ أسأل الله أن يوفق وليّ أمرنا وحكومته ، وأسأله سبحانه أن يوفق وزير الداخلية ونائبيه وأجهزتهم في تحقيق الأمن والآمان لبلادنا والضرب بيد من حديد على المجرمين والمفسدين واللصوص . آمين
ــ الأحـد : 4/8/1427هـ
** لكم الحب والتقدير ،،،
** أخــوكــــــــ كـش مـلـك ـــــــــــــم