السيستاني يناشد بوش البقاء في العراق
قالت صحيفة واشنطن بوست ان زيارة عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي الاخيرة لواشنطن، الذي وصفته بانه احد اهم حلفاء امريكا في اثناء التحضير للاطاحة بصدام حسين، كانت خاصة وتهدف الي نقل رسالة نيابة عن المرجعية الشيعية العراقية آية الله علي السيستاني. والتقي عبدالمهدي مع الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني، ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد. وبحسب الرسالة التي حملها عبدالمهدي وكشف عن محتوياتها لعدد من الصحافيين الامريكيين ان السيستاني ابلغ الادارة الامريكية ان العراق متمسك بالديمقراطية والدستور ولكن ما يريد السيستاني معرفته ان كان الامريكيون لا زالوا متمسكين بوعودهم .
وقال عبد المهدي ان المسؤولين العراقيين يشعرون ان الفترة الحالية حرجة، ونريد ان نتأكد من اننا نعرف ما يحدث، وما هي حقيقة الاستراتيجية الامريكية في العراق . واضاف المسؤول العراقي قائلا نقرأ في الاعلام عن افكار متعددة ومواقف، ولهذا نريد فعلا معرفة ان كانت هناك خطة ب اخري ام لا اي استراتيجية خروج ام لا. وأكد عبدالمهدي ان بوش التزم بدعم الحكومة العراقية. وتحدث عبدالمهدي قائلا عندما اقرأ الصحف الامريكية اشعر بالتشتت . وقالت الصحيفة ان خوف المسؤولين العراقيين نابع من الحديث والجدل الذي يثيره الموضوع العراقي في الاعلام الامريكي، حيث برزت دعوات كثيرة لسحب القوات الامريكية من العراق بما فيها الاصوات التي تعالت داخل ادارة بوش عن التخلي عن المشروع الديمقراطي في العراق. ويبدو ان زيارة المهدي لها علاقة بموقفين مختلفين او غير منسقين بين الادارة الامريكية والحكومة العراقية، فكما يشعر العراقيون فان ادارة بوش تبحث عن وسائل للتخلي عن العراق والهرب من البلاد بسبب تدهور الوضع الامني. وتقول الصحيفة ان الحكومة العراقية، والسيستاني والقادة الشيعة لا يشاركون رؤية الامريكيين بتخفيف عدد الجنود ولا بحس انهاء المهمة السريع، ويعتقد المسؤولون ان الحكومة العراقية ليس لها وقت طويل في الحكم وتحتاج لوقت اخر كي تنجح، وعليه فهم ليسوا مهتمين بالحديث الذي يدور في امريكا عن ضرورة وضع استراتيجية للخروج.
وتقول الصحيفة ان الصحافيين ركزوا في اسئلتهم عن السبب الذي لم ينخفض فيه مستوي العنف في العراق بعد تشكيل الحكومة والاحاديث عن الحرب الاهلية. وهو ما قلل من اهميته عادل عبدالمهدي، حيث قال ان العراق لم يدخل مرحلة الحرب الاهلية ولا يحتاج الي زيادة في عدد الجنود الامريكيين الذين وصل عددهم الان الي 140 الف جندي. ويبدو ان عبد المهدي كان يرغب في شراء الوقت، حيث قال ان ما يريده العراقيون وقت، فدولة مثل العراق تحتاج لوقت .
واشار الي ان الانتخابات لانتخاب حكومة دائمة تمت قبل ثمانية اشهر والحكومة الدائمة لم تنتخب الا قبل عدة اسابيع علي حد قول المسؤول العراقي. والقي عبدالمهدي اللوم في عدم تقدم الحكومة العراقية علي ما اسماه الوضع الديكتاتوري السابق حيث قال الوزراء الجدد جاؤوا من وضع سياسي سيئ واضطهادي، لم نستورد وزراء من خارج العراق ولا يمكننا ذلك، ستحدث اخطاء كثيرة، والامريكيون ارتكبوا العديد من الاخطاء وكان علي العراقيين دعمهم في النهاية.
واكد عبد المهدي ان الخيار المطروح امام العراقيين، اي الحكومة انه ليست لديهم استراتيجية خروج، او جدول زمني للانسحاب ، وما ستقوم به الحكومة هو مواصلة العمل، انها عملية طويلة، وبناء الدولة حجرا فوق حجر . وقللت الصحيفة من امكانية ان تقوم الحكومة التي ينتمي اليها عبدالمهدي بالتغلب علي الخلافات المذهبية، والاحزاب السياسية التي تقاتل بعضها البعض في الشوارع اكثر من التحاور والتفاوض في الحكومة.
كما ان تحقيق الديمقراطية وان اعتمد علي التزام الحكومة العراقية بها الا انه متعلق بالامريكيين وان كان لديهم الوقت والقدرة علي مواصلة تصديق التعهدات والوعود العراقية ام لا كما ختمت الصحيفة المقال.