الفرقة الناجية لا يضرها من خالفها حتى يأتي أمر الله
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من درس: تعريف الفرقة الناجية
قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الأولى: {ما أنا عليه وأصحابي } وقوله في الرواية الثانية: {هي الجماعة } تتفرع عنهما جميع أوصاف أهل السنة والجماعة ، وجميع مميزاتهم التي يتميزون بها عن سائر الفرق، والتي بها يكون لهم ما وعدهم به الله سبحانه وتعالى، وهو النصر على من خالفهم، وأنهم {لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل }، وأمر الله هو: الريح الطيبة التي يرسلها الله تبارك وتعالى في آخر الزمان {فتقبض أرواح المؤمنين فلا يبقى إلا شرار الخلق، وعليهم تقوم الساعة }، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح.
وهذه الطائفة منصورة ظاهرة على من خالفها، لا يضرها من خالفها، وليس معنى ذلك: أن من خالفها لا يلحق بها أي ضرر؛ وإنما لا يضرها بمعنى: لا تبالي بمن خالفها، وإن ابتليت، وامتحنت، واستضعفت؛ فإنها هي الغالبة، كما قال الله سبحانه وتعالى: وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ [الصافات:171-173]، فهؤلاء الموعودون بالنصر هم الطائفة المنصورة ، وهذا هو الوصف الأول وهو أنها منصورة.
والوصف الثاني: أنها ناجية، مع أن غيرها متوعد بالنار، وهي موعودة بالنجاة موعودة بالجنة، قال تعالى: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [آل عمران:185].
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...****************************Id=5872