العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى الفتــــــاوى والأحكـــام الشــرعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-05-06, 12:07 AM   رقم المشاركة : 1
أبوخطاب العوضي
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبوخطاب العوضي







أبوخطاب العوضي غير متصل

أبوخطاب العوضي is on a distinguished road


توضيح هام جدا للعلامة عبدالرحمن البراك حول صفة العينين لله تعالى

صاحب الفضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك سلمه الله


س: يذهب بعض الناس في هذا العصر(1) إلى القدح في إثبات أهل السنة صفة العينين لله تعالى, زاعماً أن أهل السنة اعتمدوا في ذلك على قياس الغائب على الشاهد أي قياس الخالق على المخلوق، فهل هذا المذهب والزعم صحيح؟ أفيدونا أثابكم الله.


الجواب:

الحمد لله قال الله تعالى: "تجري بأعيننا"(القمر) وقال سبحانه: "فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا"(الطور) وقال: "ولتصنع على عيني"(طه)

ففي هذه الآيات إضافة العين إلى الله مفردة ومجموعة، ففهم أهل السنة من هذه الآيات أن لله عينين، ولم يقل أحد منهم بأنه ليس لله إلا عين واحدة أو له أعين.
فإنّ ذكر العين مفردة ومجموعة في هذه الآيات لا يدل على ذلك، وسبب هذا أنه يصح في اللغة أن تقول: رأيت بعيني، وإن كان لك عينان، ومن قواعد لغة العرب ذكر المثنى بلفظ الجمع إذا أضيف إلى صيغة الجمع أو التثنية، كقوله تعالى: "فبما كسبت أيديكم" وقوله: "فقد صغت قلوبكما"
ونظير هذه الآيات في العينين في الجمع والإفراد قوله تعالى في اليدين: "مما عملت أيدينا"(يس) وقوله: "بيده الملك"(الملك)
والجمع والإفراد لليدين في الآيتين لا ينافي التصريح بأن لله تعالى يدين، كقوله تعالى: "بل يداه مبسوطتان"(المائدة)، لأن الجمع والإفراد في الخبر عن المثنى له في اللغة أساليب تقتضيه كما تقدم.
والسلف والأئمة أعلم باللغة التي نزل بها القرآن وجاءت بها السنة. فهم أعلم بدلالات الكتاب والسنة وأعلم بمراد الله من كلامه وبمراد رسوله صلى الله عليه وسلم ممن جاء بعدهم، فكل فَهْمٍ في القرآن أو في السنة يخالف فهم السلف فهو باطل مردود.
هذا؛ وقد استدل بعض أئمة السنة على إثبات العينين لله بقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال: "إن ربكم ليس بأعور، وإن الدجال أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية"(2)
وممن نص على إثبات العينين لله تعالى واستدل بالحديث: أبو محمد بن قتيبة(3) وعثمان ابن سعيد الدارمي(4)،وأبو بكربن خزيمة(5)، وأبو بكر الباقلاني في كتابه (الرد على من نسب إلى الأشعري خلاف قوله) كما نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية(6), واللالكائي(7), وأبو عمرو الداني(8), وشيخ الإسلام ابن تيمية(9)، وابن القيم(10), رحمهم الله جميعا.
وممن نص أيضاً على إثبات العينين لله تعالى أبو الحسن الأشعري(11), وأبو إسماعيل الهروي(12), رحمهم الله جميعا.
وزَعْمُ المعترض أن"أهل السنة اعتمدوا في هذا الاستدلال على قياس الخالق على المخلوق" زعم باطل، وقول قبيح، وافتراء على أئمة السنة، كيف وهم أعظم الناس إنكاراً على أهل التمثيل، وأبعد الناس عن هذا القياس الباطل.؟
وهل يقول المعترض: إن سمع الله إدراك الأصوات، وبصره إدراك المرئيات، أو لهما معنى آخر, أو لا يُعلم معناهما؟
فإن قال بالأول لزمه ما يزعم أنه من قياس الخالق على المخلوق.
وبعد فالمنكر على أهل السنة إثبات العينين لله يلزمه واحد من أربعة أمور:
الأول: أن لله عيناً واحدة.
الثاني : أو له أعين كثيرة.
الثالث: أو تجويز الأمرين.
وكل هذا لم يقل به أحد من أهل السنة.
والرابع:- مما يلزم المعترض- أن ينفي العين لله مطلقاً، وهذا سبيل الجهـمية ومن وافقهم من المعتزلة والأشاعرة, الذين لايثبتون لله عينين ولا وجهاً ولا يدين.

وأما قول ابن حزم: "إن لله عينا واحدة وله أعين"(13)، فهذا من غلوه في ظاهرتيه.ولهذا يصرح بأنه "لا يقال: له سمع وبصر وحياة"(14).ومن ذلك يُعلم من مذهبه في الصفات أنه لا يثبت عينا ولا أعينا صفة قائمة به سبحانه وتعالى تكون بها الرؤية. فحقيقة قوله إثبات هذه الألفاظ لورودها في القرآن، فابن حزم -رحمه الله- ممن لا يعتدُّ بقوله في باب الاعتقاد خصوصا في باب الأسماء والصفات، وهذا نظير قوله: "إن لله يدا ويدين وأيديا"( 15), ومقصوده إثبات ألفاظ القرآن، ولا ينازعه أحد في ذلك، فإن جميع المسلمين يؤمنون بأن هذه الألفاظ جاءت في القرآن، ولا يجحدها إلا كافر بالرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به. ومعلوم أن من سلك هذا المسلك لا يثبت لله يدين يكون بهما الفعل كخلق آدم بيديه سبحانه، وأخذه السماوات والأرض بيديه يوم القيامة. فحقيقة مذهب ابن حزم مذهب المعطلة من الجهمية ومن وافقهم.
فعلى هذا المعترض أن يوضح مذهبه في ذلك وفهمه للآيات.
ولاريب أنه في هذه المسألة التي خالف فيها أهل السنة قد اتبع غير سبيل المؤمنين. فالله يهدينا ويهديه إلى معرفة الحق واتباعه, والله الهادي إلى سواء السبيل.


وكتبه
عبدالرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا


10/4/1427هــ

منقول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

(1) ومنهم الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع في كتابيه تيسير علم أصول الفقه( 378 ) والمقدمات الأساسية في علوم القرآن ( 365)
(2) رواه البخاري 4/1598 (4141) ومسلم1/155 (169) عن ابن عمر رضي الله عنهما.
(3) الرد على بشر المريسي (ضمن عقائد السلف406).
(4) الرد على المريسي (48)
(5) التوحيد(1/101) تحقيق د.عبدالعزيز الشهوان.
(6) بيان تلبيس الجهمية(2/34)
(7) شرح أصول اعتقاد السنة (3/471)
(8) الرسالة الوافية(49) تحقيق د. محمد القحطاني.
(9) الجواب الصحيح(4/413)
(10) مختصر الصواعق المرسلة(1/66)
(11) الإبانة (129) ط.الجامعة الإسلامية.
(12) كتاب الأربعين في دلائل التوحيد(64) تحقيق د.ناصر القيهي.
(13) المحلى (1/33) ط. المنيرية
(14) السابق(1/34).
( 15) السابق(1/33).






التوقيع :
قال أبو الحسن الأشعري في كتابه " رسالة إلى أهل الثغر" ص 303 [ وأجمعوا على الكف عن ذكر الصحابة عليهم السلام إلا بخير ما يذكرون به ، وعلى أنهم أحق بنشر محاسنهم ، ويلتمس لأفعالهم أفضل المخارج ، وأن نظن بهم أحسن الظن ، وأحسن المذاهب .. ]
من مواضيعي في المنتدى
»» فتوى اللجنة الدائمة في الخميني ودولتهم
»» موقع جديد متخصص في الفرق الضالة أرجوا منكم نشره
»» الأمة تتبع سنة نبيها للشيخ صالح الفوزان حفظه الله / هدية للصوفية
»» أفيدوني عن هذا الرجل
»» طائفة من اقوال العلماء في الاسماء والصفات
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:24 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "