طبقات الخواص
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد:
يعتبر كتاب "طبقات الخواص" من أهم مراجع الصوفية في ذكر قصصهم وتراجم شيوخهم ، وهو كتاب ملئ بالكذب والضلال.
مؤلف الكتاب هو أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الزبيدي ، المتوفى سنه (893 هـ) وهو صاحب كتاب "التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح".
يقول الزبيدي في كتابه "طبقات الخواص" (صفحة: 98) في ترجمة إسماعيل بن محمد ابن ميمون الحضرمي: ((ومن ذلك – أي كراماته – أنه قد اشتهر بين الناس أن من قبّل قدم الفقيه إسماعيل دخل الجنة)) ، ثم ذكر رؤيا رآها أحد الأشخاص في أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول ذلك !! ، قال اليافعي: وكان الجلّة من العلماء يقبلون قدمه.
وقال الزبيدي في ترجمة: محمد بن يعقوب المعروف بأبي حربة (صفحة: 276): ((صاحب الدعاء المشهور الذي قيل أنه كان يدعو به عند إنشائه وهو ينظر في اللوح المحفوظ)) وقال أيضاً: ((وقبره هناك مشهور يزار ويتبرك به ويقصد من الأماكن البعيدة ، وقبور أولاده وذريته... وتربتهم هنالك من الترب المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة ، ما قصدهم ذو حاجة إلاّ قضيت حاجته ، ومن استجار بهم لا يقدر أحد أن يناله بمكروه من أرباب الدولة والعرب وغيرهم)).
وذكر الزبيدي (صفحة: 97) أن من ألقاب إسماعيل الحضرمي: موقف الشمس ، حيث تأخر عن دخول مدينة زبيد ، وخشي أن تقفل الأبواب من دونه ، فأشار إلى الشمس أن تقف ، فوقفت حتى قدم المدينة والباب مفتوح !.
ونقل الزبيدي (صفحة: 100) أنه قال: ((وُضع الكون بين يديّ وقيل لي: يا إسماعيل اختر ، فاخترت الآخرة على الدنيا ، واخترت الله عوضاً عنها وعن نفسي)).
ويقول أبو الحسن علي الأهدل: ((قال لي سيدي ـ يعني الله ـ : من خالف كلامك أحرقته بناري)). قال الزبيدي معلّقاً: ((فكان إذا أراد أن يأمر الفقراء بشيٍ يقول: أريد كذا وكذا ، ولا يقول لهم: اعملوا كذا وكذا ، ويقول: أخاف عليهم النار إن خالفوني)) (صفحة: 198).
وذكر الزبيدي (صفحة: 102) في ترجمة إسماعيل الجبرتي: ((إن الشيخ حضر مرة سماعاً ، فلما كان في أثناء السماع إذا به قد صرخ صرخات كثيرة ، وجعل يجري في الطابق وهو يقول: الجلبة ، الجلبة، ثم استقام وأخذ يشير بيده كالذي يمسك شيئاً ، ثم وقف ما شاء الله كذلك ، ثم رجع إلى السماع ، فلما كان بعد ليالٍ وصل الشيخ يعقوب المخاوي من السفر وأخبر أنه حصل عليهم في البحر ليلة كذا ريح عاصف وتغير البحر حتى أشرفوا على الهلاك ، وقال: فقلت: يا شيخ إسماعيل الغارة يا أهل يس ، قال: فرأيته والله بعيني وقد أقبل على وجه الماء كالطائر ، وأمسك الجلبة بيده حتى استقرت ، وسلمنا الله تعالى ببركته)).
قال الزبيدي: ((وكان الشيخ يعقوب كثير السفر ، فشكا إلى الشيخ كثرة ما يحدث عليه من أهوال البحر !! ، فقال الشيخ قل: يا أهل يس)).
وذكر الزبيدي (صفحة: 275) في ترجمة محمد بن يعقوب الكميت المعروف بأبي حربة أنه ركب البحر مع جماعة فتغيرت عليهم الريح في بعض الأيام وانكسر الدقل وسقط الشراع وأشرفوا على الغرق ، فتعلقوا بالفقيه ، ولازموه في كشف ذلك عنهم ، فقام إلى الدقل و وضع يده على موضع الكسر وقال: يا رسول الله: اشعب ، فالتأم الدقل بإذن الله تعالى وارتفع الشراع وساروا سالمين.
قال الزبيدي: ويحكى عنه أنه كان يقول: ما استغثت برسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ أجاب ، وأراه بعيني الشحمية)).
وقال في ترجمة عيسى الهتار (صفحة: 251): ((وقبره هناك مشهور يقصد للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة !!! ، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يتعرض له بمكروه ، ومن تعدى ذلك عوجل بالعقوبة ، والقرية كلها محترمة ببركته)).
وقال في ترجمة: أبي الخطاب عمر الهمداني (صفحة: 235-236): ((وتربته في موضعه من الترب المشهورة في الجبال يقصدها الناس من كل ناحية للزيارة والتبرك ، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه ، بل وقريته كلها من سكن فيها أمِن من كل ما يخاف ، ومن قصدها بسوء أو تعرض لأحدٍ من المستجيرين بها عوقب أشد العقوبة معجلاً)).
وقال في ترجمة أبي الخطاب عمر بن محمد بن رشيد (صفحة: 236): ((وقبره... مشهور مقصود للزيارة والتبرك ، وهو أحد السبعة الذين يقال فيهم: إن من واظب على زيارتهم سبعة أيام متوالية قضيت حاجته)).
وقال في ترجمة أبي العباس أحمد بن علوان الصوفي (صفحة: 71): ((وقبره بها ظاهر معروف مقصود للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة لا سيما في آخر جمعة من شهر رجب !!.... وقرية الشيخ المذكور محترمة !! ، ومن استجار بها لا يقدر أحد أن يناله بمكروه)).
وقال في ترجمة: جوهر الصوفي (صفحة: 121): ((وتربته هنالك من أكبر الترب المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك ، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه ، ومن تعدى إلى ذلك عوقب عقوبة معجلة)).
وقال في ترجمة: سفيان الأبيني (صفحة: 149): ((وتربته هنالك من الترب المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك ، ومن استجار به لا يقدر أحدٌ أن يناله بمكروه أبداً ، ومن تعدى شيئاً من ذلك عوقب أشد العقوبة من غير إمهال)).
وقال في ترجمة: طلحة الهتار الذي يُزعم أنه كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ، (صفحة: 165): ((وبني عليه قبة معظمة ، وتربته هنالك من أشهر الترب وأكثرها قصداً للزيارة والتبرك ، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه وعند تربته قرية كبيرة تنسب إليه يقال لها: الطليحية كلها مجللة محترمة .... وله في زبيد زاوية محترمة من استجار بها لا يقدر أحد أن ينالها بمكروه ، وانتفع بها الناس نفعاً عظيماً لكونها داخل البلد ، ومن نابه شي فزع إليها ويكون كأنه في بيته يقوم بمصالحه وحوائجه وهو في أمنٍ ودعه وذلك باقٍ مع أولاده وأولادهم إلى الآن)).
وقال في ترجمة: ابن الغريب (صفحة: 209): ((وتربته في القرية من الترب المشهورة المعظمة المقصودة من الأماكن البعيدة للزيارة والتماس الخير والبركة ، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه ، ومن تعدى ذلك عوقب أشد العقوبة من غير مهلة)).
وقال الزبيدي في ترجمة: فرج النوبي (صفحة: 258): ((وقبره بها مشهور يزار ويتبرك به ، قلّما قصد تربته ذو حاجة إلاّ قضيت حاجته)).
وقال الزبيدي في ترجمة: محمد بن أبي بكر الحكمي (صفحة: 267): ((وتربة الشيخ والفقيه من الترب المعظمة المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة ، ومن استجار هنالك أمِن من كل ما يخاف ، ولا يقدر أحد أن يناله بمكروه من الدولة والعرب وغيرهم)).
وقال الزبيدي (صفحة: 308) في ترجمة محمد بن موسى بن عجيل أن صاحبه ماتت زوجته ، وكان يحبها حباً شديداً ، قال الزبيدي: ((فأسف عليها أسفاً كثيراً ، فقصد الفقيه محمد بن موسى ، وشكا عليه حاله ، وقال: مرادي أن أراها وأعلم ما صارت إليه ، فاعتذر منه الفقيه، فلم يقبل منه وقال: ما أرجع إلاّ بقضاء حاجتي ، وكان له محل عند الفقيه ، فامتهله ثلاثة أيام ، ثم طلبه ذات يوم ، وقال له: ادخل هذا البيت إلى امرأتك ، فدخل فوجدها على هيئة حسنة وعليها لباس حسن ، وسألها عن حالها فأخبرته أنها على خير ، فسر لذلك ، ثم خرج إلى الفقيه مسروراً طيب النفس ، وقد سكن ما كان يجده من الأسف)).
قلت: في هذه النقول كفاية للتعريف بالكتاب وصاحبه ، ومن احتاج إلى المزيد فلا عليه أن يقرأ بعد اليوم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، والحمد لله رب العالمين.
منقول من احد المواقع