العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-10-05, 09:18 PM   رقم المشاركة : 1
وافدة النساء
عضو نشيط





وافدة النساء غير متصل

وافدة النساء is on a distinguished road


معنى الإرتداد فى حديث الحوض الذى استدل به الموسوى على ردة الصحابة..!!

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

هذا بيان لمعنى الاتداد المذكور فى حديث الحوض والذى استدل به الموسوى ظلما وعدوانا على إرتداد الصحابة رضوان الله عليهم

نص الحديث من صحيح البخارى
1- 6099‏ حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن المنذر الحزامي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن فليح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏هلال بن علي ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء بن يسار ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏(( ‏بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلت أين قال إلى النار والله قلت وما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم قلت أين قال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ‏))

قال الحافظ بن حجر فى تعليقه على الحديث

‏قوله ( بينا أنا نائم ) ‏

‏كذا بالنون للأكثر وللكشميهني " قائم " بالقاف وهو أوجه , والمراد به قيامه على الحوض يوم القيامة , وتوجه الأولى بأنه رأى في المنام في الدنيا ما سيقع له في الآخرة . ‏
‏قوله ( ثم إذا زمرة , حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم ) ‏
‏المراد بالرجل الملك الموكل بذلك , ولم أقف على اسمه . ‏

‏قوله ( إنهم ارتدوا القهقرى ) ‏
‏أي رجعوا إلى خلف , ومعنى قولهم رجع القهقرى رجع الرجوع المسمى بهذا الاسم وهو رجوع مخصوص وقيل معناه العدو الشديد . ‏

‏قوله ( فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ) ‏
‏يعني من هؤلاء الذين دنوا من الحوض وكادوا يردونه فصدوا عنه , والهمل بفتحتين الإبل بلا راع

وقال الخطابي : الهمل ما لا يرعى ولا يستعمل ويطلق على الضوال

والمعنى أنه لا يرده منهم إلا القليل , لأن الهمل في الإبل قليل بالنسبة لغيره

2- ‏6045 ‏حدثني ‏ ‏محمد بن بشار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏غندر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏المغيرة بن النعمان ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال ‏
‏قام فينا النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يخطب فقال ‏ ‏إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ‏
‏كما بدأنا أول خلق نعيده ‏
‏الآية وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح ‏
‏وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ‏ ‏إلى قوله ‏ ‏الحكيم
‏قال فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم



إختلف العلماء في حـقيقة الردة المذكورة في الحديث

قال الحافظ ابن حجر ‏

‏قوله ( قال فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم ) ‏
‏وقع في رواية الكشميهني " لن يزالوا " ووقع في ترجمة مريم من أحاديث الأنبياء

قال الفربري ذكر عن أبي عبد الله البخاري عن قبيصة قال :

هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر فقاتلهم أبو بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر . وقد وصله الإسماعيلي من وجه آخر عن قبيصة .

وقال الخطابي : لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين وذلك لا يوجب قدحا في الصحابة المشهورين .

ويدل قوله " أصيحابي " بالتصغير على قلة عددهم .

وقال غيره : قيل هو على ظاهره من الكفر والمراد بأمتي أمة الدعوة لا أمة الإجابة .

ورجح بقوله في حديث أبي هريرة " فأقول بعدا لهم وسحقا " ويؤيده كونهم خفي عليه حالهم ولو كانوا من أمة الإجابة لعرف حالهم بكون أعمالهم تعرض عليه .

وهذا يرده قوله في حديث أنس " حتى إذا عرفتهم " وكذا في حديث أبي هريرة . وقال ابن التين يحتمل أن يكونوا منافقين أو من مرتكبي الكبائر .

وقيل هم قوم من جفاة الأعراب دخلوا في الإسلام رغبة ورهبة .

وقال الداودي : لا يمتنع دخول أصحاب الكبائر والبدع في ذلك .

وقال النووي , قيل هم المنافقون والمرتدون فيجوز أن يحشروا بالغرة والتحجيل لكونهم من جملة الأمة فيناديهم من أجل السيما التي عليهم فيقال إنهم بدلوا بعدك أي لم يموتوا على ظاهر ما فارقتهم عليه .

قال عياض وغيره : وعلى هذا فيذهب عنهم الغرة والتحجيل ويطفأ نورهم .

وقيل لا يلزم أن تكون عليهم السيما بل يناديهم لما كان يعرف من إسلامهم

وقيل هم أصحاب الكبائر والبدع الذين ماتوا على الإسلام وعلى هذا فلا يقطع بدخول هؤلاء النار لجواز أن يذادوا عن الحوض أولا عقوبة لهم ثم يرحموا ولا يمتنع أن يكون لهم غرة وتحجيل فعرفهم بالسيما سواء كانوا في زمنه أو بعده

ورجح عياض والباجي وغيرهما ما قال قبيصة راوي الخبر إنهم من ارتد بعده صلى الله عليه وسلم ولا يلزم من معرفته لهم أن يكون عليهم السيما لأنها كرامة يظهر بها عمل المسلم .

والمرتد قد حبط عمله فقد يكون عرفهم بأعيانهم لا بصفتهم باعتبار ما كانوا عليه قبل ارتدادهم ولا يبعد أن يدخل في ذلك أيضا من كان في زمنه من المنافقين وسيأتي في حديث الشفاعة " وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها "

فدل على أنهم يحشرون مع المؤمنين فيعرف أعيانهم ولو لم يكن لهم تلك السيما فمن عرف صورته ناداه مستصحبا لحاله التي فارقه عليها في الدنيا

وأما دخول أصحاب البدع في ذلك فاستبعد لتعبيره في الخبر بقوله " أصحابي " وأصحاب البدع إنما حدثوا بعده . وأجيب بحمل الصحبة على المعنى الأعم واستبعد أيضا أنه لا يقال للمسلم ولو كان مبتدعا سحقا

وأجيب بأنه لا يمتنع أن يقال ذلك لمن علم أنه قضي عليه بالتعذيب على معصية ثم ينجو بالشفاعة فيكون قوله سحقا تسليما لأمر الله مع بقاء الرجاء وكذا القول في أصحاب الكبائر .

وقال البيضاوي ليس قوله " مرتدين " نصا في كونهم ارتدوا عن الإسلام بل يحتمل ذلك ويحتمل أن يراد أنهم عصاة المؤمنين المرتدون عن الاستقامة يبدلون الأعمال الصالحة بالسيئة انتهى .

وقد أخرج أبو يعلى بسند حسن عن أبي سعيد " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكر حديثا فقال ( يا أيها الناس إني فرطكم على الحوض فإذا جئتم قال رجل : يا رسول الله أنا فلان بن فلان وقال آخر : أنا فلان ابن فلان فأقول أما النسب فقد عرفته ولعلكم أحدثتم بعدي وارتددتم)


وقال الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر صاحب التمهيد

كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض كالخوارج والروافض وسائر أصحاب الأهواء

وقال أبو اسحاق الشاطبي :

الأظهر أنهم من الداخلين في غمار هذه الأمة، لأجل ما دلّ على ذلك فيهم، وهو الغرة والتحجيل، لأن ذلك لا يكون لأهل الكفر المحض، كان كفرهم أصلاً أو ارتداداً، لقوله ( قد بدلوا بعدك )، ولو كان الكفر لقال: قد كفروا بعدك، وأقرب ما يحمل عليه تبديل السنة وهو واقع على أهل البدع ومن قال إنه النفاق، فذلك غير خارج عن مقصودنا لأن أهل النفاق إنما أخذوا الشريعة تقية لا تعبداً، فوضعوها في غير موضعها وهو عين الابتداع

وعلى ذلك فالمراد بالمرتدين في الحديث يشمل الصنفين المرتدين والمنافقين، بالإضافة لأهل الأهواء والمبتدعة ... إنتهى

بعض اقوال علماء الشيعة في الحديث
قال الفضل الطبرسـي : في تفسيره ( مجمع البيان ) عند تفسير قولـه تعـالى
{ فأما الذين اسودت وجـوههم أكفرتم بعد إيمانكم } ...فقال :

اختلف فيمن عنوا به على أقوال فذكر أربعة أقوال وذكر في آخرها أنهم أهل البدع والأهـواء مـن هـذه الأمـة ثم استدل على ذلك من حديث ( الارتداد )

فقال :
ورابعها أنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة عن علي (ع) ومثله عن قتادة أنهم الذين كفروا بالارتداد

ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني أقوام حتي إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن أصحابي أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعد إيمانهم ارتدوا على أعقابهم القهقري

ذكره الثعلبي في تفسيره فقال أبو أمامة الباهلي:

هم الخوارج ويروي عن النبي أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية..انتهى

فهذا هو تفسير الطبرسي لهذا الحديث أنهم الأهواء كالخوارج ونحوهم وهذا هو عين تفسير أهل السنة لهذه الآية وهذا الحديث

ولم يشر ولو مجرد إشارة إلى أنهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

وهذا العلامة الكاشانى عند تفسيره للآية السابقة

يستدل من خلال هذا الحديث على أنهم من أهل الأهواء فيقول:

(( في المجمع عن أمير المؤمنين (ع)
هم أهل البدع والأهواء والآراء الباطلة من هذه الأمة
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولـن أصحابي أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحـدثوا بعـدك انهم ارتـدوا على أعقابهم القهقري، ذكره الثعلبي في تفسيره.. انتهى

فهذا هو قول قدماء علماء الشيعة فيمن يقع عليهم معنى الارتداد فى الحديث

وليس كما يزعم الموسوى وغيره ممن يؤولون الحديث كما تهوى أنفسهم ويطبقونه على صحابة النبى صلى الله عليه وسلم.

والله اعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم







التوقيع :
http://xs31.xs.to/pics/05224/wafda7.gif
تحدى لجميع الامامية الاثناعشرية وبلغوا حوزاتكم ( نريدا اسنادا لكتاب الله ولو ضعيفا
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=41647
الزملاء الامامية هذه تصريحات مراجعكم فهل تاتوننا بتصريح يماثلها من اقوال علمائنا؟؟
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=39770
الرابط الجديد لمنتديات السرداب
http://alsrdaab.com/vb
من مواضيعي في المنتدى
»» Adobe Photoshop 9 CS2 ME الداعم للعربية مع السيريال نمبر
»» وتكرر الاعتداء كتاب فى الصحافة البريطانية يسئ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
»» العلامه الالبانى يرد على الرافضي صاحب كتاب السجود على التربة الحسينية ...!!!
»» الاخوة الافاضل فى الادارة الموقرة: اين موضوع القدس؟؟!!
»» من هى أم فروة بنت محمد؟؟؟!! مفاجاة واستفهاااام؟؟!!
 
قديم 20-10-05, 09:41 PM   رقم المشاركة : 2
أبو عبيدة
( أمين الأمة )
 
الصورة الرمزية أبو عبيدة








أبو عبيدة غير متصل

أبو عبيدة is on a distinguished road


ممتاز جداً .
جزاك ربي الجنة ,,
هذا رابط ذو صلة .

http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=39058







التوقيع :
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وكذلك إذا صار لليهود دولة في العراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم ، فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم
المصدر : كتاب منهاج السنة لشيخ الإسلام أبن تيمية , المجلد الثالث , الصفحة 378
من مواضيعي في المنتدى
»» شبهة في لعن أم المؤمنين لعمرو بن العاص والرد عليها
»» الله الله الله
»» مِنْ كَرَامَات وَزِيرُ النَّبِي إِبْرَاهِيْم جُودَة
»» ابشركم يا أخوان إسلام عائلة رافضية في الأحساء
»» خاص لمن عنده شتراك في منتدى أنا مسلم
 
قديم 21-10-05, 03:18 AM   رقم المشاركة : 3
وافدة النساء
عضو نشيط





وافدة النساء غير متصل

وافدة النساء is on a distinguished road


وجزاك اخى الفاضل وبارك الله فيك







التوقيع :
http://xs31.xs.to/pics/05224/wafda7.gif
تحدى لجميع الامامية الاثناعشرية وبلغوا حوزاتكم ( نريدا اسنادا لكتاب الله ولو ضعيفا
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=41647
الزملاء الامامية هذه تصريحات مراجعكم فهل تاتوننا بتصريح يماثلها من اقوال علمائنا؟؟
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=39770
الرابط الجديد لمنتديات السرداب
http://alsrdaab.com/vb
من مواضيعي في المنتدى
»» من هى أم فروة بنت محمد؟؟؟!! مفاجاة واستفهاااام؟؟!!
»» برنامج .Snagit 8 v.0.2 الشهير لالتقاط شاشات الكمبيوتر والشرح على الصور
»» العباس عم رسول الله ذليل ضعيف وهو من الطلقاء والخوئى الناصبى يذمه وينتقص منه !!
»» وتكرر الاعتداء كتاب فى الصحافة البريطانية يسئ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
»» اخوانى بارك الله فيكم اعانى من مشكلة فى الدخول..!!
 
قديم 21-10-05, 05:06 AM   رقم المشاركة : 4
المدهش
عضو فعال







المدهش غير متصل

المدهش is on a distinguished road


في صحيح البخاري :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم ، فأقول : إ،هم مني ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقا سحقا لمن غير بعدي " .


===========

هذا الحديث حجة علي الشيعة : لو عملوا به ، فإن الحديث يقول : " فأقول : إنهم مني " ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : أنت مني ، وفاطمة مني ، وقال عن الحسن والحسين : إنهما مني


فقول : إنهم مني " أقرب إلى آل البيت منه إلى الصحابة .

هذا منا تماشيا في الحديث على أسلوبهم، وإلا فنحن نجل ونحب ونود آل البيت عليهم الصلاة والسلام ونترضى عنهم جميعهم ،


بل الثابت عند السنة تفيد أن أئمة الصحابة في الجنة لا سيما العشرة المبشرين بالجنة ، ومنهم الإمام علي رضي الله عن الجميع ، وتفيد بأن أهل بيت النبوة في الجنة لا سيما زوجاته أمهات المؤمنين ، ولا سيما بناته المطهرات العفيفات ، وعلى رأسهن الزهراء سيدة نساء أهل الجنة ، والسبطين الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .


فالحديث لا يحمل - أبدا - معنى الانتقاص من الأصحاب ولا من آل بيت النبوة الأطهار ، وإنما هو من باب الترهيب والتنبيه والتحذير ، حتى لا يغتر الأصحاب بصحبتهم وسابقتهم ، فيميلوا إلى الدنيا عن الآخرة ، وإلى الأموال والأولاد عن الجهاد في سبيل الله ، وحتى لا يغتر أله البيت بقرابتهم ، فيتكلوا بها عن العمل والاجتهاد في العبادة والطاعة .


وهكذا حتى يظل الجميع على الرغبة والرهبة ، وعلى الخوف والرجاء وهما جناحا الإيمان ، وركنا العبودية الخالصة للرحمن .

وإن حمل الحديث على أحد ، فلا يمكن مطلقا حمله على المبشرين بالجنة ولا على أهل بدر ، ولا على أهل بيعة الرضوان ، ولا على المهاجرين الذين شهد الله تعالى لهم بالصدق والإخلاص ، ولا على الأنصار الذين شهد الله تعالى بالفلاح ، ولا على الذين هاجروا من قبل الفتح وقاتلوا ، ولا على الذين هاجروا من بعد الفتح وقاتلوا ، لأن الله وعد الطائفتين بالحسنى .






وفي الحديث الآخر : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحالون عن الحوض ، فأقول : يا رب أصحابي ، فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى "



ماذا نفهم من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى " .

الروايات عند الشيعة تدل على أنهم ثلاثة : المقداد وأبو ذر وسلمان ، وأن عماراً حاص حيصة ثم عاد ، فهؤلاء أربعة وخامسهم الإمام علي ، و في أحسن الأحوال لا يزيدون عن بضعة عشر رجلا .



تأملوا الآن قول النبي صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم " ، وهو يصدق صريح القرآن " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ويصدق صريح القرآن الصحب الكرام وتعتبرهم صادقين مفلحين فائزين .

.
وها هو البخاري الذي يستدلون به يثبت الأفضلية لأبي بكر على كافة الصحابة حيث يقدمه الرسول صلى الله عليه وسلم للصلاة في مرضه الذي توفي فيه ، فيخرج قوله صلى الله عليه وسلم : " مروا أبا بكر فليصل بالناس " .

ويخرج قوله صلى الله عليه وسلم في مرضه الأخير لعائشة رضي الله عنها : " ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى أكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلى أبا بكر " .


سبحان الله ! إن مثل هؤلاء كمثل اليهود يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ، يا قوم إما أن تكذبوا بأحاديث البخاري كلها ، وإما أن تأخذوها كلها ، وإلا كنتم كما قول تعالى : " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب " .


نعم نعود إلى البحث العلمي ، هل قال النبي : " يرد علي يوم القيامة أكثر أصحابي " ؟ أم قال : " يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحالون عن الحوض " ؟


نص الحديث : " يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحالون عن الحوض ".

الرهط في اللغة من ثلاثة إلى عشرة ، فدل ذلك على قلة الذين يمنعون عن الحوض ، وهم يزعمون أن أكثر الصحابة ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، ونصوصهم تثبت أن الذي ثبت على الإيمان ثلاثة وعلي ، أو أربعة وعلي ، أو على أحسن تقدير اثنا عشر رجلا وعلي .

هذا على العلم أن الصحابة في حجة الوداع بلغ عددهم تقريبا مائة ألف ، منهم أكثر من عشرة آلاف من الأعلام ، وألفان من كبار الصحابة وأهل الرأي والأمر فيهم .
فالحديث يبين أن رهقا يحالون عن الحوض ،

ثم هل قال النبي : " إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ؟ أم قال : " إنهم ارتدوا على أدبارهم كفارا " ؟


نص الحديث : " إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى " .

فقلت : " ارتدوا القهقرى " لها معنى في اللغة يخالف معنى الارتداد بالكفر ، فالارتداد القهقرى – أو الرجوع إلى الخف - وهو يأتي بمعنى التعاون أو التنازل عن بعض الحق ، ويأتي أحيانا بمعنى التنازل عن الفضل والنزول من مرتبة عالية إلى مرتبة أقل منها ، والصحابة لموضعهم من دين الله وسابقتهم لا ينبغي من أمثالهم ذلك ، ولذلك كان التنازل عن شيء يسير يعتبر في حقهم ارتدادا على الأدبار إلى الخلف .

ولعلك ترى في الحديث تشديد النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه من باب أفضليتهم وسابقتهم ، وهذا كمثل تشديد الله تعالى على أمهات المؤمنين من باب فضلهن ومنزلتهن وموضعهن من دين الله تعالى ، فقال عز وجل : " من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف بها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا " ، وهذا كما يقال : حسنات الأبرار سيئات المقربين ، وهي عند التحقيق حسنات ولكنها في حق المقربين كانت أقل مما ينبغي أن تكون عليها حالتهم




اسمعوا إلى قول الله تعالى : " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم " ، فمن هم السابقون إن لم يكن منهم أبوبكر وعمر وعثمان وطلحة وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد رضي الله عنهم ؟ !
ومن هم السابقون إن لم يكونوا أهل الهجرة الأولى إلى الحبشة والثانية إلى الحبشة ؟ ! ومن هم السابقون إن لم يكونوا أهل الهجرة إلى المدينة ، وأهل بدر المشهود لهم بالإيمان ، وأهل بيعة الرضوان الذين شهد الله لهم بالرضوان ؟ !
ومن هم السابقون إن لم يكونوا أنصار النبي " والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " ؟ !
ومن هم الذين اتبعوهم بإحسان إن لم يكونوا المهاجرين بعد الفتح ، وكلا وعد الله عز وجل الحسنى ؟ !
يا قوم ، إن التدبر في هذه الآية مع التجرد للحق وسلامة الصدر للخلق يؤول بنا إلى أن نفهم أن الآية تشهد لمجمل الصحب الكرام بالإيمان والإحسان والرضوان ، وقد وعدتهم بالجنان وبالفوز العظيم .

يا قوم كيف يعقل مع هذه الآية أن نصدق قول من قال : إن الصحابة ارتدوا جميعا سوى خمسة أو مثل ذلك ؟
ثم ، هل هذا هو جزاء من جاهد في سبيل الله وفتح البلدان ورفع راية الإسلام ؟ أم جزاؤهم التولي والدعاء لهم بأن يغفر الله لنا ولهم ويلحقنا بهم في جنان الرحمن ؟

ويا قوم ، اسمعوا إلى قول الله تعالى وهو يصف المهاجرين بالصدق والأنصار بالفلاح ، ويطالب المسلمين على مر العصور بالاستغفار لهم :

قال عز وجل : " الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون * والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم " .

ففي الآية الأولى : وصف الله عز وجل المهاجرين عامة بالصدق ، فهل الذي يشهد الله تعالى له بالصدق يكذب أو يخون أو يرتد أو يؤثر الدنيا على الآخرة ؟ ! إن ذلك كله نقيض الصدق ، والله الذي يعلم السر وأخفى ، والذي يعلم ما كان وما سيكون شهد لهم بالصدق وهو علام الغيوب .

وفي الآية الثانية وصف الله عز وجل الأنصار بالفلاح ، والفلاح في الإسلام والموت عليه ، فهل الذي يشهد الله تعالى له بالفلاح ويعده به يكفر ويرتد ويموت كافرا ؟ ! فأي فلاح يؤول إليه ؟ !

وفي الآية الثالثة يثني الله عز وجل على أهل السنة الذين قولون : ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، ويبرأ من الذين يسبون ويلعنون ويكفرون المهاجرين والأنصار الذين وصفهم الله بالصدق والفلاح ، ووعدهم بالجنة والرضوان .

ويا قوم ، اسمعوا إلى قول الله عز وجل وهو يعد الأصحاب جميعا بالحسنى ، فيقول جل وعلا : " لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى " .

فالله عز وجل يعد الأصحاب جميعهم بالحسنى ن سواء من أنفق من قبل الفتح وقاتل ، وسواء من أنفق من بعد الفتح وقاتل . ومعلوم أن الأصحاب جميعا سواء من هاجر قبل الفتح أو بعد الفتح ، كلهم جاهدوا في سبيل الله تعالى بأموالهم وأنفسهم ، وباعوا أنفسهم ابتغاء مرضات الله .

فبالله عليكم ، كيف يعد الله هؤلاء الأصحاب بالحسنى سواء السابقون منهم واللاحقون ، ثم تريدون أنتم أن تجعلوا دينكم سبهم ولعنهم وتكفيرهم ؟ فبالله عليكم أأنتم أعلم أم الله ؟

ويا قوم اسمعوا إلى قول الله تعالى " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا " .
أتدرون ماذا سميت هذه البيعة ؟ لقد سميت بيعة الرضوان ، لكون الله تعالى رضي الله عن أصحابها وكانوا ألفا وأربعمائة صحابي .
أفترون الله عز وجل يترضى عن أهل بيعة الرضوان ثم أنتم تكفرون هؤلاء ؟ أأنتم أعلم أم الله ؟ أفلا تعقلون ؟


ويا قوم اسمعوا إلى قول الله تعالى : " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا " ، فالمتدبر لهذه الآية يعلم يقينا أن الله تعالى وعد المؤمنين الصالحين الذين ارتضى الله لهم دينهم بالتمكين في الأرض

والناظر إلى الصحب الكرام يجد أن الله تعالى مكن لهم في الأرض تمكينا عظيما ، حيث فتحوا البلدان شرقا وغربا ، ودانت لهم الأرض كلها ، يعبدونها لله وحدة ، ويرفعون عليها رايات التوحيد ، فدل ذلك على أن الله تعالى ارتضى دينهم فمكن لهم في الأرض بإيمانهم وصالح أعمالهم .
ويا قوم ، انظروا إلى كتاب الله الكريم ، كم آية تصدرت بقول الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا " (1) .



إن هذه الآيات وقت نزولها كانت تخاطب أصحاب النبي الكرام رضي الله عنهم ، وما دامت الآيات تخاطبهم بصفة الإيمان ، فهم بشهادة الله تعالى المؤمنون .
فبالله عليكم ، كيف يخاطبهم الله بصفة الإيمان ، وأنتم تكفرونهم وتسبونهم وتلعنونهم وتستندون في ذلك لروايات مكذوبة وضعها أولئك الذين كذبوا على القرآن بروايات تصل إلى ألفي رواية ملحدة آثمة مكذوبة ؟ !


وأخرج البخاري عن رسول الله قوله : " بينا أنا نائم فإذا زمرة ، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم ، فقلت : إلى أين ؟ فقال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، ثم إذا زمرة ، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلم ، ، قلت : أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم "

وأعود إلى حديث البخاري فأقول : إن فهم أي حديث لا بد وأن يكون في إطار النصوص العامة القرآنية والنبوية ، وقد دل القرآن على أن الصحابة هم الصادقون وهم المفلحون ، وهم الذين وعدهم الله الحسنى والتمكين ، والبخاري نفسه أورد أحاديث تدل جميعها على مناقب الصحابة ومآثرهم وفضائلهم - سواء في ذلك المهاجرين والأنصار - .



فإن قال قائل : فما تفعل في قوله صلى الله عليه وسلم : " فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم "؟

فأقول : الإجابة على ذلك من أيسر اليسر وأسهل السهل ، ولها وجوه عديدة أظهرها أننا عندما ننظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم : " منهم " نجد أنهم عند التمعن في الحديث والتحقيق في سياقه ومعناه ، نجد أنها تعود على الذين ارتدوا على أدبارهم ، ومعنى ذلك أن الذين ارتدوا على أدبارهم فئة قليلة وسط الكم الغفير من الأصحاب ، وهؤلاء الذين ارتدوا على أدبارهم لا يخلص منهم إلا مثل همل النعم ممن يعذره الله تعالى ويغفر له ويعفو عنه .

فإن قال قائل : فمن هم هؤلاء الذين ارتدوا على أدبارهم ، قلت : الصحابة رضي الله عنهم بنص القرآن ونص الحديث أبرار أطهار صادقون مفلحون موعودون بالحسنى والرضوان ، وكلنا يعلم أنه قد بلغ عددهم في حجة الوداع مائة ألف من المسلمين تقريبا ومن الطبيعي أن يتفاوت إيمانهم ، فلربما تخفف أقوام منهم عما كانوا عليه أيام النبي صلى الله عليه وسلم ، وهؤلاء المتخففون المرتدون على أدبارهم القهقرى – أي الراجعون إلى الخلف في الطاعة والإيمان – لا يخلص منهم إلا أقل القليل ، والباقي يأخذ جزاءه في النار ثم يخرج بفضل التوحيد إلى الجنة ، إلا أننا نجزم أن أكابر الأصحاب – وهم قريب من الألفين – أجل من أن نعتقد فيهم التخفف والرجوع عن حالهم الذي كانوا عليه أيام النبي صلى الله عليه وسلم .

وعموما فإن النادر يأخذ حكم الملغي ، والغالب يأخذ حكم الكل ، وحيث لا تعيين لأحد بالتقهقر ، وجب الترضي عن الجميع والنادر يأخذ حكم الملغي عند الشيوع وعدم التعيين .

وأمر ينبغي أن نلفت إليه الأنظار : وهو أننا لا ينبغي أن ننسى أن غالب العرب ارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم سوى المدينة ومكة (1) حفظهما الله من الردة ، فوقف أبوبكر لتلك الردة وجاهد فيها جهادا لا يقوم به بعد الأنبياء أحد سوى الصديق نفسه ، وقد قتل في تلك الردة أعداد كثيرة من المرتدين ، وأكثر ذلك كان في جهاد الصحابة لبني حنيفة أتباع مسيلمة الكذاب حتى سميت الحديقة التي قتل فيها حديقة الموت لكثرة من قتل فيها .



أضف إلى ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم مات وهناك من يظهر إسلامه وصحبته لكنه منافق كافر في الباطن لم يعلم به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلربما هو المعني في الحديث ، أما أن نفهم من الحديث تكفير الصحابة ، لا سيما أبا بكر وعمر وعثمان وبقية العشرة المبشرين بالجنة ومن ورائهم الألوف المؤلفة من أصحاب النبي الكرام البررة الذين زكاهم النبي صلى الله عليه وسلم ورباهم على القرآن والحكمة وعلى الصدق والإخلاص فهيهات هيهات ، إن هذا الفهم لهو الكفر بعينه ، ولهو الردة بعينها ، نعوذ بالله من الضلال والكفر وعمى البصر والبصيرة .





.
وهنا حقائق :

الحقيقة الأولى : أن الخليفة الراشد الرابع بعد مقتل عثمان رضي الله عنه هو الإمام علي رضي الله عنه ، وقد كانت له الوجهة الشرعية وكان الحق معه ، ولو عاد الزمان لكنت أنا " أقصد نفسي " في جيشه وأفتخر بذلك (1) ، ولكن ليس معنى هذا الكلام أن مخالفيه كانوا على الباطل وعلى النقيض تماما ، لا ، فقد كانت هناك شبهات قوية جعلت المخالفين للإمام علي على وجه من الحق ، لهم فيه اجتهاد لا نفسقهم فيه ولا ننتقص من شأنهم أبدا ، بل نقول لهم أجر الاجتهاد الخاطىء إن شاء الله تعالى .




الحقيقة الثانية : أن أقوى تلك الشبهات هي وجود رؤوس الشر وقادة الفساد والساعين إلى الفتنة في جيش الإمام علي ، وهم الذين كانوا وراء كل قتال وكل خلاف .
والإمام علي رضي الله عنه معذور في وجودهم ، لأنهم كانوا على قوة وعتاد ولم يمهلوه حتى يتفرغ لهم ، بل كانوا يسوقون الأحداث نحو الفتنة والقتال .

الحقيقة الثالثة : كل من خالف عليا رضي الله عنه كان له اجتهاد ، وهو من باب الاجتهاد نسأل الله تعالى أن يؤجروا عليه أجرا واحدا ، وأن يؤجر الإمام علي عليه أجران ، بموجب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الحقيقة الرابعة : الصحابة لم يسعوا إلى قتال أبدا ، وهم أجل وأعلى من ذلك ، وكلما جلسوا تصافوا وتصالحوا ، وكادت تعود الأمور إلى نصابها ، ولكن رؤوس الفتنة وقتلة عثمان رضي الله عنه لا يرضون بذلك ، فينشبون القتال ليلا حتى يظن الفريق الثاني بالخيانة ، فينتصر لحقه ويظن الإمام علي أنهم بدءوا القتال فيقاتلهم ، فالصحابة في تلك الفتن أبرأ من الذئب من دم نبي الله يوسف عليه السلام ، هذا هو ظننا فيهم ، وهذه هي حقيقة الأمر .

الحقيقة الخامسة : أن أصل الشر والفتنة في هذه الملاحم هم أتباع عبدالله ابن سبأ " السبئية " الذين بدءوا القتنة بقتل عثمان ثم بقتل الزبير وطلحة ، ثم بذروا بذرتين : إحداهما التشيع ، والأخرى الخروج ، والشيعة غالوا في الإمام علي والخوارج قتلوه . ولا دخل للأصحاب في تلك الفتن مطلقا .

الحقيقة السادسة : أن أهل السنة يرون الحق أدنى إلى علي ، وعلي أقرب إلى الحق ، ويرون أن خلافه مع بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كالزبير وطلحة ، وهما من المبشرين بالجنة وكمعاوية خال المؤمنين ، لا يوجب عليهم فسقا أبدا - ، وإنما هذا من صنيع الروافض والخوارج والغلاة والملاحدة - ، وذلك لكونهم خالفوا عن اجتهاد له وجه من الحق تمسكوا به فنعذرهم لهذا الحق ، وعلي كان أقرب إلى الحق منهم .

الحقيقة السابعة : أن أهل السنة يترضون عن جميع الأصحاب دون استثناء ويرون لهم الفضل والكرامة " كافتهم " ، وكلهم في الحشر مرحومون مغفور لهم ، نسأل الله أن يحشرنا في زمرتهم جميعهم . وأهل السنة سليمو الصدر لكل صحابي ، كرامة لصحبته واحتراما لسابقته .

أما يزيد

قد اختلفت عليه اقوال أعلام عصره المعاصرين له ، وقد امتدحه ابن عباس رضي الله عنهما ، وامتحده كذلك محمد ابن الحنفية ابن علي رضي الله عنه ، والعلماء منهم من وثقه وحسنه حتى لقبه بأمير المؤمنين يزيد وكذب كل ما قيل في حقه من الفجور والظلم ، ومنهم من توقف في شأنه وقال : له ما كسب وعليه ما اكتسب ولا نسأل عما كان يفعل – تأويلا لقول الله تعالى : " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " - والذين طعنوا فيه على حد علمي لم يجيزوا لعنه وسبه ، وإنما هذا فعل المغرمين باللعن والسباب والشتم لكل أصحاب النبي الكرام البررة .



والحسين رضي الله عنه أكرمه الله تعالى بالشهادة ، ولكن من الذين قتلوه ؟ إن الذين قتلوا الحسين هم الذين خدعوه وأغروه وبعثوا إليه أن أقدم على جند لك مجند ، وأرسلوا إليه عشرات الكتب ثم باعوه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين .

وأما يزيد فعلى حد علمي لم يأرم بقتل الحسين ، بل حزن حزنا شديدا لمقتله ، وإنما قتله أحد الرعاع المجترئين على آل البيت الأطهار يدعى ابن الجوشن ، وما قتله إلا طمعا في الوجاهة والمنصب دون أمر من أحد ، ولكن تزلفا إلى عبيدالله بن زياد عامل يزيد على الكوفة ، وغير ابن الجوشن هذا فالغالب كان يتحاشى قتل الحسين رضي الله عنه .

وإنما خرجوا لقتاله متأولين قول جده المصطفى صلى الله عليه وسلم : " إنه ستكون هنات وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان " ، ومتأولين قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما " .

فهم خرجوا لمنعه ، وكان قدره رضي الله عنه الشهادة ، وهو في أعلى عليين في الجنة مع جده المصطفى صلى الله عليه وسلم ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، سيد شباب أهل الجنة ، فهنيئا له الشهادة وهنيئا له الجنة .

ولا أملك إلا أن أقول في حق الفتن الحادثة آنذاك إلا قول الله تعالى : " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " .

والله عز وجل أعلم بهؤلاء ونياتهم ، وأهل الهوى والضلال هم الذين يعيشون على أكاذيب نسجت حول هذه الفتن حتى جعلوها عقائد من صلب الدين وأساسه .







التوقيع :
قال تعالى ( لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون ) ( التوبة 88 )
من مواضيعي في المنتدى
»» قال بعض السلف من طعن في عائشة فقد اتهم الرسول ( ص ) بالخبث وهذا كفر
»» هل الصحابة الذين قاتلوا مع على ضد معاوية وكانوا بالآلآف كلهم أرتدوا
»» لماذا أختار النبي أبابكر في الهجرة ولم يختار عليا
»» يا ولاة أمرنا أقطعوا الماء والكهرباء والتليفون عن شيعة القطيف فهذا خير تأديب لهم
»» هل كان قبرا الصديق والفاروق الملاصقين لقبر النبي ( بمشيئة الله )
 
قديم 02-11-05, 03:23 AM   رقم المشاركة : 5
وافدة النساء
عضو نشيط





وافدة النساء غير متصل

وافدة النساء is on a distinguished road


بارك الله فيك اخى المدهش ونفع بهذه الاضافة الطيبة وجعلها فى موازيين حسناتك







التوقيع :
http://xs31.xs.to/pics/05224/wafda7.gif
تحدى لجميع الامامية الاثناعشرية وبلغوا حوزاتكم ( نريدا اسنادا لكتاب الله ولو ضعيفا
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=41647
الزملاء الامامية هذه تصريحات مراجعكم فهل تاتوننا بتصريح يماثلها من اقوال علمائنا؟؟
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=39770
الرابط الجديد لمنتديات السرداب
http://alsrdaab.com/vb
من مواضيعي في المنتدى
»» اخوانى واخواتى انى ادعوكم للحب
»» ما اصعب فراق الاحبة
»» نسف الشبهات المثارة حول عاصم وحفص إمامي القراءات ( لشيخنا الفاضل اليامى)!!
»» العلامه الالبانى يرد على الرافضي صاحب كتاب السجود على التربة الحسينية ...!!!
»» استمع الى القصيدة الوضاحية اروع ما قيل عن ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها
 
قديم 02-11-05, 03:41 AM   رقم المشاركة : 6
طلحة
عضو نشيط






طلحة غير متصل

طلحة is on a distinguished road



بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين سيدنا محمد
وعلى آله السادة النجباء الطيبين الطاهرين و اصحابه الغر الميامين الكرام البرارة والعن من ادعى حب آل بيته
وهو يحط من قدرهم و ينسب اليهم الضعف والجبن , اما بعد :


فالروافض يعتقدون اننا نشابههم في المعتقد

فبما انهم يطعنون بالصحابة , اذن اهل السنة يطعنون في ال البيت

واهل السنة منه براء كبراءة الذئب من دم يوسف

وبما ان أئمتهم معصومون , اذن الصحابة عند اهل السنة معصومون !

وهذا براء فالصحابة بشر يخطئون ويصيبون

والروافض يبحثون عن أي شيء لكي ينتقصو من الصحابة !!!

بارك الله فيك اختي وافدة النساء







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:07 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "