فقه تنزيل السور السور المكية في واقعنا المعاصر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ....... وبعد :
في بداية دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومع الانطلاقة الاولى للتشريع الاسلامي ، فحيث كان الناس انذاك في جهل وجاهليه عمياء تظللهم ، ومنتشر بينهم عبادة الاوثان ، والشرك ، وغيره من عبادة القبور والمعاصي ، والكفر ..... إلخ ..
كان تركيز الشرع الاسلامي على تصحيح مسار الاعتقاد عند الناس وتحطيم الوثنية التي كانوا يقبعون تحتها ، وهتك استار تلك العقائد الباطلة المبطلة ، وانشاء جيل اسلامي فريد من نوعه ، يعبد خالقه ، وله هدف في الحياة ، وكان يقعد في نفوسهم اليوم الاخر والخوف منه ، مع الايمان بالغيب ، والجنة والنار .
وكان ينزل القران ويجادلهم بالتي هي احسن ، وبالعقل الصحيح ، ويربي المجتمع على الاخلاق، وفضائل الاعمال ، وعدم سفك الدماء فيما بينهم ، واعتمد من ذلك على ضرب الامثلة من القصص للسابقين ، وبيان ما احله الله بهم من النكال وسوء العاقبة .... إلى غير ذلك من الاسلوب القرآني المعتمد في دعوة الناس في العصر الاول .
أعتقد وأنه مع مرور هذا الزمن الطويل ، والبعد عن القرون الثلاث الاولى المفضلة ، وعصور التابعين واتباعهم ، وعودة الجهل إلى الناس ، والتبعية المقيتة للغرب بكل مايحمل من عجره وبجره وظلال وفساد خلقي ، وعدم إيمان بالله العظيم ، وخوف منه ، والاسهاب في التنعم بالحياة الدنيا ولذلئذها اللامتناهية .
أعتقد انه يجب علينا أن نفقه تلك السور المكية في كتاب الله تعالى ، واسلوب المولى تبارك وتعالى في دعوة العباد وتقرير شيء لابد منه في نفوسهم ، من الخوف منه تعالى والرجاء ، حيث إن زماننا هذا هو أشبه بالزمن والعصر الاول .
والله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .