[align=center]بسم الله الرحم الرحيم
في إحدى المنتديات قرأت لأحد الفشلة من الرافضة تشكيكاُ في رأي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في جمع الحديث
ونقل هذا الحديث :
نقل ابن سعد : أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستشار في ذلك أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأشاروا عليه أن يكتبها ، فطفق عمر يستخير الله فيها شهرا ، ثم أصبح يوما وقد عزم الله له .
فقال : إني كنت أردت أن أكتب السنن ، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها فتركوا كتاب الله تعالى ، وإني والله لا البس كتاب الله بشئ أبدا
الطبقات الكبرى لابن سعد 3 : 286 ، وأبو طالب مؤمن قريش للخنيزي : 2 - 3
طبعاُ الجواب موجود من ضمن الحديث المنقول لكن نعلم مدى ذكاء الرافضة الأخاذ ....
قمت بالرد عليه قائلاً : هل تعرف الفرق بين الكتابة والتدوين؟
لــــم يرد عليّه وتجاهلني
فعدت إلى بعض من كتب تأرخ تدوين الحديث للرد عليه رداً كاملاً
فقمت بالرد عليه بالتالي :
مما لاشك فيه أن الكتابة انتشرت في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على نطاق أوسع مما كانت عليه في الجاهلية فقد حـث القرآن على التعلم وحض الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك واقتضت طبيعة الرسالة أن يكثر المتعلمون القارئون , الكاتبون .
وقد كثر الكاتبون بعد الهجرة عندما استقرت الدولة الإسلامية .
ولكي نرد على كل مشكك في فراسة الفاروق رضي الله عنه وأرضاه فيجب أن نبدأ بشكل صحيح ونقول :
ما روي من كراهة الكتابة : وسأنقل لكم من ذلك حديثين وهما :
1- روى أبو سعيد الخدري أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال ( لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ) " صحيح مسلم بشرح النووي ص 129 ج 18 "
2- روي عن أبي هريرة أنه قال : خرج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونحن نكتب الأحاديث , فقال : ( ما هذا الذي تكتبون ) ؟ قلنا : أحاديث نسمعها منك .
قال : ( كتاب غير الله أتدرون ما ضل الأمم قبلكم إلا بما اكتتبوا من الكتب مع كتاب الله تعالى ) " تقييد العلم ص 34 ومجمع الزوائد 1| 150 "
ماروي من إباحة الكتابة :
وفي ذلك أحاديث كثيرة جداً عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعن الصحابة ومنهم
الامام علي رضي الله عنه وسيد الجنة الحسن بن علي رضي الله عنهما وعن العباس
رضي الله عنه , وسأكتفي هنا بنقل حديثان للرسول صلى الله عليه وآله وسلم
1- قال عبدالله بن عمرو بن العاص : كنت اكتب كل شئ أسمعه من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم , أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا : تكتب كل شئ سمعته عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم , والرسول صلى الله عليه وآله وسلم بشر يتكلم في الغضب و الرضا , فأمسكت عن الكتابة , فذكرت ذلك للرسول صلى الله عليه وآله وسلم , فأومأ بإصبعه إلى فيه , قال ( اكتب فو الذي نفسي بيده ماخرج منه إلا حق ) " سنن الدارامي ص 125 ج 1 ونحوه في تقييد العلم "
2- روي عن أنس بن مالك أنه قال : قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( قيدوا العلم بالكتاب ) " تقييد العلم ص 96 وفي أكثر من من مصدر "
وإذا أردنا التوفيق بين ما ورد من نهي وإباحة للكتابة حتى لا يخرج لنا من يقول بالتناقض , و باختصار سأذكر لكم ذلك :
1- قال البعض إن حديث أبي سعيد الخدري موقوف عليه فلا يصلح للاحتجاج به ويروي هذا الرأي عنه البخاري وغيره " انظر فتح الباري ص 218 ج1 "
2- أن النهي عن الكتابة إنما كان في أول الإسلام مخافة اختلاط الحديث بالقرآن , فلما كثر عدد المسلمين وعرفوا القرآن معرفة رافعة للجهالة , وميزوه عن الحديث , زال الخوف عنهم فنسخ الحكم وصار إلى الجواز .
3- أن النهي في حق من وثق بحفظه وخيف اتكاله على الكتابة و الأذن في حق من لايوثق بحفظه
والشاهد على ذلك
روي عن أبي هريرة أن رجلاً من الأنصار كان يشهد حديث رسول الله فلا يحفظه , فيسأل أبا هريرة فيحدثه , ثم شكا قلة حفظه إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقال له : ( استعن على حفظك بيمينك )
4- أن يكون النهي عاماً وخص بالسماح به من كان قارئاً كاتباً مجيداً كعبدالله بن عمرو .
ومما مضى نرى أن السنة كتبت قبل عهد خلافة الفاروق ولكن لم تدون إلا في عهد عمر بن عبد العزيز
فهل تعرفون الفرق ؟؟؟؟
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يفكر في جمع السنة , ثم لا يلبث أن يعدل عن ذلك ...
وكان خوف عمر من إقدامه على كتابة السنة أن ينكب المسلمون على دراسة غير القرآن ويهملوا كتاب الله ولذلك نرى عمر رضي الله عنه يقول ( لا كتاب مع كتاب الله ) وأنكر على من نسخ كتاب دانيال وضربه
ومحاه وأمر الناس بجمع كل كتب إلا القرآن وأحرقها .
كل هذا يدل على خشية الفاروق من أن يهمل القرآن أو يضاهى به كتاب غيره ونحن نرى أن عمر نفسه يأبى أن
يبقى رأيه مكتوباً ويأبى إلا أن يمحوه كما فعل بعد أن طعنه الكلب أبو لؤلؤة لعنه الله
عندما نادى ابنه عبدالله وقال ناولني الكتف فلو أراد الله أن يمضي ما فيه أمضاه فقال له ابنه : أنا أكفيك محوها فقال لا والله لا يمحوها أحد غيري فمحاها بيده .
ونرى الفاروق حين يأمن حفظ القرآن يكتب بشئ من السنة إلى بعض عماله و أصحابه .
ولا ننسى موقف الإمام علي رضي الله عنه عندما خطب في الناس قائلاً ( أعزم على كل من كان لديه كتاب إلا رجع فمحاه , فإنما هلك الناس حيث اتبعوا أحاديث علمائهم وتركوا كتاب ربهم ) " جامع بيان العلم ص 63 ج 1 "
المطلوب هنا بارك الله فيكم :
من يرى أن هناك أسباب أخرى في عودة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن التدوين
فليكتبها لنا حتى يكون البحث شامل وله نقاط أساسية ...
أخوكم الحاضر الغائب : صقر السنة [/align]
26-04-05, 10:53 AM
من يشاركني وله الأجــــر ..
العرض العادي
