العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-05, 02:21 PM   رقم المشاركة : 1
بايعقوب
عضو ذهبي






بايعقوب غير متصل

بايعقوب is on a distinguished road


السنة في لبنان هم الأغلبية

مجلة العصر / على مدار تاريخ الطائفة السنية في لبنان لم يعرف لهذه الأغلبية فاعلية تذكر وسط هذا الحراك السياسي والدموي الذي شهدته لبنان، فظل السنة اللبنانيون بتاريخ دون فاعلية.

لبنان بلد تحكمه سياسة التوازن الطائفي بحيث يشعر كل طرف أنه ند للآخر، له نفس الحقوق والواجبات والمكتسبات.

لكن عمليا تم تجريد سنّة لبنان على امتداد أعوام الحرب الأهلية (1975-199) من دورهم، وحاولت القوى الموالية لسوريا اتهامهم دوما بموالاة الفلسطينيين "السنة" بطبيعة الحال، أما قوى اليسار اللبنانية فاتهمتهم بموالاة الموارنة حينا على قاعدة اقتسام الطائفتين السلطات في البلاد قبل وبعد الحرب الأهلية.

وعمليا، خرجت الطائفة السنية من الحرب الأهلية بخسائرها ومكاسبها قبل غيرها من الطوائف، لكن قواها ورموزها ضربت واستهدفت بشدة. فتلقت ميليشيات "المرابطون"، وهي ضعيفة التدريب والبنيان والتنظيم، ضربات موجعة

وكادت الساحة السنية تخلو من أي رمز لها باستثناء عائلة سلام التي كانت تشهد أفول نجمها السياسي.

وعلى ذكر الزعامات السنية اللبنانية يمكن القول إن مجيء رفيق الحريري بمشروع الإعمار أعاد جزءا من هيبة السنة الضائعة في هذا البلد المتوازن طائفيا باستثناء السنة الذين شكوا ويشكون غيابا وتهميشا على الأرض، بعيدا عن تولي رموزهم سلطات سياسية عليا وبعض مقاليد الحكم، ولعل هذا التهميش نابع من ضعف قيادات السنة

"السياسية منها والدينية" وانسحابها من الحياة السياسية.

بمقتل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد أبرز الزعامات السنية بانفجار مروع، شعر سنة لبنان باليتم ولم يتبدد هذا الشعور إلا بصعود نجم الحريري، الذي كان يطمح لزعامة الشعب اللبناني كله وليس السنة فقط، فكان يقدم المساعدات لكل الطوائف ويتحدث باسمها جميعا، وكان من دعاة التقريب بين المذاهب والطوائف والأديان حتى رجالاته ومقربيه والمحسوبين عليه كانوا من طوائف عدة.

لكن طبيعة الوضع الذي عليه لبنان منذ سنين لا يمكن أن يرى في الحريري إلا زعيما لطائفة واحدة هي الطائفة السنية رغم كل ما قيل ويقال.

ضعف الطائفة السنية في لبنان جاء من عدة نواحي: أولها غياب المرجعية والولاء الخارجي خلافا لباقي الطوائف كالشيعة والمرجعية الإيرانية والمسيحيين عموما والمرجعية لفرنسا.

الأمر الآخر هو غياب القيادات السنية الفاعلة والقوية والمؤثرة، فباستثناء الشيخ حسن خالج ورفيق الحريري لم يعرف سنة لبنان زعماء حقيقيون، خلافا مرة أخرى لباقي الطوائف التي يزخر تاريخها الحديث والقديم بقائمة طويلة من الزعامات.

الملفت في حكاية الزعامات في لبنان أنها أخذت طابعا "عائليا"، فأصبحت زعامات طوائف لبنان كلها حكرا على عائلات بعينها تمتلك السطوة والقوة والمال والتاريخ والنفوذ السياسي لتكريس زعامتها لأبناء طوائفها باستثناء السنة. فلم يعرف عن أي من الزعماء السنة في لبنان باستثناء "آل كرامي" توريث سلطتهم لأجيال متعاقبة من أبناء العائلة، في حين توارثت أجيال عديدة من مسيحيي وشيعة ودروز لبنان "الحكم" والسلطة عائليا وإن بدرجات متفاوتة.

ومما ساهم في ضعف الطائفة السنية في لبنان ضعف مرجعيتها الدينية، ففي حين كانت مرجعيات المسيحيين الموارنة والشيعة والدروز تتعاظم شيئا فشيئا وتفرض صوتها ورأيها بقوة في الدولة اللبنانية، ظلت المرجعية السنية تراوح مكانها والسبب انقسامها العميق ما بين تنظيمات "الإخوان المسلمون" و"حزب التحرير" والجماعات الصوفية، وبعض الجماعات السلفية ذات الاتجاهات المتضاربة.

ولاحقا ازداد الانقسام والضعف بظهور جماعات سنية يصنفها الآخرون على أنها من الفرق الباطنية، التي تهدم أكثر مما تبني في صفوف سنة لبنان من قبيل جماعة "الأحباش".

ويمكن تحميل جزء كبير من مسؤولية غياب وعدم فاعلية سنة لبنان لجماعة الإخوان المسلمين في لبنان باعتبارها أكبر الجماعات السنية وأكثرها تنظيما.

لكن تاريخ الإخوان في لبنان يرتبط بالكثير من هشاشة الموقف والضعف والتشتت بسبب ارتباطهم عمليا بإخوان سوريا الذين مروا ويمرون بحالات متعاقبة من الضعف والتلاشي وعدم الحضور على الساحة السياسية في سوريا وخارجها.

وكان ضعف الطائفة السنية يخدم فكرة طالما أقلقت دمشق، ضعف سنة لبنان مؤشر لضعف سنة دمشق، ثمة ارتباط لا فكاك منه بين سنة دمشق وسنة بيروت بصفتهم امتدادا لسنة دمشق، ويرىالنظام السوري أن الفصائل الفلسطينية على أرض لبنان تُعتبر امتداداً مباشرا للقوى السنية في لبنان وسوريا "ذات المعارضة السنية" بطبيعة الحال. وصولا إلى حقيقة مفادها أن على سنة لبنان أن يخرجوا دائما خاليي الوفاض من كل المعادلات السياسية بسبب تبعيتهم للآخرين وعدم استقلاليتهم وبسبب عملهم أو انضوائهم تحت عباءة الآخرين.

والأمثلة هنا كثيرة ذكرنا بعضها، ولدينا كثير منها من قبيل اعتبار مفتي لبنان "السني" في مرحلة الحرب الأهلية وما بعدها أن "فتح هي جيش المسلمين في لبنان"، فأصبح سنة لبنان في أكثر من مرحلة دون بوصلة سياسية ودون قيادة توجههم.

المشكلة كما أراها في سنة لبنان هي أن جميع الطوائف الأخرى تتقدم وترتفع لديها "الأنا" الطائفية باستثناء السنة، وهنا لا أدعو السنة بالطبع إلى تبني النفس الطائفي، لكنني أعيب على سنة لبنان ضعفهم وتخبطهم وضياعهم وخوفهم حتى من إعلان هويتهم، ومشكلة السنة في لبنان أيضا أنهم بحكم لعبة السياسة تحالفوا مع الجميع إلا مع أنفسهم.

وفي خضم هذا كله، ثمة أرقام صدرت منذ أسابيع قليلة عن وزارة الداخلية اللبنانية تثير الدهشة فعلا، الناخبون المسلمون في لبنان يشكلون 59 %، المسيحيون 4.8%، السنة في لبنان 26.5% من مجمل الناخبين، يليهم الشيعة 26.2%، وبعدهم الموارنة 22.1%، ولأول مرة في لبنان طغى الثقل السني إلى هذا الحد.

المشهد واحد تقريبا في كل المناطق العربية ذات التقسيمات العرقية الطائفية المقيتة. وكان من الصعب أن يتخيل السنة أنسفهم أغلبية في لبنان، كما هو الحال بالنسبة لسنة العراق الذين أثبتت بعض الإحصائيات التي يعتد بدقتها لصدورها عن منظمات تابعة للأمم المتحدة، أن سنة العراق يفوقون شيعته.

ثمة استهداف في لبنان لكل ما هو سني، وثمة اتفاق غير معلن على سنة لبنان لتحويلهم إلى الحلقة الأضعف والضحية دائما في كل التحولات التاريخية والسياسية في هذا البلد.

والاستهداف واضح .. مطالب للمعارضة بإخراج سوريا "حامية التوازن الطائفي"، وتطبيق كامل اتفاق الطائف الذي ينص، فيما ينص أيضا، على تجريد الفلسطينيين في مخيماتهم من الأسلحة. والمذابح التي ارتكبت بحق سنة لبنان من لبنانيين وفلسطينيين لا يمكن نسيانها والهدف دائما إضعاف شوكتهم لحساب أطراف أخرى.

إضعاف الوجود السني في لبنان، وإخراج السنة من اللعبة السياسية هو هدف دائم للكثير من القوى في لبنان، والآن بعد 15 عاما من الحرب الأهلية كان الخاسر الوحيد هم السنة فقط.



طارق ديلواني







التوقيع :
ماحيلتي فيمن يرى أن القبيح هو الحسن
من مواضيعي في المنتدى
»» حكم دخول الكافر المسجد
»» دفاعاً عن الإمام الطبري / هاني السباعي
»» إستحقار للخليفة عمر وإستحقار للعلماء وحسن ظن بالروافض هذا هو (أنور ماجد عشقي)
»» قاتل الله الروافض فالحسن رضي الله عنة ليس له ذرية عندهم !!!
»» لماذا لايضرب بعضكم بعضاً بدل من أن تضربوا أنفسكم ؟!
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:37 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "