[align=center]
من شبهات المرجئة القائلين بأن الكفر لايكون إلا بالقلب
أنهم يستشهدون بفهمهم لآية من سورة التوبة
ولايستشهدون بفهم السلف الصالح
الذين فسّروا الآية
التي جاءت في سورة التوبة آية 66
في المستهزئين بالله وآياته ورسوله في غزوة تبوك
وأنهم كفروا بألسنتهم مع أن قلوبهم تخوض وتلعب!!
وهي قوله تعالى:
" إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بأنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ"
فقالوا :
بما أن الكفر كان بألسنتهم وليس بقلوبهم فهم تحت العفو!!
وهذا تفسير مخالف لتفسير السلف رضي الله عنهم ورحمهم
قال إمام المفسرين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى
(لَا تَعْتَذِرُوا)
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { لَا تَعْتَذِرُوا }
يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
قُلْ لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَصَفْت لَك صِفَتهمْ :
{ لَا تَعْتَذِرُوا } بِالْبَاطِلِ
فَتَقُولُوا كُنَّا نَخُوض وَنَلْعَب
(قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)
{ قَدْ كَفَرْتُمْ } يَقُول :
قَدْ جَحَدْتُمْ الْحَقّ بِقَوْلِكُمْ مَا قُلْتُمْ فِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ بِهِ
{ بَعْد إِيمَانكُمْ } يَقُول :
بَعْد تَصْدِيقكُمْ بِهِ وَإِقْرَاركُمْ بِهِ .
(إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً)
{ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَة مِنْكُمْ نُعَذِّب طَائِفَة }
وَذَكَرَ أَنَّهُ عَنَى بِالطَّائِفَةِ فِي هَذَا الْمَوْضِع رَجُل وَاحِد
وَكَانَ اِبْن إِسْحَاق يَقُول فِيمَا :
13156 - حَدَّثَنَا بِهِ اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا سَلَمَة , عَنْ اِبْن إِسْحَاق
قَالَ : كَانَ الَّذِي عُفِيَ عَنْهُ فِيمَا بَلَغَنِي مَخْشِيّ بْن حِمْيَر الْأَشْجَعِيّ حَلِيف بَنِي سَلَمَة
وَذَلِكَ أَنَّهُ أَنْكَرَ مِنْهُمْ بَعْض مَا سَمِعَ .
13157 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا زَيْد بْن حِبَّان , عَنْ مُوسَى بْن عُبَيْدَة , عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب :
{ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَة مِنْكُمْ }
قَالَ : طَائِفَة : رَجُل .
وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل ذَلِكَ
فَقَالَ بَعْضهمْ :
مَعْنَاهُ : إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَة مِنْكُمْ بِإِنْكَارِهِ مَا أَنْكَرَ عَلَيْكُمْ مِنْ قَبْل الْكُفْر
نُعَذِّب طَائِفَة بِكُفْرِهِ وَاسْتِهْزَائِهِ بِآيَاتِ اللَّه وَرَسُوله
ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 13158 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , قَالَ :
قَالَ بَعْضهمْ :
كَانَ رَجُل مِنْهُمْ لَمْ يُمَالِئهُمْ فِي الْحَدِيث , فَيَسِير مُجَانِبًا لَهُمْ
فَنَزَلَتْ : { إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَة مِنْكُمْ نُعَذِّب طَائِفَة } فَسُمِّيَ طَائِفَة وَهُوَ وَاحِد
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ :
إِنْ تَتُبْ طَائِفَة مِنْكُمْ فَيَعْفُو اللَّه عَنْهُ , يُعَذِّب اللَّه طَائِفَة مِنْكُمْ بِتَرْكِ التَّوْبَة.
(بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)
وَأَمَّا قَوْله : { بأنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ } فَإِنَّ مَعْنَاهُ :
نُعَذِّب طَائِفَة مِنْهُمْ بِاكْتِسَابِهِمْ الْجُرْم
وَهُوَ الْكُفْر بِاَللَّهِ
وَطَعْنهمْ فِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
http://quran.al-islam.com/Tafseer/Di...arb&tashkeel=0[/align]