بسم الله الرحمن الرحيم
الإيمان برجعة الأئمة الإثني عشرية عقيدة من ضروريات الدين الإثني عشري كما قال العاملي : " إن ثبوت الرجعة من ضروريات مذهب الإمامية عند جميع العلماء المعروفين والمصنفين المشهورين،بل يعلم العامة أن ذلك مذهب الشيعة"
و تتمثل هذه العقيدة في الإيمان برجوع الأئمة و رجوع أعدائهم إلى هذه الدنيا بعد موتهم كي يمكن الله الأئمة المظلومين من أعدائهم و ذلك قبل يوم القيامة. بل و يشمل حتى الأنبياء –عليهم السلام- قال القمي في تفسيره عند قوله –تعالى-: " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاء كم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه" قال: وحدثني ابي عن ابن ابى عمير عن عبدالله بن مسكان عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ما بعث الله نبيا من لدن آدم إلى عيسى عليه السلام الا ان يرجع إلى الدنيا فينصر امير المؤمنين ( ع ) وهو قوله " لتؤمنن به " يعني رسول الله ولتنصرنه يعني امير المؤمنين"
و لا شك أن الهدف من إختلاق عقيدة الرجعة هو إعطاء الإثني عشرية جرعة من الخيال للتعويض عن الواقع المر و التاريخ الذي لا يمكن تغيره. فإن الله قد أرسل رسوله يالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله , و علي – رضي الله عنه- هو نفس النبي عندهم فكيف يخذله الله و يجعله مستضعفا من قبل أعدائه حتى صار دين أعدائه هو الظاهر على باقي الأديان !! بل كيف يأمر الله بوصاية علي و ولايتة و إمارته ثم لا ينصره؟
قال –تعالى- : " من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا و الآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ" و الأئمة شأنهم من شأن النبي –صلى الله عليه و سلم- فما لهم تميزوا عنه , إذ نصره الله و أظهره على أعدائه و لم يفعل ذلك بالأئمة ؟!
أليس الله القادر على أن ينصرهم في المرة الثانية هو نفس الله الذي خذلهم في المرة الأولى أم أنهم إلهين مختلفين فإله نور و إله ظلمة كما تملي بذلك ترسبات العقيدة المجوسية التي ورثها الإثني عشرية من أسلافهم؟ لماذا هذه التمثيليات إذن؟
لماذا يستثنى أعداء أهل البيت من قوله –تعالى-: " حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون" لأنهم يخرجون من هذا البرزخ قبل البعث ليقاتلهم الأئمة و يقتصوا منهم و يضعوا فيهم السيف و في أتباعهم و يرتكبوا فيهم المجازر الدموية التي تشفي غليل الإثني عشرية و تنفس عن حقدهم الدفين.
فالرجعة إذا محاولة لإستدراك ما فات و ضاع بوفاة الأئمة , و كأن الله ندم - و العياذ بالله - على ما فرط في حق أهل البيت فأعادهم إلى هذه الدنيا و أعاد أعدائهم ليقوموا بالفصل الأخير من المسرحية كي تكون النهاية سعيدة كما يريده المشاهدون , فإن الجزاء و العقاب في الآخرة لا يكفي لديهم. نعم , هذا ما يمليه عقل ابن سبأ اليهودي الفياض الذي تبع إخوانه القردة و الخنازير في إثبات الندم لله – تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا- .
الرجعة محاولة لإبقاء من أغواه الشيطان في حضيرة الغواية إذ العاقل لا يقبل كون الله أمر بولاية علي و إمارته و لا ينصره كما نصر أخاه – صلى الله عليه و سلم- , و كون عدم نصرته أمر قطعي دل ذلك على عدم الأمر بولاية علي و لا إمارته بعد النبي – صلى الله عليه و سلم- , و كذلك سائر الإثني عشر. فلا مخرج إذا لإبقاء البهائم و در الخمس منهم بإسم مظلومية أهل البيت إلا بتقرير هذه العقيدة و لو تضمنت الإساءة إلى رب السماوات و الأرض !!