لطالما ضج مسمعي..بمصطلح "الوهابية"..مثلما هي مسامعنا الآن ضاجة بمصطلح "الإرهاب"
والعجيب أن قوما من بني جلدتنا تلقفوا هذا المصطلح..فرددوه كالببغاوات..دون وازع من علم أو أمانة
وكان مما تعلمناه من كتاب الله..قاعدة "فتبينوا"..فلما تمعنت في بعض كتب الشيخ الذي تنسب إليه "الوهابية" ..رحمه الله تعالى
وجدته تلميذا نجيبا للسلف..وقارئا متفحصا لكتب شيخ الإسلام وتلميذه الإمام الهمام..ابن القيم
والحكاية بكل بساطة..لمن تتبع تاريخ الجزيرة..أنه لما طال على أهل البادية العهد..تفشت فيهم بعض مظاهر الشرك..فكان مثلا ثمة قبر منسوب للصحابي الجليل ضرار بن الأزور..يقصده فئام من الجهلة ويتبركون أو يطوفون..
وغير ذلك..مما هو مبسوط في مواضعه
وهؤلاء رد عليهم علي رضي الله عنه نفسه..فعن أبي الهياج الأسدي قال:قال لي علي:ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟..ألا تدع قبرا مشرفا إلا سويته ولا صورة إلا طمستها
فلم يكن الشيخ إزاء ما يرى من حفظة المتون..الساكتين عن الحق..
بل هب..بواجب الدعوة إلى الله بما يدين الله به
وأنكر بما تقدر له من وسائل الإنكار..
وهنا..لابد أن تنشأ المعاداة..كما هي سنة الله..في الأنبياء والمصلحين
فإنه ما من رجل حمل راية الدعوة بقوة..إلا وعودي بقدر ذلك..
فبعض أدعياء السلف مثلا..قالوا "القطبية"..للطعن في الشهيد سيد قطب رحمه الله
"وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن"
ولما رأى أصحاب العمائم الخضر والسود..وغيرهم أن دعوة الشيخ خطر على "عمائمهم"..بوضوحها وصفائها ونقائها..
قالوا "الوهابية"..ومن المفارقات أن الأمريكان تلقوا هذا المصطلح فقالوا "wahabeyasim"
وصدقوا الكذبة السخيفة
ونحن نتحدى هؤلاء وألئك..أن يثبتوا أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب جاء بشيء جديد..لم يسبق إليه
وإلى أن يستطيع أحدهم قبول التحدي..فإنه لا يجوز أن يطلق لسانه فريسة للتقليد الغبي الأعمى
ومن أعجب العجب..أني رأيت أحدهم يستفتي البوطي قائلا:هل تجوز الصلاة خلف الوهابي؟!
والحق أنه لا يطلق هذا المصطلح إلا أحد ثلاثة:
1-جاهل..يحول كل ما يسمعه إلى كلام ..فيختزل الأمر بأن شيوخ الجزيرة طائفة تدعى الوهابية
وربما عمم أكثر فقال :الحنابلة
2-مبتدع ضال..يعتمل في صدره حقد دفين..على قوم وقفوا له بالمرصاد ولم تنطل عليهم أكاذيب التقريب..وقد تكون بدعته يسيرة ويقع في ذلك أيضا..للعجلة والتسرع
3-كافر صريح..كالأمريكان وأضرابهم