العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-04-02, 12:23 AM   رقم المشاركة : 1
النعمان





النعمان غير متصل

النعمان is on a distinguished road


عائشة - رضي الله عنها - خرجت على إمام زمانها علي بن ابي طالب ؟؟

عائشة - رضي الله عنه - خرجت على إمام زمانها علي بن ابي طالب ؟؟

وهذا خطأ واضح وقول باطل ..من الرافضة ..

كلنا يعلم ان بعد مقتل عثمان - رضي الله عنه – اتفق الناس واجتمعوا على أبي الحسن – رضي الله عنه ،وقد استتب الأمر إليه بنفوس راضية بخلافته .

قال شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله:
(( المنصوص عند احمد بن حنبل تبديع ظنت توقف في خلافة علي ، وقال : هو أضل من حمار أهله وأمر بهجرانه ، قال : ولم يتردد احمد ولا أحد من أهل السنة في القول انه ليس غير على أولى بالحق منه ولا شكوا فى ذلك )) ( مجموع الفتاوى 4/438).

فأذن عائشة – رضي الله عنها – رضيت بحكم وخلافة ابي الحسن – رضي الله عنه – لما سبق ..
و لأنه لم ينقل لنا نص صريح صحيح انها رفضت او طعنت بخلافة علي – رضي الله عنه – ..

وكيف كان خروجها كما تزعمون !!

هل حملت معها السلاح ..

هل جاءت الأخبار انها كانت تحمل السيف بيدها او الرمح او غيرها من أدوات القتال ..
كيف ذلك ؟؟

لا لم تفعل ذلك رضي الله عنها بل وحاشاها وهي العالمة العابدة التقية .

هل تريد ان تعرف كيف كان خروجها في معركة الجمل وسبب خروجها ..

الجواب :

أليس الأمر في حينه لما وقع قد اختلط فيه الحق بالباطل عند مجموعة من المسلمين ، أما كان ينبغي توحيد الكلمة ، وجمع الصفوف ؟ خاصة بعد مقتل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ، لأجل هذا اجتهدت ( رضي الله عنها ) في الخروج ، وعلي رضي الله عنه كان في المدينة.

أليس كان لها الأولى ان كانت تريد ان تخرج عليه في المدينة بدل من ان تخرج للعراق ؟؟

فهي خرجت مجتهدة للإصلاح بين الناس ولك يكن قصدها القتال او التشجيع على الحرب ..

ونحن نعلم ان سبب خروج بعض الصحابة انهم كانوا يطالبون بدم عثمان – رضي الله عنه – ويريدون قتل قتله واخذ الثار منهم وهذا كان رأي بعض الصحابة منهم أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنه – وطلحة والزبير – رضي الله عنهما – وهم يريدون التعجيل بقتلهم ..

اما علي –رضي الله عنه – ومن معه كانوا ينظرون ان الخلافة أولى من القتال وذلك ان يتولى علي الخلافة وبعد ان يستتب الأمن و الأمر له يقتل قتله عثمان ..

هذا الفرق ..
أذن لم يكن قصد ام المؤمنين القتال ,,

وعائشة – رضي الله عنها – لم تخالف قوله تعالى (( وقرن في بيوتكن )) ..
هذا الآية عامة ..
ولكن عائشة –ر ضي الله عنها – خرجت للإصلاح بين الناس لما تعلم من مكانتها عندهم لأنها أم المؤمنين وزوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..
و انا اعجبمنكم ايها الرافضة..
لو طلبت إحدى النسوة الخروج للسوق ,,, او زيارة للجيران .,,, او قضاء نزهة ,,
لقلنا هذا جائز ........ وننسى قوله تعالى ((وقرن في بيوتكن ))..
والآية عامة لأمهات المؤمنين ونساء المؤمنين من غيرهن ..

انه الكيل بمكاليين ..
هل من خرج لمصلحة عامة مثل من خرج لقضاء حوائجه الشخصية ..!!

وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
(( ان الطبري اخرج بسند صحيح عن الأحنف بن قيس رضي الله عنه قال : لقيت طلحة والزبير بعد حصر عثمان ، فقلت : ما تأمراني به فأني أراه مقتولاً ؟ قالا : عليك بعلي ..
ولقيت عائشة بعد مقتل عثمان في مكة ، فقلت : ما تأمرني ؟ قالت : عليك بعلي .

والذي يظهر من هذه الرواية ان طلحة والزبير وعائشة ما كانوا ينقمون على علي الخلافة ابداً ، إذ هم بايعوه على الخلافة وأمروا الأحنف بمتابعته ومل ما في الأمر اجتهدوا في معرفة ما يجب ان يقوموا به كألوية )) ( فتح الباري 13/83 ) .

وكما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه اذا اجتهد المجتهد فأصاب فله أجران ، وان اخطأ فله اجر واحد ..

فهم ولله الحمد بين الأجر و الأجران
..
فهذا باختصار شديد سبب خروجها ...للإصلاح وليس للخروج على علي - رضي الله عنه –..

والله اعلم ..







التوقيع :
منتدى الدفاع عن السنة شوكة في حلوق الروافض

http://www.d-sunnah.net
من مواضيعي في المنتدى
»» محمد رضا نصر الله ( مفتـيـاً ) حقيقة أم ادعاء ؟! بقلم : خالد الشايع
»» ابن عربي الصوفي وجه قبيح ومعتقد خبيث
»» يا مهدي السرداب ..الا ترحم هذه الصرخات !! ( لطمية )
»» رسالة من شيعي لي : مصيرك حفرة من حفر النيران !!( التفاصيل بالداخل )
»» موقع كربلاء موقع ايراني قذر انظر ما ذا فعل بعلم المملكة العربية السعودية
 
قديم 04-04-02, 10:32 AM   رقم المشاركة : 2
ارهابي مقهور
Guest





ارهابي مقهور غير متصل

ارهابي مقهور


إذن ما سبب الحرب

على ما ذكرته يا مشرفنا الغالي ، إذا كان دافع الفريقيت هو الإصلاح ، فما سبب وقوع الحرب؟

أنتظر ردك.







 
قديم 04-04-02, 11:35 AM   رقم المشاركة : 3
الحراني
عضو ذهبي





الحراني غير متصل

الحراني is on a distinguished road


الرافضي المقهور

وكأنك تتجاهل







التوقيع :
أيها الشيعي ... وفقك الله اقرأ ما نكتب بتأمل ، لعل الله أن يفتح على قلبك فتلحق بالركب !!!!
من مواضيعي في المنتدى
»» كيف ينظر الرافضة لشهداء المسلمين [ مخزي ] !!
»» هكذا هي فتاوى ( السيد علي الخامنئي ) تمهيدا للجنس الداعر !!
»» محمول على التقية !!!
»» استمع إلى العلامة ( ابن باز ) رحمه الله ، يتحدث عن الرافضة !!
»» هل عطس بجوارك رافضي؟؟؟؟؟ شاهد هنا لتتعجب !!!!!!!
 
قديم 04-04-02, 12:12 PM   رقم المشاركة : 4
ارهابي مقهور
Guest





ارهابي مقهور غير متصل

ارهابي مقهور


لماذا دائما تأخذ أسئلتي محمل السوء أيها المراقب العام ، أنا سألت ، فإذا لم يكن لك إجابة ، فدع الجواب لغيرك.







 
قديم 05-04-02, 12:55 AM   رقم المشاركة : 5
النعمان





النعمان غير متصل

النعمان is on a distinguished road


ارهابي مقهور..

لماذا وقعت الحرب ..

هل تجيب انت







التوقيع :
منتدى الدفاع عن السنة شوكة في حلوق الروافض

http://www.d-sunnah.net
من مواضيعي في المنتدى
»» حظوظ النفس
»» بين نعمة الله الجزائري و ابن الاثير واتهام عمر باللواط..!!
»» جريمة بحق فتاة رافضية !!
»» حزب الله وحماية تجار الحشيش في لبنان !
»» شاهد ما يقوله الرافضي عبدالرضا معاش : عندما غضبت الزهراء !! ( مقطع مرئي )
 
قديم 14-07-12, 02:28 AM   رقم المشاركة : 6
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


هل علي امام زمان عائشة رضي الله عنهم

" هل قال علي ابن أبي طالب هذه العبارة :" عائشة خرجت عن إمام زمانها " ؟
فهل قال علي بن أبي طالب في حق أمه هذه الفتوي ؟ نريد أن نقرأ هذه العبارة من فم علي بن أبي طالب لأن الشيعة يقولون بأن عائشة خرجت عن إمام زمانها والخوارج - وهم شيعية علي بن أبي طالب سابقا - يقولون بأن علي بن أبي طالب هو من سبي أمه عائشة وخان وصية الرسول فيها ... ولكننا نحن أهل السنة والجماعة نقول بأن حادثة الجمل كانت فتنة من أعداء الإسلام ولقد أخبر الرسول بهذه الفتنة وطلب من علي بن أبي طالب بأن يرجع أمه عائشة إلي مأمنها ... فهل يقل الرسول بأن عائشة خرجت عن إمام زمانها كما يقول الشيعة ولم يقل الرسول بأن علي بن أبي طالب سيخون الوصية وسيسبي أمه عائشة كما يقول الخوارج وهم شيعة علي بن أبي طالب سابقا.
ثانيا: أنت قلت ما يلي : " خروجها لقتال امام زمانها : " كلاب الحوأب"
وأنا أقول لك: 1- أين قال علي بن أبي طالب بأن عائشة خرجت لقتاله ؟ وأين قال علي بن أبي طالب بلسانه بأنه إمام الزمان وبأن عائشة خرجت لقتاله ؟ هذا كلامكم أنتم والخوارج يقولون العكس فهم يقولون بأن علي بن أبي طالب هو الذي سبي أمه عائشة وخان وصية الرسول فيها ... ممكن أن تجلب ما تقولونه أنتم من لسان علي بن أبي طالب بسند صحيح ؟
2- وكلاب الحوأب ... فأنتم تعترفون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وصي علي بن أبي طالب بعائشة حين تحدث فتنة الجمل بدليل بأننا كلما سألناكم لماذا أرجع علي بن أبي طالب أمه عائشة معززة مكرمة بعد فتنة الجمل كانت إجابتكم بأن الرسول قد أوصاه بذلك , بأن أن الرسول كان يعلم بما سيحدث في هذه الفتنة ولم يقل بأن علي بن أبي طالب سيكون سابي لعائشة ولم يقل الرسول بأن عائةش ستكون خارجة عن إمام زمانها ...
3- ولماذا يذهب الرسول لعائشة في مرضه الأخير ولماذا يدفن عندها دون أي اعتراض من علي بن أبي طالب ولا حتي فاطمة التي اعترضت علي عدم اعطائها أرض فدك ولكنها لم تعترض علي ذهاب الرسول لعائشة ولم تعترض علي دفن أبيها عند عائشة ...

ثالثا: " وأنت قلت : " لاحظ كم قُتل يوم الجمل بسبب عائشة وعندما يمر الراوي على اسم عائشة يقول رضي الله عنها مع انه يقول قُتل عشرة الاف بسببها!!! فانها لاتعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا { النساء/93 "
وأنا أقول لك : 1- أين قال علي بن أبي طالب أن هؤلاء القتلي كانوا بسبب عائشة ؟ ممكن أن تعطينا دليلا من فم علي بن أبي طالب علي أن هؤلاء القتلي كانوا بسبب عائشة ؟ فأنتم من تقولون ذلك , فهل قال بذلك إمام زمانكم ؟ حيث أن الخوارج يقولون بأن هؤلاء القتلي كانوا بسبب علي بن أبي طالب الذي قاتل أمه عائشة وسباها وخان وصية الرسول فيها ؟
2- إذا كانت عائشة هي المتسببة بهؤلاء القتلي كما تزعم أنت , فما هو الحد الشرعي الذي أقامه إمام الزمان عليها ؟ ممكن أن تذكر لنا ما هي العقوبة التي أقامها علي بن أبي طالب علي من تسببت بقتل المسلمين ؟ أليس هو إمام الزمان كما تزعمون , فما هي العقوبة التي أقامها علي بن أبي طالب علي من تسببت بقتل هؤلاء المسلمين كمال تزعم ؟
3- لماذا أرجع علي بن أبي طالب عائشة التي تسببت بقتل هؤلاء المسلمين معززة مكرمة إلي بيتها ؟
4- لماذا أرجعها إلي البيت الذي فيه قبر رسوله عليه الصلاة والسلام , فكيف يستأمن علي بن أبي طالب الخارجة عن إمام زمانها ومتسببة بقتل المسلمين علي قبر رسوله ؟


لرد على طعن الرافضة في قولهم أن عائشة خالفت أمر ربها وخرجت لقتال علي في حرب الجمل

عائشة - رضي الله عنها - خرجت على إمام زمانها علي بن ابي طالب ؟؟


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=33601

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=3008







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» مائة وخمس قواعد حديثية جمعها الشيخ ماهر الفحل..هدية لطلاب الحديث.
»» اثبات تواتر تفضيل علي بن أبي طالب لأبي بكر و عمر رضي الله عنهم
»» البناء على القبور عند آل البيت / د. فهد عامر العازب
»» حزب الله يشارك في قتال ضد الشعب السوري و حماية مرقد السيدة زينب
»» ملف نسف العصمة
 
قديم 28-08-12, 08:57 PM   رقم المشاركة : 7
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو ياسين مشاهدة المشاركة
   وأين اعتذارك عن اتهامي بالتزييف......لن تملك يا زميلي الآن إلا أن تعترف بذلك .......وأنك قد افتريت على أم المؤمنين ...وأنك فعلا تتبنى ما أوردته لك هنا.......

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=109368



حسنا سابدأ معك ......وألزمك بما استشهدت به .......



1 - أن عائشة لما أتت على الحوأب فسمعت نباح الكلاب فقالت ما أظنني إلا راجعة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا أيتكن ينبح عليها كلاب الحوأب فقال لها الزبير ترجعين عسى الله أن يصلح بك بين الناس
الراوي: عائشة المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 6/217
خلاصة حكم المحدث: إسناده على شرط الصحيحين

2 - أن عائشة لما نزلت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت ما أظنني إلا راجعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا أيتكن ينبح عليها كلاب الحوأب فقال لها الزبير ترجعين عسى الله أن يصلح بك بين الناس
الراوي: عائشة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 7/237
خلاصة حكم المحدث: رجال أحمد رجال الصحيح

3 - لما أقبلت عائشة فنزلت بعض مياه بني عامر نبحت عليها الكلاب فقالت أي ماء هذا قالوا الحوأب قالت ما أظنني إلا راجعة فقال لها بعض من كان معها بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم فقالت إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب
الراوي: قيس بن أبي حازم المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 13/59
خلاصة حكم المحدث: إسناده على شرط الصحيح

4 - قالت : لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت : ما أظنني إلا راجعة ، إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لنا : أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب . فقال لها الزبير : ترجعين عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس
الراوي: عائشة المحدث: الوادعي - المصدر: صحيح دلائل النبوة - الصفحة أو الرقم: 505
خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط الشيخين

5 - لما أقبلت عائشة ، فلما بلغت مياه بني عامر ليلا . نبحت الكلاب فقالت : أي ماء هذا ؟ قالوا : ماء الحوأب . قالت ما أظنني إلا أنني راجعة . قال بعض من كان معها : بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم . قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ذات يوم : كيف بإحدكن تنبح عليها كلاب الحوأب .
الراوي: قيس المحدث: الذهبي - المصدر: سير أعلام النبلاء - الصفحة أو الرقم: 2/177
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

6 - لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلا نبحت الكلاب قالت : أي ماء هذا ؟ قالوا : ماء الحوأب قالت : ما أظنني إلا أني راجعة فقال بعض من كان معها بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها ذات يوم : كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب
الراوي: قيس بن أبي حازم المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1/847
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح جدا رجاله ثقات أثبات من رجال الستة

7 - لما أقبلت عائشة, بلغت مياه بني عامر ليلا نبحت الكلاب قالت : أي ماء هذا ؟ قالوا : ماء الحوأب . قالت : ما أظنني إلا أني راجعة, فقال بعض القوم من كان معها : بل تقدمين ، فيراك المسلمون ، فيصلح الله عز وجل ذات بينهم . قالت : إن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال لها ذات يوم : كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب .
الراوي: عائشة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1587
خلاصة حكم المحدث: صحيح



لنرى الآن من الذي عكر هذا الصلح وكان سببا في الفتنة وإراقة الدماء والغدر......



فَبَعَثَ عَلِيٌّ الْقَعْقَاعَ رَسُولًا إِلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ بِالْبَصْرَةِ يَدْعُوهُمَا إِلَى الْأُلْفَةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَيُعَظِّمُ عَلَيْهِمَا الْفُرْقَةَ وَالِاخْتِلَافَ، فَذَهَبَ الْقَعْقَاعُ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، فقال: أي أماه! ما أقدمك هذا البلد؟ فَقَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ! الْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَسَأَلَهَا أَنْ تَبْعَثَ إِلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ لِيَحْضُرَا عِنْدَهَا، فَحَضَرَا فَقَالَ الْقَعْقَاعُ:

إِنِّي سَأَلْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ما أقدمها؟ فقالت إنما جئت للإصلاح بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَا: وَنَحْنُ كَذَلِكَ


قَالَ:

فَأَخْبِرَانِي ما وجه هذا الإصلاح؟ وعلى أي شيء يكون؟ فو الله لَئِنْ عَرَفْنَاهُ لِنَصْطَلِحَنَّ، وَلَئِنْ أَنْكَرْنَاهُ لَا نَصْطَلِحَنَّ، قَالَا: قَتَلَةُ عُثْمَانَ، فَإِنَّ هَذَا إِنْ تُرِكَ كان تركا للقرآن، فقال: قتلتما قتلته من أهل البصرة، وأنتما قَبْلَ قَتْلِهِمْ أَقْرَبُ مِنْكُمْ إِلَى الِاسْتِقَامَةِ مِنْكُمُ الْيَوْمَ، قَتَلْتُمْ سِتَّمِائَةِ رَجُلٍ، فَغَضِبَ لَهُمْ سِتَّةُ آلَافٍ فَاعْتَزَلُوكُمْ، وَخَرَجُوا مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، وَطَلَبْتُمْ حُرْقُوصَ بْنَ زُهَيْرٍ فَمَنَعَهُ سِتَّةُ آلَافٍ، فَإِنْ تَرَكْتُمُوهُمْ وَقَعْتُمْ فِيمَا تَقُولُونَ، وَإِنْ قَاتَلْتُمُوهُمْ فَأُدِيلُوا عليكم كان الّذي حَذِرْتُمْ وَفَرِقْتُمْ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ أَعْظَمُ مِمَّا أَرَاكُمْ تَدْفَعُونَ وَتَجْمَعُونَ مِنْهُ- يَعْنِي أَنَّ الَّذِي تريدونه مِنْ قَتْلِ قَتَلَةِ عُثْمَانَ مَصْلَحَةٌ، وَلَكِنَّهُ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مَفْسَدَةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْهَا- وَكَمَا أَنَّكُمْ عجزتم عن الأخذ بأثر عُثْمَانَ مِنْ حُرْقُوصِ بْنِ زُهَيْرٍ، لِقِيَامِ سِتَّةِ آلَافٍ فِي مَنْعِهِ مِمَّنْ يُرِيدُ قَتْلَهُ، فَعَلِيٌّ أَعْذَرُ فِي تَرْكِهِ الْآنَ قَتْلَ قَتَلَةِ عُثْمَانَ، وَإِنَّمَا أَخَّرَ قَتْلَ قَتَلَةِ عُثْمَانَ إِلَى أَنْ يتمكن منهم، فان الكلمة في جميع الأمصار مختلفة، ثُمَّ أَعْلَمَهُمْ أَنَّ خَلْقًا مِنْ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ قد اجتمعوا لِحَرْبِهِمْ بِسَبَبِ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي وَقَعَ.





فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟



قَالَ:

أَقُولُ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ الَّذِي وَقَعَ دَوَاؤُهُ التَّسْكِينُ، فَإِذَا سَكَنَ اخْتَلَجُوا، فَإِنْ أَنْتُمْ بايعتمونا فعلامة خير وتباشير رحمة، وإدراك الثأر، وَإِنْ أَنْتُمْ أَبَيْتُمْ إِلَّا مُكَابَرَةَ هَذَا الْأَمْرِ وَائْتِنَافَهُ كَانَتْ عَلَامَةَ شَرٍّ وَذَهَابَ هَذَا الْمُلْكِ، فَآثِرُوا الْعَافِيَةَ تُرْزَقُوهَا، وَكُونُوا مَفَاتِيحَ خَيْرٍ كَمَا كنتم أولا، ولا تعرضونا للبلاء.







فتتعرضوا لَهُ، فَيَصْرَعَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ، وَايْمُ اللَّهِ إِنِّي لَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ، وَإِنِّي لَخَائِفٌ أَنْ لَا يُتِمَّ حَتَّى يَأْخُذَ اللَّهُ حَاجَتَهُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّتِي قَلَّ مَتَاعُهَا، وَنَزَلَ بِهَا مَا نَزَلَ، فَإِنَّ هَذَا الْأَمْرَ الَّذِي قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ، وَلَيْسَ كَقَتْلِ الرَّجُلِ الرَّجُلَ، وَلَا النَّفَرِ الرَّجُلَ، وَلَا الْقَبِيلَةِ الْقَبِيلَةَ.

فَقَالُوا: قَدْ أَصَبْتَ وَأَحْسَنْتَ فَارْجِعْ، فَإِنْ قَدِمَ عَلِيٌّ وَهُوَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِكَ صَلُحَ الْأَمْرُ، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى عَلِيٍّ فَأَخْبَرَهُ فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ، وَأَشْرَفَ الْقَوْمُ عَلَى الصُّلْحِ، كَرِهَ ذَلِكَ مِنْ كَرِهَهُ وَرَضِيَهُ مَنْ رَضِيَهُ، وَأَرْسَلَتْ عَائِشَةُ إِلَى على تعلمه أنها إنما جاءت للصلح، فَفَرِحَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، وَقَامَ عَلِيٌّ فِي النَّاسِ خطيبا فذكر الجاهلية وشقاءها وأعمالها، وَذَكَرَ الْإِسْلَامَ وَسَعَادَةَ أَهْلِهِ بِالْأُلْفَةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَأَنَّ الله جمعهم بعد نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْخَلِيفَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، ثُمَّ بَعْدَهُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، ثُمَّ عَلَى عُثْمَانَ ثُمَّ حَدَثَ هَذَا

الحديث الّذي جرى على الأمة، أقوام طلبوا الدُّنْيَا وَحَسَدُوا مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا، وعلى الفضيلة التي من الله بِهَا، وَأَرَادُوا رَدَّ الْإِسْلَامِ وَالْأَشْيَاءِ عَلَى أَدْبَارِهَا، وَاللَّهُ بَالِغُ أَمْرِهِ.

ثُمَّ قَالَ: أَلَا إِنِّي مُرْتَحِلٌ غَدًا فَارْتَحِلُوا، وَلَا يَرْتَحِلُ مَعِي أَحَدٌ أعان على قتل عُثْمَانَ بِشَيْءٍ مِنْ أُمُورِ النَّاسِ.

فَلَمَّا قَالَ هَذَا اجْتَمَعَ مِنْ رُءُوسِهِمْ جَمَاعَةٌ كَالْأَشْتَرِ النَّخَعِيِّ، وَشُرَيْحِ بْنِ أَوْفَى، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَأٍ المعروف بابن السوداء، وسالم بن ثعلبة، وغلاب بْنِ الْهَيْثَمِ، وَغَيْرِهِمْ فِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسِمِائَةٍ، وَلَيْسَ فِيهِمْ صَحَابِيٌّ وللَّه الْحَمْدُ،

فَقَالُوا: مَا هَذَا، الرأى وعلى والله أعلم بكتاب الله مِمَّنْ يَطْلُبُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ، وَأَقْرَبُ إِلَى الْعَمَلِ بِذَلِكَ، وَقَدْ قَالَ مَا سَمِعْتُمْ، غَدًا يَجْمَعُ عَلَيْكُمُ النَّاسَ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ أَنْتُمْ، فَكَيْفَ بِكُمْ وَعَدَدُكُمْ قَلِيلٌ فِي كَثْرَتِهِمْ؟

فَقَالَ الْأَشْتَرُ: قَدْ عَرَفْنَا رَأْيَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ فِينَا، وَأَمَّا رَأْيُ عَلِيٍّ فَلَمْ نَعْرِفُهُ إِلَى الْيَوْمِ، فَإِنْ كَانَ قَدِ اصْطَلَحَ مَعَهُمْ فَإِنَّمَا اصْطَلَحُوا عَلَى دِمَائِنَا، فَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ هَكَذَا أَلْحَقْنَا عَلِيًّا بِعُثْمَانَ،

فَرَضِيَ الْقَوْمُ مِنَّا بِالسُّكُوتِ، فَقَالَ ابْنُ السَّوْدَاءِ، بِئْسَ مَا رَأَيْتَ، لَوْ قَتَلْنَاهُ قُتِلْنَا، فَإِنَّا يَا مَعْشَرَ قَتَلَةِ عُثْمَانَ فِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسِمِائَةٍ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَأَصْحَابُهُمَا فِي خَمْسَةِ آلاف، لا طَاقَةَ لَكُمْ بِهِمْ، وَهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُونَكُمْ، فَقَالَ غلاب بْنُ الْهَيْثَمِ دَعُوهُمْ وَارْجِعُوا بِنَا حَتَّى نَتَعَلَّقَ بِبَعْضِ الْبِلَادِ فَنَمْتَنِعَ بِهَا، فَقَالَ ابْنُ السَّوْدَاءِ: بِئْسَ مَا قُلْتَ، إِذًا وَاللَّهِ كَانَ يَتَخَطَّفُكُمُ النَّاسُ،

ثُمَّ قَالَ ابْنُ السَّوْدَاءِ قَبَّحَهُ اللَّهُ: يا قوم إن عيركم في خلطة لناس فإذا التقى الناس فانشبوا الحرب والقتال بين الناس ولا تدعوهم يجتمعون فيمن أَنْتُمْ مَعَهُ لَا يَجِدُ بُدًّا مِنْ أَنْ يَمْتَنِعَ، وَيَشْغَلُ اللَّهُ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَمَنْ مَعَهُمَا عما يحبون، ويأتيهم ما يكرهون، فَأَبْصَرُوا الرَّأْيَ وَتَفَرَّقُوا عَلَيْهِ،


وَأَصْبَحَ عَلِيٌّ مُرْتَحِلًا ومر بعبد القيس فسار ومن مَعَهُ حَتَّى نَزَلُوا بِالزَّاوِيَةِ، وَسَارَ مِنْهَا يُرِيدُ الْبَصْرَةَ، وَسَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَمَنْ مَعَهُمَا لِلِقَائِهِ، فَاجْتَمَعُوا عِنْدَ قَصْرِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، وَنَزَلَ النَّاسُ كُلٌّ فِي نَاحِيَةٍ. وَقَدْ سَبَقَ عَلِيٌّ جَيْشَهُ وَهُمْ يَتَلَاحَقُونَ بِهِ، فَمَكَثُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَالرُّسُلُ بَيْنَهُمْ، فَكَانَ ذَلِكَ لِلنِّصْفِ مِنْ جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين،

فأشار بَعْضُ النَّاسِ عَلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ بِانْتِهَازِ الْفُرْصَةِ، من قتلة عثمان، فقالا: إن عليا أَشَارَ بِتَسْكِينِ هَذَا الْأَمْرِ، وَقَدْ بَعَثْنَا إِلَيْهِ بِالْمُصَالَحَةِ عَلَى ذَلِكَ،

وَقَامَ عَلِيٌّ فِي النَّاسِ خطيبا، فقام إليه الأعور بن نيار الْمِنْقَرِيُّ، فَسَأَلَهُ عَنْ إِقْدَامِهِ عَلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فقال: الإصلاح وإطفاء الثائرة، لِيَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَى الْخَيْرِ، وَيَلْتَئِمَ شَمْلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، قَالَ:

فَإِنْ لَمْ يُجِيبُونَا؟ قَالَ: تَرَكْنَاهُمْ مَا تَرَكُونَا، قَالَ فَإِنْ لَمْ يَتْرُكُونَا؟ قَالَ: دَفَعْنَاهُمْ عَنْ أَنْفُسِنَا، قَالَ فَهَلْ لَهُمْ فِي هَذَا الْأَمْرِ مِثْلُ الَّذِي لَنَا، قَالَ: نَعَمْ! وقال إليه أبو سلام الدالاني فقال هل لهؤلاء القوم حجة فيما طلبوا من هذه الدَّمِ، إِنْ كَانُوا أَرَادُوا اللَّهَ فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ! قَالَ: فَهَلْ لَكَ مِنْ حُجَّةٍ فِي تَأْخِيرِكَ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ! قَالَ فَمَا حَالُنَا وَحَالُهُمْ إِنِ ابْتُلِينَا غَدًا؟ قَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يُقْتَلَ مِنَّا وَمِنْهُمْ أَحَدٌ نَقَّى قَلْبَهُ للَّه إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ،

وَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ أَمْسِكُوا عَنْ هؤلاء القوم أيديكم

وألسنتكم، وإياكم أن يسبقونا غدا، فان المخصوم غدا مخصوم الْيَوْمَ وَجَاءَ فِي غُبُونِ ذَلِكَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ فِي جَمَاعَةٍ فَانْضَافَ إِلَى عَلِيٍّ- وَكَانَ قَدْ مَنَعَ حُرْقُوصَ بْنَ زُهَيْرٍ مِنْ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَكَانَ قَدْ بَايَعَ عَلِيًّا بِالْمَدِينَةِ وَذَلِكَ أَنَّهُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ فَسَأَلَ عَائِشَةَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ: إِنْ قُتِلَ عُثْمَانُ مَنْ أُبَايِعُ؟

فَقَالُوا بَايِعْ عَلِيًّا فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ بَايَعَ عَلِيًّا

البداية والنهاية ج 7 ص 237 - 239


طبعا يا زميلي لن تجد أحلم مني عليك تركتك تستمر في نثر شبهاتك حتى لا نلزمك ......
لكن لنا حديث في ذلك بعون الله .....


جزاك الله خيرا






التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» دول الخليج.. دواء العرب ! با بشار النعجة
»» ملف ابطال ادعاء الشيعة الاثنا عشرية انهم اتباع ال البيت
»» لاريجانى يشدد على مقاومة العصابات الإرهابية فى سوريا
»» صحة ظلاق الثلاث في مجلس واحد / سيدنا عمر حكم ظلاق الثلاث
»» ملف الرد على كذبة تحريف القرآن عند السنة
 
قديم 24-03-14, 09:22 PM   رقم المشاركة : 8
بحار400
عضو ماسي







بحار400 غير متصل

بحار400 is on a distinguished road


العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي

عاصمة
مجيء أصحاب الجمل إلى البصرة لتأليف الكلمة وللتوصل بذلك إلى إقامة الحد على قتلة عثمان
...
عاصمة:
أما خروجهم إلى البصرة فصحيح لا إشكال فيه.
ولكن لأي شيء خرجوا؟ لم يصح فيه نقل، ولا يوثق فيه بأحد؛ لأن الثقة لم ينقله، وكلام المتعصب [غير مقبول]. وقد دخل مع المتعصب من يريد الطعن في الإسلام واستنقاص الصحابة:
فيحتمل أنهم خرجوا خلعًا لعلي لأمر ظهر لهم249، وهو أنهم بايعوا لتسكين الثائرة، وقاموا يطلبون الحق.
ويحتمل أنهم خرجوا ليتمكنوا من قتلة عثمان250.
ويمكن أنهم خرجوا [لينظروا] في جمع طوائف المسلمين، وضم [تشردهم]، وردهم إلى قانون واحد حتى لا يضطربوا فيقتتلوا، وهذا هو الصحيح، لا شيء سواه. بذلك وردت صحاح الأخبار.
فأما الأقسام الأُوَل فكلها باطلة وضعيفة:
أما بيعتهم كرها فباطل [وقد بيناها].
وأما خلعهم فباطل؛ لأن الخلع لا يكون إلا بنظر من الجميع، فيمكن
ـــــــ
249 وهذا الاحتمال بعيد عن هؤلاء الأفاضل الصالحين، ولم يقع منهم ما يدل عليه، بل الحوادث كلها دلت على نزاهتهم عنه، وإلى هذا ذهب الحافظ ابن حجر في فتح الباري: 41:13-42 فنقل عن كتاب "أخبار البصرة" لعمر بن شبة قول الملهب: "إن أحدًا لم ينقل أن عائشة ومن معها نازعوا عليًّا في الخلافة، ولا دعوا إلى أحد منهم ليولوه الخلافة"."خ".
250 وهذا ما كانوا يذكرونه، إلا أنهم يريدون أن يتفقوا مع علي على الطريقة التي يتوصلون بها إلى ذلك، وهذا ما كان يسعى به الصحابي المجاهد القعقاع بن عمرو، وقبله الطرفان كما سيأتي."خ".

(1/155)

أن يولى واحد أو اثنان، ولا يكون الخلع إلا بعد الإثبات والبيان.
وأما خروجهم في أمر قتلة عثمان فيضعف؛ لأن الأصل قبله تأليف الكلمة. ويمكن أن يجتمع الأمران253.
ويروى أن تغيبهم254 قطعًا للشعب بين الناس، فخرج طلحة والزبير وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم رجاء أن يرجع الناس إلى أمهم، فيرعوا حرمة نبيهم، واحتجوا عليها255 بقول الله تعالى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء:114]، وقد خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصلح وأرسل فيه، فرجت المثوبة، واغتنمت [الفرصة]، وخرجت حتى بلغت الأقضية مقاديرها.
وأحس بهم أهل البصرة، فحرض من كان بها من المتألبين على عثمان الناس، وقالوا: أخرجوا إليهم حتى تروا ما جاءوا إليه، فبعث عثمان بن حنيف حكيم بن جبلة256، فلقى طلحة والزبير بالزابوقة، فقتل
ـــــــ
253 واجتماع الأمرين هو الذي كاد يقع، لولا أن السبئيين أحبطوه، فأصحاب الجمل جاءوا في أمر قتلة عثمان، ولم يجيئوا إلا لذلك، إلا أنهم أرادوا أن يتفاهموا عليه مع علي؛ لأن التفاهم معه أول الوسائل للوصول إلى ما جاءوا له."خ".
254 أي تغيب طلحة والزبير وعائشة عن المدينة."خ".
255 لما أقنعوها بالخروج إلى البصرة."م".
256 عثمان بن حنيف أنصاري من الأوس، كان عند هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة أحد الشبان الأوسيين الخمسة عشر الذين انضموا إلى عبد عمرو بن صيفي عند خروجه إلى مكة مغاضبًا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان عبد عمرو يسمى في الجاهلية الراهب فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم الفاسق. "الطبري: 16:2". والظاهر أن عثمان بن حنيف عاد من مكة وأسلم قبل وقعة أحد؛ لأنها أول مشاهده "الإصابة: 459:2". وتزعم الشيعة أنه شاغب على خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبي بكر الصديق في أول خلافته "تنقيح المقال للمامقاني: 198:1" =

(1/156)

الاجتماع في البصرة
...
حكيم257، ولو خرج مسلمًا مستسلمًا لا مدافعًا258 لما أصابه شيء، وأي خير كان له في المدافعة، وعن أي شيء كان يدافع؟ وهم ما جاءوا مقاتلين ولا ولاة، وإنما ساعين في الصلح، راغبين في تأليف الكلمة، فمن خرج إليهم ودافعهم وقاتلهم دافعوا عن مقصدهم، كما يفعل في سائر الأسفار والمقاصد.
فلما وصلوا إلى البصرة تلقاهم الناس بأعلى المربد مجتمعين259، حتى لو رمى حجر ما وقع إلا على رأس إنسان، فتكلم طلحة وتكلمت عائشة رضي الله عنها.
ـــــــ
= وأعتقد أن هذا من كذبهم، وقد تولى لعمر مساحة أرض العراق وضرب الجزية والخراج على أهلها، فلو صح ما زعموه من شغبه على أبي بكر لتنافى هذا مع استعمال عمر له، إلا أن يكون تاب، ولما بويع لعلي آخر سنة 35 واختار ولاته في بداية سنة 36 ولى عثمان بن حنيف على البصرة "الطبري: 161:5"، ولما وصل أصحاب الجمل إلى الحفير على أربعة أميال من البصرة أرسل إليهم عثمان بن حنيف عمران بن حصين الخزاعي صاحب راية النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خزاعة يوم الفتح ليعلم له علمهم، فلما عاد إليه وذكر له حديثه مع أصحاب الجمل قال له عثمان بن حنيف: أَشِرْ علي يا عمران. فقال له: إني قاعد، فاقعد. فقال عثمان: بل أمنعهم حتى يأتي أمير المؤمنين علي. وأشار عليه هشام بن عامر الأنصاري -أحد الصحابة المجاهدين الفاتحين- بأن يسالمهم حتى يأتي أمر علي، فأبى عثمان بن حنيف ونادى في الناس، فلبسوا السلاح، وأقبل عثمان على الكيد "الطبري: 174:5-175"، وكانت العاقبة فشله، وخروج الأمر من يده إلى أيدي أصحاب الجمل، ووقع ابن حنيف في أسر الجماهير فنتفت لحيته، ثم أنقذه أصحاب الجمل منهم فانسحب إلى معسكر علي في الثعلبة ثم في ذي قار. هذا هو عثمان بن حنيف وموقفه من أصحاب الجمل، أما حكيم بن جبلة فالقارئ يعلم أنه من قتلة أمير المؤمنين عثمان، وقد تقدم التعريف به."خ".
57 الزابوقة: موضع قريب من البصرة كانت فيه وقعة الجمل في دورها الأول بعد أن خطب طلحة والزبير وعائشة في المربد، أما مصرع حكيم بن جبلة فكان بعد المعارك الأولى التي انتهت بغلبة أصحاب الجمل واستيلائهم على الحكم في البصرة، فتمرد حكيم بن جبلة على هذه الحالة الجديدة وقاتل مع ثلاثمائة من أعوانه حتى قتل."خ".
258 أي مقاتلًا."خ".
259 مربد البصرة: موضع كانت تقام فيه سوق الإبل خارج البلد =

(1/157)

كتابة الكتاب بين عثمان بن حنيف وأصحاب الجمل بالكف عن القتال
...
وكثر اللغط260، وطلحة يقول: "أنصتوا" فجعلوا يركبونه ولا [ينصتون]، فقال: "أُفٍّ، أُفٍّ، فراش نار، وذباب طمع"، وانقلبوا على غير بيان261.
وانحدروا إلى بني نهد، فرمامهم الناس بالحجارة حتى نزلوا الجبل262، والتقى طلحة والزبير وعثمان بن حنيف- عامل علي، على البصرة-
ـــــــ
= ثم صارت تكون فيه مفاخرات الشعراء ومجالس الخطباء، ثم اتسع عمران البصرة، فدخل المربد في العمران، فكان من أجل شوارعها، وسوقه من أجل أسواقها، وصار محطة عظيمة سكنها الناس، ولما انحطت منزلة البصرة، وهزم عمرانها تضاءلت، فأمسى المربد بائنًا عنها حتى كان بينه وبين البصرة في زمن ياقوت ثلاثة أميال، والمربد خراب كالبلدة المفردة في وسط البرية، وكان موضع البصرة يومئذ قريبًا من موضع ضاحيتها الزبير في أيمنا هذه.
260 لأن الذين في الميسرة كانوا يقولون تعليقًا على خطبتي طلحة والزبير: فجرا، وغدرا، وقالا الباطل، وأمرا به. وقد بايعا ثم جاءا يقولان ما يقولان. والذين كانوا في الميمنة يقولون: صدقا، وبرا، وقالا الحق، وأمرا بالحق. وتحاثى الناس وتحاصبوا وأرهجوا، إلا أنه لما انتهت عائشة من خطبتها ثبت الذين مع أصحاب الجمل على موالاتهم لهم، وافترق أصحاب عثمان بن حنيف فرقتين فقالت فرقة: صدقت والله وبرت وجاءت بالمعروف، وقال الآخرون: كذبت، ما نعرف ما تقولون، فتحاثوا وتحاصبوا أرهجوا."خ".
261 لما رأت عائشة ما يفعل أنصار عثمان بن حنيف انحدرت وانحدر أهل الميمنة مفارقين لابن حنيف حتى وقفوا في موضع آخر، ومال بعض الذين كانوا مع ابن حنيف إلى عائشة وبقى بعضهم مع عثمان بن حنيف "الطبري: 175:5".
262 حفظ لنا الطبري: 176:5-177 وصفًا دقيقًا نقله سيف بن عمر التميمي عن شيخيه محمد بن عبد الله بن سواد بن نويرة، وطلحة بن الأعلم الحنفي عن موقف أصحاب الجمل السلمي في هذه الوقعة، وإسراف حكيم بن جبلة في إنشاب القتال، قالا: وأمرت عائشة أصحابها فتيامنوا حتى انتهوا إلى مقبرة بني مازن ثم حجز الليل بين الفريقين. وفي اليوم التالي انتقل أصحاب الجمل إلى جهة دار الرزق، وأصبح عثمان بن حنيف وحكيم بن جبلة فجددوا التقال، وكان حكيم يطيل لسانه بسب أم المؤمنين ويقتل من يلومه على ذلك من نساء ورجال، ومنادي عائشة يدعو الناس إلى الكف عن القتال فيأبون، حتى إذا مسهم الشر وعضهم نادوا أصحاب عائشة إلى الصلح."خ".

(1/158)

وصول علي إلى البصرة ووقع التفاهم بينه وبين أصحاب الجمل
...
وكتبوا بينهم أن يكفوا عن القتال، ولعثمان دار الإمارة والمسجد وبيت المال، وأن ينزل طلحة والزبير من البصرة حيث شاءا، ولا يعرض بعضهم لبعض حتى يقدم علي263.
وروي أن حكيم بن جبلة عارضهم حينئذ، فقل بعد الصلح.
وقدم علي البصرة265، وتدانوا ليتراءوا266، فلم يتركهم أصحاب الأهواء، وبادروا بإراقة الدماء، واشتجر [بينهم] الحرب، وكثرة الغوغاء على البوغاء؛ كل ذلك حتى لا يقع برهان، ولا [تقف] الحال على بيان، ويخفى قتلة عثمان، وإن واحدًا في الجيش يفسد تدبيره، فكيف بألف.
ـــــــ
263 ونص كتاب الصلح في تاريخ الطبري 177:5: ولما بلغ عليًّا ما وقع كتب إلى عثمان بن حنيف يصفه بالعجز، وجمع طلحة والزبير الناس، وقصدوا المسجد وانتظروا عثمان بن حنيف فأبطأ، ولم يحضر، ووقعت فتنة في المسجد من رعاع البصرة أتباع حكيم بن جبلة، وكان لها رد فعل من أناس ذهبوا إلى عثمان بن حنيف ليحضروه، فتوطأه الناس ونتفوا شعر وجهه، أمرهم بذلك مجاشع بن مسعود السلمي زعيم هوازن وبني سليم والأعجاز من قبائل البصرة. "الطبري 178:5"."خ".
265 فنزل مكانًا منها يسمى الزاوية. وكان أصحاب الجمل نازلين مكانًا منها يسمى الفرضة. "خ".
266 عند موضع قصر عبيد الله بن زياد، وكان ذلك يوم الخميس في النصف من جمادى الأخرة سنة 36 "الطبري 199:5". وكان الصحابي الجليل القعقاع بن عمرو التميمي قد قام بين الفريقين بالوساطة الحكيمة المعقولة، فاستجاب له أصحاب الجمل، وأذعن علي لذلك، وبعث علي إلى طلحة والزبير، يقول: "إن كنتم على ما فارقتم عليه القعقاع بن عمرو، فكفوا حتى ننزل، فننظر في هذا الأمر"، فأرسلا إليه: :إنا على ما فارقنا عليه القعقاع بن عمرو من الصلح بين الناس". قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: 239 فاطمأنت النفوس وسكنت، واجتمع كل فريق بأصحابه من الجيشين. فلما أمسوا بعث علي عبد الله بن عباس إليهم، وبعثوا محمد بن طلحة السجاد إلى علي، وعولوا جميعًا على الصلح، وباتوا بخير ليلة لم يبيتوا بمثلها للعافية. وبات الذين أثاروا أمر عثمان بشر ليلة باتوها قط، قد أشرفوا على الهلكة. وجعلوا يتشاورون ليلتهم كلها، حتى اجتمعوا على إنشاب الحرب في السر، واستسروا بذلك خشية أن يفطن بما حاولوا من =

(1/159)

وقد روي أن مروان لما وقعت عينه في الاصطفاف على طلحة قال: لا [أطلب] أثرًا بعد عين، ورماه بسهم فقتله267. ومن يعلم هذا إلا علام الغيوب، ولم ينقله ثبت.
وقد روي "أنه" أصابه سهم بأمر مروان، لا أنه رماه.
وقد خرج كعب بن سور بمصحف منشور بيده يناشد الناس أن لا يريقوا دماءهم269، فأصابه سهم غرب فقتله270، ولعل طلحة مثله.
ـــــــ
= الشر، فغدوا مع الغلس وما يشعر بهم جيرانهم، انسلوا إلى ذلك الأمر انسلالًا "وانظر مع ذلك الموضع من تاريخ ابن كثير تاريخ الطبري 202:5-203 ومنهاج السنة 185:5، 225:3، 241" وهكذا أنشبوا الحرب بين علي وأخويه الزبير وطلحة، فظن أصاب الجمل أن عليًّا غدر بهم، وظل علي أن إخوانه غدروا به، وكل منهم اتقى الله من أن يفعل ذلك في الجاهلية، فكيف بعد أن بلغوا أعلى المنازل من أخلاق القرآن."خ".
267 آفة الأخبار رواتها، وفي العلوم الإسلامية علاج آفة الكذب الخبيثة، فإن كل راوي خبر يطالبه الإسلام بأن يعين مصدره على قاعدة: من أين لك هذا؟ ولا تعرف أمة مثل هذه الدقة في المطالبة بمصادر الأخبار كما عرفه المسملون، ولا سيما أهل السنة منهم، وهذا الخبر عن طلحة ومروان لقيط لا يعرف أبوه ولا صاحبه، وما دام لم ينقله ثبت بسند معروف عن رجال ثقات فإن للقاضي ابن العربي أن يقول بملء فيه: ومن يعلم هذا إلا علم الغيوب؟
269 كعب بن سور الأزدي أو قضاةء المسلمين على البصرة ولاه أمير المؤمنين عمر. قال الحافظ بن عبد البر: كان مسلمًا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكنه لم يره.
270 قال الحافظ ابن عساكر 85:7 في ترجمة طلحة: وقالت عائشة لكعب بن سور الأزدي: "خلِّ يا كعب عن البعير، وتقدم بكتاب الله فادعهم إليه"، ودفعت إليه مصحفًا، وأقبل القوم وأمامهم السبئية يخافون أن يجري الصلح، فاستقبلهم كعب بالمصحف، وعلي من خلفهم يزعهم ويأبون إلا إقدامًا، فلما دعاهم كعب رشقوه رشقًا واحدًا فقتلوه، ثم راموا أم المؤمنين ... فكان أول شيء أحدثته حين أبوا أن قالت: "أيها الناس، العنوا قتلة عثمان وأشياعهم"، وأقبلت تدعو، وضج أهل البصرة بالدعاء. وسمع علي =

(1/160)

ومعلوم أنه عند الفتنة، وفي ملحمة القتال يتمكن أولوا الإحن والحقود، من حلِّ العرى ونقض العهود، وكانت آجالا حضرت، ومواعد انتجزت771.
فإن قيل: لم خرجت عائشة رضي الله عنها وقد قال صلى الله عليه وآله
ـــــــ
= الدعاء فقال: "ما هذه الضجة؟" فقالوا: عائشة تدعو ويدعو الناس معها على قتلة عثمان وأشياعهم. فأقبل علي يدعو وهو يقول: "اللهم العن قتلة عثمان وأشياعهم". قلت: وهكذا اشترك صالحوا الفريقين في لعن قتلة أمير المؤمنين الشهيد المظلوم في الساعة التي كان فيها قتلة عثمان ينشبون القتال بين صالحي المسلمين.
271 نقل الحافظ ابن عساكر 86:7-87 قول الشعبي: رأى علي بن أبي طالب طلحة ملقى في بعض الأودية، فنزل فمسح التراب عن وجهه، ثم قال: "عزيز علي أبا محمد أن أراك مجدلًا في الأودية وتحت نجوم السماء. إلى الله أشكو عجري وبجري" "قال الأصمعي: أي سرائري وأحزاني التي تجول في جوفي". وقال: "ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة". وقال أبو حبيبة مولى طلحة: دخلت أنا وعمران بن طلحة على علي بعد الجمل، فرحب بعمران وأدناه وقال: "إني لأرجو أن يجعلني الله وإياك من الذين قال فيهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} ، وكان الحارث الأعور* جالسًا في ناحية، فقال: الله أعدل من أن نقتلهم ويكونوا إخواننا في الجنة، فقال له علي: قم إلى أبعد أرض الله وأسحقها، فمن هو ذا إن لم أكن أنا وطلحة في الجنة؟ وذكر محمد بن عبد الله أن عليًّا تناول دواة فحذف بها الأعور يريده بها فأخطأه، وقال له ابن الكواء**: "الله أعدل من ذلك"، فقام إليه علي بدرة فضربه، وقال له: "أنت -لا أم لك- وأصحابك تنكرون هذا؟".
ـــــــ
* هو الحارث بن عبد الله الهمداني الحوثي أبو زهير الكوفي الأعور أحد كبار الشيعة. قال عنه الشعبي وابن المديني: كذاب. قلت: وإنما كان يدفعه إلى الكذب تحزبه وتشيعه، فالحزبية والتشيع والتعصب المذهبي من مدارج الباطل، والإسلام دين الاعتدال والإنصاف والصدق، وأن تقول الحق ولو على نفسك."م".
** ابن الكواء: عبد الله بن أبي أوفى اليشكري أحد القائمين بالفتنة على عثمان. وبعد صفين والتحكيم كان على رأس الخوارج على علي، فلما حاجهم علي وابن عباس رجع إلى علي قبل وقعة النهروان، هذان التعليقان السابقان للخطيب."م".

(1/161)

وسلم لهن في حجة الوداع "هذه ثم ظهور الحصر"272. قلنا: حدث حديثين امرأة، فإن أبت فأربعة، يا عقول النسوان ألم أعهد إليكم ألا ترووا أحاديث البهتان، وقدمنا لكم على صحة خروج عائشة البرهان273،، فلم تقولون ما لا تعلمون؟ وتكررون ما وقع الانفصال عنه كأنكم لا تفهمون؟ {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ}.
وأما الذي ذكرتم من الشهادة على ماء الحوأب، فقد بؤتم في ذكرها بأعظم حوب274، ما كان قط شيء مما ذكرتم، ولا قال275 النبي صلى الله
ـــــــ
272 في مسند أحمد: 446:2 الطبعة الأولى من حديث صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما حج بنسائه قال: "إنما هذه الحجة ثم الزمن ظهور الحصر"، وفيه 218:5 الطبعة الأولى من حديث واقد بن أبي واقد الليثي عن أبيه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لنسائه في حجته: "هذه ثم ظهور الحصر". وحديث أبي واقد في باب فرض الحج من كتاب المناسك بسنن أبي داود: ك11ب1. والحصر جمع حصير، أي لزوم المنزل. ونقله الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية 215:5 على أنه إشارة نبوية إلى أنه صلى الله عليه وآله وسلم، ينعى لهن نفسه، وأن هذه آخر حجة له صلى الله عليه وآله وسلم، وليس فيه أمر منه بأن لا يزايلن الحصر إلى حج أو مصلحة أو إصلاح بين الناس، فاستشهاد أعداء الصحابة بهذا الحديث على المنوع مطلقًا عده القاضي ابن العربي من البهتان؛ لأنه استشهاد به لغير ما أراده النبي صلى الله عليه وآله وسلم. "خ".
2 روى الإمام ابن حزم في بحث "وجوه الفضل والمفاضلة" من كتاب "الإمامة والمفاضلة" المدرج في الجزء الرابع من الفصل صـ 134 عن شيخه أحمد بن محمد الخوزي عن أحمد بن الفضل الدينوري عن محمد بن جرير الطبري أن علي بن أبي طالب بعث عمار بن ياسر والحسن بن علي إلى الكوفة، إذ خرجت أم المؤمنين إلى البصرة، فلما أتياها اجتمع إليهما الناس في المسجد، فخطبهم عمار، وذكر لهم خروج عائشة أم المؤمنين إلى البصرة ثم قال لهم: "إني أقول لكم، ووالله إني لأعلم أنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة كما هي زوجته في الدنيا، ولكن الله ابتلاكم بها لتطيعوها أو لتطيعوه" فقال مسروق أو أبو الأسود: يا أبا اليقظان، فنحن مع من شهدت له بالجنة دون من لم تشهد له، فسكت عمار."خ".
274. الحوب: الإثم."خ".
275 بل هو حديث صحيح، أخرجه أحمد 52/6 و 97 وغيره من حديث إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم عن عائشة، وهذا إسناد صحيح =

(1/162)

تحقيق علمي لمسألة الحوأب
...
عليه وآله وسلم ذلك الحديث، ولا جرى ذلك الكلام، ولا شهد أحد
ـــــــ
=
رجاله كلهم ثقات، وقد صححه ابن حبان 1831 والحاكم والحافظ والذهبي وابن كثير.
وبمناسبة الكلام على حديث الحوأب، لا بد لنا من التصريح بأن خروج عائشة رضي الله عنها كان اجتهادًا منها لتحقيق غاية طلحة والزبير، والتعاون مع علي رضي الله عنه من أجل إطفاء الفتنة والقضاء على المنافقين والمفسدين من قتلة عثمان رضي الله عنهم جميعًا. وقد جاء في كتاب التحفة الاثنى عشرية في رد المطاعن في حق أم المؤمنين وحبيبة حبيب رب العالمين عائشة الصديقة وزوج مفخرة العوالم على الحقيقة. منها أنها خرجت من المدينة إلى مكة، ومنها إلى البصرة، ومعها يزيد على ستة عشر ألف رجل من العسكر. وقد قال تعالى في الأزواج المطهرات:
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} فأمرهن بالسكون في البيوت، ونهاهن عن الخروج من بيوتهن.
والجواب: أن الأمر باستقرارهن في البيوت والنهي عن الخروج منها ليس بمطلق، ولو كان مطلقًا لما أخرجهن رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم بعد نزول الآية إلى الحج والعمرة والغزوات، ولا رخص بهن بزيارة الوالدين وعيادة المريض وتعزية أقاربهن. واللازم باطل، فكذا الملزوم. والمراد من هذا الأمر والنهي تأكيد التستر والحجاب، بأن لا يدرن ولا يتسكعن في الطرق كنساء العوام.
وما طعن به أعداء الله على أم المؤمنين رضي الله عنها وجد في فاطمة رضي الله عنها لما ثبت في كتبهم بطريق التواتر أن الأمير -عليًّا- قد أركب فاطمة على مطية وطاف بها في محلات المدينة ومساكن الأنصار طالبًا منهم الإعانة على ما غصب من حقها في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وذلك بناء على رواية الخصوم.
ولما ظهر علي رضي الله عنه جاء إلى أم المؤمنين رضي الله عنها فقال: "غفر الله لك"، قالت: "ولك، ما أردت إلا الإصلاح".
ثم أنزلها دار عبد الله بن خلف، وهي أعظم دار في البصرة على سنية بنت الحارث أم طلحة الطلحات، وزارها ورحبت به وبايعته وجلس عندها.
فقال رجل: يا أمير المؤمنين إن بالباب رجلين ينالان من عائشة، فأمر القعقاع بن عمرو أن يجلد كل منهما مئة جلدة وأن يجردهما من ثيابهما ففعل. "الطبري: 223:5" ولما أرادت الخروج من البصرة بعث إليها بكل ما ينبغي من مركب وزاد ومتاع وأرسل معها أربعين امرأة وسير معها أخاها محمدًا.
ولما كان اليوم الذي ارتحلت فيه جاء علي رضي الله عنه فوقف على الباب
=

(1/163)

بشهادتهم، وقد كتبت شهاداتكم بهذا الباطل وسوف تسألون276.
ـــــــ
=
وخرجت من الدار في الهودج، فودعت الناس ودعت لهم وقالت: "يا بني، لا يغتب بعضكم بعضًا، إنه والله ما كان بيني وبين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في القديم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنه لمن الأخيار"، فقال علي رضي الله عنه:
"صدقت، والله ما كان بيني وبينها إلا ذلك، وإنها زوجة نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا والآخرة، وسار معها مودعا أميالًا سرح بيته معها بقية ذلك اليوم.
أما خروج عائشة رضي الله عنها فهو اجتهاد منها لتحقيق غاية طلحة والزبير، والتعاون مع علي من أجل إطفاء الفتنة والقضاء على المنافقين من قتلة عثمان رضي الله عنهم جميعا. "التحفة صـ 260-268، 275، 276 باختصار".
فأين هذه البراءة مما زعمه بعض المفترين بأن خروج عائشة رضي الله عنها يوم الجمل كان انتقامًا من علي رضي الله عنه من أنه حض الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على طلاقها في حادثة الإفك لما رأى من حزنه من كلام بعض الناس. وقد قال غير واحد أنها اجتهدت، ولكنها أخطأت في الاجتهاد، ولا إثم على المجتهد المخطيء، بل له أجر على اجتهاده، وكونها رضي الله تعالى عنها من أهل الاجتهاد مما لا ريب فيه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
إن عائشة لم تقاتل، ولم تخرج لقتال، وإنما خرجت بقصد الإصلاح بين المسلمين، وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين، ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى، فكانت كلما ذكرت تبكي حتى تبل خمارها، وهكذا عامة السابقن ندموا على ما دخلوا فيه من القتال، فندم طلحة والزبير رضي الله عنهم أجمعين، ولم يكن لهؤلاء قصد في القتال، ولك وقع القتال بغير اختيارهم . "المنتقى صـ 223"."م".
276 تقدم بيان موضع الحوأب. وأن الكلام الذي نسبوه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزعموا أن عائشة ذكرته عند وصولهم إلى ذلك الماء ليس له موضع في دواوين السنة المعتبرة. وقد رأينا خبره عند الطبري 170:5 فرأيناه يرويه عن إسماعيل بن موسى الفزاري "وهو رجل قال فيه ابن عدي: أنكروا منه الغلو في التشيع"، ويرويه هذا الشيعي عن علي بن عابس الأزرق "قال عنه النسائي: ضعيف"، وهو يرويه عن أبي الخطاب الهجري "قال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب: مجهول" وهذا الهجري المجهول يرويه عن صفوان بن قبيصة الأحمسي "قال عنه

(1/164)

..............................
ـــــــ
= الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال": مجهول". هذا هو خبر الحوأب. وقد بني على أعرابي زعموا أنهم لقوه في طريق الصحراء ومعه جمل أعجبهم، فأرادوا أن يكون هو جمل عائشة، فاشتروه منه، وسار الرجل معهم حتى وصلوا إلى الحوأب، فسمع هذا الكلام ورواه، مع أنه هو نفسه -أي الأعرابي صاحب الجمل- مجهول الاسم، ولا نعرف عنه أن كان من الكذابين أو الصادقين.
ويظهر لي أنه ليس من الكذابين ولا من الصادقين؛ لأنه من أصله رجل موهوم لم يخلق، ولأن جمل عائشة واسمه "عسكر" جاء به يعلى بن أمية من اليمن وركبته عائشة من مكة إلى العراق، ولم تكن ماشية على رجلها حتى اشتروا لها 0جملا من هذا الأعرابي الذي زعموا أنهم قابلوه في الصحراء، وركبوا على لسانه هذه الحكاية السخيفة ليقولوا أن طلحة والزبير -المشهود لهما بالجنة ممن لا ينطق عن الهوى- قد شهدا الزور، ولو كنا نستجيز نقل الأخبار الواهية لنقلنا في معارضة هذا الخبر خبرًا آخر نقله ياقوت في معجم البلدان "مادة حوأب" عن سيف بن عمر التميمي أن المنبوحة من كلاب الحوأب هي أم زمل سلمى بنت مالك الفزارية التي قادت المرتدين ما بين ظفر والحوأب، فسباها المسلمون، ووهبت لعائشة فأعتقتها، فقيلت فيها هذه الكلمة. وهذا الخبر ضعيف والخبر الذي أوردوه عن عائشة أوهى منه. وما برح الكذب بضاعة يتجر بها الذين لا يخافون الله. ذكرنا فيما سبق أن خبر الحوأب صحيح فليرجع إليه."م".



;كتاب العواصم من القواصم







 
قديم 24-03-14, 09:28 PM   رقم المشاركة : 9
بحار400
عضو ماسي







بحار400 غير متصل

بحار400 is on a distinguished road


أريد معرفة بعض الحقائق حول معركة الجمل والإلمام بمغزاها ولماذا تقاتل الصحابة رضوان الله
عليهم فيما بينهم وهل نعتبر كتاب ابن العربي مرجعا لنا؟ أريد رداً من فضلكم.
جزاكم الله خيرا.







الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن معتقد أهل السنة والجماعة الإمساك عما جرى بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والترضي عنهم جميعاً، واعتقاد أنهم مجتهدون في طلب الحق، للمصيب منهم أجران، وللمخطئ أجر واحد.
ولما كانت كتب التاريخ مشحونة بكثير من الأخبار المكذوبة التي تحط من قدر هؤلاء الأصحاب الأخيار، وتصور ما جرى بينهم على أنه نزاع شخصي أو دنيوي، لما كان الأمر كذلك فإننا نسوق إليك جملة من الأخبار الصحيحة حول هذه المعركة، وبيان الدافع الذي أدى إلى اقتتال الصحابة الأخيار رضي الله عنهم.
أولاً: بويع علي رضي الله عنه بالخلافة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، وكان كارهاً لهذه البيعة رافضاً لها، وما قبلها إلا لإلحاح الصحابة عليه، وفي ذلك يقول رضي الله عنه: (ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان، وأنكرت نفسي، وجاءوني للبيعة فقلت: والله إني لأستحي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة"، وإني لأستحي من الله أن أبايع وعثمان قتيل على الأرض لم يدفن بعد، فانصرفوا، فلما دفن رجع الناس فسألوني البيعة، فقلت: اللهم إني مشفق مما أقدم عليه، ثم جاءت عزيمة فبايعت، فلقد قالوا: يا أمير المؤمنين، فكأنما صدع قلبين، وقلت: اللهم خذ مني لعثمان حتى ترضى). رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
ثانياً: لم يكن علي رضي الله عنه قادراً على تنفيذ القصاص في قتلة عثمان رضي الله عنه لعدم علمه بأعيانهم، ولاختلاط هؤلاء الخوارج بجيشه، مع كثرتهم واستعدادهم للقتال، وقد بلغ عددهم ألفي مقاتل كما في بعض الروايات، كما أن بعضهم ترك المدينة إلى الأمصار عقب بيعة علي.
وقد كان كثير من الصحابة خارج المدينة في ذلك الوقت، ومنهم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، لانشغال الجميع بالحج، وقد كان مقتل عثمان رضي الله عنه يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة، سنة خمسة وثلاثين على المشهور.
ثالثاً: لما مضت أربعة أشهر على بيعة علي دون أن ينفذ القصاص خرج طلحة والزبير إلى مكة، والتقوا بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، واتفق رأيهم على الخروج إلى البصرة ليققوا بمن فيها من الخيل والرجال، ليس لهم غرض في القتال، وذلك تمهيداً للقبض على قتلة عثمان رضي الله عنه، وإنفاذ القصاص فيهم.
ويدل على ذلك ما أخرجه أحمد في المسند والحاكم في المستدرك: أن عائشة رضي الله عنها لما بلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب، قالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، قالت: ما أظنني إلا راجعة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: "كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب". فقال لها الزبير: ترجعين!! عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس.
قال الألباني: إسناده صحيح جداً، صححه خمسة من كبار أئمة الحديث هم: ابن حبان، والحاكم، والذهبي، وابن كثير، وابن حجر (سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 474).
رابعاً: وقد اعتبر علي رضي الله عنه خروجهم إلى البصرة واستيلاءهم عليها نوعاً من الخروج عن الطاعة، وخشي تمزق الدولة الإسلامية فسار إليهم رضي الله عنه (وكان أمر الله قدراً مقدوراً).
خامساً: وقد أرسل علي رضي الله عنه القعقاع بن عمرو إلى طلحة والزبير يدعوهما إلى الألفة والجماعة، فبدأ بعائشة رضي الله عنها فقال: أي أماه، ما أقدمك هذا البلد؟ فقالت: أي بني الإصلاح بين الناس.
قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية: فرجع إلى علي فأخبره، فأعجبه ذلك، وأشرف القوم على الصلح، كره ذلك من كرهه، ورضيه من رضيه، وأرسلت عائشة إلى علي تعلمه أنها إنما جاءت للصلح، ففرح هؤلاء وهؤلاء، وقام علي في الناس خطيباً، فذكر الجاهلية وشقاءها وأعمالها، وذكر الإسلام وسعادة أهله بالألفة والجماعة، وأن الله جمعهم بعد نبيه صلى الله عليه وسلم على الخليفة أبي بكر الصديق، ثم بعده على عمر بن الخطاب، ثم على عثمان، ثم حدث هذا الحدث الذي جرى على الأمة، أقوام طلبوا الدنيا وحسدوا من أنعم الله عليه بها، وعلى الفضيلة التي منَّ الله بها، وأرادوا رد الإسلام والأشياء على أدبارها، والله بالغ أمره، ثم قال: ألا إني مرتحل غدا فارتحلوا، ولا يرتحل معي أحد أعان على قتل عثمان بشيء من أمور الناس، فلما قال هذا اجتمع من رؤوسهم جماعة كالأشتر النخعي، وشريح بن أوفى، وعبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء... وغيرهم في ألفين وخمسمائة، وليس فيهم صحابي ولله الحمد، فقالوا: ما هذا الرأي؟ وعلي والله أعلم بكتاب الله ممن يطلب قتلة عثمان، وأقرب إلى العمل بذلك، وقد قال ما سمعتم، غداً يجمع عليكم الناس، وإنما يريد القوم كلهم أنتم، فكيف بكم وعددكم قليل في كثرتهم.
فقال الأشتر: قد عرفنا رأي طلحة والزبير فينا، وأما رأي علي فلم نعرفه إلا اليوم، فإن كان قد اصطلح معهم، فإنما اصطلح على دمائنا... ثم قال ابن السوداء قبحه الله: يا قوم إن عيركم في خلطة الناس، فإذا التقى الناس فانشبوا الحرب والقتال بين الناس، ولا تدعوهم يجتمعون...) انتهى كلام ابن كثير.
وذكر ابن كثير أن علياً وصل إلى البصرة، ومكث ثلاثة أيام، والرسل بينه وبين طلحة والزبير، وأشار بعض الناس على طلحة والزبير بانتهاز الفرصة من قتلة عثمان فقالا: إن علياً أشار بتسكين هذا الأمر، وقد بعثنا إليه بالمصالحة على ذلك.
ثم قال ابن كثير: (وبات الناس بخير ليلة، وبات قتلة عثمان بشر ليلة، وباتوا يتشاورن، وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس، فنهضوا من قبل طلوع الفجر، وهم قريب من ألفي رجل، فانصرف كل فريق إلى قراباتهم، فهجموا عليهم بالسيوف، فثارت كل طائفة إلى قومهم ليمنعوهم، وقام الناس من منامهم إلى السلاح، فقالوا: طرقتنا أهل الكوفة ليلاً، وبيتونا وغدروا بنا، وظنوا أن هذا عن ملأ من أصحاب علي، فبلغ الأمر علياً فقال: ما للناس؟ فقالوا: بيتنا أهل البصرة، فثار كل فريق إلى سلاحه، ولبسوا اللأمة، وركبوا الخيول، ولا يشعر أحد منهم بما وقع الأمر عليه في نفس الأمر، وكان أمر الله قدراً مقدراً، وقامت على الحرب على ساق وقدم، وتبارز الفرسان، وجالت الشجعان، فنشبت الحرب، وتواقف الفريقان، وقد اجتمع مع علي عشرون ألفاً، والتف على عائشة ومن معها نحوا من ثلاثين ألفاً، فإنا لله وإنا إليه راجعون، والسابئة أصحاب ابن السوداء قبحه الله لا يفترون عن القتل، ومنادي علي ينادي: ألا كفوا ألا كفوا، فلا يسمع أحد...) انتهى كلام ابن كثير رحمه الله.
سادساً: وإن أهم ما ينبغي بيانه هنا، ما كان عليه هؤلاء الصحابة الأخيار من الصدق والوفاء والحب لله عز وجل رغم اقتتالهم، وإليك بعض النماذج الدالة على ذلك:
1- روى ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح عن الحسن بن علي قال: (لقد رأيته - يعني علياً - حين اشتد القتال يلوذ بي ويقول: يا حسن، لوددت أني مت قبل هذا بعشرين حجة أو سنة).
2- وقد ترك الزبير القتال ونزل وادياً فتبعه عمرو بن جرموز فقتله وهو نائم غيلة، وحين جاء الخبر إلى علي رضي الله عنه قال: بشر قاتل ابن صفية بالنار. وجاء ابن جرموز معه سيف الزبير، فقال علي: إن هذا السيف طال ما فرج الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- وأما طلحة رضي الله عنه، فقد أصيب بسهم في ركبته فمات منه، وقد وقف عليه علي رضي الله عنه، فجعل يمسح عن وجهه التراب، وقال: (رحمة الله عليك أبا محمد، يعز علي أن أراك مجدولاً تحت نجوم السماء، ثم قال: إلى الله أشكو عجري وبجري، والله لوددت أني كنت مت قبل لهذا اليوم بعشرين سنة). وقد روي عن علي من غير وجه أن قال: إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان ممن قال الله فيهم: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) [الحجر:47].
4- وقيل لعلي: إن على الباب رجلين ينالان من عائشة، فأمر القعقاع بن عمرو أن يجلد كل واحد منهما مائة، وأن يخرجهما من ثيابهما.
5- وقد سألت عائشة رضي الله عنه عمن قتل معها من المسلمين، ومن قتل من عسكر علي، فجعلت كلما ذكر لها واحداً منهم ترحمت عليه ودعت له.
6- ولما أرادت الخروج من البصرة، بعث إليها علي بكل ما ينبغي من مركب وزاد ومتاع، واختار لها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المعروفات، وسيرَّ معها أخاها محمد بن أبي بكر - وكان في جيش علي - وسار علي معها مودعاً ومشيعاً أميالاً، وسرَّح بنيه معها بقية ذلك اليوم.
7- وودعت عائشة الناس وقالت: يا بني لا يعتب بعضنا على بعض، إنه والله ما كان بيني وبين علي في القدم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنه على معتبتي لمن الأخيار، فقال علي: صدقت، والله ما كان بيني وبينها إلا ذاك، وإنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة.
8- ونادى مناد لعلي: (لا يقتل مدبر، ولا يدفف على جريح، ومن أغلق باب داره فهو آمن، ومن طرح السلاح فهو آمن). وأمر علي بجمع ما وجد لأصحاب عائشة رضي الله عنها في العسكر، وأن يحمل إلى مسجد البصرة، فمن عرف شيئاً هو لأهلهم فليأخذه.
فهذا - وغيره - يدل على فضل هؤلاء الصحابة الأخيار ونبلهم واجتهادهم في طلب الحق، وسلامة صدورهم من الغل والحقد والهوى، فرضي الله عنهم أجمعين.
وأما الكتب التي ينصح بقراءتها في هذا الموضوع فمنها كتاب (العواصم من القواصم لابن العربي)، ومنها (منهاج السنة لابن تيمية)، (والبداية والنهاية لابن كثير)، (وعصر الخلافة الراشدة للدكتور أكرم ضياء العمري).
والله أعلم.







 
قديم 24-03-14, 09:35 PM   رقم المشاركة : 10
فتى الشرقيه
عضو ماسي






فتى الشرقيه غير متصل

فتى الشرقيه is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارهابي مقهور مشاهدة المشاركة
   على ما ذكرته يا مشرفنا الغالي ، إذا كان دافع الفريقيت هو الإصلاح ، فما سبب وقوع الحرب؟

أنتظر ردك
.

الجواب
من وجهة نظر الرافضة ان السبب هو نفس سبب خروج الحسين رضي الله عنه
فهل الإصلاح يكون بالحرب
هذه حقيقة ماتحاولون ,,, أن تقولونها على حياء
وفق بين الحالتين
فريق يجمع ويرسل الرسائل والوفود أن إقدم إلينا ونحن جند مجنده ,, مستعده للقتال
وبين من تخرج لوحدها ,,, بلا جند أو دعوات ,, لأن الحرب قائمة بينالفريقين قبل خروجها






التوقيع :
فتى الشرقيه / هو فتى الإسلام
من مواضيعي في المنتدى
»» بطلان المذهب الإسماعيلي/ حقيقة مؤلمة [ إهداء لشباب وفتيات الإسماعيليه ] (3)
»» عقائدي وكل إسماعيلي : لماذا نشر الإسلام عندكم ممنوع ومحرم كما تقول
»» إشكال على عقيدة الإمام : من علي بن الحسين الذي كانت له الوصيه
»» فراس الشمري وخزيمه : هل تنكرون أن سفينة نجاتكم تحطمت بكم
»» كتاب [ دلائل الإمامة ] شيعي ينسف الإمامة
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:53 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "