بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد اجمع السلف رحمهم الله على عدم التفريق بين العالم والجاهل في المسائل الأصولية الإعتقادية فمن تبع كافر فهو مثله وإلا لكان عوام اليهود والنصارى لايكفرون بعذر الجهل ..!
ولقد نقل الإجماع على ذلك جمع من العلماء ونورد منها :
قول الإمام ابن القيم فى طبقات المكلفين فقد قال :الطبقة السابعة عشرة:
" طبقة المقلدين وجهال الكفر وأتباعهم وحميرهم الذين معهم..اتفقت الأمة على أن هذه الطبقة كفار وإن كانوا جهالا مقلدين لرؤسائهم وأئمتهم إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع أنه لم يحكم لهؤلاء بالنار وجعلهم بمنزلة من لم تبلغه الدعوة, وهذا مذهب لم يقل به أحد من أئمة المسلمين"[عقيدة الموحدين:160].
وقول الإمام القرافى فى شرحه لحديث "دحل النار رجل فى ذباب"فقال :ولذلك لم يعذره الله بالجهل فى أصول الدين إجماعا.[عقيدة الموحدين للعبدلى بتقديم سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ص332
وأعظم مثال على ذلك أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يفرقون بين عوام وسادة مانعي الزكاة ...!
وقد وصف الله سبحانه أهل النار بالجهل في قوله {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (10) سورة الملك
وقوله {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (179) سورة الأعراف
كذلك والذين حرقهم على بن أبى طالب رضي الله عنه بالنار ، هل آفتهم إلا الجهل !
ولو قال إنسان : أنا أشك فى البعث بعد الموت , لم يتوقف من له أدنى معرفة فى كفره , والشاك جاهل !
وقوله عن اليهود والنصارى {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} سماهم مشركين , مع أنهم لم يعلموا أن فعلهم معهم هذا عبادة لهم , فلم يعذروا بالجهل ...
قال عمر رضى الله عنه : " لاعذر لأحد في ضلالة ركبها حسبها هدى ولا في هدى تركه حسبه ضلالة فقد بُينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر " !!! شرح السنة للبربهاري ص49
وقال الشافعي رحمه الله فيما معناه : من جحد صفة ظاهرة لله تعالى فقد كفر ومن جحد صفة خفية بعد إقامة الحجة عليه كفر !!
وقال القرطبي في تفسيره عند آية الميثاق( الأعراف : 173) :
" ولا عذر للمقلد في التوحيد "
والنصوص على ذلك كثيرة ...
أما الروافض فكما تعلمون جميعاً أن علمائهم كفار( بإجماع السلف وثقات الخلف ) والخلاف يدور حول عوامهم ولاحاجة في الخلاف إلى ذلك لأن النصوص الصريحة تدل على كفرهم وخروجهم من الملة والأصل في ذلك بلوغ الحجة فقط ...
فإذا قرأ العامي >آية< تحث على التوحيد وتنبذ الشرك مثل قوله تعالى : {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا} وقال بعدها ( ياحسين أو ياعلي ..الخ) قد كفر .. فلا ننتظر إقامة الحجة أو فهم الحجة وهذا هو الحكم الصحيح ومن قال ننتظر إقامة الحجة أو فهم الحجة فهو مخطئ ولذلك يقول الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن " ذكرنا أن عباد القبور قد قامت عليهم الحجة, أو على جمهورهم, بالكتاب والسنة والإجماع. فإن هذا الباب -أعنى باب عبادة الله وحده لا شريك له - هو خلاصة الكتب الإلهية, وزبدة الدعوة النبوية " [منهاج التأسيس:249].
وقال أيضا " من بلغته دعوة الرسل فقد قامت عليه الحجة ؛ إذا كان على وجه يمكن معه العلم, ولا يشترط فى قيام الحجة أن يفهم عن الله ورسوله ما يفهمه أهل الإيمان والقبول " [251].
(استمع) لحكم تكفير الرافضة للشيخ ابن باز رحمه الله
http://media.islamway.com/fatawa/binbaz/0120B.rm
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم أبو المثنى