و كان ردي عليك :
موضوعك مهم يا علي و ان كنت أتمنى أن تجتنب اللعن أو تأجله الى آخر البحث لكي تظمن على الأقل عدم حذف الاخوة المشرفين للموضوع .
على كل حال , أتمنى من لاخوة المشرفين أن يصبروا قليلا و لا يحذفوا الموضوع .
أما بعد ,,,,,,,
لا أريد الخوض في ملابسات قضية خروج حسين رضي الله عنه على يزيد , و لكنني لي استفسارات أرجوا أن تلبيها لي للأهمية :
1- قلتم : (( وقال ابن كثير : ان يزيد كان اماماً فاسقاً … البداية : 8 / 223. )) . كذلك : (( البداية والنهاية لابن كثير : 8 / 265 ))
أما الدليل الأول فلم أجده في المكان المحدد , لعل اختلاف الطبعات السبب . هل يمكنك أن تحدد عنوان الفصل أو أية علامة أخرى . و كذلك الدليل الثاني فياليتك تبين سبب الاستشهاد به , لأن فيه ما يدل على براءة يزيد !!! و لا يذكر شيئا عن جواز لعنه !!! . أرجوا تحديد المرجع , كما ذكرنا لعلها اختلاف الطبعات و الله أعلم . و اليك رابط لكتاب البداية و النهاية ليسهل لك الاقتباس : http://history.al-islam.com/beginPrt.asp
على كل حال , ان كنت ترغب في معرفة رأي ابن كثير في القضية فأقرأ آخر ما قاله في كتابه البداية و النهاية , تقريبا في آخر 3 صفحات ما قبل عنوان ( و أما قبر الحسين رضي الله عنه ) :
وأما ما روى من الأمور والفتن التي أصابت من قتله فأكثرها صحيح ؛ فإنه قل من نجا منهم في الدنيا إلا أصيب بمرض ، وأكثرهم أصابه الجنون .
وللشيعة والرافضة في صفة مصرع الحسين ، رضي الله عنه ، كذب كثير وأخبار طويلة ، وفيما ذكرناه كفاية ، وفي بعض ما أوردناه نظر ، ولولا أن ابن جرير وغيره من الحفاظ الأئمة ذكروه ما سقته ، وأكثره من رواية أبي مخنف لوط بن يحيى ، وقد كان شيعيا ، وهو ضعيف الحديث عند الأئمة ، ولكنه أخباري حافظ ، عنده من هذه الأشياء ما ليس عند غيره ، ولهذا يترامى عليه كثير من المصنفين ممن بعده . والله أعلم .
وقد أسرف الرافضة في دولة بني بويه في حدود الأربعمائة وما حولها ، فكانت الدبادب تضرب ببغداد ونحوها من البلاد في يوم عاشوراء ، ويذر الرماد والتبن في الطرقات والأسواق ، وتعلق المسوح على الدكاكين ، ويظهر الناس الحزن والبكاء ، وكثير منهم لا يشرب الماء ليلتئذ موافقة للحسين ، لأنه قتل عطشان ، ثم تخرج النساء حاسرات عن وجوههن ينحن ويلطمن وجوههن وصدورهن ، حافيات في الأسواق ، إلى غير ذلك من البدع الشنيعة ، والأهواء الفظيعة ، والهتائك المخترعة ، وإنما يريدون بهذا وأشباهه أن يشنعوا على دولة بني أمية ؛ لأنه قتل في أيامهم .
وقد عاكس الرافضة والشيعة يوم عاشوراء النواصب من أهل الشام فكانوا في يوم عاشوراء يطبخون الحبوب ويغتسلون ويتطيبون ويلبسون أفخر ثيابهم ، ويتخذون ذلك اليوم عيدا ، يصنعون فيه أنواع الأطعمة ، ويظهرون السرور والفرح ؛ يريدون بذلك عناد الروافض ومعاكستهم .
وقد تأول عليه من قتله أنه جاء ليفرق كلمة المسلمين بعد اجتماعها ، وليخلع من بايعه الناس واجتمعوا عليه ، وقد ورد في " صحيح مسلم " الحديث بالزجر عن ذلك ، والتحذير منه ، والتوعد عليه ، وبتقدير أن تكون طائفة من الجهلة قد تأولوا عليه وقتلوه ، ولم يكن لهم قتله ، بل كان يجب عليهم إجابته إلى ما سأل من تلك الخصال الثلاثة المتقدم ذكرها ، فإذا ذمت طائفة من الجبارين لم تذم الأمة بكمالها وتتهم على نبيها صلى الله عليه وسلم ، فليس الأمر كما ذهبوا إليه ، ولا كما سلكوه ، بل أكثر الأئمة قديما وحديثا كاره ما وقع من قتله وقتل أصحابه سوى شرذمة قليلة من أهل الكوفة قبحهم الله ، وأكثرهم كانوا قد كاتبوه ليتوصلوا به إلى أغراضهم ومقاصدهم الفاسدة ، فلما علم ذلك ابن زياد منهم بلغهم ما يريدون من الدنيا ، وآخذهم على ذلك ، وحملهم عليه بالرغبة والرهبة ، فانكفوا عن الحسين وخذلوه ثم قتلوه ، وليس كل ذلك الجيش كان راضيا بما وقع من قتله ، بل ولا يزيد بن معاوية رضي بذلك - والله أعلم - ولا كرهه ، والذي يكاد يغلب على الظن أن يزيد لو قدر عليه قبل أن يقتل لعفا عنه ، كما أوصاه بذلك أبوه ، وكما صرح هو به مخبرا عن نفسه بذلك .
وقد لعن ابن زياد على فعله ذلك وشتمه فيما يظهر ويبدو ، ولكن لم يعزله على ذلك ولا عاقبه ولا أرسل يعيب عليه ذلك . والله أعلم .
فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه هذا الذي وقع من قتله ، رضي الله عنه ، فإنه من سادات المسلمين وعلماء الصحابة ، وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي أفضل بناته ، وقد كان عابدا وشجاعا وسخيا ، ولكن لا يحسن ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي لعل أكثره تصنع ورياء ، وقد كان أبوه أفضل منه ، وهم لا يتخذون مقتله مأتما كيوم مقتل الحسين ، فإن أباه قتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة أربعين ، وكذلك عثمان كان أفضل من علي ، عند أهل السنة والجماعة ، وقد قتل وهو محصور في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين ، وقد ذبح من الوريد إلى الوريد ، ولم يتخذ الناس يوم مقتله مأتما ، وكذلك عمر بن الخطاب وهو أفضل من عثمان وعلي ، قتل وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر ، وهو يقرأ القرآن ، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتما ، وكذلك الصديق كان أفضل منه ، ولم يتخذ الناس يوم وفاته مأتما ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة ، وقد قبضه الله إليه كما مات الأنبياء قبله ، ولم يتخذأحد يوم موته مأتما يفعلون فيه ما يفعله هؤلاء الجهلة من الرافضة يوم مصرع الحسين ، ولا ذكر أحد أنه ظهر يوم موتهم وقبلهم شيء مما ادعاه هؤلاء يوم مقتل الحسين من الأمور المتقدمة ، مثل كسوف الشمس والحمرة التي تطلع في السماء وغير ذلك .
وأحسن ما يقال عند ذكر هذه المصائب وأمثالها ما رواه الحسين بن علي عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من مسلم يصاب بمصيبة فيتذكرها وإن تقادم عهدها ، فيحدث لها استرجاعا ، إلا أعطاه الله من الأجر مثل يوم أصيب بها " . رواه الإمام أحمد وابن ماجه . اليك الرابط : http://history.al-islam.com/display.asp?f=bdy01946.htm
2- استندتم في جواز لعن يزيد بفتح الباري كالتالي : (( فتح الباري : 13 / 70 )) . أرجوا ذكر عنوان الكتاب و الباب لنتفادى مشكلة اختلاف الطبعات . اليك الرابط ليسهل عليك الاقتباس : http://hadith.al-islam.com/Display/...m=1&doc=0#Desc1
3- يا علي ؟؟؟ قد تعلم بأن رواياتنا و رواياتكم تتفق في أن الحسين رضي الله عنه خير خصومه قبل القتال أن يتركوه يرجع من حيث أتى أو يبعثوه الى ثغر من الثغور للجهاد في سبيل الله أو أن يبعثوه الى يزيد ليحكم هو بنفسه في الأمر و لكن ابن زياد رفض كل الخيارات . حسنا يا علي , ألا يمكننا أن نستنتج من خيارات الحسين رضي الله عنه أنه كان يظن في يزيد خيرا ؟؟؟ .
لا أنكر أن يزيد عليه شبهات كثيرة الا أن علمائنا لم يقعوا على حديث صحيح كما سمعت من الشيخ عثمان خميس . لذا , نحن لا نلعنه و لا نمدحه و لا نحبه و لا نكرهه , و يكفي أنه استباح المدينة
هذا و الله أعلم .
و لنا ان شاء الله لقاء آخر ان كان في عمرنا و عمر هذا الموضوع بقية