السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد :
فهذه فضائل استفدتها من بعض كتب أهل العلم لخال المؤمين معاوية ابن أبي سفيان ــ رضي الله عنه وأرضاه ـ أسأل الله أن ينفع بها وأن يكون خالصا لوجهه الكريم
الفضيلة الأولى له رضي الله عنه :
مارواه عبدالرحمن بن أبي عميرة الصحابي المدني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية ( اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به ) رواه الترمذي وصححه الألباني
الفضيلة الثانية له رضي الله عنه :
قول النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب ) رواه الإمام أحمد في مسنده سنده حسن في الشواهد السلسلة الصحيحة 3227
الفضيلة الثالثة له رضي الله عنه :
[أنه أحد كتاب الوحي قال الحافظ المحدث الفقيه أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه القيم " تطهير الجنان واللسان عن الخطور والتفوه بثلب معاوية بن أبي سفيان " قال رحمه الله : ومنها : أي مناقب معاوية ـ أنه أحد الكتاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما صح في صحيح مسلم وغيره وفي حديث سنده حسن ، كان معاوية يكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو نعيم : كان معاوية من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الكتابة فصيحا حليما وقورا . أهــ انظر كتاب تطهير الجنان ص12
الفضيلة الرابعة له رضي الله عنه :
عن ابن عباس رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى اله عليه وسلم بعث الى معاوية ليكتب له فقال : إنه يأكل ثم بعث إليه فقال : إنه يأكل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لاأشبع الله بطنه ) صحيح الصحيحة برقم 82
قال الألباني رحمه الله :
وقد يستغل بعض الفرق هذاالحديث ليتخذوا منه مطعنا في معاوية ـ رضي الله عنه ــ وليس فيه ما يساعدهم على ذلك ؛ كيف وفيه أنه كاتب البني صلى اله عليه وسلم ؟! ولذلك قال الحافظ ابن عساكر ( 16/349/2) :
" إنه أصح ما ورد في فضل معاوية "
فالظاهر أن هذا دعاء منه صلى الله عليه وسلم غير مقصود ، بل هو ماجرت به عادة العرب في وصل كلامها بلانية ؛ كقوله في بعض نسائه ( عقرى حلقى ) ( وتربت يمينك ) ، وقوله في حديث أنس الآتي : ( لاكبر سنك ) .
ويمكن أن يكون منه صلى الله عليه وسلم ذلك بباعث البشرية التي أفصح هو عنها ـ عليه السلام ـ في أحاديث كثيرة متواترة منها حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : (دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان ، فكلماه بشيء لاأدري ماهو ، أغضباه ، فلعنهما وسبهما ، فلما خرجا ؛ قلت يا رسول الله ! من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان ؟ قال : وما ذاك ؟ قلت : قلت : لعنهتما وسببتهما . قال : ( أوما علمت ماشارطت عليه ربي ؟ قلت : اللهم ! إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا ) صحيح . الصحيحة برقم 83 رواه مسلم مع الحديث الذي قبله في باب واحد وهو : ( باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وهو أهلا لذلك ؛ كان زكاة وأجرا ورحمة )
ثم ساق فيه من حديث أنس بن مالك قال : ( كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال : أنت هيه ؟ لقد كبرت لا كبر سنك . فرجعت اليتيمة الى أم سليم تبكي ، فقالت أم سليم : مالك يا بنية ؟ قالت الجارية: دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لايكبر سني أبدا ، أو قالت : قرني ، فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خماراها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : مالك يا أم سليم ؟ فقالت : نبي الله ! أدعوت على يتيمتي ؟ قال : وماذاك يا أم سليم قالت : زعمت أنك دعوت أن لايكبر سنها ولا يكبر قرنها . قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : ( يا أم سليم ! أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر ، وأغضب كما يغضب البشر ؛ فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل ؛ أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة بها منه يوم القيامة ؟ ) صحيح الصحيحة برقم 84
ثم أتبع الإمام مسلم هذا الحديث بحديث معاوية وبه ختم الباب إشارة منه ـ رحمه الله ـ الى أنها من باب واحد فكما لا يضر اليتيمة دعاؤه صلى الله عليه وسلم عليها ــ بل هو زكاة وقربة ـ فكذلك دعاؤه صلى الله عليه وسلم على معاوية .
وقد قال الإمام النووي في شرحه على مسلم ( 2/ 325ـ طبع هند )
" وأما دعاؤه على معاوية ففيه جوابان :
أحدهما : أنه جرى على اللسان بلاقصد .
والثاني : أنه عقوبة له لتأخره ، وقد فهم مسلم ـ رحمه الله ـ من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقا للدعاء عليه ؛ فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله غيره من مناقب معاوية ؛ لأنه في الحقيقة يصير دعاء له ) وقد اشار الذهبي الى هذا المعنى الثاني ، فقال في سير أعلام النبلاء ( 9/ 171/2) " قلت : لعله أن يقال : هذه منقبة لمعاوية ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك زكاة ورحمة ) " واعلم أن قوله صلى اله عليه وسلم .. " إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر.. " إنما هو تفصيل لقول الله تبارك وتعالى ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي .. ) الآية .. إلخ أهــ كلام الألباني رحمه الله من كتابه السلسلة الصحيحة ..
الفضيلة الخامسة له رضي الله عنه :
ذكرالهروي في شرح المشكاة أن الإمام عبدالله بن المبارك سئل : عمر بن عبدالعزيز أفضل أم معاوية ، فقال : غبار دخل في أنف فرس معاوية حيزا في ركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من كذا من عمر بن عبدالعزيز ، فتأمل هذه المنقبة ، وإنما يظهر عليك فضيلة هذه الكلمة . إذا عرفت فضائل عبدالله بن المبارك وعمر ابن عبدالعزيز ,و هي لا تحصى وعمر يسمى إمام الهدى وخامس الخلفاء الراشدين ، والمحدثون الفقهاء يحتجون بقوله ويعظمونه جدا فإن كان معاوية أفضل منه فماظنك به .
وقال بشر بن الحارث : سئل المعافي ـ وأنا أسمع ــ أو سألته : معاوية أفضل أو عمر بن عبدالعزيز ؟ فقال ::ان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبدالعزيز .
وقال محمد بن عبداله الموصلي وغيره سئل المعافي بن عمران : أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبدالعزيز ؟ فغضب وقال للسائل : أتجعل رجلا من الصحابة مثل رجل من التابعين : معاوية صاحبه وصهره وأمينه على وحي الله . [ راجع البداية والنهاية ]
الفضيلة السادسة:
مارواه البخاري : عن أبي مليكة قال : قيل لابن عباس رضي الله عنه : هل لك في أمير المؤميني معاوية , فإنه ما أوتر إلا بواحدة ؟ قال أصاب إنه فقيه رواه البخاري
قال الشراح أي مجتهد , وفي رواية أخرى للبخاري عن أبي مليكة قال أوتر معاوية ـ رضي الله عنه ــ بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس ــ ر ضي الله عنه ــ فاتى ابن عباس ــ رضي الله عنه ــ قال دعه فإنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . أهــ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : هذه شهادة من حبر الأمة بفضله . أهــ
الفضيلة السادبعةة له رضي الله عنه :
ثناء الصحابة وأهل الحديث عليه ، مع أنهم أعرف الناس بفضائل علي ـ رضي الله عنه ـ وأعلمهم بحكايات التشاجر وأصدقهم لهجة .
وقال الإمام القسطلاني في شرح البخاري : ( معاوية ذو المناقب الجمة . وفي شرح مسلم هو من عدول الفضلاء والصحابة الخيار ،
وعن جبلة بن سحيم قال سمعت ابن عمر يقول : ( ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية , فقيل ولا أبوك ، قال أبي عمر : ـ رحمه الله خير من معاوية وكان معاوية أسود منه وفسر الإمام أحمد أسود أي أسخى . نقل الدوري عن بعض أصحاب الإمام أحمد . أنظر ص442من كتاب السنة للخلال والأثر المذكور أخرجه الخلال بسند صحيح رحمه في كتابه السنة برقم 678،679،680[منقول من حاشية كتاب النهاية في طعن أميرالمؤمنين معاوية بتصرف ] 8ــ
الفضيلة الثامنة له رضي الله عنه :
أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه استخلفه على الشام مع أنه كان شديد التحري في صلاح الأمراء وفسادهم وأقره عثمان فلم ينزله
الفضيلة التاسعة له رضي الله عنه :
تسليم الحسن بن علي الخلافة إليه مع أن أكثر من أربعين ألفا بايعوه على الموت ، فلو لم يكن أهلا لها لما سلمها السبط الطيب اليه ولحاربه كما حاربه أبوه رضي الله عنهم
الفضيلة العاشرة له رضي الله عنه :
أن البخاري ومسلما يرويان عنه الحديث مع شرطهما أن لايرويان إلا عن ثقة ضابط صدوق ـ
منقول وجزا الله من جمع هذه الماده خير الجزاء