"{ هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم . يصهر به ما في بطونهم والجلود . ولهم مقامع من حديد . كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق
يقول الإمام-ليس بالمعنى الشيعي- ابن كثير رحمه الله"ثبت في الصحيحين عن أبي ذر أنه كان يقسم قسماً أن هذه الآية {هذان خصمان اختصموا في ربهم} نزلت في حمزة وصاحبيه، وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في بدر "هذا لفظ البخاري في كتاب التفسير"، وروى البخاري عن علي بن أبي طالب أنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة، قال قيس: وفيهم نزلت: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} قال: هم الذين بارزوا يوم بدر: علي وحمزة وعبيدة، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة. وقال قتادة في قوله: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} قال: اختصم المسلمون وأهل الكتاب، ..إلخ"
تأمل أخي الكريم..الآية ليس فيها نص على علي رضي الله عنه..ومع ذلك فعلماء السنة متحررون من الهوى..ويظهرون بجلاء حبهم لعلي رضي الله عنه..وكان بمقدورهم أن يتنكروا لهذه الرواية..سواء كان البخاري نفسه..أو سلسلة الإسناد قبله..ومن بعده
والصورة القاتمة في المقابل..تظهر على ألسنة شيوخ الشيعة في آية واضحة الدلالة ..والكل مقر بأنها في أبي بكر رضي الله عنه "إلا تنصروه فقد نصره الله ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا"..
فالحزن بإجماعهم هو الجزع والخوف..والضعف! وهو مخالف لمعاني اللغة ودلالة ألفاظها..كما يعلم أي فصيح..بل أي عاقل..ولا أريد أن أشوه مقالي بكلامهم المعروف..
بل بعضهم يتذاكى فيجعل من هذه الآية البالغة في الوضوح..في الثناء على أبي بكر رضي الله عنه
وتخليد رحلته المباركة من النبي صلى الله عليه وسلم..أقول بعضهم يسوقها في مناط الذم ممثلا على الأتباع دور الحاذق البليغ..!!
ولئن قال الله تعالى "لا تخف إن الله معنا"..لم يكن في ذلك أية مذمة..فهذا نبي الله الكليم موسى عليه الصلاة والسلام يقول الله تعالى له"خذها ولا تخف"..في غير موضع..من كتاب الله
وهذا سيدنا إبراهيم الخليل أبو الأنبياء كما يحكي الله تعالى"فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف.."الآية
ونحن إذ نعترف للصحابي الجليل الخليفة الرابع وأحد المبشرين العشرة بالجنة..ونذكر جيدا منقبته في نومه في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم يوما..فداء له..إلا أننا نذكر أيضا أن أبا بكر مكث مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار أياما..وكانت قريش تطلبهم..وحياتهما مهددة..
وكان بوسع أبي بكر أن ينجو بنفسه..فما الذي يجبره أن يعرض نفسه لخطر القتل والانتقام من مركي قريش..ولجلالة قدر الصديق أثبت الله موقفه في الغار إلى يوم الدين رغم أنف الحاقدين