بسم الله الرحمن الرحيم
** أيها الأحبة / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
** تنفيذاً لوصايا مؤتمر الحقوق وتفاعلا معه ، فإنني أكتبُ هذا الموضوع ، وهو يخصّ أمر تحريم (المظاهرات) من قبل بعض العلماء دون النظر إلى طبيعتها وهدفها أو حتى ((تـقـنـيـنـهـا)) وفق ما تقتضيه المصلحة العامة ، أو حتى من أجل مواكبة تغيّر الزمن والظروف وتطور الفكر والوعي السياسي المتزايد والذي يتطلبُ من جهة أخرى تغيير آلية التعاطي في كثير من الأمور السياسية ..
** ربما أعطينا العذر للعلماء الذين أفتوا بحرمة المظاهرات قبل عشرات السنين ، ولكن الذين أفتوا بحرمتها في الوقت الحاضر أخشى أن يكونوا قد فهموا (المظاهرات) من جانبها السلبي الذي يحدث في بعض دول العالم من تخريب وتدمير ولصوصية دون النظر إلى إختلافنا عنهم من خلال (العقيدة) والبيئة والظروف والمطالب أيضا ..!!
** لقد أفسدنا معنى كلمة المظاهرات بفهمنا (المعـوّج) لها ، وهو فهم ينطلق من رؤيتنا لسلبياتها فقط دون النظر إلى إيجابياتها .. ولا يُعقل أبداً أن تكون (المظاهرات) حق مكتسب لجميع سكان العالم بما فيها (اليمن) و (سيرلانكا) و (عُمان) و (روسيا) و ..الخ بينما هي محرّمة عندنا ..!!
** إن المظاهرات التي نقصدها هي (المظاهرات السلمية) والمنظمة والتي يُعبر فيها المواطن بجميع شرائحه المهنية والإجتماعية عن رغبته أو رفضه أو مطالبته بشئ من حقوقه يعتقد أنها مسلوبة أو ناقصة أو مهملة ، وفق تنظيمات وتشريعات تعمل الدولة من الآن على ترتيبها وتقنينها وتوزيع المسئوليات فيها وتحديد ضوابطها وأوقاتها وأماكنها وتحت عين وحراسة قوات الأمن ..
** نحن ننبذ العنف والتخريب والإرجاف وإستغلال مثل هذه المظاهرات لغير صالح البلاد والعباد ، بل إننا نعتبر (المظاهرات السلمية) مــرآة بين المواطن والمسؤول ، فلطالما أسقطت مثل هذه المظاهرات (الحضارية) رؤساء دول ووزراء وشخصيات لامعة ، وليس اليهود والنصارى والملاحدة والشيعة بأحق منا من هذا الحق الذي يعكس العلاقة الحقيقية التي رسمها ديننا الإسلامي في حفظ الحقوق وتأدية الواجبات ..
** أستغربُ جداُ كيف تكون (المظاهرات) حراماً ، بينما ( الإنتخابات) حلالاً طيبا مباركا ، مع أننا لا نفهم في الإنتخابات لكننا نفهم المظاهرات وسنعيها شيئاً فشيئاً والعاقبة السيئة لمن تجاوز أو أرجف أو إستغل ..
** إنني أعتقد أن 80% منا لا يفهم معنى (الإنتخابات) البلدية وربما يحسبها نوع من أنواع الرزّ أو البيتزا .. !! ولا عجب في ذلك فنحن قوم لم نعتد على التعاطى لمثل ذلك طوال تاريخنا الأسري والمجتمعي ..!!! والغريب أن (المظاهرات) و (الإنتخابات) كلاهما من ركائز حقوق الإنسان ..!!؟؟
** أقسم بالله العظيم أن (المظاهرات السلمية) تخدم الحكومة والمواطن وليست بذاك الخطر الذي يُصوّره البعض من المسؤولين أو بعض العلماء (هداهم الله) أو بعض المنافقين أو الجهلة أو العلمانيين المجرمين الذين ليس لهم صوت ولا راية إلا فيما يُفسد وليس فيما يُصلح ..!! لأنها تخدم وتبني وتُحاسب وتكشف وتمحّص وتبين الخبيث من الطيب .. ولأن جميع دول العالم الإسلامي والكافر يؤمنون ويعملون بها ما عـدانا ..!!
ـــ فهل نحن في هذا الأمر أذكى من دول العالم الكافر ؟ أم أطهر وأتقى من العالم المسلم ؟؟؟
** ما رأيكم أيها الأحبة ؟
** لا أطيل خشية تجاوز الخطوط الحمراء ، هذا إذ لم نكن بالفعل قد تجاوزناها ، ولكننا نذكر كل ((قارئ مسؤول)) أننا في هذا الموضوع نطبق توصيات المؤتمر ونفعل قراراته ..!!! ونذكر أننا والله يشهد ما أردنا إلا الإصلاح وهو هدفنا ومرادنا ، فإن رأيتم منا إعوجاجا فأقيموه ولكن أقيموه دون أن تنسوا حقوقنا الإنسانية ..
** أخوكم ومحبكم ـــــــ 24/8/1424هـ ــــــ كـش مـلـك