تواصلا مع موضوع العمليات الاستشهادية قد خرجت هذه الأيام في دور النشر والمكتبات رسالة قيمة لشيخ الأسلام ابن تيمية باسم:
" قاعدة في : الانغماس في العدو .. وهل يباح ؟ "
نصر فيها شيخ الاسلام انغماس الرجل الواحد ضد جيش بأكمله وغلب على ظنه أنه مقتول لامحاله ، فلتنظر فإنها شوكة في حلوق من يهبّط من العمليات الاستشهادية ومن من تلك الشوكة ؟ من شيخ الاسلام الذي يكنّ له الجميع بالاحترام والاعتراف بطول باعه في العلم.
وأما ترداد مقولة " يلقي بيده إلى التهلكة " استدلالا بالأية ليس بصحيح بل عده شيخ الاسلام في رسالته من الوهم المفضي لتحريف كلام الله عن مواضعه .. وكذلك يفضي بتأويل الاية الى ترك الجهاد في سبيل الله .
ويكفي في رد ذلك ماذكره الشيخ فقال : " فإن قيل : قد قال الله تعالى : " ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة " . وإذا قاتل الرجل في موضع فغلب على ظنه أنه يُقتل فقد ألقى بيده إلى التهلكة.
قيل : تأويل الآية على هذا غلط .
ولهذا مازال الصحابة والائمة ينكرون على من يتأول الآية على ذلك كما ذكرنا : أنّ رجلا حمل وحده على العدو ، فقال الناس : ألقى بيده إلى التهلكة.
فقال عمر بن الخطاب : كلا ولكنه ممن قال الله فيه : " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ".
وأيضا فقد روىأبي داود والنسائي والترمذي في سننهم عن أسلم أبي عمران قال : غزونا بالمدينة نريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، والروم ملصقوا ظهورهم بحائط المدينة ـ أي القسطنطينية ـ ، فحمل رجل على العدو .
فقال الناس : لاإله إلا الله يلقي بيده إلى التهلكة؟!
فقال أبو أيوب : إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لمّا نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا : هلمّ نُقم في أموالنا ونصلحها ، فأنزل الله عز وجل : " وأنفقوا في سبيل الله ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة ".
فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة : أن نقيم في أموالنا ونصلحها ونَدَع الجهاد.
قال أبوعمران : فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دُفن بالقسطنطينية"أهـ .
وللشيخ كلام طويل متين في هذا فلينظر.
فماذا نريد من شعب أعزل سلطته هامشية من ورق لاهي سلطة بمعنى الكلمة ... بل وضد شعبها .... ومن حكومات عربية واسلامية في موقف المتفرج حتى الحدود المباشرة معهم أغلقوها ... وبالمقابل عدو كاليهود الملاعين يتحرشوا بهم ويستفزهم ويبدأ بالعدوان .
فإذا ماهب هذا الشعب بتقديم فلذات أكبادهم إعذارا لربهم وقياما بواجبهم لدحر العدو وإرهابه بما يستطيع وقبل ذلك كله جهاده بما يستطيعه ولو قلّ من العدة.
نحمل عليه بعد ذلك وأن ماتفعلونه محرم ومن التهلكة ّّ!!
عجبا والله .... لم نقم بنصرتهم على الوجه اللائق .. ولم نكتفي بذلك بل نزيد من تهبيطهم !!.
والله إنها الغنيمة الباردة الجاهزة التي نقدمها لليهود على طبق من ذهب وهو يفرك عينيه غير مصدق ... من أمة قد ضحكت منها الأمم .
أخيرا الرسالة بتحقيق أشرف عبد المقصود .. وصادرة عن دار أضواء السلف بالرياض.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك .