خــواطــر مـرافـق لـمـريـض
بسم الله الرحمن الرحيم
** أيها الأحبة ...... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
** الحمدلله على نعمة الإسلام ، فلم يترك هذا الدّين شيئاً فيه صلاح لحياتنا وآخرتنا إلا وقد أمر به في القرآن والسنّة المطهرة على صاحبها الصلاة والسلام ، ولم يترك شيئاً فيه فساد لحياتنا وشـرّ في آخرتنا إلا وقد نهى عنه ((اليوم أكملت لكم دينكم ورضيتُ لكم الإسلام دينا)) .
** كنتُ ولا زلتُ أرافق والدي في المستشفى بالتناوب مع أحد الأشقاء ومنذ عشرة أيام تقريبا ، وخلال تلكم الفترة العصيبة عشتُ أجواءاً عاصفة وأخرى مطيرة وثالثة غائمة ، وإختلطت فيني مشاعر إنسانية متناقضة رأيتُ فيها صوراً من سمو هذا الدّين وحلاوة الإنتماء إليه ، وعشتُ مواقفا من النبل والتلاحم والحبّ ... وأخـرى من الألم والأسـى وخيبة الأمل ..!!
** في المستشفيات تنكسر النفس البشرية وتتألم وتخاف وتخشع ، وربما تأثرت العين فأسبلت دموعها ..
** يحتار الإنسان كيف يُخبر الأقرباء والأصحاب بمرضه أو بمرض أحد من أهله إذا كان مرضه قد ألزمه المستشفى ، فخبر مثل هذا ليس ببشارة ولا يسرّ حبيباً ولا صديقا ، ولكن الواجب هو أن نفعل ذلك ، لأن عيادة المريض والدعاء له فرصة لكل مسلم يعرف حقوق المسلمين عليه من ذو القربى أو من غيرهم ، ولأن المريض يفرح ويسعد بمثل تلك الزيارات فترتفع معنوياته وتطيب نفسه ويهدأ سـرّه وباله ، ويكسب قبل كل ذلك (الدعاء) ممن يزوره بالشفاء والأجر ..
** ويعتب الكثيرون على المريض وأهله حين لا يُخبرونهم بما أصابهم أو أصاب مريضهم ، ومعهم الحق في ذلك ، ولكن البعض منا لا يزال يعتقد أن ذلك هو نوع من إستجداء (الزيارة) أو (فرضها) ، وهذا خطأ جسيم وكبير ، فربما يدعو للمريض من يدعو دون زيارته وذلك هو الأهم ..
** في المستشفيات تتعرّف على الأحبة والأخلاء ومن يصلون الرّحـم ومن يبذلون الجهد والوقت من أجل ذويهم أو أصحابهم أو جيرانهم ، وفي المستشفيات تتعرّف أيضا على قاطعي الـرّحـم ، والغارقين في شهوات الدنيا ، والغفلة عن واجباتهم وحقوق الآخرين عليهم وكأنهم لا يسقمون ولا يموتون ...
** في المستشفيات ترى دموعاً وتسمع آيـة وحديثاً ودعاءاً ..
** وفي المستشفيات تتحقق مواقف التلاحم والمحبة والرحمة ..
** وفي المستشفيات ترى أناساً لم تقابلهم ولم تراهم من شهور وربما من سنين ..
** وفي المستشفيات ترى الشيوخ والعجائز يزحفون زحفاً لزيارة المريض ..
** وفي المستشفيات نعرف قيمة نعمة ((الـصـحـة)) ونتذكر التقصير في شكرها والشعور بها ..
** وفي المستشفيات ترتسم إبتسامات المواسات عبر أفواه مسلمة وغير مسلمة ..
** وفي المستشفيات تصفى القلوب وتختفى المشاكل وتبرز الهمّم ..
** وفي المستشفيات عائدون إلى الله وتـائبـون وحامدون وشاكرون ..
** وفي المستشفيات تميز معادن الرجال وأخلاقهم وصفاتهم ..
** وفي المستشفيات خير كثير ، وفي زيارة المريض خيرات كثيرة ..
** نعم أيها الأحبة :
** في المستشفيات ذكـرى لكل معتبر وصحيح ...
** الخواطر كثيرة ودقيقة ، عند كل مريض وكل مرافق وكل زائر ، وتختلف في تواردها من شخص إلى آخر ، ولكننا كتبنا بعض ما يصلح لكم ويُفيدكم ، وتركنا لكم فسحة منها من أجل أن تُشاركوننا تدوين تجاربكم وخواطركم (الصحيّة) ..
** أسأل الله لي ولكم شكر نعمة الهداية والصحة ، وأسأله أن يشفي مرضانا ومرضاكم ، ولا يحرمنا أجر ما عملنا وما كتبنا وما إجتهدنا .
** محبكم ــــ 6/8/1424هـ ـــــــ كـش مـلـك