العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-04-18, 06:10 AM   رقم المشاركة : 1
عبد الملك الشافعي
شيعي مهتدي






عبد الملك الشافعي غير متصل

عبد الملك الشافعي is on a distinguished road


قراءة جديدة في التراث الإمامي:مخالفات علي(رض) للوصية النبوية بما جرَّ لضرب زوجته (رض)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فمن خلال طرحي لإشكال عدم استخدام علي رضي الله عنه للسيف عند اغتصاب الخلافة وضرب زوجته الزهراء رضي الله عنها ، بينما استخدم السيف وانتفض غضباً للقتال حينما اقتلعوا ميزاب عمه العباس رضي الله عنه ..
وفوجئت بأحد الإمامية يحاول الإجابة عن ذاك الإشكال بإيراده رواية من كتاب سليم بن قيس مفادها بأن علياً لم يسكت على ضرب زوجته بل أخذ بتلابيب عمر وهمَّ بقتله لولا تذكره لوصية النبي صلى الله عليه وسلم فتركه ..
ثم بعد النظر من عدة زوايا في هذه الرواية - التي أوردها لتسعفه في الإشكال - ثم في مثيلاتها في التراث الروائي الإمامي وجدت فيها إشكالات عديدة بحق علي رضي الله عنه توازي إشكال سكوته إن لم تكن أشدّ وأعظم ..

وبيان ذلك مفصلاً من خلال عدة قضايا وكما يلي:
القضية الأولى: نقل رواية سليم بن قيس عن غصب الخلافة والهجوم على بيت علي ثم ضرب زوجته الزهراء رضي الله عنهما
لقد روى سليم بن قيس في كتابه ( ص 385-387 ) هذه الرواية مطولة ولذلك سأعرضها في ثلاث مقاطع ومشاهد ليتسنى لنا لاحقا التعليق وبيان النتائج ، وكما يلي:
المقطع الأول:رفض علي رضي الله عنه استجابة دعوتهم في البيعة لأبي بكر بعدما انعقدت له في السقيفة
فلما افتتن الناس بالذي افتتنوا به من الرجلين ، فلم يبق إلا علي وبنو هاشم وأبو ذر والمقداد وسلمان في أناس معهم يسير ، قال عمر لأبي بكر : ( يا هذا ، إن الناس أجمعين قد بايعوك ما خلا هذا الرجل وأهل بيته وهؤلاء النفر ، فابعث إليه ) . فبعث إليه ابن عم لعمر يقال له ( قنفذ ) فقال له : ( يا قنفذ ، انطلق إلى علي فقل له : أجب خليفة رسول الله ) . فانطلق فأبلغه . فقال علي عليه السلام : ( ما أسرع ما كذبتم على رسول الله ، نكثتم وارتددتم . والله ما استخلف رسول الله غيري . فارجع يا قنفذ فإنما أنت رسول ، فقل له : قال لك علي : والله ما استخلفك رسول الله وإنك لتعلم من خليفة رسول الله ) . فأقبل قنفذ إلى أبي بكر فبلغه الرسالة . فقال أبو بكر : ( صدق علي ، ما استخلفني رسول الله ) فغضب عمر ووثب وقام . فقال أبو بكر : ( إجلس ) . ثم قال لقنفذ : ( إذهب إليه فقل له : ( أجب أمير المؤمنين أبا بكر ) فأقبل قنفذ حتى دخل على علي عليه السلام فأبلغه الرسالة . فقال عليه السلام : ( كذب والله ، انطلق إليه فقل له : والله لقد تسميت باسم ليس لك ، فقد علمت أن أمير المؤمنين غيرك ) . فرجع قنفذ فأخبرهما . فوثب عمر غضبان فقال : ( والله إني لعارف بسخفه وضعف رأيه وإنه لا يستقيم لنا أمر حتى نقتله فخلني آتك برأسه ) فقال أبو بكر : ( إجلس ) ، فأبى فأقسم عليه فجلس . ثم قال : يا قنفذ ، انطلق فقل له : ( أجب أبا بكر ) . فأقبل قنفذ فقال : ( يا علي ، أجب أبا بكر ) . فقال علي عليه السلام : ( إني لفي شغل عنه ، وما كنت بالذي أترك وصية خليلي وأخي ، وأنطلق إلى أبي بكر وما اجتمعتم عليه من الجور ) .

المقطع الثاني: الهجوم على بيت علي رضي الله عنه وما رافقه من ضرب الزهراء رضي الله عنه ومحاولة قتلها
فانطلق قنفذ فأخبر أبا بكر . فوثب عمر غضبان ، فنادى خالد بن الوليد وقنفذا فأمرهما أن يحملا حطبا ونارا . ثم أقبل حتى انتهى إلى باب علي عليه السلام ، وفاطمة عليها السلام قاعدة خلف الباب ، قد عصبت رأسها ونحل جسمها في وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله . فأقبل عمر حتى ضرب الباب ، ثم نادى : ( يا بن أبي طالب ، افتح الباب ) . فقالت فاطمة عليها السلام : ( يا عمر ، ما لنا ولك ؟ لا تدعنا وما نحن فيه ) . قال : ( افتحي الباب وإلا أحرقناه عليكم ) فقال : ( يا عمر ، أما تتقي الله عز وجل ، تدخل على بيتي وتهجم على داري ) ؟ فأبى أن ينصرف . ثم دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب فأحرق الباب ، ثم دفعه عمر .
فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت : ( يا أبتاه يا رسول الله ) فرفع السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت . فرفع السوط فضرب به ذراعها فصاحت : ( يا أبتاه ) فوثب علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذ بتلابيب عمر ثم هزه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصى به من الصبر والطاعة ، فقال : ( والذي كرم محمدا بالنبوة يا بن صهاك ، لولا كتاب من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي ) .
فأرسل عمر يستغيث . فأقبل الناس حتى دخلوا الدار . وسل خالد بن الوليد السيف ليضرب فاطمة عليها السلام فحمل عليه بسيفه ، فأقسم على علي عليه السلام فكف .

المقطع الثالث: إخراج علي رضي الله عنه من بيته بالقوة لمبايعة أبي بكر رضي الله
وأقبل المقداد وسلمان وأبو ذر وعمار وبريدة الأسلمي حتى دخلوا الدار أعوانا لعلي عليه السلام ، حتى كادت تقع فتنة . فأخرج علي عليه السلام واتبعه الناس واتبعه سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وبريدة الأسلمي رحمهم الله وهم يقولون : ( ما أسرع ما خنتم رسول الله صلى الله عليه وآله وأخرجتم الضغائن التي في صدوركم ) .


القضية الثانية:أمر النبي صلى الله عليه وسلم علياً بقتال المغتصبين للخلافة إنْ تهيأ له أربعون رجلاً
وهذه القضية قد نطقت بها مروياتهم وقررها علماؤهم فمنها:
1- روى سليم بن قيس في كتابه ( ص 217 ) عن علي رضي الله عنه قوله:[ ولو كنت وجدت يوم بويع أخو تيم تتمة أربعين رجلا مطيعين لي لجاهدتهم ].
2- روى أيضاً ( ص 219 ):[ يا بن قيس ، والذي فلق الحبة وبرء النسمة ، لو أن أولئك الأربعين الذين بايعوا وفوا لي وأصبحوا على بابي محلقين رؤوسهم قبل أن تجب لعتيق في عنقي بيعته لناهضته وحاكمته إلى الله عز وجل ].
3- روى أيضاً ( ص 218 ):[ يا بن قيس ، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إني لو وجدت يوم بويع أخو تيم - الذي عيرتني بدخولي في بيعته - أربعين رجلا كلهم على مثل بصيرة الأربعة الذين قد وجدت لما كففت يدي ولناهضت القوم ، ولكن لم أجد خامسا فأمسكت ].
4- روى أيضاً ( ص 152 ):[ أما والله ما ألوم نفسي في جهادكم ، ولو كنت استمكنت من الأربعين رجلا لفرقت جماعتكم ، ولكن لعن الله أقواما بايعوني ثم خذلوني ].
5- روى أيضاً ( ص 146 ):[ فذكرهم حقه ودعاهم إلى نصرته ، فما استجاب له منهم إلا أربعة وأربعون رجلا . فأمرهم أن يصبحوا بكرة محلقين رؤوسهم معهم سلاحهم ليبايعوا على الموت . فأصبحوا فلم يواف منهم أحد إلا أربعة ].
6- روى أحمد بن أبي طالب الطبرسي في كتابه ( الاحتجاج )( 1 / 110 ):[ فقلت له بأبي أنت وأمي يا نبي الله فما تأمرني أن أفعل إذا كان ذلك ؟ فقال لك : إن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم ونابذهم ، وإن لم تجد أعوانا فبايعهم واحقن دمك . فقال علي عليه السلام : أما والله لو أن أولئك الأربعين رجلا الذين بايعوني ووفوا لجاهدتكم في الله ولله ]. - الشيخ الطبرسي - ج 1 - ص 110
7- أورد علامتهم محمد باقر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار ) ( 29 / 420 ):[ والذي بعث محمدا بالحق لو وجدت يوم بويع أخو تيم أربعين رهطا لجاهدتهم في الله إلى أن أبلي عذري ].
8- أورد المجلسي أيضا ( 28 / 312 ):[ فأما قوله : " لم يكن لي معين إلا أهل بيتي فضننت بهم عن الموت " فنقول ما زال علي ( عليه السلام ) يقوله ، ولقد قاله عقيب وفات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : لو وجدت أربعين ذوي عزم ، ذكر ذلك نصر بن مزاحم في كتاب صفين ، وذكره كثير من أرباب السيرة ].
9- يقول علامتهم محمد رضا المظفر في كتابه ( السقيفة ) ( ص 151-152 ):[ وأصرح من ذلك ما كان يقوله : " لو وجدت أربعين ذوي عزم منهم لناهضت القوم " وهذا ما عده معاوية من ذنوبه ، وذلك فيما كتب إليه من قوله : " فمهما نسيت فلا أنسى قولك لأبي سفيان لما حركك وهيجك لو وجدت أربعين ذوي عزم منهم لناهضت القوم ، فما يوم المسلمين منك بواحد " ، ولم ينكر أمير المؤمنين عليه السلام هذا القول في جوابه على هذا الكتاب . وفي التاريخ مقتطفات تؤيد ذلك ، كما في تأريخ اليعقوبي : إن أصحابه الذين كانوا يجتمعون إليه طالبوه بمناهضة القوم وتعهدوا بالنصرة ، وكأنهم ظنوا أن قد بلغوا العدد المطلوب " 40 ذوي عزم " فقال لهم : اغدوا على هذا محلقي الرؤوس ، وهو إنما يريد أن يريهم أنهم لم يبلغوا المنزلة التي تقام بها الحجة ، فلم يعد عليه إلا ثلاثة نفر ].
10- قال علامتهم المظفر أيضاً في نفس الكتاب ( ص 204 ):[ فإن الإمام في الأول يقول : لو وجدت الأربعين على هذه الصفة لناهضت القوم ، ومعنى ذلك أنه لم يجد الأربعين فلم يناهضهم يعني أنه سالمهم ].
11- يقول علامتهم السيد علي خان المدني في كتابه ( الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة )( ص 38 ):[ وأما الذين كانوا معه " ع " فقيل أنهم لم يبلغوا الأربعين حتى روى عنه أنه قال لو وجدت أربعين رجلا لقاتلهم ].


القضية الثالثة:أمر النبي صلى الله عليه وسلم علياً بكفِّ يده والصبر والطاعة والمبايعة للمغتصبين حال فقدان الأعوان
وهذه الوصية بالسكوت وكف اليد والصبر والطاعة للمتصدين للخلافة وردت بعدة صورة وتعبيرات منها:
الصورة الأولى:أمرهم بالصبر والطاعة والمبايعة
1- فقد روى سليم بن قيس في كتابه ( ص 387 ):[ فوثب علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذ بتلابيب عمر ثم هزه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصى به من الصبر والطاعة ، فقال : ( والذي كرم محمدا بالنبوة يا بن صهاك ، لولا كتاب من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي ) ].
2- ورى سليم بن قيس أيضاً ( ص 155 ):[ وإن أنت لم تجد أعوانا فبايع واحقن دمك ].
3- روى أيضاً ( ص 150 ):[ فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاه به ، فقال : ( والذي كرم محمدا بالنبوة - يا بن صهاك - لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله لعلمت إنك لا تدخل بيتي ) ].

الصورة الثانية:أمره بكفِّ اليد
1- روى سليم بن قيس في كتابه ( ص 215 ):[ وإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا ].
2- روى أيضاً ( ص 304 ):[ فإن وجدت أعوانا عليهم فجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك فإنك إن نابذتهم قتلوك ، وإن تبعوك وأطاعوك فاحملهم على الحق وإلا فدع ، وإن استجابوا لك ونابذوك فنابذهم وجاهدهم ، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك ].
3- روى أيضاً ( ص 305 ):[ إن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك ، فإنك إن نابذتهم قتلوك ، وإن تبعوك وأطاعوك فاحملهم على الحق . واعلم أنك إن لم تكف يدك وتحقن دمك إذا لم تجد أعوانا أتخوف عليك أن يرجع الناس إلى عبادة الأصنام والجحود بأني رسول الله ].
4- روى أيضاً ( ص 427 ):[ فإن وجدت أعوانا فجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك . أما إن الشهادة من وراءك ، لعن الله قاتلك ].
5- روى محمد بن جرير الطبري ( الشيعي الإمامي ) في كتابه ( المسترشد )( 371 ):[ وكذلك قال لي أخي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنا فلا أخالف أمره ، وما ضننت بنفسي عن الموت فماذا أقول له إذا لقيته ؟ وقال : ألم آمرك بحقن دمك وكف يدك ، فهذا عذري ].
6- روى شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي في كتابه ( الغيبة )( ص 193 ):[ وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك ، فإن الشهادة من ورائك لعن الله قاتلك ].
7- روى شيخهم أحمد بن أبي طالب الطبرسي في كتابه ( الاحتجاج )( 1 / 98 ):[ وإن لم تجد أعوانا كف يدك واحقن دمك حتى تلحق بي مظلوما ].

فمن خلال هذه القضايا الثلاث مجتمعة نجد أن علياً بعد اغتصبت منه الخلافة - كما بيناه في القضية الأولى - كان أمامه خياران هما:
الخيار الأول:
إن اجتمع عنده أنصار يبلغ عددهم أربعون رجلاً فيتوجب عليه المعارضة ومجاهدتهم لاسترجاع حقه في الخلافة ، وهذا قد بينته في القضية الثانية.


الخيار الثاني:
إن لم يتحقق له العدد الكافي من الأنصار ( 40 رجلاً ) وهو ما وقع بالفعل ، فيجب عليه الصبر وكف اليدّ والطاعة والتسليم والمبايعة للمتصدين للخلافة ، كما أمره بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصى به من الصبر والطاعة .. وإن أنت لم تجد أعوانا فبايع واحقن دمك ) ، وهذا قد بينته في القضية الثالثة .


والسؤال المفصلي هو:
هل التزم عليٌ رضي الله عنه بوصية النبي صلى الله عليه وسلم له بالصبر والطاعة والمبايعة وكفّ اليد بفقد العدد الكافي من الأعوان ؟
والجواب الواضح والصريح من خلال التراث الروائي الإمامي هو عدم التزامه رضي الله عنه بالوصية النبوية ووقع في جُرْم المخالفة كما صوروه ونسبوا له الطامات والتي منها:
الطامة الأولى:مخالفته للوصية النبوية برفضه المبايعة والطاعة لهم
وهذا الفعل منه يخالف ما أوصاه به رسول الله عليه وسلم من الصبر والطاعة والبيعة كما صرحت به رواياتهم ( فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصى به من الصبر والطاعة .. وإن أنت لم تجد أعوانا فبايع واحقن دمك ) ، فنراه قد امتنع عن الاستجابة للبيعة والطاعة لأبي بكر مع تكرارهم عليه الطلب ثلاث مرات كما في المقطع الأول من القضية الأولى ، وهذه معصية صريحة لوصية النبي صلى الله عليه وسلم.

الطامة الثانية:مخالفته للوصية النبوية بعدم كفّ يده وأخذه بتلابيب عمر في أربعة مواطن
وقد صدرت منه هذه المخالفة بعدم كفّ يده وأخذه بتلابيب عمر في أربعة مواطن هي:
الموطن الأول:
روى سليم بن قيس في كتابه ( ص 387 ):[ فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت : ( يا أبتاه يا رسول الله ) فرفع السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت . فرفع السوط فضرب به ذراعها فصاحت : ( يا أبتاه ) ، فوثب علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذ بتلابيب عمر ثم هزه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصى به من الصبر والطاعة ، فقال : ( والذي كرم محمدا بالنبوة يا بن صهاك ، لولا كتاب من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي ) ].
ورى سليم بن قيس أيضاً في نفس حادثة الهجوم على بيت علي رضي الله عنه بصورة أخرى ( ص 150 ):[ فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاه به ، فقال : ( والذي كرم محمدا بالنبوة - يا بن صهاك - لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله لعلمت إنك لا تدخل بيتي ) ].

الموطن الثاني:
روى شيخهم أحمد بن أبي طالب في كتابه ( الاحتجاج )( 1 / 104 ):[ وقام إليه سلمان الفارسي فقال ، الله أكبر الله أكبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله بهاتين الأذنين وإلا صمتا يقول " بينا أخي وابن عمي جالس في مسجدي مع نفر من أصحابه إذ تكبسه جماعة من كلاب أصحاب النار يريدون قتله وقتل من معه ، فلست أشك إلا وأنكم هم " فهم به عمر بن الخطاب فوثب إليه أمير المؤمنين عليه السلام وأخذ بمجامع ثوبه ثم جلد به الأرض ثم قال : يا بن صهاك الحبشية لولا كتاب من الله سبق وعهد من رسول الله تقدم لأريتك أينا أضعف ناصرا وأقل عددا . ثم التفت إلى أصحابه فقال : انصرفوا رحمكم الله ].

الموطن الثالث:
روى شيخهم أحمد بن أبي طالب الطبرسي في كتابه ( الاحتجاج )( 1 / 124-127 ):[ فقال عمر : الرأي أن تأمر بقتله ، قال : فمن يقتله ؟ قال : " خالد بن الوليد ". فبعثوا إلى خالد فأتاهما ، فقالا : نريد أن نحملك على أمر عظيم ، قال : احملاني على ما شئتما ، ولو على قتل علي بن أبي طالب ، قالا : فهو ذلك ، قال خالد : متى أقتله ؟ قال أبو بكر : احضر المسجد وقم بجنبه في الصلاة ، فإذا سلمت فقم إليه واضرب عنقه ، قال : نعم .. ثم قام وتهيأ للصلاة ، وحضر المسجد ، وصلى خلف أبي بكر ، وخالد بن الوليد يصلي بجنبه ، ومعه السيف ، فلما جلس أبو بكر في التشهد ، ندم على ما قال وخاف الفتنة ، وعرف شدة علي وبأسه ، فلم يزل متفكرا لا يجسر أن يسلم ، حتى ظن الناس أنه قد سهى . ثم التفت إلى خالد ، فقال : " يا خالد لا تفعلن ما أمرتك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا خالد ما الذي أمرك به ؟ فقال أمرني بضرب عنقك ، قال : أو كنت فاعلا ؟ قال : إي والله ، لولا أنه قال لي لا تقتله قبل التسليم لقتلتك . قال : فأخذه علي عليه السلام فجلد به الأرض ، فاجتمع الناس عليه ، فقال عمر يقتله ورب الكعبة ، فقال الناس ، يا أبا الحسن الله الله ، بحق صاحب القبر ، فخلى عنه ، ثم التفت إلى عمر ، فأخذ بتلابيبه وقال : يا بن صهاك والله لولا عهد من رسول الله ، وكتاب من الله سبق ، لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقل عددا ودخل منزله ].

الموطن الرابع:
روى علامتهم المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار )( 29 / 113 ):[ قال : فلما قبضت أتاه أبو بكر وعمر وقالا : لم لا تخرجها حتى نصلي عليها ؟ فقال : ما أرانا إلا سنصبح ، ثم دفنها ليلا ، ثم صور برجله حولها سبعة أقبر . قال : فلما أصبحوا أتوه فقالا: يا أبا الحسن ! ما حملك على أن تدفن بنت رسول الله ( ص ) ولم نحضرها ؟ قال : ذلك عهدها إلي . قال : فسكت أبو بكر ، فقال عمر : هذا والله شئ في جوفك . فثار إليه أمير المؤمنين عليه السلام فأخذ بتلابيبه ، ثم جذبه فاسترخى في يده ، ثم قال : والله لولا كتاب سبق وقول من الله ، والله لقد فررت يوم خيبر وفي مواطن ، ثم لم ينزل الله لك توبة حتى الساعة . فأخذه أبو بكر وجذبه وقال : قد نهيتك عنه ].

الطامة الثالثة:مخالفته للوصية النبوية - بوجوب المبايعة والطاعة لهم - تسبَّبَ بضرب زوجته الزهراء رضي الله عنها
وهذه الطامة ربما تكون الأشدّ وقعاً في التراث الإمامي ، فلو أنه رضي الله عنه قد امتثل وصية النبي صلى الله عليه وسلم له ببذل الطاعة والمبايعة لهم عند فقده الأعوان - أربعون رجلاً - لما استفزهم ذلك حتى قادهم للهجوم على بيته لإخراجه عنوةً ليبايع !
فلو أنه لم يتحصَّن في بيته وخرج لهم بعد مطالبتهم له بالبيعة ثلاث مرات لما حصل الهجوم على بيته ولما أدى إلى ضرب الزهراء رضي الله عنه وكسر ضلعها وإسقاط جنينها !
فليتأمل عقلاء الشيعة فيما نسبه الموروث الإمامي لعلي رضي الله عنه من تلك الطامات الثلاث بمعصيته للوصية النبوية ( 1- بعدم المبايعة والطاعة 2-بعدم كف اليد ) ثم كيف تسبَّبت معصيته تلك بشر أعظم وهو الاعتداء على الزهراء بضربها وكسر ضلعها وإسقاط جنينها !!!

فمن يتأمل تلك القضايا الثلاث مجتمعة سيجزم بإساءة الموروث الشيعي لعلي رضي الله عنه ؛ إذ نسبوا إليه المخالفة لوصية النبي صلى الله عليه وسلم !
ومع أن مجرد وصمه بمخالفة الوصية النبوية تكفي للقدح به وانتقاض عصمته ، إلا أن الأمر لم يقف عند ذلك الجُرْم ، بل ترتب عليه شرٌّ أعظم وفسادٌ أكبر بالاعتداء على زوجته بالضرب حتى كُسِرَ ضلعُها وأُسْقِطَ جنينُها !







التوقيع :
حسابي في تويتر / المهتدي عبد الملك الشافعي / alshafei2019
رابط جميع مواضيع المهتدي من التشيع .. عبد الملك الشافعي :

وأرجو ممن ينتفع من مواضيعي أن يدعو لي بالتسديد والقبول وسكنى الحرم
من مواضيعي في المنتدى
»» تحريض الموروث الروائي الشيعي لهتك مقدسات المسملين (3) نبش قبري أبي بكر وعمر وإحراقهما
»» الفحش في الموروث الشيعي:عدم عصمة الشيعي من فعل اللواط، مع عصمته عن كونه هو المفعول به
»» مفيد الإمامية يضرهم بتقريره لعقيدة العصمة بين اختيار الحكم بجهله أو الحكم بانحرافهم
»» علامتهم المجلسي يهتك الأستار:التكفير عند الشيعة يشمل جميع أهل السنة ولا يختص بالنواصب
»» عاجل ومهم .. كتابي ( صلاة الشيعة في مساجد المسلمين ) في قناة وصال غداً الخميس مساءاً
 
قديم 15-04-18, 11:31 AM   رقم المشاركة : 2
ابوكوثر
عضو ماسي







ابوكوثر غير متصل

ابوكوثر is on a distinguished road




الوصية

وصى النبي (ص) علي وقال له :

[[فاطمة أمانة و وديعة عندك يا علي والأمانة تُرد سالمة]] (1)

[[وهم يقولون ، أنها لم تُرد سالمة]] (2)


(1) شجرة طوبى 2/ 254 - 443
الموسوعة الكبرى لفاطمة للزنجاني 3/ 217 عن الطرف و خصائص الأئمة
بحار الأنوار 22/ 484
المجالس العاشورية ص297
الصراط المستقيم 2/ 92
أعلام الهداية 3/ 95


(2) قال العلامة الأميني : كلما كنت أذهب إلى المدينة لزيارة البقيع والشهداء أسمع في أذني هذه أنــيــن مولاتي فاطمة الزهراء (ع) فكنت أستمع إلى أنينها المنكسر وأنت تسألني عن قبرها والحال أن آلامها ما زالت تسمع ؛ ( نقلاً عن رسالة بخط يد الشيخ فاضل الفراتي ) .







 
قديم 25-04-18, 08:15 PM   رقم المشاركة : 3
أبو جنى1
عضو







أبو جنى1 غير متصل

أبو جنى1 is on a distinguished road


موضوع مميز صراحة
والذين نسجوا هذه الروايات لم ينتبهوا الى معايبها ومن تلقفها من بعدهم امن بها ولم يحكم عقله نهائيا ولو امعن النظر قليلا وترك العاطفة المذهبية لتبرا من هذه الاكاذيب .







 
قديم 17-06-18, 09:30 AM   رقم المشاركة : 4
طرابلسي سني
عضو ذهبي







طرابلسي سني غير متصل

طرابلسي سني is on a distinguished road


اقتباس:
فأخذ بتلابيب عمر ثم هزه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصى به من الصبر والطاعة ، فقال : ( والذي كرم محمدا بالنبوة يا بن صهاك ، لولا كتاب من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي ) .

و هل الإمام ينسى حتى يتذكر؟






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:53 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "