حكم الشيعة بإسلام أهل القبلة بين الأمل والألم .. زعيمهم جعفر كاشف الغطاء أنموذجاً
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فلا يزال الكلام عن موقف الشيعة الإمامية من باقي الفرق الإسلامية من أهل القبلة بين الأخذ والرد ..
وهل الثابت في مذهبهم والذي عليه جمهورهم هو القول بكفرهم أو إسلامهم ؟
فالذي عليه جمهورهم هو الحكم بإسلام الفرق المخالفة للإمامية من أهل الشهادتين ، مع الحكم بعدم إيمانهم ، أي أننا في نظرهم مسلمون غير مؤمنين .. فهذه خلاصة الحكم.
وبما أن حكمهم بالإسلام لمخالفيهم فيه براءتهم ظاهراً من جُرْمِ التكفير ؛ إذ المتبادر منه هو إثباتهم لمخالفيهم سائر أحكام الإسلام التي جاءت بها الشريعة الإسلامية ..
فلذا آثرت تناول شخصية اعتلت منصة زعامة المذهب الإمامي - وهو المرجع جعفر كاشف الغطاء - لنرى من خلالها تصريحاتها حقيقة الإسلام الذي يثبتوه لمخالفيهم وهل فيه تجدد الأمل بلمّ شعث الأمة ونبذ التفرق والعداء والتكفير ، أم هو الألم والخيبة لما ينطوي عليه من حقد وعداء ..
فإليكم بيان ذلك بعدة حقائق نقلتها من كتابه ( كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء ) وكما يلي:
الحقيقة الأولى:حكمه بإسلام سائر الفرق المخالفة للإمامية
فقال في ( 2 / 403 ):[ وبعض أقسام المسلمين وإن خرجوا عن الطريقة الحقة في بعض الأصول والفروع داخلون في عنوان المسلمين ويجري عليهم ما يجري على أهل الحق من عصمة الدماء والأعراض والسبي والمال وطهارة السؤر وحلية الذبايح إلى غير ذلك ].
الحقيقة الثانية:تقسيمه الناس إلى ثلاثة أقسام ( مؤمن ، مسلم ، غير مسلم )
إن الناس عنده ثلاث أقسام وهم:
1-المؤمن وهو الشيعي الإمامي حصراً.
2-المسلم وهو كل صاحب شهادتين من أهل القبلة من غير الإمامية.
3-غير المسلم وهو كل شخص لم يدخل دائرة الإسلام من سائر الملل والأديان والأخرى.
فمن تصريحاته التي وردت في كتابه ( كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء ) ما يلي:
1-قال في ( 2 / 370 ):[ ومنها لفظ المؤمنين وهم الإمامية .. والظاهر أنه صادق على طائفة واحدة وهي الفرقة الجعفرية الاثني عشرية ].
2- قال في ( 1 / 59 ):[ المقصد الثالث في الإيمان ويتحقق بإضافة اعتقاد العدل والإمامة مع الأصول الثلاثة الإسلامية فلا تصح عبادة غير الإمامي من غير فرق المسلمين ].
3- أكد تقسيمه للناس إلى ثلاثة أقسام ( مؤمن ، مسلم ، غير مسلم ) ، فقال في ( 2 / 355 ):[ ثانيها الإيمان فلا يصح صوم غير المؤمن ، مسلماً كان أو لا ].
4- قال في ( 2 / 355 ):[ المطلب السادس في أوصاف المستحقين وهي أمور أحدها الإيمان ويتحقق بالإقرار والاعتقاد من دون عناد بالله وبالنبي صلى الله عليه وآله والأئمة الاثني عشر عليهم السلام من دون إنكار ضروري أو كفر نعمة أو هتك حرمة الإسلام ].
الحقيقة الثالثة:بيان الأحكام التي أثبتها بحق المسلمين من غير الشيعة
في مبحث تجهيز أموات المسلمين من أهل القبلة والذي عرَّفه في ( 2 / 403 ):[ التجهيز من التغسيل والتحنيط والتكفين والصلاة والدفن ] ، وقال أيضاً في ( 2 / 254 ):[ المبحث الرابع : في تجهيزه وهي تهيئة أسباب رحيله إلى قبره ومقرّه ].
فبعد أن أثبت لهم حكم الإسلام أثبت بحقهم أحكاماً تدمي منها القلوب ، وتتقطَّع عندها النفوس ، فقال في ( 2 / 255 ):[ ولا تجهيز وجوباً ولا ندباً لغير المؤمن ، مسلماً كان أو لا ، وبطون الكلاب ومواضع الخلاء أحقُّ به ].
وقال أيضاً في ( 2 / 403 ) :[ فإذا ماتوا خرجوا من حكم الإسلام وأول مراتب الخروج التجهيز من التغسيل والتحنيط والتكفين والصلاة والدفن إلا مع الخوف ، وآخره الخلود ].
فتأملوا بتفصيل هذه الأحكام التي أثبتها بحق المسلمين من أهل القبلة وكما يلي:
1-تجهيز المسلم من غير الإمامية غير واجب ولا مندوب ، بمعنى آخر أن تجهيزه مكروه أو محرَّم ، فهنا يحرم أهل القبلة من أبرز حقوق الإسلام وهي وجوب تجهيز موتاهم ..
فأي إسلام يخدعوننا بإثباته لأهل القبلة ؟!!!
2-إن الحكم اللائق بالمسلم من أهل القبلة في نظر زعيم مذهب الإمامية هو أن تُتْرَكَ جثته طعاماً للكلاب أو تُلْقى في دورات المياه مع النجاسات والقذارات ..
فهل هذه حقوق المسلم وأحكامه عند الإمامية ، وهل سيفرح العاقل بمنح الإمامية له حكم الإسلام من خلال تعاملهم مع جثته بتلك الطريقة البشعة المُرَوِّعة ؟!!!
3- إن الحكم الأخروي الذي ينتظر أهل القبلة هو الخلود في النار بقوله:[ فإذا ماتوا خرجوا من حكم الإسلام .. وآخره الخلود ]..
فأي إسلام يضحكون به على الذقون ومالفرق بين هذا المسلم وسائر الملل الكافرة من الوثنية والمجوسية والبوذية ما دام الجميع مشتركون في المصير وهو الخلود في النار ؟!
فعسى أن يستفيق أهل السنة ولا يغتروا حينما يسمعوا أو يقرأوا عن حكم الإمامية بإسلام جميع الفرق المخالفة لهم من أهل القبلة ..
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد ..