أقول: الذي وضعه عن درجته هم الخوارج و المخالفون، فإن الخوارج حكموا بكفره حتى أنه روي أن المراد بالإنسان في قوله عز و جل: (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ) علي بن أبي طالب (ع) يعني ما الذي صار سببا في كفره حتى جوّزوا قتله وحكموا به، وأمّا المخالفون فأخروه عن درجته إلى الدرجة الرابعة وقالوا: إنه رابع الخلفاء. مع أنه لا خليفة إلا هو وأولاده الأئمة المعصومين (ع)، و الذي رفعه فوق ما رفعه الله لهم، الــغــلاة و من قاربهم في المقالات، (و هم فرق متعددة) ؛ ومنهم الغــرابــيــة كانوا يقولون: إن محمدا يشبه عليّا مشابهة الغراب للغراب، فأرسل اللّه تعالى الأمين جبرائيل (ع) بالرسالة و الوحي إلى أمير المؤمنين (ع) فغلط وجعلها في محمد (ص)، فمن ثم كانوا يطعنون على الأمين جبرائيل (ع) في التبليغ و يقولون: إنه خـــــــان الــــوحــــي و أدى الرسالة إلى غير من هي له.
رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار - السيد الجزائري 3/ 250